بِعْ نفسكَ ولا تخون وطنكَ

الفرق بين الانسان والحيوان ان الحيوانات تطيع قوانين طبيعتها بحذافيرها! بما معناه ان الحيوان لايقدر التحكم بمصيره، اما الانسان (ليس كل انسان) يملك حرية القرار والارادة للتحكم بمصيره، لهذا نجد في مجتمعاتنا هناك انسان خَيّر وجيد وآخر سيئ وما بينهما كثير! وهنا ننبه الى ان الشر والظلم متساوي للمظلومين، ولكن هناك ظلم ملطف بالخير ومقبول عند (وما بينهما كثير) عليه تكون النتيجة ان هذا الكم (الكثير) الذي يضوي تحت جنب (بين الانسان الخيّر والسيئ) مزيد من التشرذم وعدم الاتفاق وبعدها الغاء الاخر والتصادم، الواقع والامثلة حية كثيرة ومتنوعة وخاصة ان طبقناها على حالنا في خيانة النفس قبل الوطن

نعم بع نفسكَ يا ايها المنادي بـ لا تسرق وعندك السرقة مجرد لذة! قبل ان تفكر بمجرد تفكير وتساهم في خيانة وطنك، وان كُنتَ خارجه يبقى الوطن الام! اذن ان خنتَ ولو بكتابة كلمة او رأي اوالغاء مشروع او تقديم معلومات لم تتأكد منها او تنافق على حساب الحق او تعمل او تحاول ان تتصيد بالماء العكر لتكريس الخاص على حساب العام من اجل تصفية حسابات شخصية تكون قد خنتَ امك التي ولدتك، وخيانة الام لا تعني بالضرورة ان تشاهدها وهي خارجة عن الطريق القويم وانت ساكت! لا بل خيانة الام تعني خيانة النفس، خيانة الضمير والوجدان، خيانة المبادئ، خيانة القيّم، خيانة القلم، خيانة الفكر، خيانة ثقافة الاخوة، خيانة الثقافة نفسها، استعمال قدرتك للاساءة الى الغير هي خيانة الخيانات، لانكَ تبقى قزم بنظر الجميع وحتى ممن استفادوا من قدرتكَ هذه، لانهم لا يثقوا بكَ مطلقاً، هل تعرف لماذا ايها الشقي؟ لان من يخون قومه وكنيسته ومؤسسته وحزبه وتنظيمه هو خائن لامه وبالتالي وطنه حتماً، والا لماذا دخلتَ فيه؟ هل مهنتك ايها الشرير هي الانتقال من الوسط الى اليمين، وعندما ترى ان مصلحتك الشخصية مع اليسار تكون اول رافعي شعاراته، لا تتصور انك ستفوز دوماً، لان الحياة علمتنا الربح والخسارة، لا بل الخسارة ثم الفوز، لاننا نعلم ان لا فرح دون ألم وليس العكس، لاتبكي مع نفسك وتحاسب ضميرك لانك كنتَ السبب في اطفاء الاملْ من نفس طفل مريض وارملة ليس لديها معين وعجوز مصاب وشابة جريحة القلب، انهم آلاف المؤلفة من بني قومك ينادونك ويصرخون بوجهك القبيح : لماذا خنتنا؟

الذي يخون وطنه هو خائن قومه (كطير الحَجَلْ الكردي الذي جندله التاجر وهو في القفص) والذي يخون قومه فخيانة مؤسسته سهلة جداً، والذي يخون انتماءه فخيانة الضمير زلاطة عنده، وعندما تصل مرحلة خيانة النفس والضمير فتكون قد وصلت الى نهاية الطريق وهو خيانة انسانيتك، عندها لا تفكر بشيئ مطلقاً لانكَ ستكون في قاع مزبلة التاريخ! لا تتمكن من الصعود مجدداً الى فوق لان بيتك وقومك ووطنك قد لَفظكَ!

حقوق الانسان ليست ملك فئة او فريق او مكون او منظمة، بل انها عمل افراد ومؤسسات مختصة للدفاع عن حقوق الاخرين، هذا الاختصاص يتأتى من المنهاج والبرنامج والنظام الداخلي والاهداف والعمل المثمر – الفعلي وليست شعارات او اقوال او حبر على ورق، بل هي اعمال تدعو الى نكران الذات والتضحية بكل شيئ من اجل الاخر، كل الاخر مهما كان من دين ولون وشكل، وهذا لا يتم الا على سواعد الايادي البيضاء والسمراء النظيفة، كيف نطالب بحقوقنا ونحن نفتقد ثقافتها! التي تقول ان القانون ينظم سلوك الانسان، ونفس القانون يفرض الواجبات، فالتوازن بين الحقوق والواجبات يعني الاستقرار، واستقرار اي مجتمع يتطلب اللعب في المسافة بين الاثنين، وهذه المسافة هي ملعب الجميع، وهذا الملعب يعيش فيه العدالة والمساواة التي يفترض وجود مواطنة صالحة، اما ان لعبنا في غير المساحة المخصصة لنا فتكون النتيجة كارت احمر! مما يعني تكريس الخاص والفكر الواحد،،، والنتيجة الفوضى والتخوين والتهم الجاهزة ويتحمل تبعاتها شعبنا الاصيل الذي ينتظر كأس ماء بارد في حر الخيانة واستعمال المال الحرام للمصالح الخاصة والشخصية، ولكن لا تنسوا ان للدهر يومان! يوم لكَ ويوم عليكَ! ان كان لكَ لا تبطر! وان كان عليكَ فاصبرْ! ونحن لا نصبر فقط بل نعمل ثم نعمل ثم نعمل! نعمل الخير ليعم الجميع، نعمل مع الحق بالدفاع عنه اينما وجدَ بتضحية ونكران ذات، ونسعى الى الامان عندما نعمل ونضع البسمة على شفاه طفل يتيم، لا ان ننتزعها منه باعمالنا القذرة عندما نفوت الفرصة عليه لكي نحميه من غدر الزمان باستعمال علاقاتنا وقدرتنا للاساءة الى غيرنا وبذلك نكون قد شاركنا الارهاب والقتل واصحاب العيون الواحدة الذين يسلخون جلد الاطفال ويقلعون عيون الشباب وهم احياء، نعم عندما نخون الاخر نكون اكثر نجاسة من هؤلاء! فبعْ نفسكَ قبل ان تخون وطنكَ! لان خيانة الضمير وخيانة الكلمة هما خيانة أخلاق الوطنية!!!

يقول الكتاب: “تُظهر صادقاً اذا تكلمت ومنتصراً اذا خوصمت”

www.icrim1.com

You may also like...