تظاهرات 25 شباط هل ستحقق التغيير الديمقراطي في العراق

دعت مواقع الكترونيةعديدة وموقع الفيس بوك وتوتير العاطلين عن العمل والمثقفين والمسحوقين وخريجي الجامعات الى الخروج في تظاهرات سمتها عارمة في يوم الجمعة 25 شباط الحالي في ساحة التحرير . بوركت هذه السواعد وهذه العقول وهذه الروح التواقة للتغيير التي ينتظر الشعب مبادراتها , لينطلق معها في تظاهرات سلمية يكفلها الدستور لانها تعد تعبيراَ عن الراي . ان الواقع العراقي يؤكد ان رياح التغيير التي هبت في تونس ومصر هي قادمة للعراق لا محالة ,  لان الشعب العراقي يتطلع الى التغيير الديمقراطي ومظاهرة يوم 25 شباط في ساحة التحرير ستستكمل وجهة  التظاهرات الاحتجاجية التي بدات في العام الماضي من اجل توفير الخدمات ومنها الكهرباء , وستعطي زخماَ واندفاعاَ ونمواَ متصاعداَ للمظاهرات المطلبية التي بدات هذا العام ولا تزال بعضها مستمره لهذه اللحظة  كما حصل في قضاء الحمزة والحسينية في بغداد والبصرة وتظاهرات واحتجاجات العمال في عدد من المنشئات التابعة لمؤسسات الدولة والمتواصلة الى الآن وفي محافظة بابل , فمظاهرات 25 شباط ستكون اعلاناَ لشعبنا العراقي في طول البلاد وعرضها وفي كافة مدن العراق والاقضية والنواحي للتظاهر السلمي بجموع مليونية تدعوا الى  حفر قبر المحاصصة الطائفية والقومية والى التغيير الديمقراطي .

 

تساؤلات ووجهات نظر مشروعة لا بد منها :

1- هل فكر اصحاب الدعوة للتظاهر بتشكيل قيادة ميدانية للتظاهرات لكي تكون منظمة , ان كانوا هم النواة فلا بد من توسيع هذه النواة لتشمل قيادات ميدانية من الشابات والشباب ومشاركة شباب من احزاب ومنظمات مجتمع مدني ونقابات عمالية لتقود التظاهرات وتعطي لها الديمومة والتواصل .

2- هل وضعوا اهدافاَ وتوجهات وخطط لهذه التظاهرات . لانه اي تظاهرة بدون قيادة وخطط  وتوجهات مرسومة متصاعدة لايمكن ان تحقق اهدافها في التغيير الديمقراطي .

3- جوهر ومحتوى اي تظاهرة هي تحديد اهدافها وما يميز الاهداف هي اولاَ التنوع والتعدد في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية ثانياَالتواصل والتصاعد اي بالوصول الى الهدف الاستراتيجي للتظاهرات وهو التغيير الجذري .

4- اهمية الشعارات التي تنطلق من الحاجات الضرورية اليومية هي تعطي دفعاَ لتوسيع المشاركة الشعبية في التظاهرات وتواصلها , اي بمشاركة اوسع فئات الشعب في التظاهرات من هذا ما يدفع الناس الى المشاركة الواسعة هو الضرورات والحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية , لذا ضرورة اشراك الاسلاميين المتنوريين الناقمين المؤمنيين بالديمقراطية والتغيير .

5-التواصل والتصاعد من الادنى الى الاعلى في سقف المطالب اهميته تكمن في خلق الارباك في (صفوف قادة المحاصصة الطائفية والقومية التي هي سبب ازمات البلد) وايجاد تراكمات نوعية في التحرك الجماهيري السلمي من اجل توجيه لكمات لكتل المحاصصة الطائفية والقومية تجبرهم على البدأ بالتغييرلانعاش الديمقراطية ( التي اغتصبوها وشوههوها واصابوها بالأعياء) وبهذا التواصل والتصاعد تصل التظاهرات الى تحقيق اهدافها المرسومة .

6- الانتباه لتحركات القاعدة والارهابيون والصداميون واجندتهم ومنع تدخلات دول الجوار لتمريراجندتها.

 

التغيير هو الهدف النهائي للتظاهرات التي سنشهد تصاعدها في العراق :  

المقصود بالتغيير هو تغيير اوضاع الشعب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وتلبية حاجاته الضرورية وحاجات بناته وابنائه الشباب , وهذا التغيير لا يمكن تحقيقة  الا بتغييرطبيعة النظام السياسي وتركيبته القائمة على المحاصصة الطائفية والقومية المقيته ,من هنا يكمن جوهر التغييرالسياسي المطلوب والذي سيكون بالاتجاه الديمقراطي ذات المحتوى الاجتماعي , عند هذا يمكن القول ان الحقوق الاقتصادية وحق العمل والسكن وحق التعليم وحق الحياة والعيش الكريم والحقوق المدنية والحقوق السياسية الحريات الشخصية وحرية الراي والمعتقد ….الخ سيضمنها التغيير الديمقراطي الحقيقي المنشود , من هذا تكمن اهمية تواصل التظاهرات والسير بها في طول البلاد وعرضها وصولاَ لتحقيق اهدافها الاستراتيجية المرسومة .

                

أهمية الاهداف الآنية للتظاهرات والتي سيحمل الشعب شعاراتها :

1- ان المطالبة بالحاجات الاساسية وتوفير الخدمات بما فيها الكهرباء وتحسين البطاقة التموينية وضمان الامن والامان وحل الميليشيات والقضاء على الارهاب بكل انواعه بما فيها الارهاب الثقافي والفكري .

2- وتحسين اوضاع المعيشية ورفع الاجور وضمان الحقوق الاقتصادية والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد الاداري والمالي .

3- وضمان الحريات الشخصية .

4- ضمان حياة كريمة للشعب وضمان حقوق الانسان بما فيها حقوق المرأة التي همشتها المحاصصة الطائفية والقومية وتلبية حاجات الشباب والطلبة وضمان التعليم المجاني في كل المراحل الدراسية وتقديم المنح المالية لطلبة الجامعات .

هذه الاهداف الآنية وغيرها من وجهة نظري تضمن وحدة الشعب بكافة قومياته واديانة واتجاهاته السياسية من قوى اليسار والديمقراطية والوطنية وشحصيات ووجوه ديمقراطية وثقافية واجتماعية ومنظماته المهنية والعمالية وفلاحية وكادحية , التي تضمن هذه الوحدة المشاركة العملية الواسعة في التظاهرات الجماهيرية وتواصلها .

 

أهمية الاهداف الاستراتيجية للتظاهرات وشعاراتها :

هناك حقيقة يعرفها شعبنا ان هذه الكتل التي جذرت المحاصصة الطائفية والقومية وحولتها الى عرف طائفي و قانون سياسي , ستلجئ ومن خلال الاعلام لايهام المتطاهرين بان الحكومة ستحقق مطاليبهم وذلك للمناورة وكسب الوقت لاضعاف عزيمة المتظاهرين, ولكن مطاليب الشعب لا تتوقف عند الحقوق الاقتصادية والحاجات وتوفير الخدمات , وانما تمتد الى الوضع السياسي وضمان الحقوق والحريات واستقرار البلد وتطوره وهذا لا يتم الا بانهاء المحاصصة الطائفية والقومية وتبني الديمقراطية الحقة في بناء مؤسسات الدولة ( اي بالتغيير الديمقراطي) وبما ان هذه الكتل المهيمنة على السلطة السياسية هي غير مؤهلة للسير بالتغيير الديمقراطي الذي هو خيار الشعب وبديل مطلوب لحل الازمات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية  , من هذا أن التظاهرات التي سيشهدها العراق نمواَ وتوسعاَ وتصاعداَ متواصلاَ ستكون قادرة على فرض التغيير السياسي بالاتجاه الديمقراطي وفك اسر الديمقراطية التي شوهتها هذه الكتل الطائفية والقومية وهذا هو الهدف الاستراتيحي للتظاهرات والتي تتجسد شعارات هذا الهدف في :

1- اعادة الحياة للديمقراطية المشلولة في العراق وتحريرها من اسر ذوي المصالح الذاتية الانانية وذلك بالدعوة الى رفع شعار سياسي يكون الهدف النهائي للتظاهرات بعد ان تحقق اهدافها الادنى هو ( الدعوة لاجراء انتخابات مبكرة قبل نهاية عام 2011 ) . ان اجراء انتخابات مبكرة على قاعدة قانون انتخابي ديمقراطي واشراف دولي مع تحييد الدولة واعلامها ومؤسساتها بعدم الانحياز او توظيفها لاي طرف ومنع التدخلات الخارجية وتدفق المال السياسي , ومنع التزوير وتغيير الهيئة المستقلة للانتخابات التي اكدت التجربة انها هيأة غير كفوئة ومنع توظيف الدين في الحملات الانتخابية . بهذا يعاد التوازن السياسي في العراق وتوضع ارضية سليمة لبناء نظام ديمقراطي تعددي تداولي قائم على مؤسسات ديمقراطية , ينهي  نظام المحاصصة الطائفية والقومية السيئ الصيت الغريب على شعبنا وثقافته وتاريخة واصالته الوطنية , ويتحرر المواطن من هذا الظلم الذي اصابه ويضمن الحقوق والحريات التي كفلها الباب الثاني من الدستور , وبالتغيير الديمقراطي يتحرر الشعب والوطن والدولة من هيمنة كتل الاسلام السياسي والقوميون اللاديمقراطيون الذين يهيئون لبناء حكم تسلطي شمولي قائم على المحاصصة الدنيئة وأغرقوا البلد في ازمات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية وتربوية وسياسية ,الشعب يتطلع للتغيير الديمقراطي المنشود , فهل تتمكن التظاهرات القادمة من تحقيق هذا الهدف الهام الذي لا يقبل التاجيل .

2- من هذا اهمية الشعار الآخر في التظاهرات هو تغيير قانون الانتخابات الحالي الذي فصلته الكتل المهيمنة على السلطة السياسية حسب مقاساتها , والتي جاء بها قانونها اللاديمقراطي  الى الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في آذار 2010 , وقد صيغ هذا القانون بالتنسيق مع الرؤية الامريكية والايرانية , ان المطالبة  بصياغة قانون ديمقراطي للانتخابات يتبني نظام الدائرة الواحدة والقائمة النسبية هذه هي الخطوة الاولى التي تمد اوكسجين الحياة للديمقراطية المشلولة وتنعشها .

هنا يطرح تساؤل هل يجوز في الديمقراطية ان تقوم الاغلبية باسكات الاقلية ومصادرة حقها ؟ الجواب يحتاج لشرح طويل ولكن مبادئ الديمقراطية لا تسمح بذلك . في حين نرى في العراق ان كتل الاسلام السياسي والقوميون المتطرقون سرقوا 1,400,000صوت انتخابي اي ما يعادل 40 مقعد برلماني سرقوها باسم الديمقراطية التي شوهوها .

ويمكن ان يكون السؤال بمعنى آخر هل تستطيع الاغلبية ان تشرع قانون فيه ظلم وتحيز والغاء حق الاقلية؟ الجواب لا مبادئ الديمقراطية تضمن حقوق الاقلية . ولكن في العراق حصل وتمت مصادرة  لحقوق الاقلية والغائها وسرقت اصواتها , من قبل توافق مصالح كتل الاسلام السياسي والقوميون اللاديمقراطيون .

3- اكدت تجربة العراق ان هذه الكتل غير قادرة من الناحية السياسية والعملية على بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي بدأ يتطلع لها غالبية ابناء الشعب بما فيهم الاسلاميون المتنورون , فان هذه الكتل عن عمد خرقت الدستور والقانون في مجال الحقوق والحريات , بسبب عقليتهم المتزمته المتحجرة غير المتطورة ثقافياَ وفكرياَ وحتى انسانياَ وانشدادها للماضي وعدم مواكبتها مع تطورات العصر ومتطلباته , وسكتت على الهجوم المخطط على اتحاد ادباء العراق , وعلى الحقوق والحريات الشخصية , فهذا لم يعد فقط اعتداء على الدستور وانما تعدي فاضح لحقوق الانسان , لهذه الاسباب التي جاءت في المقالة وغيرها تكمن اهمية التغيير الديمقراطي الذي يعول الشعب على تحقيقة من خلال التظاهرات المليونية لفرض التغيير بالطرق السلمية .

9-2-2011

You may also like...

2 Responses

  1. لابد للعراقين الاشراف ان يعرفوا حقيقة هؤلاء الذين انتخبوهم بصورة جيدة واذا كنا نريد التغيير فلابد ان يكون التغيير بصورة صحيحة وجيدة لا ان نستبدل الاشرار باشرار اخرين وان يتفق ابناء العراق مع بعضهم ويتركوا مصالحهم الشخصية انطلاقا من قول رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وعلى ال بيته الاطهار حب لاخيك مثلما تحب لنفسك فيجب علينا ان نتعاون لبناء هذا البلد وتحرير شعبه من العبودية ورفض العنف وتقييد الحريات فهذا الوطن هو ملك للجميع وليس ملك لشخص او طائفة

  2. احمد الموسوي says:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ان التظاهرات حق مشروع لا يتنافى مع أي ديانة سماوية او قانون وضعي قننه البشر لا قديماً ولاحديثاً لكن يجب ان التفكير بما وراء التظاهرة ومن سيكون المستفيد منها،واود ان ابين شيئاً الا وهو اني لا اتبع اي تيار سياسي او حزب او ما شاكل واقسم على ذلك وكل مايهمني هو مصلحة العراق وشعبه واود ايضاً ان ابين امراً وهو ان ماحدث في تونس ومصر ماهو الا تمهيداًللتظاهرات في العراق وهذا ما تسعى له امريكا من اجل اسقاط هذه الدولة التي شكلتها ايران كما ترى ذلك امريكاوفيه من الواقع الكثير فدبرت امريكا امرها بليل واسقطت بن علي وحسني مبارك لكون روقتهم قد احترقت كما احترقت من قبلهم ورقة صدام
    والفائدة من هذه التظاهرةالمرجو حصولها في العراق هو تمديد بقاء الاحتلالبعدما قاربت مدته على الانتهاء وفق ما جاء بالاتفاقية الامنية، واسقاط حزب الدعوة والتيار الصدري الذي كان صاحب الحل والعقد في تشكيل هذه الحكومة وكذلك تسقيط الاحزاب الاسلامية-الااسلامية-فيجب علينا الالتفات لما وراء التظاهرة ومن هو ورائها ومن الداعم لها خفية وان اردنا ان نتظاهر للمطالبة بحقوقنا المسلوبة فعلينا التأني حتى خروج المحتل وتفويت الفرصة عليهم أو ان تكون التظاهرة ليست لإسقاط نظام او لتشكيل حكومة او ما شابه بل لتحقيق المطالب المشروعة والمطالبة بحقوق الشعب المسلوبة فحسب وان تحققت هذه المطالب فعلى الكل الانسحاب من التظاهرة واسال الله ان يوفق الجميع لمافيه خدمة العراق وشعبه المظلوم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *