ثورة تموز الفرصة الضائعة / بقلم : نبيل تومي

 

لم تكن ثورة تموز المجيدة ككل الثورات العابرة تأتي ثـم ترحل وتنسى بعد حين ثم تدخل طي النسيان ،  وعلهُ البعض منهـا تبقي لبعض الوقت في الذاكرة ولزمن قصير  …

 ولـكن ثورة 14 تموز التي باركـهـا الشعب العراقي لم تـكن كذلك … حيـث  كان لـها الأثر الواضح والكبيـر في أحداث تغير ملموس  في حيـاة الشعب العراقي بالكامل  هي كـانت الثورة الجامعة للعراقيين تحت خيمتـهـا بقوة وحمـاسة وعفوية … هـي ثورة أتحد تحت لوائهـا مختلف الأحزاب السيـاسـية والقومية ،  كـانت  ثورة أشترك فيـهـا كل العراقيين  بمختـلف الأجنـاس و المذاهب والأديان والأعراق  في عرس كبير من أجل بناء وتغير العراق . هي ثورة أيقظت الشعب العراقي من سبات وظـلم طويلين ،  وأوقفت الأستبداد والتسلط البولـيسي الجاثم على رقاب أبناءهُ . ثورة فتحت الأبواب على مصراعيهـا لفقراء القوم والنغضوب عليهـم وأعتقتـهم من الأستغلال والأستعباد والفقر والمرض ، ثورة فتحـت أفاق التعلم ووضعت الأساسات الصحيحة للـثقافة الجمـاهيرية في برامج محو الأمية ، وأنطلقت في أفتتاح المعاهد والجامعات ، ثورة قطـعت دابر الشركات وأوقفت فلول الأقطاع ، ثورة وضعت الشعب كل الشعب في مسيرة البنـاء والتعمـير وزرعت ثـقافة الثقة والمحبة الصادقة بين القلوب ، ثورة فتحت مجالات الفنون والثقافة الوطنية الحقة من غير تحـّيز أو تمـيز ، ثورة تـموز المجيدة كـانت ثورة الشعب من شماله حتى جنوبة . ثورة شمرت عن سواعدها في فتح المستشفيات وعلاج جميع العراقيين بشكل مجاني وكان التأمين الصحي والظمان الأجتمـاعي قد تأسس على يدهـا ، وهي الثورة التي أسقطت أسطورة البلاد التي لا تغيب عـنـها الشمس وكـل أذنـابهـم . وهي الثورة التي سـنت القوانين التي ساوت بحقوق وواجبات الأفراد والمواطنين ، و هي التي أنصفت المرأة العراقية بقوانين الحماية والرعاية الأجتمـاعية ، هي الثورة الوحيدة في العالم التي لم يغتني بسبـبـها القادة والمتنـفذون وحين غـُدر بـهم لم يملكوا سوى مـا عليـهم من ملابس هي الثورة الوحيدة التي يترحـم الشعب على قـادتـهـا ويذكرهـم بالخير ، ويتمنى أن يكون للقادة الـجـدد 1% من غيرتهم وحبهـم وشرفهـم وتضحيـتهم !!   

 من أضاع الفرصة تلـك ؟                    

من صاغ لـها سينـاريو القتل والغـدر ؟

من كـان وراء ضيـاع الثورة العراقية الكبرى ؟

من أسس وزرع الأحقاد والغدر واللؤم بين أبنـاء الشعب الواحد ؟

هـل السياسيين العراقيين كـانوا طرفـاً في كـل ذلك ؟

هـل الأحزاب المتصارعة على السلطة وبتدخلات خارجية كانوا السبب الأرئسي ؟ هل أن الـشعب العراقي لـم يـكن مؤهلاً لقـيام هـكذا نـظام وتلك التجربة ؟

هل  للصراعات الدولية  والبحث عن أماكن ومراكز النفوذ دور في وأد فكرة التمدن وإيقاف عجلة التقدم .

هـل كان الشعب مخطئ في تـقـديـسه  وتأليههُ لقـائد ثورة تـموز حيث آمنوا بقدراته كـلياً كمنقذ ؟ .

هـل كان دور رجال الدين وموقفهم أيجابيـاً من التغير الديمقراطي وبناء الأنسان أن كل الذي حصل آنذاك أدى إلى هذا الوضع الذي نحن عليه الأن فهل أتعظ  السياسيين وهل أفاق رجال الدين من غفوتـهم وأخطائهـم ؟؟؟

من المخجل أن الأنسان لا يستفاد من أخطـائهُ حتى وأن تكررت فلهذا من حقـنـا وصفه بالغباء وليس لـنا القول إلا ….  مـا أقرب اليوم بالبارحه والحليم تكفيه الإشارة .لنتخـذ من رموز وقادة ثورة تـموز مثالاً في العمل والتفاني من أجل الشعب والوطن . وليس مثل مـا يفعلة قادة الغفلة اليوم الذين يتصارعون ويتقاتلون من أجل السلطة والمـال الحرام ونهب قوت الشعب ، فشتـان بين القادة الشرفاء والذين يحاولون أن يكونوا قـادة وهـم مجرد لصوص .          

 

 


Dela fler filer med nya Hotmail (upp till 10 GB i ett mejl). Klicka här!

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *