جريدة الحقيقة راستي بذكراها السادسة والخمسين

 

ما نعلمه ويعلمه الجميع بان للصحافة الموصلية، تاريخ طويل بدأ منذ ان ولدت أولى جرائدها في حزيران 1885 باسم (الموصل) ، وكانت تنشر باللغتين العربية والتركية لتكون الثانية عراقيا، بعد “الزوراء” البغدادية (1869)، وقد عاودت جريدة الموصل صدورها سنة 1921 على يد الصحفي الموصلي يونان عبو اليونان،  وتلتها صحف وجرائد اخرى وكانت مركزا للاشعاع الفكري في المنطقة،  وقد صدرت في الموصل منذ سنة 1908 وحتى سنة 1958 (سبعٌ وسبعون) صحيفة يومية وأسبوعية ومجلة شهرية ، وبحلول سنة 1959 نكون أمام حقبة جديدة من تأريخ صحافة الموصل … نتوقف عندها ، لنتحدث عن جريدة الحقيقة راستي التي صدرت في السابع من شهر ايار 1959 على يد المحامي جرجيس فتح الله والملا انور المائي باللغتين العربية والكوردية وقد احتفلت جريدة الحقيقة راستي، قبل ايام بعيد تاسيسها السادس والخمسين ، هذه الجريدة الثقافية والسياسية الموصلية، وكانت الصحيفة الاولى التي تصدر باللغتين الكوردية والعربية وبظروف قاسية وصعبة تحت ملاحقة السلطات الحكومية حينها، وقد صدر منها 24 عددا قسم منهم موثق لدى الدكتور عبد الفتاح بوتاني في دهوك، وكانت الجريدة في اعدادها الاولى تهتم بالشارع الموصلي وكان اسلوبها يساري معارض للسلطة لذلك تم ايقافها وملاحقتها وملاحقة القائمين عليها …

لكن مع عودة اصدارها بعد 2003 ، تبوأت مكانتها الحقيقية و هي تقتحم اليوم ابواب التمييز والابداع في المجال الثقافي والصحفي والاعلامي كونها اعتادت دائما على نشر كل ما هو افضل للبناء والتقدم والازدهار، وماتؤكده على الالتزام بالنظم الديمقراطية البناءة وابرز هدفها اذكاء روح التسامح ونشر بذور المحبة والتاخي بين ابناء المجتمع الموصلي بكل اطيافه ومذاهبه وقومياته واثنياته المتلونة .

 لقد فازت جريدة الحقيقة راستي في اكثر من استفتاء بمواقع التواصل الاجتماعي على زميلاتها الصحف الاخرى بانتظام صدورها والوقوف على مسافة واحدة من الجميع سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا في محافظة نينوى.

تعتبر جريدة الحقيقة راستي الاولى في تاريخ الصحافة الموصلية ، دافعت عن القضايا القومية للكورد والاقليات العراقية الاخرى منتهجة بذلك نهج معتدل غير متطرف بنشرها مفاهيم الاعتراف بالاخر والتاخي والتسامح ، وقد كان لتوجيهات صاحب امتيازها السيد عصمت رجب، دور كبير في نشر هذه القيم والمباديء، بالاضافة الى تأثيرها الايجابي المعتدل بالدورات الانتخابية وعملها مع المواطن بالنصح والتوجيه نحو المشاركة الفاعلة بالانتخابات ، لأختيار الشخصيات الاكادمية والمهنية والتكنوقراط ليكونوا ممثلين حقيقيين للجماهير الموصلية في المجالس المحلية والبرلمان العراقي.

في الختام اننا في هيئة تحرير جريدة الحقيقة نؤكد أهمية الصحف المحلية ودورها في التعبير عن الواقع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا،  ونطالب مجلس محافظة نينوى ان يرصد مبالغ مالية من ميزانية المحافظةاو من مبالغ تنمية الاقاليم، للنهوض بالحركة الثقافية بالمحافظة، أسوة بالمجالات الأخرى التي تحصد مليارات الدنانير.

نعلمكم بأن طموح هيئة تحرير جريدة الحقيقة راستي  لم يتوقف عند الانتظام بالصدور ونشر المفاهيم المعتدلة  بل تسعى لأصدارها بـ (12) صفحة وتصدر نصف أسبوعية بدلاً من ان تصدر اسبوعياً وتبقى من الصحف الاولى على مستوى المحافظة بنشرها كل ما هو جديد وممتع  .

 

 بقلم لؤي فرنسيس

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *