حقوق الانسان والعراق الجديد/ بقلم عصمت رجب

ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الامم المتحدة في 10/12/1948 والذي يضم (30) مادة ، وهو محك مقياس درجة احترام المعايير الدولية لحقوق الانسان والتقيد بها .. لأنه تفاهم مشترك لجميع شعوب الارض. وقد نال نشر ثقافة حقوق الانسان في كوردستان الاهتمام اللازم منذ انتفاضة اذار1991 الشعبية المباركة، وسار اقليم كوردستان خطوات سديدة في هذا المجال ابهرت العالم ، وخاصة في مجال منح حقوق الاقليات، والتعددية الحزبية ، ومساواة الجميع امام القانون دون النظر الى الدين او القومية او اللون او الجنس وحق المعتقد والفكر.

يتميز العراق منذ القدم بتنوعاته الدينية والعرقية في ظل تعايش مشترك على مستوى الافراد والجماعات، وان عراقاً بلا قوميات صغيرة هو كالزهرة الفاقدة لرحيقها الجميل، لذا يجب ان نكون متعاونين متاحبين متكاتفين فيما بيننا لنحافظ على اللحمة الوطنية وتواجد هذه الزهور البريئة المسالمة الجميلة التي بدونها نكون في بلد تنقصه الهوية.

لقد كنا جميعاً شهوداً على حقبة مريرة تقاسمنا اوزارها حروباً وحصارات ونكبات، بسبب سياسات خاطئة لنظام شمولي. فمن منا لم يعتصر قلبه اللوعة على حملات التنكيل والقتل والابادات الجماعية والتشريد التي طالت الكورد العراقيين، ومن لم يهلع لتعسف النظام السابق في تعريب ( الشبك) وتهجيرهم ، وهل كان بمقدور أحد من (المسيحيين) او (الصائبة) او(الايزيديين) او(التركمان) او غيرهم بالمطالبة بالحقوق وتشكيل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني او وسائل اعلام خاصة بهم او يسجل انتمائه القومي في سجلات الاحوال المدنية حسب ما يرغب اذا كان مخالفا لسياسة النظام ؟.

ان هيئة (حقوق الانسان) في اقليم كوردستان بالاتفاق مع حكومة الاقليم وبرلمانها، تأخذ على عاتقها تحسين الاوضاع الانسانية للمكونات المتعايشة، كي لا يحصل اي انتهاك على شعب كوردستان بجميع طوائفه.

كما احتوى دستور الاقليم الكثير من المواد القانونية الضامنة لحقوق شعب كوردستان بمختلف طوائفه المتعايشة، وانه استطاع ان يستوعب العوائل التي شعرت وتشعر بالتهديد في مناطقها كبديل عن خيار الهجرة الى الخارج الذي لا نحبذه اطلاقاً لأننا في اقليم كوردستان نرى ثراء نموذج التعايش العراقي يتجلى بتنوعه الديني والقومي والثقافي .

والحمد لله فالمكونات الصغيرة والكبيرة في كوردستان اليوم تمتلك احزاباً ونوادي ومنظمات مجتمع مدني ووسائل اعلام تختص بشؤونها وتعبرعن شواغلها وقد لمعت في هذا السياق شخصيات بارزة هي اليوم تضطلع بأدوار محورية على صعيد البرلمان والحكومة والقضاء والاعلام.

في الختام نؤكد بان جزء اساسي من مهمة النهوض بواقع الاقليات معلق على ارادة ابنائها انفسهم، فالخروج من حالة الانطواء والمخاوف والتمسك بالاصطفاف الوطني في العراق الفدرالي والانخراط في الحياة العامة واعتماد لغة الحوار الهاديء الرصين مع اخوانهم من المكونات الاخرى وتعزيز الثقة المتبادلة. كلها مفاتيح لخلق التغيير المطلوب وتحقيق المكتسبات.

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *