“حاولوا دفننا وتناسوا بِأننا بذور” أُم قصي العراقية كَرمها العالمْ والأنسانية

 

حاولَ الغرب تدمير الأنسان العراقي الأصيل و المتأصله جذورهِمنذُ الالاف السنين في أرض بلاد الرافدين، و تشبعت عروقهِ وروَتْدِمائهِ من النهرين العظيمين دجلةَ والفراتْ،وتغذَت عظامهِ من تربة العراق الخصبة . حاولوا أَن يقتلوا هذا الأنسان المبدع والمليئ بالطيبة وحب التضحية، فشنوا عليهِ الحروب وادخلوه في متاهات وأنفاق مظلمة من زرع الطائفية والحصار والفقر وتعين حكام مستبدين يحكموه بالنار والحديد،وأستعمِلتْ كل الوسائل الدنيئة ضده ، الذي كان نموذج ولازال للعلم والمحبة والتضحية . نعم… نجحوا ان يحطموا البنيه التحتية للعراق نعم… جَعلوا الفُقر والمرض ينهك بهم..نعم… قتلوا خيرة أبنائهِ من العلماء والمثقفين والمبدعين…نعم… زرعوا الفتنه بينهم. نعم…كل شئ مُدَمِر بحق هذا الشعب فعلوه وظنوا انه قد مات فكره وقيمهِ و كل الأصالة في هذا الانسان العراقي العريق، وسوف لن تقومَ له قائمة من جديد،لكنهم تناسوا بإن العراقيين …لا…..يموتون للأبد ولم يتذكروا المثل المكسيكي المعروف و الذي يقول(( حاولوا دفننا لكنهم تناسوا بأننا بذور)) . نعم تناسوا بأن البذرة تبدوا للعيان بأنها ميته لكنها حالما تلمسُ الأرض فأنها تنبُت من جديد لتصنع الالاف مِن البذورعلى شاكلتها . هكذا هم العراقيون مهما قتلوا منهم ومهما دمروا من معنوياتهم وأندفاعِهم نحوا الرُقي والأبداع فأنهم يعيدونَ بناء كل شئ من جديد ، لينبت في فِكر وعقول أبنائهم ولايموتون .

وأم قصي (عليه خلف صالح) هذه العراقية الأصيلة البالغة 62عام من العمر من محافظة صلاح الدين /ناحية العلم سَطرتْ اجمل وأروع صورة للأنسان العراقي في التضحية والصمود والمحبة.فخاطرت بنفسها وأُسرتها في منطقة العلم بمحافظة صلاح الدين ، عام 2014/حزيران/يوليو،  وكانت قاب قوسين او أدنى من داعش، أُم قصي التي ذاع صيتها في العراق والعالم بعد حمايتها لـ25 طالبا من طلبة سبايكر في تكريت في بيتها بعد سيطرة عصابات داعش الأرهابية على مدينة تكريت، تشرح قصة حماية الطلبة وسط خطر العصابات الارهابية.

وتقول ام قصي( كما روتها ) “عندما سمعت من اوساط الناس أن تنظيم داعش بدأ في اعدام طلبة قاعدة سبايكر و ان هناك طلابا اخرون هربوا من قبضة الأرهابيين الدواعش في تكريت، وخلال تجوالي في ناحية العلم تصادفت بـ25 شابا يطلبون النجدة والحماية من ملاحقة الأرهابيين لهم، فقمت بِأحتضانهم في منزلي طوال 15 يوما لحمايتهم من شر الأرهابيين، الى أن أجد طريقة لتامين عودتهم الى منازلهم وأهلهم في الجنوب سالمين.

وتضيف “لم اسأل الطلاب عن طائفتهم مُطلقاً، فهم عراقيون مثلنا وهذا يكفي، والحقيقة ان طلبة سبايكر عرفوا عن انفسهم والمحافظات التي ينتمون اليها، وعلى الرغم من ذلك لم تكن الطائفة او الدين او المحافظة عائقا امام احتضاني لهؤلاء الشباب وحمايتهم من خطر داعش.”.

وتوضح ام قصي ان “منطقة العلم والحمد لله في ذلك الوقت كانت بيد العشائر والمتطوعين من أبناء عشائر الجبور، لذلك كان الطلاب في مأمن من داعش وجميع اهالي العالم بمن فيهم أولادي السبعة يقاتلون داعش على السواتر والطلبة في المنزل يترقبون موعد رحيلهم الى ديارهم ويتسألون عن مصير زملاؤهم، اما عن خوفي على الطلبة فخفت عليهم من جواسيس داعش في العلم وكنت اراقب الطريق على مدار اليوم، حتى اتت اللحظة المناسبة وعاد الطلبة الى ديارهم.”.

وتشير ام قصي الى ان “الاتصال كان متواصلا بالطلبة منذ خروجهم من بيتي وحتى وصولهم الى منازلهم في محافظاتهم الجنوبية”، مبينة ان “بعد رحيل الطلبة بدأت خطوط دفاع العلم في الانهيار نتيجة قلة الأسلحة وبعد أياما قليلة أستشهد أحد أبنائي خلال المعارك مع الأرهابيين ودخل الدواعش الى العلم، فقمتُ بتهريب أولادي الى سامراء و منعوني الدواعش من الخروج من ناحية العلم، فقلت لهم اني سأذهب الى بغداد لتكملة معاملة زوجي التقاعدية حتى نعيش وخرجت من العلم والتحقت بابنائي في سامراء.”.

عندما وصلت الى سامراء فرحت برؤية أولادي سالمين، لكن بذات الوقت نبهتهُمْ،عندما رأيتُأبناءَ الجنوب يقاتلون عن مدننا وهم يذهبون بحثا عن المساعدات، فكانت تلك اللحظة مصيرية بعد ان التحق أبنائي في صفوف المتطوعين لقتال داعش، فخاضوا معارك ضد الأرهابيين في بيجي وشاركوا في تحرير ناحية العلم من سيطرة الدواعش الارهابيين.”.

وتبين ان “عودتي الى منزلي في ناحية العلم كانت مباشرة بعد تطهيرها من الأرهابين، ففرحت كثيرا عند عودتي الى المنزل وقمت بتنظيفه وترتيبهِ من آثار المعارك والعمليات العسكرية، فكان شعورا لا يوصف حينما نمت الليلة الاولى في منزلي بعد فراق اعتبره طويل.”.

وعن مدى تواصلها مع طلبة سبايكر الذين اوتهم في منزلها، قالت ام قصي ان اتصالي بالطلبة لم ينقطع طوال الفترةالماضية، لذلك عندما عدت الى منزلي اتصلت بهم، وزاروني وفطروا معي في أحد ايام رمضان، وبعدها تم تداول صورة الفطور حتى وصلت الى كل الناس ومنهم المسؤولين والعالم.”.

وعند سؤالها ما اذا كانت ستحظى بتكريم من قبل احد المسؤولين لِأحتضانها الطلبة، اَكدت ام الأولاد السبعة “لم اكن ابحث عن شهرة او تكريم عندما احتضنت طلبة سبايكر، بل كان كل همي ان أحميهم واحرصُ على عودتِهم الى مدنهِمْ، اما الشهرة والتكريم الحقيقي الذي احبهُ ، هو حب الناس لي والسير على طريقي في حماية المدافعين عن ارض الوطن من دنس الأرهابيين و ان يعود الأمن والسلام الى ربوع عراقنا الحبيب.

تم تكريمها سابقا من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومن جهات كثيرة وجاء التكريم اخيرا على المستوى العالم واُختيرت في واشنطن/امريكا  من قبل السيدة الاولى في اميركا ((ميلانا ترامب))ضمن اقوى عشرة نساء في العالم لشجاعتها وموقفها البطولي والانساني.

هكذا كانت قصة هذه العراقية الأصيلة عندما فعلت الخير كانت تقوم بهذا الفعل من منطلق أُصولِها وجذورها العراقية الطيبة ومن ينبوع المحبة والأنسانية التي روت منها، لتقول للعالم انا بنت العراق انا بنت بلد الحضارات انا السومرية انا البابلية انا الاشورية انا حفيدة اولائِك العظام ،وحذاري من ايا كان يحاول انْ يقتل روحي الطيبة وأصالتي العريقة وتأريخي العظيم وسأظل اقول لكم ويقولها كل العراقيين )) وتذكروا هذا المثل (( حاولوا دفننالكِنَهُمْ تناسوا بِأننا بذور)).

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *