حان وقت كنـّس الطـغاة / بقلم : نبيل تومي

إذا كان سقوط جرذ الجرذان دكتاتور العراق (صدام ) هو نقطة البداية التي مـا كـنا نتمنى أن تكون على أيدي الأمريكـان ، بـل تمنيناهـا أن تكون على يـد أبناء الشعب العراقي لتكون ثورة اصيلة كـاملة الشروط

فأن سقوط  زين العابدين بن علي هو البداية الحقيقية لأمكانية الشعوب من أخذ زمام المبادرة بنفسهـا … والدليل هروبه السريع من أمام غضب الشعب التونسي , ومـا يجري الأن في العالم العربي هو أنهيـار تدريجي للطـغاة والدكتـاتوريين العرب واحـداً تـلو الآخر بـدءٍ بنظام طاغية مصر وفرعونـهـا العتيد  مبـارك العـنيـد ….

 أقول لمـاذا كـل هذا الاصرار على الـبـقاء والتشبث بالسلطة  وصرخات الشعب المصري جميـعاً تطالـبك بالرحيل وتهتف الحناجر بسقوطك ونهاية نظامك الذي أذاق الشعب المصري الأمرين . هل أصابك الصـّمم ؟ ؟؟؟؟ .

فليكن بالعلم بأنهُ مهمـا أستخدمت العوامل الخارجية التي تدعم أمثالك من الطغاة والفاسدين أضافة إلى قواتك الخفية وأسلحتك التكتيكية من كذب وأحتيال وشراء الذمم , فستبقى إرادة الشعب هي الأقوى والأمثل وهي التي ستكون لهـا اليد العليـا والطولى بأختطاف مشاعل الحرية وراية النصر إلى الامام من أجل إقامة النظام الديمقراطي الحقيقي يسعى للعدالة الأجتماعية .

أن ثلاثين عـامـاً من القهر والظلم والأضطـهاد التي لـم تقدم فيـها أنت وجميع القطط السـّمان من حولـك أيّ مكـسب حقيقي لترقية ورفع مستوى الكرامة الأنسانية لأبناء الشعب المصري من الكادحين والمظطهدين ولم ترفع الحيف عن كـاهل رب الاسرة والطالب ولا عن شغيلة الفكر والقلم ولم توفر فرص الحياة الكريمة ولو بأقل معدلاتهـا لفقراء الشعب …. آولم يحق لهـم الأنتفاض ورفضك ولفظك في أقرب قمامة ؟؟؟؟

 لكل هـذا جاء الأنتفاض كضرورة تاريخية وحاجة ملـّحة في وقت ملائم وهو فـعل حتـمي لا بـد منـهُ في خضم الصراع الطبيعي بين قوى النظام العتيق الفاسد وجميع أدواته المقيته والمعيقة للتطور الأنساني الفاعل , ومن الجهة الآخرى قوى الثورة والتغير بأتجاه تحقيق العدالة الأجتماعية وتوزيع الثروات بدلاٍ من تكديسهـا بيد أسرتك وعصابات المافيـا التي تدور في فلكك .

إن كل مـا تريده قوى الأنتفاضة والثورة الجـديدة في المنطقة العربية وفي مصر بالذات هو التخلص من الأنظمة الشمولية والدكتاتورية والبوليسية والتي أنهـكت الشعوب وعاثت الفسـاد في مجمل مفاصل الحياة مـما أدى إلى ردود أفـعال طبيعية قـد آن وقت جني ثمـارهـا الأن … لقـد قـال الخطيب الفرنسي الكبير ( دانتون ) :- إن على الثورة والـثائرين أن يستمروا إلى النهاية , وأن يتقدموا بالزحف إلى تحقيق كل الأهداف وإن أيّ برود أو فـتور في حركة الزحف هذة تـؤدي إلى انتكـاسة كبيرة تمـكن الخصـم في العودة ثانية وبطرق مختـلفة .

وهذا يتجسد في مـا يقوم به من محاولة الدكتاتور والطاغية حسني مبارك ونظامة الفاشل من تكتيكات ومراوغات وألتفاتات حول شعارات الأنتفاضة المركزية ( أني افهم مطاليب الشعب ) ( لقد دعوتُ للأصلاح ) ( ودعوتهُ الآخيرة للتفاوض مع المعارضة ) هذه أقوال فرعون مصر المعاصر . ومـا ترقيعاته لنظامهُ المتهرئ إلا دليل آخر على إفلاسهُ . 

لـتّحذر قوى الثورة من هذه السياسه الشيطانية الخبيثة الملتوية والتي تحاولالأبقاء على العلاقة بين المفاوض والمفاوض ( بين الحمـل والذئب ) أي النظام وقوى الثورة ….. بينـمـا المطلوب هو الأستمرار في الثورة وقـلع هذا النظام وأجتثاثهُ من الجذور , وتحقيق الأهداف المرجوة وتطلـعات جميـع فـئات الشعب المصري الذي ضحى بالكثير من شبابة لبزوغ فجر يوم جـديـد . وفي الختام نقول ألف مـبـارك بسـقوط  مـبـارك . 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *