حقيقة الانسان في الحزب

ان المسائل الجوهرية للانسان الذي ينتمي الى حزب ما ، هي الامور التظيمية والادارية والتشريعية والعلاقات الظاهرة بالاضافة الى الجوانب الاخلاقية والفكرية والوجدانية ، فهي التي تشكل حقيقة الانسان . فالاهتمام الاول في برنامج الانسان يعتمد على تزكية النفس وتطهير القلب وترقية المشاعر وتهذيب الطباع ونكران الذات وقتل الانا ، حتى تستقر قيم الخير في الضمير والقدوة الحسنة والاستقامة والصلاح وتنفر من الدكتاتورية والشر . ان الانسان عندما يرقى في ضميره نجاح الحزب يضع المنهاج الصحيح لسلوكه اولا الذي يمثل لبنة في المجتمع الحزبي فيضع الاسس والمباديء معتمدا على قيم الحب والوفاء وليس على قيم التسلط والدكتاتورية ونبذ الاخر والانفراد في اتخاذ القرارات . ارى ان الحياة الحزبية وحدة واحدة لا تتجزأ ، يؤثر كل جانب فيها في الجوانب الاخرى فالاقتصاد والسياسة والتعليم والثقافة والاعلام يؤثر كل جانب على الاخر ، ولا يمكن الانعزال الواحد عن الاخر وإلا كان الفشل في بنبة المجتمع كله . هكذا في الحياة الحزبية ان كل انسان له تفكيره ورأيه وثقافته وقيمه ان يقبل الجانب الاخر الذي يختلف عنه في الرأي والتفكير والثقافة والقيم لغرض بناء الحزب . ان كل انسان في الحزب يستند الى حقه في الحرية والاعتقاد والرأي والتعبير ، وكلها يجب ان تنصب في مباديء ورؤية الحزب وبالتالي في قضية الوحدة الوطنية . ان الحزب الذي يمارس نشاطه ، له رؤيته في جملة مباديء والاهم احترام الانسان في الحقوق والواجبات والكرامة والحرية ، فهي تؤكد حقيقة وحدة الحزب. من المباديء الضرورية والواجبة ايضا هو الاعتماد على الديمقراطية ، القلب النابض في الحزب، ويترتب عليها الحق في الكلام والتعبير والمراقبة والمحاسبة ، بما يضمن ديمومة الحزب . وفي ضوء هذه الرؤية فإنه من الضرورة اصلاح الفرد داخليا لتمكينه من الدخول في معترك الحياة السياسية لخدمة الوطن ونبذ الاستبداد والظلم ، فإن ما عاناه شعبنا ووطننا وأمتنا من استبداد وظلم وفساد فاق الخيال ، قهر الناس وأذلهم ونهب ثروات البلاد وحول العراق الى ولاية تابعة له .
ارى ان الفرد عند ممارسته السياسة التي تقوم في المساهمة في ادارة الدولة وتدبير امور الناس، بحيث تحقق الامن والعدل والخير لجميع المواطنين ، ان يعتمد على مبادي اخلاقية . وهذا كله لا يمكن انجازه إلا بارتباط السياسة بالمبادي والاخلاق والصدق والوفاء والامانة والضمير الحي وعدم تقبل الرشوة بحجج واهية باسم الهدية او العمولة . ان السياسة حسب مفهومي ان نمارسها لننظفها ونطهرها ونسمو بها الى مستوى الاعمال والاخلاق الراقية ، وعند ذلك سنحمل مشروعا حضاريا ذو رؤية متكاملة تتوضح أبعادها مع الزمن بالاعتماد على آراء وطموحات الجماهير في كل مرحلة من مراحل الزمن .
ان الفرد يمضي بعزم اكيد وإرادة قوية نحو الهدف الاستراتيجي في بناء الحزب على اسس ثابتة ، قوامها الوضوح الفكري وديناميكية المنهج السياسي وفاعلية البناء التنظيمي ، وعمادها الديمقراطية من القاعدة الى القمة مستصحبين تراثنا الوطني الاصيل ، مستخلصين العبر والدروس لبناء العراق الجديد الديمقراطي .
في اطار التغيير الحاصل منذ عام 2003 ، وتجاوبا مع التفاعلات في المجتمع من اجل تحسين الظروف الاجتماعية والحقوقية للمواطن نبغي الى ارساء روح الدستور العراقي واستيعابه لبناء دولة الحق والعدالة والقانون ، ومجتمع الحرية والديمقراطية ، وروح المواطنة والتساوي في التمتع بالحقوق دون تمييز او استثناء. ان وعي المواطن لحقوقه وحريته تعتبر ضمانة لحفظ سيادة حقوقه والاستعداد للدفاع عنها في اطار رصد تفعيل مضامين الدستور .
قرداغ مجيد كندلان

You may also like...