دروس مَحُو الأُمّية لمن يَجْهل تاريخ الكلدان في القومية -الدرس الثالث- بقلم د. عبدالمسيح بويا يلدا

خاص كلدايا نت

هذه سلسلة دروس تخص تاريخ الكلدان في بلاد بين النهرين دجلة والفُرات وأيضاً تاريخ الشعوب المُجاورة. إذن لا يحُق لأي أثوري (كلداني نسطوري) من الذين جَلَبَتْهم بريطانيا (في أحداث الحرب العالمية الأولى) من هكاري/تركيا وأورمية/إيران أن يُعَلّق على نصوص هذه الدروس بأي شكل لإنهم ليسوا عراقيين.

إقرأ الاخبار الصحيحة عن الكلدان باللغة العربية والانكليزية في موقع

www.kaldaya.net

وليس في موقع عنكاوة كوم الذي تديره الحركة الـ لا ديمقراطية والـ لاشورية (الزوعة) المعادية للقومية الكلدانية ونصبت على إدارته كلدان مأسورين، مسلوبي الإرادة، أيادهم مُقّيدة ولسانهم مربوط بشروط الراتب الذي يقبضونه من الزوعة. حيث بعد ان اغتصبت الزوعة موقع عنكاوة كوم، اصبح من حيث اسمه يبدوا وكأنه واجهة كلدانية ولكن في داخله تعمل *ذئاب خاطفة* مُختصة بلإساءة الى قومية عنكاوة الكلدانية واصبح الموقع يُرَوّج بضاعة إكسباير مثل اشور واشوريون وجعل في نفس الوقت ممنوعاً نشر كلمة القومية الكلدانية.. ومن يشِك في حُكمي، فلِـيَـتَـفَـضّل ويرسل هذه النصوص للنشر في موقع عنكاوة كوم. من ثِمارهم تعرِفونَهم.

 

 

الدرس الثالث

الكلدان امة، الكلدان شعب له وطن وله لغة وكلية اللغات في بلاط الملك

6- حضارة بابل الثانية 626 – 539 ق.م.

في ايام مؤسس بابل الثانية نبوبولصر(والد نبوخذنصر) الكلدانيون من الجنوب والميديون من الشمال يهاجمون نينوى ويدمرونها سنة 612 ق.م. وهكذا ينتهي حكم اشور ولم يرجع الاشوريون بعد هذا السقوط ابدا الى الحكم في العراق القديم. لاحظوا أذن كيف كان العداء والصراع على السلطة بين الاشوريين والبابليين ومحاولة كل منهما التوسع على حسب الاخر ( اشور ايام عظمتها احتلت بابل مرتين، الاولى في ايام حكم تجلتفلاسر الاول 1112 ق.م. والثانية في ايام حكم تجلتفلاسرالثالث سنة 729 ق.م. وبعد ذلك بابل الثانية تنتقم وتُنهي حكم اشور بتدمير نينوى سنة 612 ق.م). بعد سقوط اخر امبراطورية اشورية وصعود الكلدان مرة اخرى الى الحكم في المنطقة وبعد ان تم اعادة بناء بابل من قبل الكلدانيين، يبدأ عصر مملكة بابل الثانية، وفي كل النصوص التاريخية بعد إقامة بابل الثانية إستعملت كلمة بابل ككلمة مرادفة لكلمة الكلدان.

لاحظوا ان البابليين حكموا في ميزوبوتميا مئة سنة قبل الاشورين واستمر حكم بابل الثانية 70سبعون سنة بعد سقوط اخر نفوذ للاشوريين في ميزوبوتاميا (من سقوط نينوى 612 ق.م والى سقوط بابل الثانية 539 ق.م)

ينتمي إلى سلالة ملوك بابل الثانية نبوخذنصرالثاني (604 ــ 562 ق.م) الذي احتل مملكة يهوذا في اسرائيل ودمر هيكل سليمان (587 ق.م)، وسبى الاسرائيلين أسرى من إسرائيل الى بابل حيث عاشوا في الاسر في بابل أربعون سنة. وفي عام 605 ق.م إمتد حكم نبوخذنصرالى مصر إذ إنتصرعلى المصريين ايام حكم الفرعون نَكو (609 ــ 594 ق.م)، فهيمن على سوريا ومصر التي كانت تحت الإحتلال الأشوري.

بعد السبي البابلي الجيل الجديد من اليهود الذي وُلِدَ وكـبُـر في بابل تكلمَ اللغة الكلدانية. ولكن إستمَرّت اللغة العبرانية لدى اليهود في فلسطين لغة الطقوس وقراءة التوراة. وبعد تحرير أسرى اليهود من بابل من قبل الملك الفارسي قورش وعودتهم الى فلسطين، التاريخ الديني اليهودي الذي يتكلم عن ظروف العودة من بابل الى فلسطين (أسفار العودة/سفر عزرا ونحميا) كُـتِـبَ باللغة الكلدانية.

اليهود الأسرى عاشوا في بابل أربعون سنة الى ان تم تحريرهم من قبل الملك الفارسي قورش الذي إحتل بابل سنة 538 قبل الميلاد والمنطقة في شرق الفرات. وكان قورش قد أقام أول إمبراطورية فارسية بعد أن دمج إمبراطورية ميديا مع سكان منطقة بِرْسِسْ في إمبراطورية إسمها الدولة الفارسية الأخميدية التي بدأت في البقاع التي تسمى اليوم إيران سنة 550 قبل الميلاد. ثم إحتلت الإمبراطورية الأخميدية سوريا وأسيا الصغرى ووصل نفوذها الى حدود يونان الحالية.

بسقوط بابل الثانية على يد الملك الفارسي قورش سنة 538 قبل الميلاد يبدا الحكم الفارسي في ميزوبوتاميا كليا او جزئياً الى ان تم هزيمة الفرس وطردهم من بلاد النهرين على يد العرب المسلمين في الفتوحات الاسلامية.

 

سقطت الدولة الفارسية الأخميدية أمام فتوحات أسكندر المقدوني االذي حكم المنطقة بين 334 – 323 قبل الميلاد. وبعد وفات أسكندر المقدوني وقت المنطقة تحت حكم شخص من عسكر أسكندر المقدوني أسمه سلّـوقِــس ومعه بدأت الدولة السلّوقية التي حكمت قبل الميلاد بين 312 ق.م. الى سنة 64 ق.م.

بعد ذلك مرةً أخرى دَنّسَ الفرس ارض بابل عندما إحتلوها في عصر إمبراطورية الپرثيين الفرس التي حَـكـَمَـت قبل الميلاد وبعد الميلاد 248 ق.م ــ إلى ــ 224 ب.م. وعندما كانت بابل تحت حكم الپرثيين الفرس ولِدَ يسوع في بيت لحم.

ثم تعاظم شأن قبيلة فارسية أخرى كانت تسكن منطقة سوسيانا التي في الخارطة رقمها اربعة (حاليا شوش وديزفول) وكان إسم رئيس تلك القبيلة ساسان٬ أحد أبناء ساسان سيطر على مقاليد الحكم في الدولة الفارسية وأنهى حكم البرثيين ومعه بدأ عهد إمبراطورية فارسية جديدة هي الإمبراطورية الساسانية سيئة السيط في تاريخ المسيحية والمنطقة والتي حكمت خلال سنوات 224–651 ب.م. في إيران والعراق الى الشرق من نهر الفرات (إلى الغرب من الفرات كانت تحكم أمبراطورية الروم البيزنطين). بعدها سقط الفرس أمام الفتوحات الإسلامية 636 ب.م. في معركة القادسية وسقط أمام الفتوحات الإسلامية 636 ب.م. إيضا أمبراطورية الروم البيزنطيون في معركة يرموك.

أثناء ميلاد المسيح كانت بابل تحت حُـكِم الفُـرس الـبَرثيين (وهم على الديانة المـجوسـية)، وعندما ترائت نجْـمة كبيرة ومُشِعة في سماء بابل، سَمَع البرثيون المَجوس من الفلكيين الكلدان بأن النجْـمة الكبيرة تعني ميلاد مَلِك كبير، لذا ذَهَبَ المجوس من بابل الى القُدس/بيت لحم فرأوا الطفل يسوع وقدّموا له الهدايا (ثيلَي مْغُوشى مِـن مَذِنـخا أي مِن الشرق / بابل تَقَع الى الشرق من القُدس).

 

وهكذا تحققت رغبة البابلين اللذين ارادوا ان يلتقوا بالله في اعالي السماء من خلال بناء برج بابل العالي، فنزل الله من عرشه وتجسد وصار بشرا واعطى اشارة الى الكلدان بِـلٌـغَـتِـهِـم الفلكية هي نجمة مشرقة تقودهم الى مكان ولادته كي يذهبوا الى بيت لحم ويلتقوا به. هذه هي نصوص مقتبسة من الكتاب المقدس وليست من نوع النصوص التي يكتبها هذا وذاك مقابل راتب يقبضه من الزوعة. يكذب من يُـفَـنّـد هذه المعلومات لا بل يلغي نصوص الكتاب المقدس، لو كان مثل هذا الكاذب علمانيا فهو ليس مسيحيا واذا كان رجل دين مسيحي تكون الكارثة اكبر لان عندها يجب ان نرشده الى قراءة الكتاب المقدس.

هذا هو فخر للكلدان حيث كان لهم الشرف بأن يكونوا من أوائل الأقوام التي إلتقت بيسوع، الأمة الكلدانية التي من عاصمتها إنحدر أبو االمؤمنين إبراهيم خليل الله، الأمة التي قَـدّسَ لغتها الكلدانية فم يسوع لأنه بها تكلم وبها صاح على الصليب *إيلي إيلي تما شوقتني*.

لاحظوا كيف ان اسفار التاريخ القديم ــ العهد القديم ــ تستعمل كلمة الكلدان والكلدانيون وكلمة حضارة ولغة وأداب عندما تتكلم عن الكلدان ومُدنهم مثلاً في النصوص التالية؛ ألكلدان لهم عاصمة تسمى بأسمهم.

تكوين 11: 28 “تارح ولد أبرام وناحور وهاران، وهاران ولد لوطا. ومات هاران قبل أبيه تارح في مسقط رأسه أور الكلدانيين”.

تكوين 11: 31 “وأخذ تارح أبرام أبنه، ولوط بن هاران آبن ابنه، وساراي كنته، امرأة أبرام ابنه، فخرج بهم من أور الكلدانيين، ليذهبوا إلى أرض كنعان. فجاءوا إلى حاران وأقاموا هناك”.

تكوين 15: 7 “وقال له: أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين لأعطيك هذه الأرض ميراثا لك.”

كُلية الاداب واللغة الكلدانية مدتها ثلاث سنوات في بلاط ملك الكلدان نبوخذنصر:

سفر دانيال 1: 4 فيه اشارة واضحة جدا الى لغة الكلدان وآدابهم وحتى اسماء خاصة بهم. يقول النص ما يأتي:

“فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ حُكْمِ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا، زَحَفَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَحَاصَرَهَا. 2وَأَسْلَمَ الرَّبُّ إِلَيْهِ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا مَعَ بَعْضِ آنِيَةِ هَيْكَلِ اللهِ، فَحَمَلَهَا مَعَهُ إِلَى أَرْضِ بَابِلَ وَاحْتَفَظَ بِالآنِيَةِ فِي خِزَانَةِ مَعْبَدِ إِلَهِهِ. 3ثُمَّ أَمَرَ الْمَلِكُ أَشْفَنَزَ رَئِيسَ خِصْيَانِهِ أَنْ يُحْضِرَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنَ السُّلاَلَةِ الْمَلَكِيَّةِ وَمِنَ الشُّرَفَاءِ، 4فِتْيَاناً كَامِلِي الْخِلْقَةِ، ذَوِي جَمَالٍ، مَاهِرِينَ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ، يَتَحَلُّونَ بِالْمَعْرِفَةِ وَمُتَبَحِّرِينَ فِي كُلِّ عِلْمٍ مِمَّنْ هُمْ أَهْلٌ لِلْمُثُولِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، لِيَتَعَلَّمُوا كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلُغَتَهُمْ”.

دانيال 2: 1- 55 “وَعَيَّنَ الْمَلِكُ لَهُمْ مُخَصَّصَاتِ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ مِنْ أَطَايِبِ مَأْكُولاَتِ الْمَلِكِ وَمِنْ خَمْرِ شَرَابِهِ، وَأَوْصَى أَنْ يَقْضُوا ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ فِي التَّثَقُّفِ..”

لاحظوا هنا ان النص يستعْـمِل كلمة بابل عن المدينة ولكن عن الشعب الساكن فيها يقول النص: كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلُغَتَهُمْ٬ إذن هناك شعب له لغة مكتوبة ومَحْـكِـيّة. للمُقارنة تذكروا إن كلمة أشوريون كانت تعني أهل مدينة أشور كما نقول مثلا أهل بغداد بغداديون وأهل بصرة بصراويون …. إلخ.

ملاحظة أخرى مهمة جداً هي إنه مُدّة الدراسة لتعلم لغة الكلدان هي ثلاث سنوات. في الوقت الحاضر ومع كل تعقيدات العصر وزيادة المفردات اللغوية في كل اللغات (مفردات الكهرباء والكمبيوتر وغيرها)، الدُوَل التي تستقبل لاجئين أجانب تُقَدّم لهم فصول دراسية (كورسات) لغة مرتين أو ثلاثة وكل فصل يمتد ستة شهور بحيث إن مدة دراسة اللغة كلها تكون أقل من سنتين. إذن كم كانت لغة الكلدان وثقافتهم (يَقْضُوا ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ فِي الـتَّــثَــقُّـفِ) مُـتَـطَورة بحيث كانت دراستها تتطلب ثلاث سنوات.

أتحدى أي نسطوري أو أثوري أن يذكر جُـمَلْ مثل هذه تتكلم عن الأشوريين المُـنْـقَرِضين بشرط ان تكون تلك النصوص مُقْتَبَسة من الكُتُب التي كُتِبَت في وقتها الصحيح وليس من قِبَل كُتاب مرتزقة يكتبون لهذا أو ذاك ما يُناسب سياسة حزبه مقابل راتب.

الاشارة الى الكلدان كأمة (الأُمَة الكلدانية):

سفر حبقوق 1: 6- 8 “فهاءنذا أُثير الكلدايين، الأمة المُرة المندفعة التي تطوف رحاب الارض … وخيلُها أخف من النمر واسرع من الذئاب في المساء…الخ”.

الاشارة الى الكلدان كأمة لها أرض/ وطن:

حزقيال1: 3 “كانت كلمة الرب إلى حزقيال بن بوزي الكاهن، في “”” أرض الكلدانيين “”” على نهر كبار، وكانت عليه هناك يد الرب”.

حزقيال 13: 12 “وأبسط شبكتي عليه فيؤخذ في أحبولتي، وآتي به إلى بابل، إلى””أرض الكلدانيين”.

سفر ارميا 24: 1- 7 “وَبَعْدَمَا سَبَى نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، يَكُنْيَا بْنَ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا مَعَ سَائِرِ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ، مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَأَتَى بِهِمْ إِلَى بَابِلَ، أَرَانِي الرَّبُّ فِي رُؤْيَا…. 4فَقَالَ الرَّبُّ لِي: 5هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: سَأَعْتَنِي بِالْمَسْبِيِّينَ مِنْ يَهُوذَا الَّذِينَ أَجْلَيْتُهُمْ لِخَيْرِهِمْ عَنْ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى “”””” أرض الكلدانيين “””””.

إرميا 25: 12 “وعند انقضاء السبعين سنة، أفتقد ملك بابل وتلك الأمة، يقول الرب، بسبب إثمهم، و “”” أرض الكلدانيين “””.

سفر ارميا 24: 1 “لذلك آسمعوا تدبير الرب الذي نواه على بابل والأفكار التي فكر فيها على “”” أرض الكلدانيين “””.

سفر أعمال الرسل كُتبَ بعد المسيح، فيه في الفصل 4: 7 “فخرج إبراهيم من “”” أرض الكلدانيين “”” وأقام في حران. ثم نقله منها بعد وفاة أبيه إلى هذه الأرض التي أنتم الآن مقيمون فيها.”

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *