خارطة طريق القضاء على الإرهاب / الدكتور لطيف الوكيل

فشلت حكومات العالم ومؤسساتها الاستخباراتية والعسكرية في القضاء على الإرهاب.

صرح اوباما” أن مقتل بن لادن لا يعني نهاية الإرهاب أو حتى الحد منه.”

لان الإرهاب ينمو على دواليك السياسة القمعية للأنظمة الدكتاتورية العربية. خيوط الأخيرة (الدمية) في يد الاقتصاد السياسي للعالم الصناعي الغربي.

الذي يستعمل يهود إسرائيل طعم للمدفعية الإمبريالية.

أي ليس حبا باليهود تُسلح إسرائيل بمائتي قنبلة ذرية وإنما طمعا بالنفط العربي.

من هذه المقدمة نستنبط ثلاث محاور لخارطة طريق ردم الإرهاب وكل منهم أصعب من الأخر.

1 إستمرارمحاربة الإرهاب بالطرق  العسكرية والإعلامية والاقتصادية,

2 ردم منابع الإرهاب أي القضاء على الدكتاتورية العسكرية التي اتخذت من الفاشية وسائل حكم الشعوب.

3 مراضاة العالم العربي والإسلامي وعلى الأخص الشعب الفلسطيني بتأسيس دولة

فلسطين على حدود ارض فلسطين المحتلة سنة 1967

إن تلك الخارطة تبلورت بعد سنين من العجز أمام الإرهاب المستديم، وهي سياسة العالم الصناعي شرقا وغربا و ليست أمريكية بحتة وان صرح بها الرئيس الأمريكي مؤخرا  وهو للموج راكبا.

قبل شهر من خطاب اوباما بخصوص الدولة الفلسطينية جاء في تحليلي

“انهيار الدكتاتورية العسكرية العربية”

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=256820

والتحضير الأوربي بأروقة هيئة الأمم لتأسيس دولة فلسطين فوق ارض فلسطين المحتلة1967.

يقول اوباما  للسياسة الرجعية الإسرائيلية ستفهم لكن بعد حين.

أي أن تعميم الديمقراطية سيجلب التضامن الذي يعزز الأمن بين دول الشرق الأوسط.”

السياسة الأمريكية ليست مضطرة ولا هي راغبة في دولة فلسطين، لكنها كشرطي دولي ركبت الموج كي تتكون الدولة الفلسطينية طبقا للشروط الإسرائيلية.

وهنا تكمن معضلة محور التراضي الثالث.أي عدم تبادل الاعتراف لا يعطي إسرائيل الحق بمطالبة القيادة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل دون اعتراف الأخيرة بدولة فلسطين العربية الديمقراطية، هنا وجب إعلان الدولة الفلسطينية من جانب أحادي كما أعلنت المنظمة الصهيونية دولتها دون الاكتراث بعدم اعتراف معظم دول العالم وعلى الأخص الشعب الفلسطيني والدول العربية.

أما المحور الثاني فقد تعزز بثورات الشباب العربي. التي اعتمد أسلوب ثورات أوربا الشرقية لعام 1989 والذي اثبت نجاحه.

هذا الأسلوب الثوري الناجح يعتمد على

أولا على المظاهرات السلمية الحضارية وثانيا على الأعلام المُعولم.

الدكتاتورية العسكرية تحاول بكل وسائل المراوغة والكذب والتفرقة بين فسيفساء الشعب لجر الشعوب نحو الاقتتال وان كلف ذلك تدمير البلاد بقوة حلف النيتو العسكرية كما حصل في العراق وألان في ليبيا.

إن التجربة التونسية والمصرية ومن قبلها ثورات شعوب أوربا الشرقية انتصرت جميعها بالزحف الشعبي حول قصور الرئاسات الدكتاتورية  وبرلماناتها المزورة.

فلت السفاح ألقذافي من هذا الزحف ،بعكس الدكتاتور صالح  الذي غرق وسط الشعب اليمني، الذي  وصل إلى مراحل متقدمة من الثورية والحرية، تمكنه من دخول القصر الجمهوري، وان أضطر الثوار في ساعتها على حمل السلاح، وجب سقوط الدكتاتورية العسكرية باليوم الذي يطلق الشعب النار على زمرة الدكتاتورية العسكرية في صنعاء.

ثانيا التعتيم الإعلامي ومحاربة الاعلامين والتقنية الإعلامية المتطورة.

وأخيرا اتهام الشعوب الثائرة بالمنظمات الإرهابية.رغم أن الأخيرة سقطت من رحم الدكتاتورية العسكرية وان شبيه الشيء منجذب إليه ، لذا يلتجئ الإرهابيون حيث يحكم الطغاة. هذا لا يخفى على السياسة الدولية، لكن الطغاة يحاولون بلصق ما فيهم من تعاون مع المنظمات الإرهابية والشبيحة والبلطجية  بالثوار  لتخويف الشعوب الديمقراطية من الشعب العربي الثائر.

مثال اليمن، صرح الطاغية صالح بان نجاح الثورة يعني سقوط الكثير من المحافظات بيد القاعدة، لكن إذا كانت القاعدة بهذه القوة والانتشار يعني أن الرئيس صالح هو الذي كان يدجن أعضاء القاعدة في اليمن كما هو معروف، أن جلادي النظام البعثي الإرهابي في العراق هم في أحضان الطاغية  علي عبد الله صالح.

عندما كان السفاح علي صالح يقتل الحوثيين بالطائرات والصواريخ وكأنه يحارب

إسرائيل ، آنذاك كانت السعودية تحارب إلى جانبه ثم أعلنت القاعدة إلى جانب آل صالح وآل سعود حربها على الحوثيين ، علما أن معظم جنود القاعدة في اليمن هم من البعثين العراقيين المرتبطين بالبعثين السوريين، هنا يتبين أن الدكتاتور صالح هو الذي يؤوي ويتعامل مع القاعدة وليس شعب اليمن الذي ثار ضد جور وتعسف  الدكتاتورية العسكرية.

إن خداع ومراوغة صالح تظهران حين يطالب بالانتخابات مع أن نتائج

الانتخابات تظهر كل يوم من أيام الربيع العربي على ساحات التغير، بين كتلة مرتزقة صالح وبين المظاهرات المليونية في 17 محافظة إلى جانب العاصمة صنعاء.

السفاح صالح يعتبر نفسه بكذبه ماكرا، لكنه لم يرى أن هذا الأسلوب الذي يقلده الرئيس السوري بالوراثة بشار الأسد، هو الذي جلب للأخير مزيدا من احتقار دول العالم لنظام البعث السوري. الأسد وصالح يحسدان ألقذافي إلى ما وصل إليه من مديات الجرائم بحق الإنسانية  ويخططان لحرب مثيلة ضد شعبيهما وبهذا يطردان شبح سقوط هما، لكن هؤلاء الطغاة يؤكدون كل يوم للعالم  على أنهم بؤرة الإرهاب.

إن محاور ردم الإرهاب الثلاثة ينقصها محور رابع وهو تبرير الإرهاب بالدين.

أول من جاء بالإرهاب إلى الشرق الأوسط هي المنظمة الصهيونية ومنذ أن أصدرت عصبة الأمم إلقاء القبض على شامير وبيجن بتهمة الإرهاب وقد وزعت الهيئة صورتيهما

، لكن كل من هما  تقلد منصب رئاسة وزراء إسرائيل.

أحب الأعداء لإسرائيل هي المنظمات والأحزاب الدينية، لان الصهيونية تبرر قتل الفلسطينيين والاستحواذ على أرضهم بالدين اليهودي فهي بحاجة إلى عدو يبرر القتل بالدين،

حتى أن الاختلاف  الديني طغى على الصراع حول الأرض المحتلة.

لذلك لم يبقى من الأعداء سوى حماس وحزب الله. هنا إساءة استعمال الديانة اليهودية يحرض على إساءة استعمال الديانة الإسلامية.وينمي المنظمات الإرهابية ذات الطابع الديني.مثال القاعدة رغم قوتها الإرهابية لم تقم بأي عملية عسكرية ضد إسرائيل، بل هي أعلنت حربها على حزب الله أثناء قتاله ضد غزو الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان

ولم تقم القاعدة بمحاربة والدتها الدكتاتورية العربية.

واضح أن إسرائيل هي التي أشعلت نار الإرهاب المبرقع بالدين وهي بتهديدها الدول الإسلامية والعربية بترسانتها النووية تشجع على نشر أسلحة الدمار الشامل وسط العالم الإسلامي والعربي. استطاعت إسرائيل بترغيب الساسة أي الرشوة الإعلامية والمادية والسياسية والمافيوية من جهة ومن أخرى استعطاف شعوب العالم بأنها مهددة مستضعفة

استطاعت الحصول على مائتي قنبلة ذرية وفي 1986 كشف النقاب عن تصنيع إسرائيل للقنبلة الهيدروجينية. ألان تهدد إسرائيل العالم وهيئة الأمم بإشعال حرب عالمية بأسلحة الدمار الشامل.هذه الدويلة اللقيطة الإرهابية تسمي الشعب الفلسطيني  بالإرهابيين

كعملائها الأسد وصالح والقذافي يقولون على شعوبهم منظمات وعصابات إرهابية.

ارتفع ذكر السيد حسن نصر الله بإثبات أن القوة العسكرية الإسرائيلية المحتلة هي اضعف من مسلحي حزب الله ،وعليه الجيوش العربية متمكنة من استرجاع ما فقدته في حرب 1967، لكن جيوش الدكتاتورية العسكرية العربية المنتشرة حول حدود فلسطين هي التي تحمي إسرائيل من الفدائيين، لذلك تضغط  إسرائيل على لبنان الديمقراطي بان يرسل جيشه لحمايتها أسوة ببقية دول الجوار المتعاونة مع الاحتلال.

للأسف اضر السيد نصر الله بسمعته وسمع حزبه، لأنه كرر الخطاء بوقوفه إلى جانب البعث السوري كما كان ضد إسقاط نظام صدام البعثي في العراق.

نسال نصر الله هل سكان المقابر الجماعية الذين قتلهم البعث في العراق وسوريا هم إسرائيليين أم مسلمين وكيف تقتدي بثورة الحسين (ع) وأنت تقف مع طغاة البعث ضد الثوار؟

البارحة قام  البعث العراقي بالتعاون مع البعث السوري بعملية إرهابية لقتل السيد علي اللامي لأنه رئيس هيئة اجتثاث البعث التي تحول اسمها  إكراما أمريكي  للبعث إلى هيئة المسائلة والعدالة.

إن الدكتاتورية العربية المدنية المتمثلة بآل سعود وشيوخ الخليج كانت على الدوام تقدم الدعم السياسي والمالي إلى جميع طغاة العالم وهي التي كانت تدعم بالسلاح والقروض والأعلام حرب البعث  في  العراق ضد إيران وكانت مشيخة الكويت أكثر الداعمين حيث جاء البعث إلى السلطة في سنة 1963و 1968  بالدينار الكويتي وفي كل مرة يتنازل البعث عن بعض من حقول نفط البصرة لصالح الكويت.

إن موقف الدكتاتورية العربية من السفاح ألقذافي ومن قبله صدام جاء لحفظ ماء وجه الشيوخ والملوك.علما أن 19 من الذين فجروا نيورك في 11 سبتمبر سنة 2001 كانوا من ولادة الدكتاتورية السعودية. الأخيرة لها علاقة بجميع الإرهابيين الذين اتخذوا من الإسلام ستارا.

الدكتور لطيف الوكيل

You may also like...