حَمّامُ دَم في كنيسة سيّدة النجاة

 

مرّةً ثانية وثالثة ورابعة وخامسة ، والحبل على الجرّار، كما يقول المثل العراقي ، يدفع المسيحيين العراقيين ثمن إيمانهم ويعمِّدونَهُ بِ دِمائهم الزكّية .

في يومِ مُقَدَّس هو يوم الأحد 31/ 10 / 2010 والذي صادف عيد جميع القديسين ، وأغلبية هؤلاء القدّيسين هم شهداء الإيمان المسيحي، ضحوا بحياتهم وسُفِكت دمائهم الزكية من أجل الثبات على إيمانهم المسيحي ، فنالوا الشهادة، وما أحلاها عندما تكون في سبيل الإيمان .

مؤمنون أبرياء، يحملون أغصان زيتون، لا بنادق ولا رشاشات ، ولا للدماء هُم سفّاكون ، بالدعاء والصلاة ورائحة البخور أستقبلوا الإرهابيون ، ولا يدرون ماذا يخبئ لهم الظالمون .

توجهت زمرة باغية مجرمة ممن تدعي على نفسها ” دولة العراق الإسلامية” زوراً وبهتاناً ، هذه الزمرة الخبيثة المريضة، كان هدفها اليوم بيت من بيوت الله ، وليس لمحاربة الله ورسوله ، بيت عبادة ولم يكن بيت دعارة، بيت صلاة ” بيت أبي بيت صلاة يدعى ” ولم يكن مقهى للقمار ، أو تجمعاً إرهابياً ، بيت يُسبّح فيه المسيحيين ويرفعون صلواتهم لله تعالى ، لكي يحفظ العراق وأهل العراق ولكي يزيل الغمة السواد عن سماء العراق ، مؤمنين بالرب ، يناجون الله من أجل سلامة العراق ، ولم يكونوا يخططوا ضد المالكي أو للوثوب على منصب رئيس الجمهورية ، بل جُلَّ همّهم مناجاة الله والقديسين في عيدهم ، لكي يحفظ الله العراق ويبعد عنه وعن أهله المصائب والمصاعب والشرور، ولم يكن يدور بخلدهم بأن الشر والموت على قاب قوسين أو أدنى .

زمرة لا تخاف الله ولا تستحي من بشر، توجهت إلى كنيسة سيدة النجاة في بغداد ، فجّرت، وقتلت، وأنتهكت حرمة بيت الله ، بحجة تنفيذ أمر رسول الله . ومَنْ سَلَم من أيدي المجرمين ناله رصاص المهاجمين ، من القوات العراقية والأمريكيين ” فما تركه فتاح الفال سرقه الحرامي ” فالروح التي سلمت من أيدي المجرمين السفلة زُهِقت على أيدي القوات المهاجمة .وسال الدم البرئ ثانيةً ، سال الدم الزكي في كنيسة الله ، سالت دماء الأبرياء ، وصعدت الأرواح إلى باريها تشكي ظلم البشر ، وعنوان الشر ، وكان الله يراقب الموقف .

الكهنة و المؤمنين المسيحيين هم مشروع دائم للأستشهاد ، وعلى مر الزمان ، وهذه أرض العراق شاهدة على عدد المرات التي سال فيها الدم المسيحي الزكي ،

أين أنتِ أيتها الأقلام الشريفة من هذا الفعل الجبان الخسييس ؟

وما الذي ستكتبينه يا أقلام ؟ هل سترثين ؟ أم تطلبين الرحمة للشهداء ؟ أم تنعتين المجرمين بقساة القلوب ؟ ما الذي ستقولينه يا أقلام ؟ بإسم أي دين زُهقت تلك الأرواح البريئة المؤمنة ؟

يا شرفاء العالم  … ماذا ستقولون ؟ تشجبون ؟ تستنكرون ؟ أم أهالي الثكالى والموتى تواسون ؟

تستنجدون بالضمائر الحيّة !!! تنادون بأسم الإنسانية !!!لمن ؟ ومن أجل ماذا ؟

فالدمُ أُريق …. والروح زهقت ….. الأطفال تيتّمت …. والزوجات ترمّلت ….. والأُمهات ثُكلت … !!! أين أنتِ يا سماء من ظلم ذا الإنسان ؟؟؟؟؟؟

العالم أُصيب بذهول ،   من هول الجريمة النكراء ….

هل يوجد شعب مسالم مؤمن مخلص وفي مثل مسيحيي العراق ؟

أين أنت أيها القائل  : ــ يا مسيحيي العراقي ,,, يا نبع وأجمل نبع

لقد جففتم مياه هذا النبع أيها الإخوة .

لمن نُحَمّل المسؤولية عن ذلك ؟ للسيد المالكي ؟ أم للرئيس طالباني ؟ أم لوزير الداخلية للفشل الذريع في أداء القوات الداخلية للشرطة وعدم تمكنها من حفظ أرواح المواطنين ، أم وزير الدفاع ، أم مجلس النواب ؟ أم مَنْ ؟

أستشهاد 58 مسيحي كانوا يؤدون صلاتهم بهدوء وخشوع ، وتقول المصادر الرسمية في الدولة أن أقتحام قواتها للكنيسة وأنقاذ أكثرية المصلين ؟ اين هو الإنقاذ في استشهاد أكثر المصلين ؟

يا حكومة أسمعي … إن لم تتمكني من حماية شعبك فعن العراق أرحلي

لا خير في حكومة مثلومةِ من خشب

نسأل هذه الحكومة : ما ذنب النساء والأطفال والشيوخ ورجال الدين .

في الدول الأوروبية عمل كهذا يُسّقّط الحكومة ، والمسؤولين يقدمون أستقالاتهم أحتجاجاً على الفعل الشنيع المرتَكَب ، وتسقط عروش وتتهاوى تيجان وتتزلزل الأرض تحت أقدام الحكومة والأركان ، فلننظر من حكام هذا الزمان ، متى يستفيقوا من نومهم ، ويحافظوا على أمن شعبهم ويحموا سور وطنهم ، ويشيّدوا ما هدمه المخربون في بلدهم .

يا شهداء العراق وشهداء المسيحية في العراق : ـــ سُرتُم على خُطى معلّمكم الإلهي ، وها أنكم حملتم صليبكم ، لا بل سُفِكَ دمكم الزكي البرئ على خشبة صليبكم .

أخي فالح حسون الدراجي  ماذا تقول اليوم وأنت القائل بالأمس : ـــ

يا مسيحيين العراقي ,,,, يا أبن أول زرع

جذرك بكل گلب باقي ,,,,, شلون جذرك ينشلع

أشما تگص بيه المناجل ,,,,  يرجع أكثر يرتفع

نعم فنحن أولاد أول زرع في العراق ، ولكن الإرهاب جعلنا أولاد اليوم وليس أولاد حضارة عمرها سبعة آلاف سنة ، أما عن جذري يا أخي فالح ، فها أن الإرهاب يحاول قطع جذري بحجة محاربتي لله ورسوله في كنيستي ، فكيف تريد لجذري أن يصمد ويقاوم ؟ وهو أعزل لا يحمل سوى الإيمان سلاحاً في قلبه ، والمحبة والرحمة حتى لقاتليه وقاطعي جذره

يا مسيحيين العراقي ,,,,    يا صبر خيط الشمع

مهما تشتد الليالي  ,,,,      وعلى بابك تجتمع

تلگه ألف گمره تلالي  ,,,   وألف شمّيسه تشع

الأبوين الشهيدين وسيم صبيح وثائر سعدالله : ــ هنيئاً لكما الشهادة في كنف الآب ويسوع ومريم العذراء ، لقد سرتم على الطريق ذاتها ، والتي سارها من قبلكم لا بل خطها بروحه مثلث الرحمة شيخ شهداء مسيحيي العراق رئيس اساقفة نينوى المطران بولس فرج رحو ورفاقه الكهنة والشمامسة ضحايا الإرهاب السلفي المتعطش لدماء المسيحيين ، ولكن لا تحزنوا فأنتم مع الآب وفي ملكوته ، وهو أستمع لنداء دمائكم الصارخة إليه ، لذلك أستقبلكم بفرح عظيم وقال لكم أدخلوا  ، وهو الذي قال  في كتابه المقدس : لاتنتقموا لأنفسكم ، دعوا الأنتقام لي انا الرب ” ،

 أما تلك الثلة الحقيرة التي قضت نحبها ، فقد أزهقت أرواحاً بريئة ثم قتلت نفسها ، أي أنتحرت ، وهذا ما حرّمه الله في كل الكتب السماوية فإلى جهنم وبئس المصير .

يا إخوتي أبناء العراق الشرفاء ، نريد منكم فعلاً لا قولاً ، فقد سئمنا الأقوال وما زال جذرنا يتقطع ، نريد إجراءات حقيقية ، نحن بحاجة إلى تكاتف وتآزر ودعم وإسناد وتضامن و حماية  وإلا أنقرض الزرع الأول من العراق ،

أيها الشرفاء : نريد منكم الرد بقوة وقسوة على من يدعي دولة العراق الإسلامية ، نريد منكم فعلاً ضد من يقتل المسيحيين بحجة الإسلام ، أو  تطبيقا لتعاليم الإسلام ، نحن نعلم أن الإسلام منهم برئ، ولكن نريد منكم أن تقولوها صراحةً .

رحم الله شهداءنا ، وشهداء العراق العظيم

رحم الله الكاهنين الشابين ، وهذا هو طريقهم .لقد ظفروا بإكليل البِر .

والصبر والسلوان لأهاليهم المفجوعين

الشفاء العاجل للجرحى

 

 

نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *