تحقيق لبي بي سي: مناهج سعودية “تحرض على الكراهية” في مدارس ببريطانيا

مخطط يوضح قطع يد السارق في كتاب مدرسي

يشرح الكتاب المدرسي كيفية تنفيذ عقوبة قطع يد أو قدم السارق.

 

كشف تحقيق أجرته البي بي سي عن ان بعض المدارس الاسلامية التي تعمل خلال عطل

نهاية الاسبوع في بريطانيا تعتمد كتبا مدرسية سعودية تحتوي على مواد وصفت بأنها مسيئة

 لليهود.

 

 

وضم أحد هذه الكتب الذي يدرس للطلبة في أعمار 12 و13 عاما نصوصا تشبه اليهود

بالخنازير وتطلب من الاطفال تعداد صفاتهم “المستهجنة”.

 

 

كما يشير بعض هذه الكتب إلى أن عقوبة المثلية في الاسلام هي القتل.

 

وقد صدرت هذه الكتب عن وزارة التربية السعودية بيد أن السفارة السعودية في لندن تقول ان

 مثل هذه المواد قد أجتزأت من سياقها.

 

 

وتقول الحكومة البريطانية انها لن تتسامح مع تعليم الاطفال المسلمين في بريطانيا دروسا

 معادية للسامية أو التي تثير الكراهية بصورة عامة.

 

 

وكشف التحقيق الذي أجراه برنامج بانوراما في بي بي سي عن ان اكثر من 40 مدرسة

وناديا سعوديا في بريطانيا تقوم بتدريس المنهج التعليمي الوطني السعودي لحوالي 5 الاف

طالب.

 

 

ويتطرق أحد النصوص إلى حكم قطع يد السارق وقدمه.

 

 

وتقول السفارة السعودية إنه ليست لديها أي صلات رسمية بهذه المدارس أو النوادي ولم

 تصادق على مناهجها، على الرغم من أن البناية التي حصل برنامج بانوراما على أحد الكتب

 المدرسية منها هي ملك الحكومة السعودية.

 

 

لكن مدير التعليم في مدارس ونوادي الطلبة السعوديين يقول أن لدى المكتب الثقافي

السعودي، وهو جزء من السفارة السعودية، سلطة على هذه الشبكة من المرافق التعليمية.

 

 

“جهنم”

 

واشار وزير التعليم، مايكل جوف، الى أنه لا مكان للتعاليم السعودية بشأن اليهود والمثليين

 في بريطانيا قائلا “في رأيي، لا يبدو لي ان مثل هذا النوع من المواد ينبغي استخدامه في

 مدارس انجليزية”.

 

 

واضاف في ضوء اكتشافات بي بي سي، ان مفتشي المدارس التابعين لمؤسسة الاشراف

التربوي (Ofsted) كانوا يبحثون في قواعد تنظيم وتفتيش المدراس والنوادي التي تعمل

 خارج اوقات الدوام الرسمي. اذ أن هذه المدارس لا تقع في الوقت الحاضر تحت تفويض

مؤسسة الاشراف التربوي (Ofsted).

 

 

برنامج بانوراما في بي بي سي

كشف التحقيق الذي أجراه برنامج بانوراما في بي بي سي عن ان اكثر من 40 مدرسة وناد

سعودي في بريطانيا تقوم بتدريس المنهج التعليمي الوطني السعودي.

 

 

واوضح جوف: ان مؤسسة الاشراف التربوي (Ofsted) تقوم ببعض العمل في هذا الصدد،

 وسترفع لي قريبا توصياتها عن كيفية ضمان افضل السبل لتسجيل ولاجراء التفتيش التربوي

 في مثل هذه المرافق التعليمية التي تعمل بدوام جزئي في المستقبل.

 

 

ويطلب احد الكتب المدرسية من الاطفال أن يسجلوا قائمة بالصفات “المستهجنة” لليهود.

وتساءل كتاب آخر موجه للاطفال الأصغر سنا: ما الذي سيحدث لمن يموت وهو غير مؤمن

 بالاسلام؟ والجواب الذي يعطيه الكتاب هو “الجحيم”.

 

 

ويحدد نص اخر عقوبة مثلي الجنس بالموت، ويعرض للآراء المختلفة عن كيفية تنفيذ هذه

العقوبة: هل ستكون رجما او حرقا بالنار او رميا إلى هاوية.

 

 

ويشرح كتاب موجه للأطفال بعمر 14 عاما قوانين الشريعة عقوبتها للسارق وبضمنها

مخطط يوضح كيفية قطع يد السارق وقدم.

 

 

“خارج السياق”

 

وقالت السفارة السعودية في رد مكتوب إن مثل هذه المواد قد اقتطعت من سياقها وهي في

العادة تشير إلى وقائع وأوصاف تاريخية.

 

 

بيد أن نيل روبنسون الخبير في الشؤون الاسلامية قال إن السياق الذي قدمت فيه هذه المواد

يحمل مخاطر.

 

 

واوضح “في الحاضر، قد تكون، كما يبدو انها هنا، مجرد جزء من تعليم الاسلام، ولكن لا،

ليس ذلك من الحكمة بشيء، اعتقد أنها في اياد خاطئة” وتشكل “ذخيرة لنزعة معاداة

السامية”.

 

 

وجاء استخدام هذه المواد في بريطانيا بعد ثلاث سنوات من تحقيق أجرته البي بي سي ووجد

 أن المدارس التي تمولها السعودية في غرب لندن تستخدم نصوصا تصف اليهود

والمسيحيين بلغة تنتقص منهم. الأمر الذي استوجب ضمانات من أعلى المستويات

الدبلوماسية بأزالة هذه المواد.

 

 

ووجد برنامج بانوراما أيضا أدلة على نظرات متطرفة في بعض مواقع المدارس الاسلامية

الخاصة التي تعمل بساعات دوام كامل وبضمنها رسائل تشير الى ” ان اطفالنا يتعرضون إلى

 ثقافة هي في تعارض في الغالب مع كل ما يمثله الاسلام”. و”علينا ان نصون اطفالنا من

القوى الشريرة”.

 

 

وقال النائب باري شيرمان، وهو الرئيس العمالي السابق للجنة البرلمانية لشؤون الاطفال

والمدارس والعائلات، إن السياسيين قد تجنبوا الخوض في قضية التعاليم المثيرة للجدل في

بعض المدارس الاسلامية.

 

 

وأضاف : “ثمة بعض المدارس الاسلامية الجيدة جدا، ولكن ثمة أيضا بعض المدارس

الاسلامية التي تعطيني مبررا كبيرا للقلق الذي يدور عادة حول مبادئ واخلاقيات المدارس و

(جوهر) تركيزها ونوع الايديولوجيا (التي تقدمها)”.

 

 

وحذر الباحث الاسلامي أسامة حسن، والذي يتولى الامامة احيانا في احد مساجد غرب لندن،

من مخاطر عزل المسلمين الشباب في بريطانيا وبشكل خاص في المعاهد الدينية التي يتعلم

فيها الجيل القادم من الأئمة.

 

 

وقال : “انهم لا يتفاعلون مع الناس الاخرين من غير المسلمين… ولا يتعلمون مكونات العالم

 الغربي، لذا من السهل عليهم ان يقرأوا نصوص القرون الوسطى التي كتبت في وقت كان

الاسلام فيه يتعرض لهجمة، والتي تقول إن غير المؤمنين هم اعداؤنا ويجب علينا قتالهم”.

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *