حوار مع الكاتب والمؤرخ الكلداني المعروف الاستاذ عامر حنا فتوحي/ عبد الأحد قلو

مؤلف وكاتب
عامر حنا فتوحي وكتاب
القصة اللامروية عن سكان العراق الأصليين

The Untold Story of Native Iraqis

حاوره: الكاتب/ عبد الأحد قلو

أعزائي القراء … يسعدنا في هذا الحوار ان نلتقي بالكاتب والمؤرخ الكلداني المعروف الاستاذ عامر حنا فتوحي المشار اليه بالبنان، لسعة معلوماته وتخصصه في مجال التاريخ الرافدي (ميسوبوتاميا) العراق القديم، بالاضافة الى مساهماته في تحرير ورئاسة تحرير العديد من المجلات والصحف الثقافية العامة والقومية (الكلدانية) في العراق والمهجر، وكما هو معروف ايضا فأنه من المصممين المتميزين بصفته فنانا تشكيليا ايضا، حيث فاز بمسابقة تصميم (العلم الوطني لجمهورية العراق) في مسابقتي عامي 1986م و 2008م، بالاضافة لكونه رسام دولي ساهم في العديد من المعارض العراقية والدولية حيث تصدرت أعماله صفحات عدد من الصحف العراقية والعالمية منها المجلة العالمية (نقد الثقافات المتنوعة/ ملتي كلجرال ريفيو)، كما تم أختياره من قبل المجلة الدولية (الآداب العالمية اليوم/ ورلد لترجير تودي) عام 2009م كواحد من أهم عشرة مبدعين في العالم، ممن أغنوا الإنسانية بإبداعاتهم وتصدوا للدكتاتوريات في بلدانهم وتعرضوا جراء مواقفهم الشجاعة للتعذيب ولأحكام الأعدام، ولا ننسى بأنه مبتكر ومصمم علم الكلدان القومي عام 1985م والمتداول في المحافل والمناسبات الكلدانية القومية المتعددة.

إضافة الى اصداره كباحث ومؤرخ أكثر من 17 كتاب، كان آخرها كتابه المعنون (القصة اللامروية عن سكان العراق الأصليين):

The Untold Story of Native Iraqis

الكتاب في 550 صفحة (باللغة الأنكليزية)، يتناول بالتفصيل تاريخ العراق وسكانه الأصليين الكلدان.

 

في بداية لقائنا.. نرحب بالأستاذ عامر حنا فتوحي بهذه المناسبة للتحدث عن كتابه الأخير الذائع الصيت (القصة اللامروية عن سكان العراق الأصليين) والذي يعد منجزاً كلدانياً وإنسانياً نفتخر به جميعاً، لا سيما بأعتباره وللعام الثاني (الكتاب الأول) في التسلسل بين الكتب التي تتناول موضوع الكلدان…

1- بعد جهد كبير تم نشر كتابك الأكاديمي والموسوعي هذا في وقت عصيب يمر به الكلدان في العراق والمهجر، هذا الكتاب من وجهة نظر العديدين يعد ومن دون مجاملة مشروعاً صعب التحقيق عجز العديد من الأكاديميين في حقل التاريخ التصدي للعديد من تحدياته .. وسؤالنا عن كيفية اقدامك على تأليفه ونشره باللغة الانكليزية، وما هي السبل الكفيلة بتوفيره لجهات عديدة من بينها الرئاسات العلمانية والروحية والمؤسسات الكلدانية؟

– أشكركم أخي أستاذ عبدالاحد على ترحيبكم الأخوي. الحق، أن الكتاب لمن لا يعرف حيثياته هو خلاصة عدد من الكتب والكتيبات والدراسات التي سبقته في الصدور باللغة العربية على مدى ربع قرن تقريباً، إبتداء بكتاب (أور الكلدان… رؤية عراقية) 1988م والذي صدر ضمن سلسلة الموسوعة الذهبية، وإنتهاء بكتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) بطبعتيه الأمريكية عام 2004م والعراقية عام 2008م، منذ ذلك الحين وأنا أعمل على تهيئة مادة الكتاب العلمية لكي يتم نشرها باللغة الأنكليزية، ذلك أن اللغة الأنكليزية كما تعلم تعتبر اليوم اللغة العالمية الأولى في عالمنا المعاصر.

أما بصدد توفيره للجهات الكلدانية روحية وعلمانية، فأن ذلك هو من تخصص الشركة الناشرة (أكسلبرز) وليبارك الرب في كل من يساهم في توعية شعبنا وعموم القراء أينما كانوا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فأنه وفقاً لتجربتي الشخصية، لم تعد عندي تلك الثقة للإستعانة في الموضوعات القومية بأي جهة روحية، لأنهم وكما تبين لي لا يكترثون بالهوية القومية، أستثني من ذلك سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل الأحترام وبمعيته الأب نوئيل ﮔورﮔيس المحترم في كاليفورنيا علاوة على المونسنيور عمانوئيل شليطا المحترم في ولاية ميشيغان، الذين يستوعبون أهمية الحفاظ على الهوية القومية الكلدانية من أجل ديمومة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.

وفيما يخص المؤسسات الكلدانية العلمانية أو المختلطة التوجه، فأن الغالب الأعم من المؤسسات الكلدانية في ولاية مشيغان لا تختلف في توجهاتها من الناحية العملية عن توجهات الرئاسات الروحية، لاسيما تلك التي تأخذ بأسم الكلدان ولا تعطي بالمقابل عُشر ما تأخذه، مستثنياً من ذلك المركز الثقافي الكلداني الأمريكي في متروديترويت الذي أسسه الأب الفاضل يعقوب يسو عام 1974م، ذلك أن هذا المركز معروف بتعدد نشاطاته القومية رغم محدودية أمكاناته المادية، وهذا يكشف وبكل وضوح وجلاء بأن محدودية الإمكانات المادية لا يمكن لها أن تعيق من يريد أن يعمل، كما تكشف أيضاً الفرق بين من يؤمن حقاً وفعلاً بالهوية القومية الكلدانية وبين من يستخدمها لمصالح مادية.

2- هل لك ان توضح لنا عن التحدي الأكبر الذي واجهته عند تأليفك للكتاب وما هي أكبر العوائق التي تواجهك حالياً ؟

– بدأت عام 2005م بدراسة مدى أمكانية ترجمة الدراسة أكاديمياً وبلغة سلسة وميسرة، وهنا واجهتني معضلة المبلغ الهائل للترجمة الذي تجاوز العشرون ألف دولار بطبعته من 400 صفحة، فكيف سيكون الحال وقد أضفت على مادة كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) 150 صفحة جديدة، أي ما يقرب من نصف مادته الأصلية؟

قصدت الرئاسات الكنسية فردتني خائباً، وكتبت في المواقع طالباً الدعم فكانت الإستجابات خجولة وغير مشجعة، ومع ذلك تبرع عدد من الأشخاص يقل عددهم عن أصابع اليد الواحدة بمبالغ رمزية، قمت بشكرهم على الرابط التالي:

https://docs.google.com/document/d/1Pae9QpP1QxI1I98JpyPiqVPYI2xlCjyAgCu1EkMjd10/edit

أخيراً توكلت على رب القدرة وبمساعدة زوجتي (وهيّ أستاذة جامعية متخصصة) وتضحيات عائلتي تمكنت من توفير المبلغ، لندخل إلى مرحلة تحرير الترجمة، الذي قامت به شركة أمريكية متخصصة متعاونة مع الشركة الناشرة (أكسلبرز)، ثم قامت زوجتي بمراجعة النصوص النهائية وإعادة تحريرها، مع إعادة ترجمة ما صعب على المترجمين الآخرين تقديمه بروحيته العلمية الدقيقة المكتوبة باللغة العربية، وصولاً إلى مرحلة الأنديكس (فهرس الأعلام والأماكن)، اللذين قمت بتهيئة مادتهما الأولية وقام خبراء شركة النشر بتحسينهما، بعدئذ قامت زوجتي بمراجعة الأنديكس وتطويره عبر برنامج قمنا بشرائه للإقتصاد في المصاريف حيث تمكنت وخلال ما يقرب من شهر من أنجاز الإنديكس النهائي الذي يتضمنه الكتاب حالياً.
والحق فقد أثقلت خطوات ما بعد الترجمة كاهلي مادياً، ولكنها لم تحبط من عزيمتي لله الحمد، فتمكنت من توفير المبالغ اللازمة، حتى تم نشر الكتاب بمناسبة أعياد أكيتو (رأس السنة الكلدانية البابلية 7313ك).

أما المعضلة التي أواجهها اليوم فأنها متعلقة بمسألة (إيصال رسالة الكتاب) إلى الجهات العلمية والأكاديمية من جامعات ومكتبات عامة، علاوة على المسؤولين الحكوميين، وهيّ بتصوري من الأهمية بمكان، حيث أنها تعادل ومن دونما شك أهمية نشر الكتاب، لكن تحقيق هذا الأمر يتعدى حدود طاقتي الشخصية، كما أنه لا يمكن أن يتم إلا بهمة الغيارى الكلدان وأصدقائهم، وقد كتبت بهذا الصدد على صفحة التواصل الإجتماعي للكتاب على الرابط:

https://www.facebook.com/pages/The-Untold-Story-of-Native-Iraqis/337186513076384?ref=hl

وكذلك في عدد من المواقع منها كلدايا دوت نت وألقوش دوت نت ومانكيش دوت كوم. لذلك فأن من يريد أن يساهم في إيصال رسالة الكتاب، ما عليه إلا قراءة التفاصيل على الروابط السابقة.
عموماً أن الوعي بأهمية إيصال رسالة الكتاب إلى الجهات الأكاديمية وصنّاع القرار الغربيين مسألة هامة وحاسمة، ولكن للأسف لا تكترث معظم هذه الجهات الكلدانية المعنية أصلاً (روحية وعلمانية) بهذا الشأن، بسبب ضمور الوعي القومي لدى معظم هذه الرئاسات والذي يكاد يصل للأسف حد الإنعدام.

3- ما هيّ الميزة الرئيسية التي يتميز بها هذا الكتاب الذي يخص عظمة الكلدان عن غيره من الكتب؟

– الحق أنها ليست ميزة رئيسة واحدة وإنما مجموعة مميزات وخصوصيات يتفرد بها هذا الكتاب، منها على سبيل المثال:

* أنه أول كتاب موسوعي عن تاريخ الكلدان ماضياً وحاضراً، حيث يربط وبشكل مدروس ما بين تأسيسهم للحضارة والمدنية ماضياً، وبين معاناتهم والتحديات التي نواجهها حاضراً، جراء المعاملة غير الإنسانية التي يواجهها المسيحيون وبقية الأقليات غير المسلمة عامة والكلدان بشكل خاص، من قبل المكونات الكبيرة المهيمنة على العملية السياسية في عراق اليوم، والتي تراوحت ما بين التغيير الديموغرافي وعدم المساواة في الحقوق الدراسية والإجتماعية وحقوق العمل، وصولاً إلى آفة التمييز العرقي- الديني التي وصلت في بعض الأوقات حد التصفية العرقية – الدينية.

* يوفر الكتاب مصدر إلهام واسع لفهم جديد من قبل المؤرخين وعلماء الآثار وعلماء اللغة وعلماء الاجتماع وأساتذة علم مقارنة العلم والدين، فضلا عن أولئك الذين يعملون في دراسة العلوم الاجتماعية والفلسفة ودراسات الكتاب المقدس. وبالتالي، يوفر هذا الكتاب أرضا خصبة لبحوث قادمة واسعة عن الأمة الكلدانية.

* يغطي الكتاب وبشكل متميز مفهوم الكلدان من الناحية القومية والشعوب التي سكنت العراق القديم ويخلص بشكل علمي وموضوعي معزز بالدليل المادي إلى أن الكلدان هم (سكان العراق الأصليين)، وقد أكدت البروفيسورة ميري سنكوستك من جامعة وين على نجاح الكتاب في تغطية هذه الحقب وفق رؤية علمية جريئة ومقنعة تماماً، وهذه شهادة أعتز بها كثيراً، بخاصة وأنها تصدر عن بروفيسورة متخصصة في هذا الحقل ولها ثلاث كتب منشورة عن الكلدان.

* يتميز الكتاب أيضاً بدحضه وبشكل لا يقبل الجدال بطلان إدعاءات الأحزاب السياسية المتأشورة التي تروجها منذ عقد سبعينات القرن المنصرم، ويخلص إلى أنهم أي الآطوريين (كلدان الجبال النساطرة) عبارة عن طائفة منشقة عن الأصل القومي الكلداني.

* يقدم الكتاب ولأول مرة وبطريقة فريدة ومبسطة المنجزات العلمية والثقافية الرافدية التي حققها الكلدان عبر التاريخ، وهيّ منجزات يجهلها معظم القراء الأعتياديون ومنهم الكلدان، لعوامل عديدة لا مجال للخوض فيها.

* أخيراً يتميز الكتاب بمرتسماته الفريدة وخرائطه وصوره المصنوعة أصلاً لأعطاء رؤية متعددة الزوايا عن الكلدان وتاريخهم العريق وحضورهم الديناميكي في الوطن الأم العراق القديم والعصور التي أعقبتها.

4- ما الذي تأمل أن يحققه الكتاب وما هيّ آليات تسويقه للتعريف به ولجهات عديدة؟

جّل ما أسعى له هو، إتاحة الفرصة للعالم أجمع لكي يطلعوا على مصدر أكاديمي رصين عن الكلدان (باللغة الإنكليزية)، مما سيساعد المؤسسات العلمية ومنظمات المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان لترجمته إلى اللغات الحية الأخرى، فيكون خير عون لتلك المؤسسات وهؤلاء الأفراد المختصون، من أجل بناء تصور واقعي وصحيح عن الكلدان (ماضياً وحاضراً)، مما يعني ضمناً تمييزنا في بلدنا الأم بصفتنا (سكان العراق الأصليين) من ناحية، ومن ناحية أخرى حصولنا على فرص عادلة فيما يخص مجال الأمتيازات والحقوق الوطنية، ناهيك عن توفير فرص أفضل لتمثيل شعبنا في الوطن الأم من أجل المساهمة البنّاءة والفاعلة في صناعة مستقبل الأنسانية جمعاء.

أما عن آليات تسويقه، فالحق أقول: أتمنى ان تعيد الرئاسات الدينية النظر في مسألة عدم مساهمتها في تسويق رسالة الكتاب لاسيما أبرشية مار توما الرسول في ميشيغان التي وعدتنا بتشجيع رعاة الكنائس على توفير الكتاب في مكتبات الكنائس، ونحن ما زلنا منتظرين تحقيق هذا الوعد الذي لن يكلفهم سوى رسالة توصية أبوية إلى كافة رعاة الكنائس، تبين لهم أهمية العمل على إيصال رسالة الكتاب العظيمة الأهمية إلى المؤمنين المترددين على هذه الكنائس ولاسيما الأجيال الشابة الجديدة، آملاً أن يعيدوا النظر بوعودهم لما فيه من حرص على مصلحة الأمة عامة والجالية بشكل خاص.

حتى ذلك الحين، أي عندما تستوعب الرئاسات الروحية والعلمانية أهمية المساهمة في إيصال رسالة الكتاب للكلدان وأصدقائهم فأنني قررت أن أستعين بعامة الكلدان، لاسيما المثقفين والناشطين القوميين وأصدقائهم، بالاضافة الى الجهات الأكاديمية التي تحترم العلم والمعرفة، لأن ما يحرك هؤلاء هو عامل (الغيرة القومية) إن كانوا كلداناً بحق وحب المعرفة وليس النفع المادي، حيث يمكن لكل من يرغب في إقتناء نسخة من الكتاب أو أكثر، أن يحصل على نسخته الخاصة عبر موقع الشركة الناشرة (أكسلبرز)، كما توفر الشركة الناشرة فرصة إرساله كهدية حضارية عبر قسم المبيعات إلى أي شخصية أو جهة أكاديمية وفي أي مكان في العالم، وعلى سبيل المثال تم توفير (ثلاثون نسخة) لجمعية تلكيف الكلدانية في أستراليا خلال 48 ساعة بجهد الأخوة وضاح دلو وسام ﮔمو ود. نزار شمم وحارث ﮔرمو، أصلّي بهذه المناسبة وأطلب صلواتكم من أجل الأخ سام ﮔمو الذي يعاني من متاعب صحية.

حري بالذكر، أن زاوية الهدايا الكلدانية المتواجدة ضمن مبنى المركز الثقافي الكلداني الأمريكي في مدينة مادسن هايتس توفر (نسخ مذيلة بتوقيع المؤلف) وبسعر مخصوم منه مبلغ الشحن، وهيّ فرصة عظيمة ولا تعوض لأقتناء نسخة من الكتاب، لاسيما لمن يؤمنون بالأمة الكلدانية حقاً وفعلاً.

5- ماهو توقعك للجمهور الذي يرغب في الحصول على هذا الكتاب وكيف يمكن تعميم فائدته عالمياً ؟

أردد هنا ما أوصى به الأستاذ البروفيسور د. عبد الهادي الخليلي الملحق الثقافي العراقي في واشنطن عندما قال في رسالة شكر بمناسبة إطلاعه على الكتاب: هذا الكتاب لا ينبغي أن يكون في كل بيت كلداني حسب، وإنما في كل بيت عراقي، وأضيف على كلمته الحكيمة، أن علينا ككلدان أن نوصله لصناع القرار الغربيين وأصدقاءنا والجهات الأكاديمية، لكي يطلعوا على حجم المنجز الكلداني، ويساهموا بدورهم وبشكل واسع في رفع الأذى والتجاوزات عن الكلدان، سواء كان ذلك في وطننا الأم أم المهجر.

أما عن تعميم رسالته عالمياً فيمكنكم قراءة المزيد عن كيفية المساعدة في تحقيق ذلك (باللغتين العربية والأنكليزية) على صفحة التواصل الإجتماعي للكتاب وأيضاً على الرابطين التاليين:

http://kaldaya.net/2013/News/12/Dec06_A1_ChNews.html

http://kaldaya.net/2013/News/12/Dec14_E1_ChNews.html

6- كيف تنظر إلى الوضع العام للكلدان بشرائحه المتعددة كشعب وكرئاسة؟ وماهي نظرتك المستقبلية حول وجود الكلدان في بلدهم العراق..ألم يحن الوقت لبناء بابل الجديدة حتى لو كان ذلك خارج العراق؟

الكلدان كطيف عراقي هو (قطيع ضائع لا راع له، ومصيره الزوال) في وطن الآباء والأجداد إذا ما بقي الحال على هذا المنوال، بخاصة إذا ما واصلت الرئاسة الروحية النأي بنفسها عن مسؤولية دعم مطالبه القومية بحجة أن عملها كنسي حسب.

السؤال الذي ينبغي علينا جميعاً أن نسأله هو ماذا تعني (كنيسة بلا هوية؟)، وبالتالي، لماذا عليّ أو عليك أن نذهب إلى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية تحديداً إذا ما نبذت هذه الكنيسة هويتها القومية وتعكزت على الإنتماء الكاثوليكي حسب؟ … أن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بدون الحرص على الإنتماء القومي الكلداني، هيّ شئنا أم أبينا، أشبه ما تكون ﺒ (وجه دون ملامح)!

مع ذلك، أنا لست متشائماً، فقد تجاوز الكلدان عبر تاريخهم الطويل الذي يتجاوز السبعة آلاف عام الكثير من المحن والتصفيات العرقية، والعديد من التحديات وخرجوا أكثر قوة ووعياً، ذلك أن الكلدان الأصلاء هم مثل العشب الأخضر (الثيل) ما أن تقطعه حتى ينمو أكثر عافية وأخضراراً.

وتأكيداً على أهمية الإعتزاز وترسيخ الهوية القومية الكلدانية كعامل حيوي في إزدهار الكنيسة، أنظر أبرشية مار بطرس الرسول في كاليفورنيا التي لم تتخل يوماً عن دعمها وتبنيها للرؤية القومية رغم تحقيقها خدمات روحية لا تضاهى لعل آخرها قبول (قرة العيون) سيادة المطران مار باوي سورو الجزيل الأحترام ضمن أكليروس (مرعيثا دمار بطرس شليحا)، وهذا هو عين العقل، إذا ما كنا حريصين على بقاء وأزدهار هذه الأمة العصية على الفناء.

لهذا آمل ان تحذو الابرشيات الاخرى في الوطن الأم والمهجر حذو الراعي الجليل مار سرهد يوسب جمو، فيعملوا على إعادة بناء حساباتهم من أجل الحفاظ على هوية (الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية) اينما وجدت من خلال ترسيخ الوعي القومي الكلداني، سواء من خلال توفير الكتاب في مكتبات الكنائس أو دعم النتاجات الثقافية والمناسبات القومية الكلدانية.

لأن هذا ما سيشجع بالضرورة بقية المؤسسات العلمانية الكلدانية لكي تسعى هيّ الأخرى في دعم واثراء الوعي القومي الكلداني، بما يحفظ هويتنا من الضياع في المجتمعات الغربية المختلفة عن تراثنا وتقاليدنا وحضارتنا العريقة، وهذا ما قد يساهم في إستنهاض همم شعبنا في سعيه لبناء (بابل الجديدة) في اي مكان يترسخ فيه الحضور الكلداني.

7- أستاذنا العزيز..هل لك من كلمة أخيرة؟

نعم، قالها شكسبير مرة على لسان هاملت (أن تكون أو لا تكون تلك هيّ المسألة)، ونحن اليوم أمام تحد جذري وحاسم، لذلك آمل أن تكون رئاساتنا الروحية والعلمانية أكثر وعياً بأهمية ترسيخ إنتمائنا القومي الكلداني، الذي سيعني ضمناً حفاظنا على هويتنا المسيحية وأنتماءنا الرافدي العريق.

بهذا الصدد يقول الكتاب المقدس في متى 1-7: لا تعطوا القدس للكلاب ولا تلقوا جواهركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وترجع فتمزقكم، إن قدس الكلدان هو هويتهم القومية الرافدية لأنهم دونما جدال (سكان العراق الأصليين)، لذلك فأن التنازل عن هذه الهوية العريقة بحجة أننا مسيحيون حسب، هيّ مغالطة للواقع والمنطق!

لهؤلاء الذين يفرطون بهويتنا القومية أقول: أن (المساومة تبدأ بتنازلات صغيرة)، ومن يعطي رأس الخيط يعطي الشليلة كما كان يقول لنا والدي حنا (جونقا) بر فتوحي (لبيبا) بر شندخ (بريخا) رحمهم ألله.

أخيراً أقول: أن حقوق الكلدان من وجهة نظري كمثقف كلداني، ستبقى مهمشة ومستلبة وضائعة، ما لم نسع جميعاً إلى توعية وتنوير شعبنا قومياً، وبخاصة الأجيال الجديدة، لأن البناء لا يقوم على الهواء وإنما على أسس راسخة، وهذا الكتاب باللغة الأنكليزية (لغة العالم المعاصر) يوفر أسساً صلدة ومدرسة معرفية وثقافة قومية، تقوم على المعلومة الصحيحة والرؤية المستقبلية والإيمان بحتمية أستمرار وإزدهارالأمة الكلدانية.

لكن الكتاب وحده (مثل اليد الواحدة) لا يمكن أن تصفق، لذلك ينبغي علينا أن نحترم ونعزز من أحتفاءنا بمناسباتنا القومية الكلدانية ومعارض (الكتاب الكلداني)، التي يمكن من خلالها تعريف أصدقاء الكلدان بأهمية دعم مطالبنا، علاوة على أولوية توعية الشباب، من أجل غرز نبتة الإنتماء القومي الكلداني في قلوب وعقول وضمائر الأجيال الجديدة.

ذلك أن، أمة لا تقرأ ولا تعرف لغتها وتاريخها هيّ أمة ميتة ولو كانت تعيش وتتنفس، ومن له أذنان للسمع فليسمع!

لزيارة الموقع الرسمي للكتاب

www.NativeIraqis-Story.com

لإقتناء نسخة أو عمل طلبية مباشرة

http://bookstore.xlibris.com/Products/SKU-0111663050/default.aspx

لزيارة صفحة التوصل الإجتماعي للكتاب

https://www.facebook.com/pages/The-Untold-Story-of-Native-Iraqis/337186513076384?v=wall

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *