خبز تنور “دايت” في بغداد.. والجميع يحاكي رشاقة “مهند وسمر”

السومرية نيوز/ بغداد

بإمكانك اليوم، أن تشاهد في معظم المتاجر البغدادية الكبيرة، ركنا خاصا بـ”الدايت”، حيث تعرض الأغذية المنخفضة السعرات، وهو مشهد لم يكن مألوفا منذ أعوام قليلة في العاصمة العراقية، بينما تستورد أفران معينة في العاصمة “خلطات خاصة” لإنتاج “خبز تنور دايت”.

ويقول الحاج فوزي، الذي يدير “حيفا مول”، وهو مجمع يبيع المستلزمات المنزلية، ومن بينها الأغذية، وسط بغداد، إن “إدارة المول اضطرت إلى إنشاء ركن خاص بالأغذية منخفضة السعرات الحرارية، بعد ازدياد طلب المتبضعين عليها”. ويضيف أن “زبائننا الذين يطلبون هذا النوع من الأغذية، معظمهم موظفون”.

ويؤكد الحاج فوزي وجود إقبال كبير من قبل النساء على هذا النوع من الأغذية. ويقول إن ”تغيير النظام الغذائي لدى أغلب فئات المجتمع هو بمثابة ردة فعل لزيادة الوزن الذي يعانون منه”. ويتابع “هناك أيضا الشبان والشابات المتأثرين بالمسلسلات التركية، فهؤلاء يريدون أن يتصفوا بمواصفات أبطالها”. ويقول “الجميع يريد أن يصبح كمهند وسمر”.

ومهند وسمر، هما شخصيتان معربتان، في المسلسل التركي “العشق الممنوع”، الذي حظي بمشاهدة واسعة في العراق والبلدان العربية التي عرض فيها.

وتقول إحدى المهتمات بالأغذية الدايت، وتدعى إيمان قاسم، إن السبب الرئيسي الذي دفعها للإقبال على هذا النوع من الأغذية، هو “الاهتمام بصحتي”. وتضيف، أن “طبيعة عملي تفرض عليّ أقل مستويات الحركة، ما يجعل تأثير الغذاء كبيرا جدا على رشاقتي”.

وتؤكد قاسم أنها وجدت صعوبة في بداية الأمر للاستمرار في استخدام هذه الأغذية. وتقول إن “هذه الأغذية لا تتوفر دائما حيثما نريدها، بل هناك محلات ومجمعات تجارية لا تعرضها”. وتضيف أن “اسعار هذه المواد تزيد بنحو 30% عن مثيلاتها العادية، ما يرهق موازناتنا البيتية”.

ومع هذا فإن إيمان قاسم تؤكد استعدادها لتحمل أي نفقات إضافية في سبيل الاستمرار في استخدام أغذية الدايت من قبل جميع أفراد عائلتها.

لكن أخصائي التغذية الدكتور قيس بن نوري، يحذر من مخاطر الاستمرار في تناول أغذية الدايت فترات طويلة.

ويقول بن نوري، في حديث لـ “السومرية نيوز”، إن “استعمال مشروبات وأغذية الدايت لأكثر من أربع سنوات بشكل متواصل قد يسبب بعض المضاعفات”، مضيفا أن “هذه الأغذية لا تخلو من فوائد كبيرة ويمكن الاعتماد عليها في تنظيم الأوزان وتنفيذ الحمية المتعلقة ببعض الأمراض الشائعة كالسكري، لكن علينا أن نحذر الإفراط فيها”.

وتشير تقارير طبية إلى أن مادة أسبارتيم التي تستخدم للتحلية كبديل للسكر في المشروبات والاغذية الصحية، ‏والتي يتم تداولها من قبل أكثر من مليار شخص على وجه الأرض‏، تحتوي على أحماض أمينية، بينها‏ فينيل الانين ويمثل ‏50%، وحامض أسبارتيك ويمثل ‏40%،‏ والعشرة بالمائة الباقية هي عبارة عن كحول مثيلي أو الميثانول. وتقول التقارير المختبرية أن هذه التركيبة ربما تسبب مضاعفات صحية للعين والمخ والأعصاب.

وإذا كانت بعض المواد الصناعية، قد تسبب مخاطر صحية إذا ما استخدمت لأغراض التغذية، فإن “خبز التنور” العراقي لا يمكن أن يدخل ضمن هذه المخاطر.

وربما بناء على هذا، أعلن أحد أفران الخبز في منطقة الداودي غرب بغداد، تخصصه في تقديم الخبز الدايت بالطريقة العراقية. ويقول صاحب هذا الفرن إنه يستورد خلطة تركية خاصة، تشكل في قوامها مادة جاهزة للخبز. ويضيف “نقوم بإعداد الخبز بالتنور الطيني العراقي، فنضمن الطعم الذي يريده الزبون وانخفاض السعرات في رغيف الخبز”.

ويقول إن “زبائننا متنوعون، فهم طلبة كليات واشخاص مصابون بأمراض مزمنة، وأناس عاديون”. ويضيف “ربما خلال أعوام قليلة، سيهجر العراقيون جميعا الخبز التقليدي الأبيض الذي يسبب السمنة، ويعتادون على خبزنا الأسمر”.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *