دعوة اخوية الى ما يسمى تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا.. بشأن عقد مؤتمر قومي


هذا المقال يعبر عن وجهة نظري الشخصية .

من نافلة القول ان سؤالاً ينبعث من ثنايا العنوان مفاده : كيف تريد ان تفتح قناة للحوار والتفاهم مع جهة وتطلق عليها لفظة { ما يسمى } ، اجل انه سؤال وجيه وأجيب عليه : ان الأخوة الكتاب في هذا التجمع يطلقون علينا في افضل الأحوال مثالب من قبيل انفصاليين وانقساميين وفي مناسبات اخرى تلصق بنا تهم التخوين والتآمر  مما يحمل الخطاب الأديولوجي الشمولي الذي ينتعش في الأحزاب المغالية في دعواتها القومية المتزمتة .

في معظم المناسبات يطرح زملاء اوأصدقاء ومنهم الأخ الشماس يوسف حودي كمثل غير حصري الذي يقول : لماذا لا تحاولون مد جسور التواصل مع القوى السياسية الآشورية ؟ مثلاً مع المجلس الشعبي او الحركة الديمقراطية الآشورية او الحزب الوطني الآشوري .. في الحقيقة ، نمد يدنا للمصافحة للحوار والمصارحة بمنطق الأخوة والند للند والشراكة الشفافة وكل طرف يكون محتفظاً باستقلاليته وكرامته دون تسيّد منطق القوي والضعيف او الغالب والمغلوب . هذا هو الطريق السوي للتفاهم .

واليوم امامنا فرصة ذهبية وهي انعقاد مؤتمر اطلق عليه اسم {{{ المؤتمر القومي }}} . وهي مناسبة لتصفية النوايا والقلوب ، آخذين بنظر الأعتبار قبل كل شئ مصلحة شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ، والذي يتطلع بمهنية الى تحقيق وحدة حقيقية وليس وحدة شكلية مبنية على اساس من الرمال فحواها إلغاء الواوات فحسب ، وكأنها معجزة او عصا سحرية افلحت في مسح كل الخلافات والتناقضات لأن الواوات أزيلت ، ولا شك ان الأفتراض مع احترامي لكل من يقبل به سنطلق عليه بأنه تفكير ساذج ، فليس معقولاً ان الحذف الشكلي للواو يصير الى حذف الأختلافات والخلافات والتناقضات السياسية والأجتماعية واللغوية والكنسية التي عمرها عقود بل قرون من السنين ، إنه فكر طفولي لا يستند على الحكمة والمنطق .

عليه ارى :

إن المؤتمر القومي المزمع عقده في بحر الأشهر القادمة يمكن ان يشكل محطة تاريخية في تاريخ المكون المسيحي في العراق الذي يتكون من الكلدان والسريان والآشوريين وذلك بوضع اسس متينة للانفتاح والتعاون الندي الأخوي المبني على الأحترام المتبادل ، والبعيد كل البعد عن فرض اجندات اديولوجية ، واعتبار تلك الأجندات بأنها يقينيات لا يجوز مخالفتها ومن يتجرأ على مخالفتها فهو خائن وزنديق وكافر وانفصالي وتقسيمي الى اخره من المصطلحات التي تزخر بها مكتبات الأحزاب الشمولية .

وثمة طريقان لعقد مؤتمر قومي

الأول :

كما هو معروف التجمع الذي يطلق عليه تجمع كلداني سرياني آشوري يملك امكانيات مالية فائقة، وله مواقع نافذة لدى اصحاب القرار في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان . وهذا التجمع يستطيع ان يحجز له قاعة كبيرة ذات مقاعد وثيرة ويتصدرها علم آشوري كبير ويقيم مهرجان خطابي ، ويحجز فنادق درجة اولى للمدعوين ويصرف بطاقات سفر ووو ..ويقدم دعوة لشخصيات سياسية مرموقة ، ويرسل بطاقات اخرى يدعو فيها عدداً من {المداحين والمصفقين } لكل ما يقال في المؤتمر ، ثم يصار الى إصدار  بيان ختامي وتوصيات تمت كتابتها في مستهل انعقاد اي قبيل انعقاد المؤتمر اصلاً .

كما يجري تحشيد وسائل الإعلام وفي مقدمتها  فضائيتي عشتار وآشور وبعض الفضائيات الأخرى وكل شئ يتم دون معارضة وبموافقة الجميع وبدرجة { موافج } . إن هذا السيناريو معلوم ولا يحتاج الى دراسات مستفيضة او تحليل للتنبؤ بالنتائج التي يخرج بها هكذا مؤتمرالذي اطلق عليه مؤتمر قومي ، ومقدماً يمكن التأكيد على ان المؤتمر سيكون مؤتمراً شكلياً وديكورياً للقوى المتنفذة كالمجلس الشعبي .. والحركة الديمقراطية الاشورية والأخوة الأخرين الذي لا يرغبون بتحريك الماء الراكد .

هذا هو السيناريو المتوقع والذي لا نريد ان يستمر بتلك الصورة القاتمة الكئيبة .

الأحتمال الثاني وهو الذي نقترحه

اما السيناريو الآخر هو ان يصار للإعداد للمؤتمر بتشكيل هيئة تحضيرية من نخبة من المثقفين المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين الى جانب اعضاء من التجمع المعروف باسم الكلداني السرياني الآشوري ، وأعضاء من الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية التي تضم كل الحزب الديمقراطي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد والحزب الوطني الكلداني .

إن المؤتمر القومي ينبغي ان يكون فيه مساحة مناسبة لكل الآراء دون اللجوء الى الأنتقائية وفرض الأحكام الأستباقية الأفتراضية بكون فلان انفصالي وفلان وحدوي .  إن مثل هذا المؤتمر يمكن ان يشكل انعطافة في علاقاتنا ومحطة تاريخية مهمة في تاريخ الشعب المسيحي المتكون من الكلدان والسريان والآشوريين فتمد جسور الثقة المتبادلة وفي بناء علاقات اخوية ونقطة بداية لإزالة الأحقاد وترسبات الماضي والتي نجمت عن الفكر الأقصائي للاحزاب الآشورية تحديداً ، إن هذا السيناريو الذي اقترحه لمؤتمر قومي حقيقي يتسم بالمهنية والشفافية والتفاهم والتعاون الندي المتكافئ .

هذه هي نظريتنا في التعاون والتفاهم والشراكة الأخوية .

ان يصار الى فتح باب التحدث والتعبير عن الراي بكل حرية لكل الأطراف ، يمنح وقت كافي  لمن يعتبرون انفسهم اشوريين  ، وتمنح نفس المساحة من الحرية للتحدث لمن يفتخر بقوميته الكلدانية ، وحسب هذه المعادلة تمنح الفرصة لمن يعتبر نفسه سرياني ، او يقول انا كلداني سرياني آشوري او كلدوآشوري او سورايا .. الخ  هنا سوف تمنح مساحة من الحرية للجميع بمناى عن اي افتراضات اواجندات يقينية استباقية لجعلها حقائق مطلقة لا يجوز مخالفتها .

 المؤتمر القومي لكي يعني مؤتمر قومي حقيقي صحيح ، ينبغي ان ينعقد تحت خيمة يدخلها الهواء الطلق النقي تتوفر حرية التكلم والتتعبير عن الرأي دون فرض اجندات وكأنها حقائق ومقدسات لا يمكن مناقشتها او مسها  . فليس من المعقول ان نقسم شعبنا الى فسطاطين الأول انقسامي وانفصالي لانه يحترم هويته وقوميته الكلدانية ، والآخر وحدوي وأمثوي لأنه يحترم هويته وقوميته الآشورية ، يجب ان يكون لنا معيار واحد للجميع ، اجزم بعدم وجود في اثننوغرافية الشعوب على كوكب الأرض شعب يحمل ثلاثة اسماء مدمجة بشكل تعسفي ، كل ذلك يجري تمريره رضوخاً لتوجيهات سياسية تستغلها قوى سياسية لمنفعتها الحزبية . إنها إساءة لمكوناتنا واسماؤنا التاريخية الجميلة من الكلدانية والآشورية والسريانية .

المجتمع البشري يولج في العشرية الثانية من القرن 21 ونحن في زمن انتصار الأفكار الليبرالية الحديثة على الأفكار العنصرية الأقصائية البالية ، وفي محيطنا مهما جمّلت افكار إلغاء القومية الكلدانية تحت مبررات الوحدة ، فإنها تبقى افكار عنصرية إقصائية لا تختلف عن افكار اقصائية اخرى كالستالينية والصدامية والأتاتوركية التي كانت جميعها تلغي الآخر تحت ذريعة خلق مجتمع متجانس موحد ، وعندنا يجري تمرير هذه الأفكار الأقصائية تحت يافطة  خلق وحدة مسيحية قومية متجانسة ، فالفكر واحد والهدف واحد .

إن متعصبي الأمس يخجلون من افكارهم ، لكن نرى متعصبوا ابناء شعبنا المسيحي يروجون لفكر اقصائي دون خجل وكأنهم ياتون بأفكار جديدة لم تشرق عليها الشمس بينما هي افكار عنصرية بالية عفا عليها الزمن .

أقول :

إن عقد مؤتمر قومي حقيقي يكون بالأحترام والأعتراف المتبادل بين مكونات شعبنا ويتم ذلك من خلال :

اولاً :  توجيه دعوة لحضور المؤتمر المذكور للاحزاب القومية الكلدانية التي تحترم اسمها وقوميتها الكلدانية ، وهي الحزب الديمقراطي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد والحزب الوطني الكلداني ، والمجلس الكلداني العالمي في سان دييكو وتجمع الوطني الكلداني .

ثانياً : توجيه دعوة للاحزاب الآشورية والتي تحترم قوميتها الأشورية ولا تقبل بالتسمية القطارية .

ثالثاً: تفسح مساحة متساوية من الحرية لكل  طرف من الأطراف بالتعبير عن وجهة  نظره ، وتتاح هذه الفرصة في وسائل الأعلام لا سيما فضائتي آشور وعشتار .

رابعاً : يصار الى وقف الحملات الأعلامية بيننا لخلق اجواء اخوية في اروقة المؤتمر .

خامساً : يرفع العلم الكلداني الى جانب العلم الآشوري في قاعة المؤتمر القومي .

سادساً : يتحمل المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية نفقات المؤتمر ، لأن التنظيمين يتكلمان باسم المسيحيين ، ويستلمان كل المخصصات الممنوحة للمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين من قبل الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان ، فالخزينة في حوزتهم ويترتب عليهم الصرف على المؤتمر المنعقد تحت الأسم القومي .

وفي الختام اقول انها دعوة مخلصة لكي نعمل جميعاً على إذابة جبال الجليد الناجمة عن التراكمات التاريخية إن كان بشأن العمل السياسي او القومي او المذهبي ، ولا شك ان توصلنا الى نتائج ايجابية بيننا نحن السياسيين ، سوف يشكل ذلك حافزاً لرجال الدين في كنائسنا لكي يوحدوا خطابهم ويخرجوا بنتيجة في صالح الوحدة الكنسية فمهما كانت الخلافات فنحن كنيسة مشرقية واحدة يطالنا الأضطهاد بشكل متساوي بغض النظر عن المذهب الكنسي .

إنها دعوة اخوية مخلصة فهل من مجيب ؟

 

د. حبيب تومي / ديترويت في 03 / 09 / 12

 

You may also like...