جزيرة إستر Easter

أسماؤها:

لهذه الجزيرة اسماء عديدة منها :الفصح. العمالقة. رابانو . من أسمائها القديمة (هنوا Henuo) التي تعني في لغتهم (السرة) وكذلك (الحبل السري) وتعني (سرة العالم). من أسمائها أيضاً (كنكا Kainga) أو قطعة صغيرة من أرض (مكاهاو). تسمى أيضاً (رنكي Rangi) التي تعني: ينظر إلى السماء. أما في اللغة الإسبانية التي عي لغة البلاد الرسمية فتسمى (اسكو).

 

الموقع:

تقع هذا الجزيرة في الجنوب الشرقي من المحيط الهاديء (الباسيفيكي)، وفي أقصى الجنوب من قارة أمريكا الجنوبية قرب جزيرة (بيتكرن Pitcairn) ومدينة (كالديرا Caldera) في دولة (شيلي)، هي قريبة من مضيق (ماجلان Magellan) .

إكتشافها:

في الخامس من نيسان من سنو 1722 الذي صادف يوم (عيد القيامة)، تم اكتشافها من قبل الأديرال الهولندي (جيكوب روجيفين Jacob Rogge Veen) وهو الذي اطلق عليها اسمها الحالي. وهي جزيرة بركانية، آخر انفجار حصل فيها حسب رأي الجيولوجيين قبل أكثر من مائة ألف سنة، مناخها استوائي.

المساحة والسكان:

تقدر مساحتها بمائة وأربع وستين كيلومتر مربع، يقطنها 3790 نسمة حسب إحصاء 2002، فيها اجناس عديدة من الأوربيين والآسيويين، انضمت إلى (شيلي) في 9-9-1888. تعتبر هذه الجزيرة من مواقع التراث الإنساني حسب (اليونسكو).

تم بناء أول كنيسة كاثوليكية فيها سنة 1760. كان يقدر عدد السكان فيها عند اكتشافها بين الألفين وثلاثة آلاف نسمة، يعيشون في اكواخ حقيرة، متخلفون حضارياً، يعتبرون من آكلة لحوم البشر، الأكثرية مصابة بمختلف الأمراض كالسل والجدري، فقل عددهم بحيث لم يتجاوز المائتين نسمة في سنة 1822 فخصصت لهم الدولة، مستوطنة خاصة بهم قرب قرية (هنكا – روا) تقع على الساحل الغربي من الجزيرة. تقدر مساحة المستوطنة بخمسة آلاف إيكر، يمكن استغلالها في الزراعة.

أما بقية الأراضي، فهي مراعي طبيعية تستغل في الزراعة وتربية المواشي، في 1934 أصبح مجموع السكان فقط (456) نسمة.

 

الآثار:

إن أهم ما في هذه الجزيرة النائية والمجهرية هو تماثيلها، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أبحث عنها بكل جدية في سبيل كشف النقاب عنها ليطلع على كنوزها واسرارها القراء الأعزاء.

فأقول: في هذه الجزيرة آثار غريبة غامضة منحوتة من الصخور الكبيرة جداً، لا أحد من علماء الآثار لحد الآن، يستطيع معرفة كنهها، كل ما يقولونه، هي مجرد احتمالات وتخمينات قابلة للخطأ والصواب.

في هذا الجزيرة المنسية (887) تمثالاً صخرياً بأحجام مختلفة وبأشكال متشابهة. كذلك وجدت جماجم داخل قبور عمقها اربعة أمتار والواح خشبية عليها بعض النقوش قد تكون حروفاًّ! الغريب في الأمر، ان العلماء لم يجدوا أوان خزفية التي كان يستعملها الانسان القديم، علماً ان مقالع الطين متوفرة في هذه الجزيرة.

الشيء المهم والغريب، هو وجود هذه التماثيل العملاقة الهائلة التي يسميها السكان الأصليين (مو آي Moh – eye) أو (اكو – aku) وكذلك خرائب وبقايا دكات أو منصات، كان يطلق عليها (آهو aho) وهي اماكن مقدسة تشبه إلى حد ما، ما موجود في جزيرة (بالا نيجا) هذا بالإضافة إلى أكوام متعددة وكبيرة من الحجارة التي كانت ترمز إلى حوادث مهمة، بدأ العلماء بدراستها في 1880.

الأغرب هو وجود اهرامات ناقصة وبعض بقايا أبنية اسطوانية وصهاريجها وقسم من ادوات النحت من العصر الحجري قبل إكتشاف المعادن.

يقدر عدد المنصات بحوالي (260) يقع معظمها قرب ساحل البحر، وكذلك في وسط الجزيرة بموازاة الساحل.

يعتقد قسم من علماء الآثار، ان الغرض منها هو لوضع المتوفى عليها لتأكله الحيوانات والجوارح قبل حرقه أو دفنه، لا تزال بعض القبائل في الهند تمارس هذه العادة.

في الجزيرة أيضاً حائط سائب طوله (300) قدم وعرضه (15)، تسنده دعامات صخرية بصورة مائلة على جهتي الحائط، طول الدعامة الواحدة (250) قدم. عند أسفل الدعامة، دكة تشبه الرصيف، ثم يليه بناء سداسي الأضلاع لا يعرف عنه شيئاً.

نعود ثانية إلى الحائط، فهو قائم بذاته عليه 10-15 تمثالاً حجرياً. قسم من هذه التماثيل ساقطة على الأرض أو مهشمة، وهي منحوتة من الصخر البركاني. جميعها نصفية عينهم إلى الأعلى، انوفهم مدببة شامخة، تشبه سحنتهم المنغوليين، عظام وجناتهم بارزة. اذرعتهم ملتصقة بجنباتهم، تتراوح أطوالهم بين 30-40 قدماً.

تعتمل في ذهن المشاهد أسئلة كثيرة وكبيرة حول هذه التماثيل العظيمة الصامتة والمتجهمة والثقيلة، كأنها ساخطة على العالم أجمع! في هذه الأثناء، وجد تمثال عملاق قرب مقلع الحجر في القسم الشمالي الشرقي من الجزيرة، طول هذا التمثال سبعون قدماً، يقدر وزنه بتسعين طناً!

كذلك وجدوا كثير من التماثيل غير المنجزة داخل تجاويف الجبل من حجر مختلف من حيث اللون والصلابة، يستخرج من تحت الأرض، يميل لونه إلى الإحمرار. من هذا الصخر نحتت أغطية الرأس التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ستة أقدام ومحيطها ثمانية أقدام. ثم توضع هذه الأغطية الحجرية التي تشبه الطرابيش الحمراء على رؤوس التماثيل وهي موضوعة على قواعد صخرية قوية. لجميع هذه التماثيل وجوه عابسة متجهة نحو الغرب.

قسم من هذه التماثيل مصففة بشكل منتظم، وقسم آخر موضوع على جانبي طريق طوله ستة أميال، والطريق لا زال صالحاً للإستعمال!

أسئلة بدون اجوبة:

يتبادر إلى ذهن العالم وكذلك المشاهد العادي، أسئلة محيرة منها: لماذا نحتت هذه التماثيل العملاقة، المختلفة في حجومها والمتسشابهة في تكوينها ونحتها؟

كيف تم رفع هذه التماثيل إلى أعلى الحائط ووضوعها على قواعدها؟ لماذا نحتت بوجوه عابسة واذان كبيرة ونظرات نحو السماء؟ كيف تم نحت تمثال ارتفاعه بارتفاع عمارة تتكون من أكثر من ثمانية طوابق؟

كيف نقلت هذه التماثيل التي تزن عشرات الأطنان من المقلع إلى أماكن أخرى؟ لماذا هذه الطرابيش الضخمة والثقيلة؟ ولماذا اختاروا الحجر الأحمر الذي يبذلون جهداً اضافياً في إستخراجه من باطن الأرض؟ كيف تم وضع هذه الطرابيش على رؤوس هذه التماثيل المرتفعة جداً؟

شعب يصنع كل هذه المعجزات والعجائب، كيف لا يدوّن تاريخه؟

إنها حقاً أمور من الصعب الإجابة عنها، عسى أن ياتي من يستطيع أن يحل هذه الألغاز ويفك هذه الأسرار ويفتح مغاليفها!

إنها حقاُ من أسرار العالم.

 زيد ميشو

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *