حذاري ايها الكلدان والآشور والسريان !!

الكلدان قوم سكن في بلاد الرافدين ، لقرون عديدة قبل الميلاد وبعده ولحد اللحظة ، عانوا من الجوع والمرض والظلم والعوز والأستغلال وحتى القتل ، حالهم حال الشعوب الأخرى في الكرة الأرضية ، بسبب ممارسة القوة والبطش والتنكيل والعنف ، من قبل حكامهم تارة ، ومن قبل القبائل الاخرى ، للسيطرة والغزو من اجل السلطة والمال ، كما وحكامهم ورؤساء قبائلهم ، تقود تلك الشعوب في غزواتها ، لاطماعها الخاصة حبا بالسلطة والمال والجاه تارة أخرى ، غير مبالية ما يأول لشعوبهم ، من مآسي تلك الغزوات والحروب العبثية الخاسرة ام الرابحة ، وبالطبع لا ربح في الحروب مهما كانت مبرراتها ، من الوجهة الانسانية والوطنية لاي شعب ، على الارض وعبر التاريخ.
يذكرنا التاريخ من خلال المصادر اندثار ومحو الدولة الآشورية ، بعد التحالف العسكري بين الكلدان والميديين 612 ق . م . ، عندما شن التحالف ، حربهم الظروس ضد الدولة الآشورية ، والتي تم محاصرتها والقضاء عليها ، وخضوعها للدولة البابلية الكلدانية ،{ بعد انسحاب القوات الميدية بقيادة كي أخسار ، اما بقية الآشوريين الناجين ، بعد سقوط دولتهم الآشورية المندثرة ، بسبب عنف الميديين لهم ، تم حضنهم من قبل الكلدان لعامل الدم الذي يربطهما معا ، معتبرين أ شقاء لهم ، فاحتضنوهم ورحبو بهم بجميعهم ، فاندمجوا بالمجتمع الكلداني كشعب واحد بدون تمييز ، يحملون جميعا اسما واحدا هو الاسم الكلداني.} (ص202 تاريخ بلاد الرافدين)
 هذا يدل بان شعبنا الكلداني والآشوري والسرياني ، هو شعب واحد تربطه عامل الدم ، والفن واللغة والتاريخ المشترك في بلاد الرافدين ، وحتى العادات والتقاليد المشتركة ، وما محاولة تغييب الكلدان والسريان ، من قبل اخوتهم الآشوريين والمـتأشورين المساندين والداعمين لهم ، هي جناية لأنفسهم ولتاريخهم ومسيرتهم الآشورية ، قبل غيرهم من اخوتهم الكلدان والسريان. وكما فعل سيدهم السياسي يونادم كنا ، من خلال المقابلة الصحفية الرمضانية التي اجريت معه ، في شهر آب الماضي من هذا العام 2011 عندما قال نصا (كل آشوري أعتنق المذهب الكاثوليكي أصبح كلداني) وليس غريبا عن كنا وزوعا ، وما يطرحونه على الملأ وعلنا ، بان الكلدان طائفة ضمن الآشورية ، فهل هناك من كلدان متأشورين ، وقوى كلدانية متحالفة ضمن التجمع لقوى شعبنا ، ومعهم أخوتهم الآشوريين المعتدلين ، لرد هكذا توجهات لألغاء الآخر لأبناء شعبهم ، وعليهم أقامة دعوى قضائية ، بموجب الدستور لمقاضاة هكذا توجهات سياسية مفرقة لابناء شعبنا ، وهو حق شرعي وقانوني مطلوب تفعيله والعمل وفقه.
اما تسمية الآشوريين او الآثوريين فيما بعد ، هم جميعا كلدان الجبال ، نزحوا من حكاري جنوب تركيا ، بسبب الحروب الطائشة للدولة العثمانية ، والظروف القاهرة التي مورست ضدهم ، لاسباب عديدة منها قومية ودينية معاّ ، كما هو الحال مع الارمن ، خصوصا بعد الحرب العالمية الاولى 1914 ، ومع هذا نحن الكلدان نحترم ونقدر عاليا ، من هو معتز بقوميته الآشورية ، معتبرين أياه اخا وصديقاّ ورفيقاّ في الحياة الأنسانية والوطنية.
{ان الادعاءات الباطلة التي نحن بصدد الكشف عن بطلانها هي تلك الافكار والايديولوجيات السياسية التي تستميت احزاب ومنظمات دعاة الاشورية المعاصرين لفرضها على سليلي أبناء الرافدين الأصليين كلدان اليوم ، الذين يمثلون نسبة 80% من المسيحيين الناطقين باللغة الكلدانية السوادية (السورث) بمختلف لهجاتها ، وذلكك بتبني منهج مبرمج ومدروس من النوع الذي تبناه الحزب الشمولي في العراق بهدف الغاء الهوية الرافدية والهوية الوطنية العراقية عنهم وصهرهم في الهوية العربية على غير حق}.(ص328 تاريخ بلاد الرافدين المجلد الاول)
وهنا لا أعتقد هناك فرق بين حزب البعث الشمولي ، الذي حكم العراق بالحديد والنار لعقود خلت ، وبين الأحزاب الآشورية المتعصبة الشمولية ، هي الأخرى ذات المصالح والمطامح الأنانية والمرتبطة ، بأجندات ومواقف تعصبية قومية غير وطنية ، في تغييب الآخرين ووجودهم التاريخي ، والذين يعملون ليل نهار بالضد من أخوتهم الكلدان والسريان ، وهم متواجدون وطنياّ عبر التاريخ ، ومن خلال الدستور العراقي الحالي ، رغم علته وأزدواجيته بين المفهومين الوطني الديمقراطي من جهة ، والاسلامي السياسي تشريعيا من جهة أخرى.
انا على ثقة تامة ، بعد دراستنا للواقع المؤلم هذا ، لو أمتلكوا هؤلاء القدرة والسلطة ، بعد ان امتلكوا المال والمواقع المنتفعة ، لفعلوا أكثر ما فعلته الأحزاب الشمولية ، والتاريخ برهن ويبرهن على ما نحن بصدده ، ابتداءّ من الهتلرية والماسونية والعروبية والاسلاموية والصدامية والاسدية وغيرهم كثيرون ، بالرغم من عددهم القليل جدا في العراق ، بعد الهجرة الطاحنة والمليئة بالمآسي والويلات ، وكاد شعبنا في نهايته الحتمية لتواجده الوطني ، ان استمر الامر على ما هو عليه ، لا زال التعصب الآشوري يعمل جاهدا بشموليته المعهودة ، في الأتجاه السياسي المخادع للآشوريين  قبل غيرهم من الكلدان والسريان ، وهذه حالة غريبة جدا على شعبنا ، ولنا تجربة مآسي سميل ، عندما خدعوا من قبل الأنكليز ، في حركتهم التي نهاها بكر صدقي ، بتوجيه وأشراف الحكومة الملكية العراقية عام 1933.
من خلال ذلك على قوى شعبنا الكلدانية والآشورية والسريانية الوطنية بكل مكوناتها ، المتطلعة نحو غد مشرق  لعراق وطني ديمقراطي معافى ، عليها الحذر واليقضة الشديدتين من توجهات عنصرية عصية شوفينية عقيمة مدمرة لشعبنا ، وعلى الكلدان والسريان الكف من الـتأشور ومراجعة النفس ، لأن الانسياق للمغررغير مجدي وغير سليم ، عليهم العدول عن هذا الفعل المشين الغير المبرر ، لأن الناتج أكثر تعصباّ ومغالطة من قبل أسيادهم الآشوريين المتآمرين ، على شعبهم المغيب والمشرد من وطنه ، بسبب الوضع المعقد والأسثنائي والفريد في العراق الجديد ، عراق الاحتلال وغياب السيادة ، عراق التعصب الديني المسيس وألمؤدلج أسلامياّ ، عراق الطائفية والتعصب القومي المشين ، عراق الفوضى الخلاقة التي أوجدتها أمريكا ، عراق غائب لروح الوطن والمواطنة ، وهذه حالة ميئوسة ومدانة من قبل الخيرين الوطنيين ، من اعلى قمة في زاخو وحتى ادنى موقع في الفاو ، فلا حقوق قومية أطلاقا من دون بناء مؤسسات دولة ديمقراطية مدنية علمانية ، تعي حقوق الشعب العراقي كاملة متكاملة ، بروح المواطنة الحية الصادقة مع النفس ومع الغير.
ما يطلق اليوم على تسمية (قوى شعبنا الكلدانية السريانية الآشورية) وللاسف الشديد  يؤسف عليها حقا ، ان تلتقي على دماء الشعب بعد حادثة سيدة النجاة في بغداد ، وتجتمع لتمزيق هذا الشعب ومن ثم لتبتز قوى شعبنا الكلدانية والسريانية ، تحت الضغط والأكراه والوعيد وممارسة سياسة التغيب والترهيب ، ليقلدوا سياسة البعث الشمولي الصدامي لتوقع ضحية فعلها.
 الاحزاب المنبر جماعة شامايا بأعداده المنفردة والمطرود عن الاصل ، بسبب الركض وراء الاغداق المالي والمصلحي ، كما هو الحال للمجلس القومي الكلداني ، والذي كانت نتائجه حدوث انشقاقات كبيرة ، بسبب نزوله الى مستوى الخنوع والقبول بما طلب منه ، منفذا شروطهم وقابلا بنواياهم التي كان يرفضها ويحاربها ، بكل الطرق والوسائل المتاحة لديه فنيا وثقافيا وأدبيا وأجتماعيا وقومياّ ، وكما هو الحال وللاسف الشديد ان تلتقي هي الأخرى ، مختصة كلدوآشور للحزب الشيوعي مع هكذا تجمع ودورها اللادور له ، مدان أنتهازي مصلحي تعصبي شمولي مدمر لشعبه ووطنه ، لنسأل ماذا عمل هذا التجمع رغم أمتلاكه المال الوفير بالمليارات ، هل وقف نزيف الدم العراقي ؟ هل حل مشكلة شعبه المسمى  بما هم ناطقين به ؟ هل لشعبنا حرية الحركة وطنيا ؟ ام شعبنا في سهل نينوى المقترح من قبلكم ليكون محافظة ؟، وشعبنا لا يتمكن من زيارة مدينة الموصل الحدباء ام الربيعين؟ ماذا بقى من شعبنا في ارضه العراقية عبر التاريخ؟ ولمن هذا التجمع الفاركوني بقطار أعرج أعوج مثل الدستور العراقي ، الذي يقيّمه وزير البيئة الزوعاوي؟ هذا القطار عندما لا يحمل بشراّ ، لماذا يتحرك وينطلق؟ هل تستوردون شعباّ لتسمونه بما انتم تشتهون يا ترى؟ وسهل نينوى سيفرغ من شعبنا والسبب غياب برنامجكم العملي ، في ظل حكومة لا هم لها سوى السلطة والمال والفساد ، وانتم تقلدونها طائفيا وقوميا عنصريا.
 اذاّ كيف يمكن لشعبنا ان يؤيد خطواتكم العقيمة النتائج سلفاّ ، كون لا دولة ولا قانون ولا دستور عادل يحمي شعبنا ، ولا عمل ولا كهرباء ولا صحة ولا ضمان أجتماعي ولا دراسي ولا امني ، بعيدا عن الأمان والسلم والسلام والاستقرار ، وستبقون بلا شعب ايها السادة ، وحينذاك من تمثلون بالعراق؟ سؤال جدير بالأجابة لكم ولحكام العراق؟ هل تفكرون تنفيذ مقولة صدام ، مليونان كافي للعراق في تسعينات القرن الماضي ؟!!، نتمنى ان نكون قد وفقنا في ما يخدم شعبنا ووطننا ، وعذراّ للاطالة.
مقولاتنا:(ما فائدة وطن بلا شعب ، وما دور شعب بلا وطن)
         (ما فائدة محافظة سهل نينوى ، وشعبنا يغادر قرانا ومدننا سلساّ؟)
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
24\11\11

 

You may also like...