تذكار الملافنة اليونان الثلاثة / بقلم الشماس سمير كاكوز

القراءة الاولى سفر أعمال الرسل 21 : 27 – 40 ، 22 : 1 – 30

( أعتقال الرسول بولس وخطبته في أهل أورشليم )

فلمَّا أَوشَكَتِ الأَيَّامُ السَّبعَةُ أَن تَنقَضي رآه بَعضُ اليَهودِ الأَسيَوِيِّينَ في الهَيكَل فأَثاروا الجَمعَ بِأَسرِه وبَسَطوا إِلَيه الأَيدي . وصاحوا النَّجدَة يا بَني إِسرائيل هذا هو الرَّجُلُ الَّذي يُعَلِّمُ النَّاسَ جَميعًا في كُلِّ مَكانٍ تَعليمًا يَنالُ به من شَعبِنا وشَريعَتِنا وهذا المكان لا بل أَدخَلَ بَعضَ اليونانِيِّينَ إِلى الهَيكل ودَنَّسَ هذا المَكانَ المُقدَّس . وكانوا قد رَأَوا طَروفيمُسَ الأَفَسُسيَّ معَه في المَدينة فظَنُّوا أَنَّ بولُسَ أدخَلَه إِلى الهَيكَل . فهاجَتِ المَدينَةُ بِأَجمَعِها وتَبادَرَ الشَّعبُ وقَبَضوا على بُولس وجَرُّوه إِلى خارِجِ الهَيكَل وأُغلِقَتِ الأَبوابُ مِن ذلكَ الوَقْت . وبَينما هُم يُحاوِلونَ قَتلَه بَلَغ قائِدَ كَتيبَةِ أَنَّ أُورَشَليمَ كُلَّها قائِمَةٌ قاعِدة . فسارَ مِنَ وَقتِه بِجَماعَةٍ من الجُنودِ وقُوَّادِ المِائة وأَسرَعَ فحَمَلَ علَيهِم فلَمَّا رأَوا قائِدَ الأَلْفِ وجُنودَه كَفُّوا عن ضَرْبِ بوُلس . فدَنا إِلَيهِ قائِدُ الأَلْفِ فقَبَضَ علَيه وأَمَرَ بِأَن يُشَدَّ بِسِلسِلَتَين ثُمَّ استَخبَرَ مَن عَساهُ أَن يَكونَ وماذا فَعَل . فكانَ بَعضُهما في الجَمعِ يُنادي بِشيَءٍ وبَعضُهم يُنادي بشَيء آخَر فلمَّا تَعذَّرَ علَيه في هذا الضَّجيجِ أَن يَعلَمَ شَيئًا أَكيدًا أَمَرَ بِأَن يُساقَ إِلى القَلعَة . فلمَّا بَلَغَ السُلَّم اِضطُرَّ الجُنودُ إِلى حَملِه بِسَبَبِ عُنفِ الجَمعْ . لأَنَّ جُمهورَ الشَّعبِ كانَ يَتبَعُه ويَصيح أَعدِمْه . فلمَّا أَوشَكَ بولُسُ أَن يَدخُلَ القَلعَة قالَ لِقائِدِ الأَلْف أَيَجوُز لي أَن أَقولَ لَك شَيئًا؟ فقالَ له أَتَعرِفُ اليُونانيَّة؟ أَفَلَستَ المِصرِيَّ الَّذي أَثارَ مُنذُ أَيَّامٍ أَربَعَةَ آلافِ فَتَّاك وخَرَجَ بِهم إِلى البَرِّيَّة ؟ قالَ بولُس أَنا رَجُلٌ يَهودِيٌّ مِن طَرَسوسَ قيليقِية مُواطِنُ مَدينةٍ غَيرِ مَجْهولَة فَأَسأَلُكَ أَن تَأذَنَ لي بِأَن أُخاطِبَ الشَّعْب . فأَذِنَ له فوَقَفَ بولُسُ على السُلَّم وأَشارَ بِيَدِه إِلى الشَّعب فسادَ السُّكوت فأَخَذَ يَخطُبُ فيهم بِالعِبرِيَّةِ قال . أَيُّها الإِخوَة وأَيُّها الآباء اِسمَعوا ما أَقولُ لكمُ الآنَ في الدِّفاعِ عن نَفْسي . فلَمَّا سَمِعوه يَخطُبُ فيهم بِالعِبرِيَّة اِزدادوا هُدوءاً . فقال أَنا رَجُلٌ يَهودِيٌّ وُلِدتُ في طَرَسُوس مِن قيليقِية على أَنِّي نَشأتُ في هذهِ المَدينة . وتَلَقَّيتُ عِندَ قَدَمَي جِمْلائيلَ تَربِيةً مُوافِقَةً كُلَّ المُوافَقةِ لِشَريعةِ الآباء وكُنتُ ذا حَمِيَّةٍ لله شأَنَكم جَميعًا في هذا اليَوم . وَاضطَهَدتُ تِلكَ الطَّريقَةَ حتَّى المَوت فأَوثَقتُ الرِّجالَ والنِّساءَ وأَلقَيتُهم في السُّجون . وبِذلكَ يَشهَدُ لي عَظيمُ الكَهَنَةِ وجَماعةُ الشُّيوخِ كُلُّها. فَمِنهم أَخَذتُ رَسائِلَ إِلى الإِخوَة فسِرتُ إِلى دِمَشْقَ لأُوثِقَ مَن كانَ فيها مِنهم فأَسوقَه إِلى أُورَشَليم لِيُعاقَب وبَينما أَنا سائرٌ وقَدِ اقتَرَبتُ مِن دِمَشق إِذا نورٌ باهِرٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حَولي نَحوَ الظُّهْر . فسَقَطتُ إِلى الأَرض وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي شاوُل شاوُل لِماذا تَضطَهِدُني؟ فأَجَبتُ مَن أَنتَ يا رَبّ؟ فقالَ لي أَنا يَسوعُ النَّاصِريُّ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه . ورأَى رُفَقائي النُّور ولكِنَّهم لم يَسمَعوا صَوتَ مَن خاطَبَني . فقلتُ ماذا أَعمَل يا ربّ فقالَ لِيَ الرَّبّ قُمْ فاذهَبْ إِلى دِمَشق تُخبَرْ فيها بِجَميعِ ما فُرِضَ علَيكَ أَن تَعمَل على أَنِّي عُدتُ لا أُبصِرُ لِشِدَّةِ ذلكَ النُّورِ الباهِر. فاقتادَني رُفَقائي بِاليَدِ حتَّى وَصَلتُ إِلى دِمَشق . وكانَ فيها رَجُلٌ يُدْعى حَنَنْيا تَقِيٌّ مُحافِظٌ على الشَّريعَة يَشهَدُ له جَميعُ اليَهودِ المُقيمينَ هُناك . فأَتاني ووَقَفَ بِجانِبي وقالَ لي يا أَخي شاُول أَبصِرْ. وفي تِلكَ السَّاعة رَفَعتُ طَرْفي إِلَيه فقال إِنَّ إِلهَ آبائِنا قد أَعَدَّكَ لِنَفسِه لِتَعرِفَ مَشيئَتَه وتَرى البارَّ وتَسمع صَوتَه بِنَفسِه فَإِنَّكَ ستَكونُ شاهِدًا له أَمامَ جَميعِ النَّاسِ بِما رأَيتَ وسَمِعت فما لَكَ تَتَردَّدُ بَعدَ ذلِكَ؟ قُمْ فاعتَمِدْ وتَطَهَّرْ مِن خَطاياكَ داعِيًا بِاسمِه . ثُمَّ رَجَعتُ إِلى أُورَشَليم، فبَينما أَنا أُصَلِّي في الهَيكَل أَصابَني جَذْب فرَأَيتُه يَقولُ لي أَسرِعْ فَاخرُجْ على عَجَلٍ مِن أُورَشَليم لأَنَّهم لن يَقبَلوا شَهادَتَكَ لي فقُلتُ يا رَبّ هم يَعلَمونَ أَنِّي كُنتُ في كُلِّ مَجمعَ أَسجُنُ المُؤمِنينَ بِكَ وأَضرِبُهم بِالعِصِيّ وأَنِّي كُنتُ حاضِرًا حينَ سُفِكَ دَمُ شَهيدِكَ إِسطِفانُس وكُنتُ مُوافِقًا على قَتلِه مُحافِظًا على ثِيابِ قاتِليه . فقالَ لي اِذهَبْ إِنِّي مُرسِلُكَ إِلى بِلادٍ بعيدة إِلى الوَثَنِيِّين . وكانوا يُصغونَ إِلَيه حتَّى فاهَ بِهذهِ الكَلمِات فرَفَعوا أَصواتَهم قالوا أَزِلْ مِثْلَ هذا الرَّجُلِ عن وَجْهِ الأَرض فلا يَجوزُ أَن يَبْقى حَيًّا . وأَخَذوا يَصرُخونَ ويَطرَحونَ ثِيابَهم ويَذُرُّونَ التُّرابَ في الهَواء . فأَمرَ قائِدُ الأَلْف بِأَن يُدخَلَ القَلعَة ويُستَجوَبَ وهُو يُجلَد لِيَعلَمَ لأَيَّ سَبَبٍ كانوا يَصيحونَ علَيه ذاكَ الصِّياح . وهَمُّوا أَن يَبسُطوه لِيَضرِبوه بالسِّياط فقالَ لِقائِد المائة وكانَ قائِمًا إِلى جَنبه أَيَجوزُ لَكم أَن تَجلِدوا رَجُلاً رومانِيًّا وتُحاكِموه؟ فلَمَّا سَمِعَ قائِدُ المِائَةِ هذا الكَلام ذَهَبَ إِلى قائدِ الأَلْفِ وأَطلَعَه على الأَمرِ وقال ماذا تَفعَل؟ إِنَّ هذا الرَّجُلَ رومانِيّ  . فجاءَ قائدُ الأَلْفِ إِلَيه وقالَ له قُلْ لي أَأَنتَ رومانِيّ؟ قال نَعم . فأَجابَ قائدُ الأَلف أَنا أَدَّيتُ مِقدارًا كَبيرًا مِنَ المالِ حتَّى حَصَلتُ على هذه الجِنسِيَّة فقالَ بولُس أَمَّا أَنا فَفيها وَلدت . فتَنَحَّى عنه وقَتئِذٍ مَن كانوا يُريدونَ استِجوابَه وخافَ قائِدُ الأَلْفِ نَفْسُه لَمَّا عَرَفَ أَنَّه رومانِيٌّ وقَدِ اعتَقَلَه وأَرادَ في الغَدِ أَن يَعرِفَ مَعرِفةً أَكيدةً ما يَتَّهِمُه به اليَهود فحَلَّ وَثاقَه وأَمَرَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والمَجلِسَ كُلَّه أَن يَجتَمِعوا ثُمَّ أَنزَلَ بُولسَ فأَقامه أَمامَهم . والنعمة والسلام مع جميعكم يا اخوة امين

+++++++++++++++++++++++++

القديس باسيليوس الكبير ( 330 379 )

باسيليوس كلمة يونانية معناها ملكيّ ، القديس تعمد وهو في سن الرشد وأخذ يدرس الثقافة والفلسفة ألأدبية اليونانية . عائلته عانت الاضطهاد والهجرة . جمع الكثير من النصوص الانجيلية الروحية ونذر حياته أن يعيش حياة مسيحية حقيقية مع الرب يسوع ووصاياه وتعاليمه . نظم عدة حركات منها الحركة الرهبنة الحرة هدفها القيام بعدة فعاليات روحية ونشاطات ثقافية . الحركة الثانية التي نظمها هي حركة أجتماعية هدفها القيام بالدفاع عن الفقراء والمهاجرين ومساعدتهم قدر الامكان . كتب عدة رسائل وكرس جهوده للسلام والاتفاق بين الكنائس الشرقية والغربية . فسر الكتاب المقدس وتحدث عن دور الثالوث الأقدس وكيف يمكن للشاب المسيحي أن يستخدم كتابات المؤلفين الوثنيين استخداماً جيداً، قام بزيارة أديرة ما بين النهرين وسوريا ومصر نتج عنها تأمل مثمر أدى إلى كتابة قانون رهباني معروف وكذلك ألف خطباً حول المزامير

القراءة الثانية رسالة طيموثاوس الثانية 2 : 8 – 19 ، 4 : 1 – 18

( بولس يقاوم المعلمين الكذابين ويحذر من مخاطر الايام الاخيرة )

واذكُرْ يسوعَ المسيحَ الَّذي قامَ مِن بَينِ الأَموات وكانَ مِن نَسْلِ داوُد بِحَسَبِ بِشارَتي . وفي سَبيلِها أُعانِي المَشَقَّاتِ حَتَّى إِنِّي حَمَلتُ القُيودَ كالمُجرِم. ولكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لَيسَت مُقيّدَة . ولِذلِك أَصبِرُ على كُلِّ شَيءٍ مِن أَجْلِ المُختارين لِيَحصُلوا هم أَيضا على الخَلاصِ الَّذي في المسيحِ يسوع وما إِلَيه مِنَ المَجْدِ الأَبَدِيّ . إِنَّه لَقولُ صِدْقٍ أَنَّنا إِذا مُتْنا مَعَه حَيِينا مَعَه وإِذا صَبَرنا مَلَكنا مَعَه وإِذا أَنكَرْناه أَنكَرَنا هو أَيضًا . وإِذا كُنَّا غَيرَ أُمَناء ظَلَّ هو أَمينًا لأَنَّه لا يُمكِنُ أَن يُنكِرَ نَفْسَه . ذَكِّرْهُم بِذَلِكَ وناشِدْهُم في حَضرَةِ اللهِ أَن يَتَجَنَّبوا المماحَكَة فإِنَّها لا تَصلُحُ إِلاَّ لِهَلاكِ الَّذينَ يَسمَعونَها . واجتَهِدْ أَن تَكونَ في حَضرَةِ اللهِ ذا فَضيلَةٍ مُجَرَّبَةٍ وعامِلاً لَيسَ فيه ما يُخجَلُ مِنه ومُفَصِّلاً كَلِمَةَ الحقّ على وَجْهٍ مُستَقيم وتَجَنَّبِ الكَلامَ الفارِغَ الدُّنيَوِيّ فالَّذينَ يَأتُونَ بِه يَزدادونَ في الكُفْرِ تَوَرُّطًا وكَلامُهم مِثلُ الآكِلَةِ تَتَفَشَّى ومِن هؤُلاءِ هُومَنايُس وفيليطُسْ فقَد حادا عَنِ الحَقِّ بِزَعمِهما أَنَّ القِيامَةَ قد حَدَثَت وهَدَما إِيمانَ بَعضِ النَّاس . غَيرَ أَنَّ الأَساسَ الرَّاسِخَ الَّذي وَضَعَه اللهُ يَبْقى ثابِتًا. وقَد خُتِمَ بِختْمِ هذا الكَلام إِنَّ الرَّبَّ يَعرِفُ الَّذينَ لَه ولِيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ مَن يَذكُرُ اسمَ الرَّبّ . أُناشِدُكَ في حَضرَةِ اللهِ والمسيحِ يسوعَ الَّذي سَيدينُ الأَحْياءَ والأَموات أُناشِدُكَ ظُهورَه ومَلَكوتَه . أَن أَعلِنْ كَلِمَةَ الله وأَلِحَّ فيها بِوَقْتها وبِغَيرِ وَقتِها ووَبِّخْ وأَنذِرْ والزَمِ الصَّبرَ والتَّعْليم . فسَيَأتي وَقتٌ لا يَحتَمِلُ فيه النَّاسُ التَّعليمَ السَّليم بل يُكدِّسونَ المُعلِّمينَ لأَنفُسِهِم وَفْقَ شَهَواتِهم لِما فيهِم مِن حِكَّةٍ في آذانِهم . فيُحوِّلونَ سَمعَهم عنِ الحَقّ وعلى الخُرافاتِ يُقبِلون . أَمَّا أَنتَ فكُنْ مُتَقَشِّفًا في كُلِّ أَمْر وتَحمَّلِ المَشَقَّات واعمَلْ عَمَلَ المُبَشِّر وقُم بِخِدمَتِكَ أَحسَنَ قِيام . هاءَنَذا أُقَدَّمُ قُرْبانًا لِلرَّبّ فقَدِ اقتَرَبَ وَقْتُ رَحيلي جاهَدتُ جِهادًا حَسَنًا وأَتمَمْتُ شَوطي وحافَظتُ على الإِيمان . وقَد أُعِدَّ لي إِكْليلُ البِرِّ الَّذي يَجْزيني بِه الرَّبُّ الدَّيَّانُ العادِلُ في ذلِكَ اليَوم لا وَحْدي بل جَميعَ الَّذينَ اشْتاقوا ظُهورَه . عَجِّلْ في المَجيءِ إِلَيَّ مُسْرعًا . لأَنَّ ديماسَ قد تَرَكَني لِحُبِّه هذِه الدُّنْيا وذَهَبَ إِلى تَسالونيقي وذَهَبَ قِرِسْقِس إِلى غَلاطِيَة وطيطُس إِلى دَلْماطِيَة . ولُوقا وَحْدَه مَعي. إِستَصحِبْ مَرقُس وَأتِ بِه فإِنَّه يُفيدُني في الخِدمَة أَمَّا طيخيقُس فقَد أَرسَلتُه إِلى أَفَسسُ . أَحضِرْ عِندَ قُدومِكَ الرِّداءَ الَّذي تَرَكتُه في طُرُواس عِندَ قَرْبُس وأَحضِرْ كَذلِك الكُتُبَ وخُصوصًا صُحُفَ الرَّقّ . إِنَّ الإِسْكَنْدَرَ النَّحَّاسَ قد أَساءَ إِليَّ كَثيرًا وسَيَجْزيهِ الرَّبُّ على قَدْرِ أعمالِه . فأحتَرِسْ أَنتَ أَيضًا مِنه. لقَد قاوَمَ كَلامَنا مُقاوَمةً شَديدَة في دِفاعي الأَوَّل لم يَحضَرْ أَحدٌ لِلدِّفاعِ عَنِّي بل تَرَكوني كُلُّهم عَساهم لا يُحاسَبونَ على ذلك . ولكِنَّ الرَّبَّ كانَ معي وَقَوَّاني لِتُعلَنَ البِشارةُ عن يَدي على أَحسَنِ وَجهٍ ويَسمَعَها جَميعُ الوَثنِيِّين فنَجَوْتُ مِن شِدْقِ الأَسَد . وسَيُنَجِّيِنيَ الرَّبُّ مِن كُلِّ مَسْعًى خَبيث ويُخلِّصُني فيَجعَلُني لِمَلَكوتِه السَّماوِيّ لَه المَجْدُ أَبَدَ الدُّهور. آمين

غريغوريوس النزينزي اللاهوتي 330 390

غريغوريوس كلمة يونانية تعني الساهر أو المستيقظ كان صديق باسيليوس أكمل الدراسات اليونانية في القيصرية والإسكندرية وأثينا وأصبح مؤهلاً بالأحرى للكتابة . كتب عدة مقالات لاهوتية وقبل الرسامة الكهنوتية من قبل أبيه وتم تعينه قساً معاوناً في ذلك الوقت بالاجبار من قبل أبيه وصديقه سنة 362 . اشترك في الحركة الرهبانية لكنه عاش منعزل وحيداً في سفوح الجبال يتامل مع الله . نجح في مهمة محاربة الآريوسية . القى الخطب والكرازات الروحية اللاهوتية . كان شاعراً ، بعدها عين رئيساً لمجمع القسطنطينية سنة 381. رجع إلى العزلة في الحبال ليكرس بقية أيام حياته لتأليف شعر فني حول مسيرة الحياة الإنسانية . مقالاته ومؤلفاته اللاهوتية كانت هدفها الدفاع عن ألوهية الروح القدس، وان الروح القدس مساوِ للأب والابن في الجوهر.

القراءة الثالثة أنجيل القديس متى 4 : 23 – 25 ، 5 : 1 – 19

( يسوع وأعماله في الخليل وعظته الكبرى على الجبل )

وكانَ يَسيرُ في الجَليلِ كُلِّه يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارَةَ المَلَكوت ويَشْفي الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة . فشاعَ ذِكْرُه في سورِيةَ كُلِّها فأَتَوه بِجَميعِ المَرْضى المُصابينَ بِمُختَلِفِ العِلَلِ والأَوجاع مِنَ المَمْسوسينَ والَّذينَ يُصرَعونَ في رَأسِ الهِلال والمُقعَدينَ فشفاهم . فتَبِعَتْه جُموعٌ كَثيرةٌ مِنَ الجَليلِ والمُدُنِ العَشْرِ وأُورَشَليمَ واليَهودِيَّةِ وعِبْرِ الأُردُنّ . فلمَّا رأَى الجُموع صَعِدَ الجَبَلَ وَجَلَسَ فدَنا إِلَيه تَلاميذُه . فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال : طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات . طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض طوبى لِلْمَحزُونين فإِنَّهم يُعَزَّون . طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون . طوبى لِلرُّحَماء فإِنَّهم يُرْحَمون . طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله . طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون . طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات . طوبى لكم إِذا شَتَموكم واضْطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي اِفَرحوا وابْتَهِجوا إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم فهكذا اضْطَهدوا الأَنبِياءَ مِن قَبْلِكم . أَنتُم مِلحُ الأَرض فإِذا فَسَدَ المِلْح فأيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُه؟ إِنَّه لا يَصلُحُ بَعدَ ذلك إِلاَّ لأَنْ يُطرَحَ في خارِجِ الدَّار فَيَدوسَه النَّاس . أَنتُم نورُ العالَم لا تَخْفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَل . ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت . هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالحة فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّمَوات . لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما جِئْتُ لأُبْطِل، بَل لأُكْمِل . الحَقَّ أَقولُ لَكم لن يَزولَ حَرْفٌ أَو نُقَطَةٌ مِنَ الشَّريعَة حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء أَو تزولَ السَّماءُ والأَرض . فمَن خالفَ وَصِيَّةً مِن أَصْغَرِ تِلكَ الوَصايا وعَلَّمَ النَّاسَ أَن يَفعَلوا مِثْلَه عُدَّ الصَّغيرَ في مَلَكوتِ السَّمَوات. وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ بِها ويُعَلِّمُها فذاكَ يُعَدُّ كبيراً . والمجد لله دائما .

                    غريغوريوس النصي    ( 335 394 )

انه أخ باسيليوس وإنسان مثقف روحي جذبه باسيليوس إلى الحياة النسكية بعد تردد طويل ترك منصبه الكنسي وفضل وظيفة الخطيب، وضع مقالاً في البتولية. أجبر على قبول الرسامة الأسقفية . أكمل التزامات أخيه بعد وفاته فدافع عن الايمان المسيحي النيقاوي وأكمل مؤلفاته اللاهوتية ومقالاته عن الروح القدس وألأيام الستة وخلق الانسان . كانت هدف وأساس كرازاته وخطبه عن سر التجسد وقيامية يسوع من بين الاموات مع أفكار وطرق أيصال الانسان الى الله والكمال . لعب دوراً مهماً في مجمع القسطنطينية لكونه لاهوتياً بارعاً وألف كتبً عديدة قاوم فيها الآريوسية منها : خطبة ضد ابولينارس والتعليم المسيحي الكبير ومقالات حول الحياة المسيحية كما ألقى خطباً ومنها خطبة في مدح أخيه وكتب رسائل كذلك ويمثل التعبير الأكثر أصالة في فكره في اللاهوت النسكي والتأمل الصوفي، فهو الموضوع المفضل لديه، ولقد ألقى مراثي عديدة أيضاً . قال بولس إن يسوع إنسان كامل أغضب اليونانيين الذين كانوا يعتقدون أن الألوهية تتدنس إذا اتصلت بالبشرية. كان طيموتاوس محاصر بالمعلمين الكذبة وكان من اللازم أن يكرز بالإنجيل حتى ينتشر الإيمان في العالم. وقد لا يكون من السهل أن نشهد للمسيح أو أن نخبر الآخرين عن محبته. ولكن الكرازة بكلمة الله هي أهم مسئولية وضعت على كاهل الكنيسة. وعندما زج بولس في السجن شعر طيموتاوس بشيء من الخوف أمام وجود معلمه في السجن وكنيسته في اضطراب عظيم ولكن الرسول بولس يقول له بلباقة: إن الرب قد دعاك للكرازة بالإنجيل وسيمنحك الشجاعة للقيام بذلك

     وتحتفل كتيسه المشرق بتذكار الملافنة اليونان في الجمعة الخامسة من سابوع الدنح

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *