تجاوُزات الشـيوعـيّـين الشباب في ( ألقـوش – موسـكـو الصغـيرة )( 3 )

لا بـدّ للقـريـبـين من بـؤر النشاط الحـزبي أن تـكـون لديهم تـفاصيلَ أكـثر وأدَق لأني أكـتب ملاحـظاتي الشخـصية للأحـداث عـن بُـعـد كـمُشاهـد عـفـَـوي بدون تـعَـمِّـد ، وسأبحـث في هـذا المقال عـن بعـض الأحـداث في ثانـوية ألقـوش للبنين التي ربما نشرتُ سابقاً جانباً منها بإقـتـضاب .

طـلبتُ تأريخ الحادثة التالية من أحـد معارفي الوقـورين خارج أورﭙا وأكـنّ له كـل الإحـترام فـغـضَّ النـظر ولم يتعاطف معي ولما راسلته تبـيّـن أنه زعلان عـليّ بعـض الشيء بسبـب نشر المقال رقـم -1- من هـذه السلسلة من المقالات معـتبراً إياه موجهاً إليه مباشرة ولستُ أدري لماذا أخـذ عـلى نـفـسه وكأنه هـو المهاجـر الألقـوشي الشيوعي الوحـيد أو المتعاطف الفـريد (*) والذي وصل إلى دوَل المهجـر التي وصفـتــُها بالدكـتاتورية ومَـصّاصي دماء الشغـيلة ، وأنا أقـف بإجلال أمامه حائراً في أمـر كهذا ومتسائلاً : هـل أن الزعلانين كـثيرون والموقـرين قـليلون ، أم أن الموقـرين كـثيرون والزعلانين قـليلون ؟ إسعـفـوني من حـيرتي ( الله يـبعـد عـنكم المِحَـن ) عـساه يُـسعـفـكم في مِحَـنكم ولكـني أنا وغـيري لم نـزعـل حـين نـُـشِرَتْ ذكـريات المرحـوم توما توماس تلك التي تمجِّـده فإطـلعـنا عـلى تـفاصيلها التي وإنْ فات وقـتها إلاّ أنـنا لم يكـن بإمكانـنا معـرفـتها لو لم تـوَثـَّـق وتـنـشر ، وأنا أعـرف التعـليق الذي يدور الآن في ذهـن البعـض ولكـني أنـتـظره مكـتوباً كي أعـلق عـليه – في حـين أن مشاهـير العالم الذين كـتبوا سِـيَـرِهم الذاتية تـركـوا بصماتهم عـلى الصعـيد الدولي وليس المحـلي وأحـدثـوا تـغـيـيرات إجـتماعـية ودفـعـوا بعـجـلة التـطـوّر إلى أمام أمثال جان جاك روسو ، سارتـر ، وهـكـذا مارتن لوثـر ومارتن لوثـر كـِـنـْـﮒ و نِـلسون مانديلاّ وغاندي وغـيرهم الذين لم يشـمّـوا رائحة البارود بل بالكـتابة والخـطابة والمحـبة والصبر عـلى المشقات دونما الحاجة إلى مواجهة السلطات بالعـنف ، ومذكـراتهم الشخـصية تـتـضمّن كل تـفاصيل حـياتهم الإيجابـية والسلبـية وكأنهم أمام منبر الإعـتراف يطـلبون الغـفـران من قـُـرّائهم والعالـَم فالكـمال لله وحـده ( وكـلنا أخـطأنا وأعـوزنا مجـد الله – هـكـذا يقـول مار ﭙـولص ) والحادثة التي أنا بصددها ربما كانت في آذار 1963 إذا صحَّ تأريخ إستشهاد فـؤاد في 1 / 4 / 1963 والعـهدة عـلى مقال السيد داود برنـو . فـقـد إعـتــُـقِـل ﭘـَـطرُس صْخـَـرْيا ( وذاكـرتي تـقـول أن الأستاذ متي مدرس الكـيمياء يتكلم بالعـربـية إعـتـقِل أو إستــُـجـوِبَ معه ) ونحـن في المدرسة شاهـدتُ الطالب آنـذاك صباح ياقـو توماس عـلى السطح منحـدراً من جهة المخـتبرات رافعاً يُـمناه ويصيح بغـضب ويدعـو الطلاب إلى ترك الدوام والنزول إلى الطرقات لمنع سلطة مركـز الشرطة من نـقـل المقـبوض عـليه ﭘـَـطرُس من جـمهـورية ألقـوش السوﭭـيتية إلى قـرية الموصل العـراقـية وكان مثـلما أراد ( إنه فـعـلاً عـنـفـوان الشباب وأنا متأكـد لو أن القـصة نـفـسها إستجـدّتْ اليوم لا سمح الله فإن السيد صباح ياقـو وهـو بنضوجه الحالي وخـبرته القـيادية سوف يكـون له رد فـعـل وتخـطيط مخـتـلفان تماماً عـن السابق ) فـقـد خـرج الطلاب من المدرسة وإتجـهوا إلى القـنطرة المجاورة لبيت ( وارينو زورا عـلى الله – عـيسى شعـيا بابي ) وأنا معهم عـلماً أنـني ليس لي فـيها ناقة ولا جـمل ولكـنه حـشرٌ مع الناس عـيد وهـكـذا يكـون تفـكـير المراهـقـين . بدأ الطلاب المعـنيّـون بدحـرجة الصخـور الكـبيرة من البـيادر والمنحـدرات التي بـين ( خِـﭘـَرْتا وبيت عـزّوتي ) لنصْبها في وسط الطريق كي تعـيق سائقَ سيارة مركـز الشرطة من المرور، وعـلامات الإنفعال مرتسمة بتوتـّـر عـلى وجـوههم توحي لناظرهم بأنهم وهم عـُـزَّل سيقاومون كـتيـبة دبّابات برمَّـتِها ، وبعـد ماكـو دولة إسمها عـراق . وأتذكـّـر مشهـداً مقـزّزاً ومؤلماً ومؤسِفاً بذات الوقـت من سلوك شاب ( لم يكـن طالباً ) طائش بكـل معـنى الكـلمة في منـتصف العـشرينات من عـمره أو أكـثر غادر إلى الديار الأبدية دحـرج هـذا الشاب صخـراً كـبيراً ووضعه في  وسط الشارع ، وهـنا وصل إليه المخـتار سادونا وهـو بعُـمر أبيه أو أكـبر وكـلـّـمَه بصوت خافـت وبـِلـُـغة الواعـظ المرشـد والحـريص عـلى بلدته ( خـوفاً من مساءلته لاحـقاً من قِـبَل السلطات وعـليه فـقـد أدّى واجـبه عـلى الأقـل ) قائلاً له : يالي ! د خـَرْووتولا ماثا – أبنائي ! ستخـرّبون القـرية ، فـردّ عـليه الشاب بأسلوب المتسكـّع المتعـجـرف عـديم التربـية والأخلاق وبطريقة مُـقـرفة لا يتحـمّـلها حـتى مار إسطـَـﭙّـانوس القـديس وقال له : إذهـب من هـنا قـبل أن أفعـل ( كـذا وكـذا من …. زوجـتك !! ) فـماذا كان جـواب الرجـل الوقـور سادونا ؟ أحـنى رأسَه ساكـتاً كـجـندي أمام آمـره العـسكـري ودارَ 180 درجة بالضبط ورجع قافلاً إلى مسكـنه فـقـد عـرف أن الشاب هـذا لم يعـد يملك الحـد الأدنى من أيّ شيءٍ يعـتـز به ( ولا فائـدة من تـوجـيه النصيحة إليه – سِفـْـر الملك سليمان / الكـتاب المقـدّس ) . سمعـتُ وشاهـدتُ هـذا السيناريو والمشهـد وأنا عـلى بُعـد مترَين منه ولم أكـن من الداركـين بعـمق ومع ذلك قـلتُ في نـفـسي : كـيف يقـبل الشيوعـيـون في ألقـوش مثل هـذا الشخـص بـينهم فـنحـن في الأخـوية المريمية لا نـقـبل مثل هـذا بـينـنا إلاّ بعـد أن نـُـنـَــِقــّـعَه في الماء المغـلي ونـعـصره ونـصفـّـيه ونـعـقــّـمه بالعـرق الألقـوشي ، فأنا لم يقـبلوني بـينهم إلاّ بعـد أن أدخـلوني في فـلتر – عِـلماً أن هـنالك أمثلة أخـرى لشباب أكـثر قـذارة لم يكـونوا مجانين بل كانـوا متعـجـرفـين بائعـين مخـلـّـصين أو ( إخـتــَـروا من القاموس أيّ مصطلح يليق بهم ) يتـصرّفـون بطرق قـد يصعـب عـليّ ، نعـم يصعـب عـليّ كـتابتها هـنا إلى درجة أنّ إحـدى القـصص وبعـد أن طـفـح الكـيل بلغـتْ مسمَع المرحـوم تـوما توماس من ( أبو الآنا مباشرة – الإمرأة التـقـية والشجاعة المرحـومة وارينة الشيخ أصـفـر وفي محـلة سينا معـقـل الشيوعـية في ألقـوش ) فـوعـدها بأن لا تـتـكـرّر وكان الرجُـل عـند كلامه ولم يُـقـَـصِّـرْ إلاّ أنّ ذلك لم يكـن بالقـصاص الكافي لهكـذا نموذج من أتباعه وهم يشـوّهـون سمعة حـزبه عِـلماً أن عـوائلهم إذا ذكـرتــُها لكم ستـشهـدون معي بأنها شـريفة كـكـل العـوائل وبدون إستـثـناء ، وهـنا حان الوقـت أن أقـول للسيد فلاح قـس يونان هـل تعـتـقـد أن الآباء والأمهات يُعَـلـّمون أولادهم سلوكاً كهذا لأبنائهم ؟ الجـواب كلاّ ، طـيّـب ولكـنه بلا شك سيسألني ويقـول هـل أنّ الحـزب يُـعَـلـّم هـكـذا ؟؟ أقـول له : من المؤكـد أن الحـزب لا يضـيّع وقـت إجـتماعاته بتوصية أعـضائه وتوجـيههم لشتم الناس هاذي منـتهين منها ، ولكـن أنا عـندي جـوابٌ يـطـيِّـر عـقـلك ويُـفـقِـدكَ صوابكَ ! إنما الآن أكـتـفي بجـواب بسيط وأقـول لا أدري وبدَوري سأسأله : في أية مدرسة تـربّى هـؤلاء ، فـهـل مِن جـواب ؟ لأنـني إذا ذكـرتُ له أسماءاً أخـرى وسلوكـياتهم سيندهـش منها فـخـلـّـونا ساكـتين ، وأياً كانت إجابته لسؤالي ( ويا ريت ) فـسيكـون لي تعـليق عـليها وأنا بإنـتـظاره و( البلاشـفة الجُـدَد المولودين حـديثاً – للمداعـبة كأولادي ) من حـقهم أنْ لا يـصدّقـوا هـذا الكلام اليوم ، وفي الوقـت نـفـسه لا نهرب من الحـقـيقة فـقد كان بـينهم مَن يحـترم نـفـسه في المجـتمع ويعـكـس صورة حـسنة عـن حـزبه ويناقـش بأدب ومسؤولية ولا يقـبل أن تــُـشَـوّه سمعـته وكـنا نشهـد لأخلاقه – والآن أضيف وأقـول لو أنّ الحـزب الشيوعي كان قـد حالفه الحـظ وإستلم الحُـكـم ! فإن الشاب عـديم الأخلاق الموما إليه وأمثاله كان سيحـصل عـلى وظـيفة مرموقة لا مَـحالة يتحَـكـّم بها في مصير الناس مثل محافـظ أو مدير عام أو رئيس مؤسسة ، لماذا ؟ لأن الرفاق الـﭙـروليتاريّـون الآيديولوجـيّـون يجـب أن يقـودوا المسيرة بغـض النـظر عـن أخلاقهم وهُم مؤهـلون للقـيادة منذ كانوا في أحـشاء أمهاتهم وكل واحـد ليس رفـيقاً لا يكـون مؤهلاً لقـيادة المجـتمع بل تابعاً مثلي وهـذا هـو منـطق السياسة عامة في شـرقـنا ولا تستغـربوا ! أليس عـندنا اليوم محافـظ في العـراق لا يجـيد توقـيع إسمه ؟ وهـناك وزير أيضاً في العـراق الحـديث أملى نـَـص عـريضة لصديقه الحـميم الذي هـو من معارفيّ وهـذه ديـباجـتها : ( إلى السيد مدير عام دائـرة التقاعـد  بواسطة السيد الوزير …..  وتعال من هَـل المال حَـمّـل الجـمال ) آسف ، إن الذكـريات المؤلمة تـقـودني إلى الإطالة ومن حـق الأخ فلاح أن يقـول إنها مملة ولكـن الكـثيرين ينـتـظرونها بفارغ الصبر وبشوق عارم . والآن رجـوعاً إلى الحادثة الفائـتة التي بدأتــُها لاحـظتُ المرحـوم فـؤاد مقـبلاً من شارع غـرب القـنطرة ، جـهة بيادر المحـلة التحـتانية وبيده رشاشة قـصيرة ( قـد يكـون إسمها غـدّارة مصرية ) برفـقة بضعة شـبّان ووالدته العـمّة صلحة خـلفه ولما إقـتربوا من المتجـمّعـين حـول الصخـور إرتفعـتْ صيحات المرحـومة وهي تقـول : ( كـيليه جـونقـد ألقـوش ، كـيليه ﮔـورِ ، ديخ ﭘـَـطرُس هاو إرْيا ومَـنخـْـثـيلِ لموصل ! – أين شباب ألقـوش ،  أين الرجال ، كـيفَ  ﭘـَـطرُس يكـون مقـبوضاً ويُسَـفـّـر إلى الموصل ! ) وأنا في رأيي وكـثيرون يشاطـرونـني به ، ما كان يجـب عـليها أن تشجع الشباب وهي إمرأة أمية لا تعـرف شيئاً عـن السياسة والثـقافة كـما كان الحال عـنـد والدتي وجَـدتي وجـدة جـدتي ، بل الأفـضل عـلى الأقـل وكأضعـف الإيمان تركهم وذنبهم عـلى جـنبهم . هـذا ما أتذكـّره عـن ذلك اليوم ولا أعـرف أكـثر مما كـتـَـبْـتــُه سوى أن أعـمال أولئك الشباب لم تـُـثمِـرْ أيّ شيء إيجابي بل كانت لها تداعـياتها السلبـية عـلى ألقـوش لاحـقاً ، وفي نهاية المطاف فإن ﭘـَـطرُس أودِعَ السجـن في الموصل والمخـتار إحـتـرم نـفـسه وصان زوجـته ، والصخـور لا تـزال في الشارع وصاحـبنا أبو اللسان المهذب يشخـر في المنام .

في أحـد أيام تلك الحـملة الملتهبة للحـرس القـومي في عام 1963 وعـلى الأكـثر كـنت آنذاك في الصف الثالث المتوسّـط الذي يقع في الجـهة الشرقـية من فـناء المدرسة ( يساراً عـند دخـولنا إليها ) أما الصف الرابع الثانوي فـكان في غـرفة مقابلة للباب الرئيسي لبناية شيشا وكان فـيها الأستاذ وعـدالله – اللغة العـربـية – الموصل . وأتذكـر مشهـداً رأيناه من نافـذة صفــّـنا ، فـقـد دخـل أربعة رجال مسلحـين ساحة المدرسة بزَيّهم الزيتوني وولجـوا في غـرفة الإدارة . ولا يخـفى عـلى أحـد أنهم قـدِموا لإلقاء القـبض عـلى بعـض الطلاب المتهمين بالإنـتماء إلى الحـزب المناوىء للسلطة ، وعـند تلك اللحـظات إنطلق الطالب مَـﭽـّـو – منصور ميخا خـُـبـير – ( أكـيد هـو يعـرف تأريخ الحادثة ) بجاكـيت خـضراء اللون من باب الصف الرابع المشار إليه ومتجهاً بخـط مستـقيم أقـصر الطـرق نحـو الباب الرئيسي بخـطـوَتين أو ثلاث خـطوات هادئة وبسيطة جـداً سرعان ما تحـوّلتْ إلى ركـضة فـجائية سريعة جـداً يصعـب تخـمين تعـجـيلها الفـيزياوي وخـرج من بناية المدرسة متـّجـهاً ومُلـْـتـفـّاً نحـو اليمين سالكاً الطريق المدرّج المؤدّي إلى بيت هاويل ، ومن هـناك بلا شك إنطلق إلى البـيادر والمقابر حـيث لا تـتجـرّأ تلك المجـموعة المسلـّحة في ذلك الزمان عـلى متابعـته واللحاق به . ترى ما الذي حـصل ؟ أولاً الخـوف في أحـيان كـثيرة وبلا شك مظهر للحـكمة ، والرجـولة غـير المدروسة غـباء وحـمق ولي أمثلة عـلى ذلك ، ( وقـد كـنـتُ أمزح مع أصدقائي الجـنود في الجـبهة وأقـول : الهـزيمة نـصف الإنـتـصار عِـلماً أني خـدمتُ حـتى التسريح ) أقـول إن الطالب منصور خاف ! خاف من إحـتمال أن يكـون إسمه بـين المطلوبـين ، فإستأذن من أستاذه – وعـدالله –  بحجة الذهاب إلى المرافـق الصحـية الموجـودة خارج البناية . أما الجـماعة المسلـّحة فـقـد لاحـظوا من نوافـد غـرفة الإدارة حـركة غـير طبـيعـية لطالب مُسرع بإتجاه الباب الخارجي فـخـرجـوا وراءه بسرعة مُذهـلة ولم يروا أحـداً فالساحة الخارجـية كانت خالية من الطلاب وتوقـعـوا منه الإخـتباء في المرافـق الصحـية ، ولما فـتـّـشوها رأوا هـناك طالباً يزيدياً تأخـر في قـضاء حاجـته فأخـرجـوه عـنوة قـبل أن يشد حـزام سرواله وساقـوه مرتجـفاً إلى داخل غـرفة الإدارة وهـو مُـصْـفـرّ الوجه وحـقـقـوا معه ولم يصدّقـوا قـوله ، لولا إستـفـسار المدير ( منصور أودا )  فـعـلِـمَ أن طالباً هـرب من الصف الرابع الثانوي ، وعـندها سُـئل الأستاذ وعـدالله ، فأكـّـد ذلك موضحاً السبب كما حـدث ، فـتــُرِك الطالب اليزيدي حـرا . وقـد يكـون إعـتـقال الطالب الذكي في الصف الخامس العـلمي جـرجـيس ( ديـكـو ) في ذلك اليوم حـيث شاهـدته في سيارة المسلحـين وهي منـطلقة من شارع المدرسة وأخـواته يقـذفـنها بالحـجارة ، ولكـنه أخـيراً تـخـرّج مهـندساً ، أليست الذكـريات جـميلة قارئي العـزيز حـتى إذا كانت مؤلمة ، ألا نـقـول في بعـض الأحـيان – تـعـْـبَـك راحة – ؟.

(*) في فـترة الدراسة الجامعـية في أواخـر الستينات سَـلـَّـمَ بـيـدي أحـد زملائي الجامعـيّـين والموجـود حالياً في ألقـوش ( أو بحـضوره – فالذاكـرة ضعـفـتْ ) أربع بطاقات وردية اللون بحجم الهـوية مكـتوب عـليها : 250 فـلساً – وطن حـر وشعـب سعـيد …. وبصراحة أبو ﮔاطع أخـذتــُها منه لا حُـباً بآيديولوجـية مصدرِها بل – لإعـتبارات عـديدة أخـرى – وبعـد يومَـين سلـّـمته ثمنها ديناراً واحـداً ، بَس لا تـﮔـولون عـني صرتْ شـيوعي .

ويسرني أن أخـتم بالرجـوع إلى أعـماق ذاكـرتي لأقـول أنّ آخـر مرة شاهـدتُ السيد صباح ياقـو توماس بصحـبة شاب آخـر غـير ألقـوشي كانـت في قـرية سَـريـﭽْـكان في وقـتٍ بعـد الثانية عـشر ليلاً من أحـد أيام عام 1964 أو 1965 في بـيت معـلم ألقـوشي من عائلة رَمـّـو وفي أثـنائها إرتـدى قـمصلة ظاهـرها جـلد نـظـيف جـداً وباطـنها فـرو أبـيض ناصع وبـدون ردان وتـْـلوﮔـْـله ( وحَـﭽـي بـيناتـنا كانـت جـميلة جـداً وأعـجـبتـني ) .

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني –  2011

You may also like...