دراسة: تنوع الأورام السرطانية يحمل “مدلولات كبيرة”

 

أظهر فريق البحث وجود اختلافات “غير عادية” بين الخلايا السرطانية

جيمس غالاغار مراسل بي بي سي للشؤون العلمية والصحية

 

قال باحثون إن ورما سرطانيا واحدا يمكن له أن يتشكل من أنواع متفرقة من الأورام السرطانية الأخرى التي تحتاج لعلاجات مختلفة في مجابهتها.

ونجح فريق بحث من معهد أبحاث السرطان بالعاصمة البريطانية لندن في تطوير طريقة جديدة لقياس مدى التنوع داخل نوع واحد من الأورام.

وأظهر الفريق وجود اختلافات “غير عادية” بين الخلايا السرطانية، قائلا إن العقارات الجديدة التي يجري تركيبها حاليا قد لا تكون قادرة على الإجهاز على كل الأنسجة السرطانية المتحورة.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسة ستحمل “مدلولات عميقة” فيما تعلق بالعلاج.

حيث يبدأ الورم في شكل خلية واحدة، ثم تطرأ عليه عدة تغيرات لينتهي به الأمر بالانقسام بطريقة لا يمكن السيطرة عليها.

إلا أن ذلك لا يمثل نهاية المطاف، إذ تستمر الخلايا السرطانية في التحور لتصبح أكثر شراسة وتتنقل في أنحاء الجسم مقاوِمةً للعقاقير الطبية.

“مدلولات كبيرة”

لذا، فإن هذه العملية تتسبب في حدوث خلل ينتج عنه في النهاية ظهور ورم “متشعب” يضم خلايا سرطانية تحورت بطرق مختلفة.

وقال ميل غريفز، الأستاذ بمعهد أبحاث السرطان، لبي بي سي: “تحمل نتائج تلك الدراسة مدلولات كبيرة في مجال الطب.”

وعكف فريق غريفز بالمعهد على بحث تشعب الأورام السرطانية لدى خمسة من الأطفال المصابين بسرطان الدم، حيث قام الفريق بمقارنة التحورات في الخلايا السرطانية لدى كل منهم مع البيانات التي جمعت عن تحورات معروفة من ذي قبل.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة جينوم ريسيرتش العلمية أن المرضى كانت لديهم أنواع متفردة جينيا من مرض سرطان الدم ما بين نوعين إلى 10 أنواع.

وقال غريفز: “كل مريض لديه شجرة جديدة تماما ولا يحمل نوعا واحدا من السرطان، بل أنواعا متعددة.”

وأضاف قائلا: “يعتبر الوصول إلى هذا التعدد المعقد غير المسبوق تقدما فنيا، حيث يساعد على تفسير سبب مواجهتنا لهذا القدر من الصعوبة مع هذه الأمراض الخطيرة.”

شجرة السرطان

ويمثل فريق العلماء تشعب السرطان بالشجرة، حيث إن التحورات الأولية للمرض (كالجذع) تكون شائعة لدى جميع الخلايا السرطانية، إلا أن الورم يتحول بعد ذلك إلى فروع وتشعبات.

ويعني ذلك أن العلاج الذي يستهدف “فرعا” واحدا أو نسخة فرعية من الورم السرطاني قد يعمل على إبطاء المرض، إلا أنه لا يمكنه إيقافه.

وقال تشارلز سوانتون، الذي يعمل على دراسة الاختلافات السرطانية بمعهد السرطان التابع لكلية لندن الجامعية، لبي بي سي: “نحن نصف ذلك بأنه تشذيب للفروع وليس قطعا لجذع الشجرة. فيمكن للعقاقير التي يجري تركيبها إزالة بعض النسخ الفرعية من المرض، إلا أن قطع الشجرة بالكامل يعد أمرا صعبا.”

وعملت الدراسة على فحص سرطان الدم كونَه أقل تنوعا من أنواع السرطانات الأخرى، بينما يمكن لأورام أخرى كالورم الملاني أن تتشكل من مئات الفروع الأخرى.

ويقول غريفز إن أحد الدلائل التي خرجت بها الدراسة الجديدة يتمثل في أن العلاجات تحتاج إلى تطوير حتى تتمكن من استهداف جذع الورم، بينما أن العقاقير التي تجرى الأبحاث عليها حاليا للوصول إلى علاج للمرض قد لا يكون بإمكانها التغلب على الأورام السرطانية المتقدمة.

ويتحدث غريفز عن فكرة أخرى تتمثل في التركيز على العوامل المحيطة بالورم أيضا.

وتركز الدراسة أيضا على أهمية التحقق من الورم السرطاني في وقت مبكر، وذلك قبل أن تزداد أنواعها بشكل كبير يصعب من خلاله مجابهتها.

ويقول تشارلز سوانتون: “يتمثل بيت القصيد في حاجتنا لأن نفهم تنوع الأورام السرطانية، وهو ما سيمكننا من أن نحد من ظهور تحورات جديدة من تلك الأورام، ونقلل من سرعة تطورها، ومن ثم يمكننا تمديد مفعول العقاقير العلاجية.”

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *