تركيا على وشك أن ترتكب حماقة أخرى / محمد مندلاوي

 

اليوم لنا عودة أخرى إلى الحديث عن المغامرة المجنونة التي تحاول أن تقدم عليها جمهورية الأتراك , ورئيسها الحذاء, رجب طيب أردوغان في غربي كوردستان ضد الشعب الكوردي الجريح, الذي يناضل في هذا الجزء الكوردستاني الملحق بالكيان السوري من أجل استعادة حقوقه المشروعة على أرضه المغتصبة. ألا أن هذا التطلع المشروع للشعب الكوردي المسالم, لا يروق للطورانيين الأتراك الأوباش, لأنه سيفصل بين كيانهم التركي والكيان السوري, وبهذا تبوء نواياهم الشريرة بالفشل والخذلان, وسيذهب أطماعهم التوسعية في سوريا والمنطقة أدراج الرياح, بالإضافة إلى, أنه كلما تحرر جزء من الوطن الكوردستاني المحتل, سوف يكون هذا التحرر الوطني بمثابة مسمار آخر يدق في نعش الكيان التركي اللقيط, لأنه يقرب الشعب الكوردي في شمالي كوردستان خطوة أخرى نحو اليوم الذي يتحرر فيه من براثن الاحتلال التركي البغيض. فلذا بدأ الحذاء أردوغان ورئيس وزرائه كلب أوغلوا بتحريك قواتهم العسكرية وارتكاب بعض الأعمال الإجرامية الجبانة, ضد المواطنين الكورد العزل لكي يعيقوا ولوا لفترة وجيزة عجلة التاريخ من الدوران في اتجاهها الصحيح, لكن هيهات أن يحدث هذا, لأنهم يضربون في حديد بارد, لا جدوى منه, لأن كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة نقل لنا بأمانة فائقة, أن من يعترض لدوران عجلة التاريخ, سوف تسحقه وتساويه بالأرض,هناك شواهد كثيرة في ثنايا التاريخ, بإنها سحقت كثيراً من الجبابرة والطغاة وأصبحوا فيما بعد عبرة لمن لا يعتبر, أن صفحات الأسفار التاريخية مليئة في هذا المضمار, وما على الإنسان السياسي ألا أن يلقي نظرة فاحصة عليها, حتى يرى بأم عينه, كيف أن التاريخ قاس في حكمه ولا يرحم أحداً. على سبيل المثال وليس الحصر, أن العثمانيين الأتراك المتعطشون للدماء,لقد قاموا إبان حكمهم الجائر الذي دام قروناً مظلمة بمجازر بشعة الشعب الكوردي الأعزل بإزيديه ومسلميه وشبكه وكاكائيه, وقتلوا الكثير من أبنائه الأبرياء بدوافع عنصرية, ألا أنه في النهاية, ذهب العثمانيون الأتراك إلى الجحيم تلحقهم لعنة الشعب الكوردي والشعوب الأخرى المضطهدة التي وقعت تحت احتلالهم الغاشم إلى أبد الدهر, بينما بقي الشعب الكوردي المناضل بكل شرائحه عالي الهامة مرفوع الرأس و حي يرزق. وبعد ذهاب أولئك الأشرار إلى مزبلة التاريخ,عاود الكرة الجُرموق الشرير المدعو مصطفى كمال, ألا أنه جني كما جنى أجداده العثمانيون قبله, حيث لا زالت تلحقه لعنة الأمة الإسلامية, التي عاداها أشد عداء. ولم يتعظ الذين جاؤوا من بعده, بل ساروا على ذات النهج العنصري المقيت, حيث حكموا ولا زالوا يحكموا بنفس النفس الطوراني المستبدة, حيث أصبحت عندهم معاداة الشعب الكوردي وحدة قياسية يقيسوا بها الانتماء لفصيلة عرقهم التركي الطوراني, الذي جاء من عالم يأجوج ومأجوج!. والآن بدأ الجُرموز أردوغان, أيضاً يجرب حظه مع الشعب الكوردي المناضل, حيث تخيل له مخيلته المريضة, قد يحقق ما لم يستطع أن يحققه أسلافه الأتراك الأراذل, ألا وهو كسر إرادة الأمة الكوردية, الأمة  التي تفولذت بالنضال عبر سنوات المقاومة الباسلة لجميع أنواع وأصناف الجيوش الغازية لوطنها كوردستان. عجبي, ألا يرى هذا التركي الأرعن شجاعة وبسالة ماجدات الكورد في جبال قنديل المنيعة ومدينة كوباني الباسلة؟, اللواتي أصبحن محط إعجاب العالم بأسره, حتى بات يضرب المثل بهن و على تحملهن وقدراتهن الفولاذية. أنا كلي يقين, أن الجيش التركي الذي يطلق البارود من الخلف؟ إذا أقدم على إنشاء ما تسميه بالمنطقة العازلة سيواجه في غربي كوردستان مقاومة أسطورية, كتلك التي واجهته تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة العزة كوباني الأبية, حين جر أذيال الخيبة والخذلان وفر هارباً منها على أيدي فتيات وفتيان الكورد البررة. والنتيجة التي سوف يجنيها قوات الحذاء أردوغان في غربي كوردستان, كما أسلفت, لم ولن تكون أفضل مما جنتها (داعش) وغيرها على الأرض الكوردية التي لفظتهم لفظ النواة في ساحات قتال الشرف والكرامة. عزيزي القارئ الكريم, أن نوايا الأتراك الطورانيون العدوانية ومحاولاتهم المستميتة لإنشاء المنطقة العازلة من مدينة جرابلس (كركميش) على نهر الفرات, إلى مدينة عفرين القريبة من البحر الأبيض المتوسط في غربي كوردستان, باتت واضحة ومكشوفة لكلي ذي عينين, وهي أن يمنعوا طلائع الشعب الكوردي المتمثلة بقوات الـ” Y P G” من تحرير تلك المناطق الكوردية, الممتدة من مدينة جرابلس إلى المدن الكوردية المطلة على ساحل بحر الأبيض المتوسط, كمنفذ بحري للإدارة الذاتية القائمة في غربي كوردستان لكي تطل من خلاله على العالم الخارجي. ولأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة الحساسة في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة بصورة عامة والشعب الكوردي بصورة خاصة, والتي لها تأثير مباشر على إدامة احتلال التركي البغيض لشمال كوردستان حيث جنت جنونها و باتت لا تعرف ماذا تفعل, خاصة بعد التحذير الأمريكي لها من إنشاء المنطقة العازلة. وفي جانب أخر أكدت الوزارة الخارجية الأمريكية, إنه لا يوجد أي اتفاق مع تركيا حول إنشاء المنطقة العازلة. رغم هذا النفي الرسمي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, الدولة الأعظم في العالم. ظهر رئيس وزراء الأتراك, أحمد كلب أوغلوا في وسائل الإعلام, وكذب علناً, عندما زعم: أن تركيا اتفقت مع أمريكا على إنشاء المنطقة العازلة. بالطبع الذي لا يستحي يفعل ما يشاء, لأنه فاقد لماء الوجه. لكن عند الأتراك المعجونين بماء الكذب, لا ضير عندهم, أن يكذبوا على العالم بأسره, مرة واثنين وعشرة من أجل استمرار احتلال أرض غنية بمثابة أرض شمالي كوردستان. وما محاولاتهم المتكررة بشتى الوسائل, من أجل وضع العصا في عجلة التحرر الكوردي إلا اللعب في الوقت الضائع من أجل بقاء شمالي كوردستان تحت هيمنتهم, لكن هيهات أن يحدث هذا, لأن قطار التغيير فات الأتراك, والتاريخ قد جاوزهم, لكن كما يقول المصريون بأسلوبهم الكاريكاتيري “دماغ تركي” أي متحجر لا يريد أن يفهم, أن اللعب خارج الحلبة لم يعد ينفع, ولم يستطيعوا بعد الآن مسك العصا من الوسط, لأنه لم تعد هناك عصا ولا حبل حتى يسيروا عليه كالمهرجين المعتوهين. فعليه يجب أن يستعدوا للعيش في تركيا على مساحة من الأرض التي كانت عليها قبل معاهدة لوزان الظالمة. أداناه خارطة للكيان التركي قبل لوزان, كما رسمتها معاهدة سيفر.  

المدرجة أدناه, خارطة وضعها محمود الكاشغري قبل (1000) عام في كتابه “ديوان لغات الترك” وهو شخص تركي, تظهر في الخارطة “أرض الأكراد” أي كوردستان في موقعها الحالي, بينما لا توجد فيها أرض باسم تركيا, لأن تاريخ رسم الخارطة يسبق مجيء الأتراك من آسيا الوسطى إلى ما تسمى اليوم بجمهورية تركيا؟؟؟؟.

ملاحظة: عزيزي القارئ إذا لم تظهر الخريطتان مع المقال أكتب في حقل الجوجل (Google) فقط ” “معاهدة سيفر” سوف تظهر لك خارطة تركيا قبل معاهدة لوزان. والخريطة الثانية التاريخية أكتب فقط اسم محمود الكاشغري” سترها بكل وضوح بلاد الكورد كوردستان, بينما الكيان التركي ليس له وجود, لأنه كما أسلفت أن رسم الخارطة كان قبل نزوحهم من آسيا الوسطى إلى منطقتنا التي ابتليت بهم.

محمد مندلاوي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *