بيان من المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد حول التسمية القومية والمحافظة المسيحية

نتابع بأهتمام بالغ ما يجري في وطننا الأم ( العراق) من أحداث وتطورات, خطيرة معقدة ومتشابكة, وأستمرار المعاناة المأساوية لشعبنا العراقي عموماً وشعبنا ( الكلداني والاشوري والسرياني ) بشكل خاص, ولا سيما بعد فاجعة كنيسة سيدة النجاة في شهر تشرين الأول من العام الماضي وما أفرزته من أثار وتداعيات على كافة الاصعدة, الداخلية والأقليمية والدولية  وحيث تصاعدت الحملة الكبيرة والواسعة للتضامن والتعاضد والتعاطف  مع شعبنا المسيحي في العراق، مما دعا وتحت هذا الضغط وخاصة من قبل أبناء شعبنا, القوى والأحزاب والمنظمات العاملة في الوسط القومي للأرتفاع الى مستوى المسؤولية وتتحرك متجاوزة خلافاتها وتباين مواقفها, لتجلس مجتمعة على طاولة واحدة للحوار والنقاش حول ما ألت اليه الأوضاع المأساوية لشعبنا, والعمل سوية من أجل أستنباط والتوصل الى أفضل الصيغ والمخارج من أجل التخفيف من تلك المعاناة واستثمار الحملة العالمية للتضامن مع المحنة الكبرى والمعاناة اللاأنسانية التي تكتنف حياة هذا المكون الأصيل في العراق, وذلك عبر وضع مزيداً من الضغط والتأثير على الحكومة العراقية من أجل قيامها بما يفرض عليها من تأمين وضمان سلامة حياة المواطنين وحماية دور عبادتهم ناهيك عن واجباتها ومسوؤليتها في تأمين كافة مستلزمات عيشهم الكريم من خلال توفير متطلباتهم الحياتية العامة, كما كان من المنتظر من هذا التجمع السياسي العمل من أجل أستثمار هذا التعاطف إلانساني العالمي في تقديم مساعدات عاجلة ومتنوعة لأبناء شعبنا أن كان في الوطن أو المهجرين في  دول الجوار
لقد أسبشر الخيرون من أبناء شعبنا بهذا الوليد والذي سمي ” تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية” متأملين أن يتصف بالقدرة والمصداقية لتحقيق الأهداف والغايات التي شكل من أجلها. لكن وبكل أسف وحسرة لم يحصد هذا الشعب إلا الاحباط  حيث أثبت هذا التجمع عجزه وفشله في تحقيق الحد الأدنى من تلك الأهداف، وأصبح واضحاً غياب الرؤية الموضوعية والنيات الصادقة وهيمنة المصالح الفئوية والفردية والأنانية لقادة هذا التجمع، حيث تبين وبشكل واضح بأن كل تلك الجعجعة لم تكن ألا زوبعة في فنجان ولم تحقق أي شئ ملموس وجدي لأبناء هذا الشعب المظلوم، والانكى من ذلك وعوضاً من الأعتراف والأقرار بهذا العجز والفشل، فأنهم حرفوا وصرفوا مسارهم الى الخديعة التي أسقطتهم بها أحدى زلات لسان الرئيس جلال الطلباني ( وما أكثرها ) عندما صرح بأن (لا مانع لديه بأنشاء محافظة للمسيحيين في سهل نينوى) فتبنوها وركبوا موجتها واصبحت شغلهم الشاغل والذي لا يعلو عليه أي شغل اخر.
 وأذا أفترضنا جدلاً بأن الدافع من وراء تبنيهم هكذا مشروع ( تشكيل محافظة ) منطلقه حسن وصدق النوايا بأعتباره مكسباً جيداً لأبناء شعبنا، فأن أقل ما يقال عن هؤلاء القادة بأنهم غير قادرين أو مؤهلين لقيادة شعبنا في هذا الظرف والمنعطف الموضوعي والتاريخي الصعب، فلا الظروف الموضوعية وبكل جوانبها الأمنية والسياسية والأقتصادية والديموغرافية مؤهلة لتحقيق هذا الحلم ونحن نرى وبشكل واضح هيمنة الحيتان السياسية، الطائفية والدينية والقومية وتقاطع مصالحها الفئوية ستسمح بتحقيق هكذا مشروع وما تبني ودفع شعبنا بهذا الأتجاه من قبل البعض منهم إلا تحقيقاً لمصالح ومأرب تلك القوى، وفي النهاية سيكون شعبنا وقود ورأس حربة صراعات وتقاطع مصالح تلك القوى.
  أن محاولة تمرير هذا المشروع الخطير والمصيري لشعبنا بكل مكوناته وتسمياته الخالدة، يتم في ظل غياب الأرادة الحقيقية لهذا الشعب وخاصة شعبنا الكلداني المعروف بتاريخه الممتزج بكامل النسيج الوطني والأجتماعي العراقي وأفتراشه لكل تربة العراق، لذا فاننا نعتقد بان شعبنا الكلداني  يرفض رفضاً قاطعاً كل محاولات تقميطه وشرنقته في حدود جغرافية محددة ومأزومة.
   كما يهمنا ونحن بصدد الحديث عن غايات وأهداف هذا التجمع وابتعاده عن المسار والغايات التي أنبثق من أجلها ,فان منبرنا يعلن موقفه الواضح والصريح في فضح وتعرية  التوجهات والنيات الغير نزيهة في محاولات قادته بتبديل تسميتنا القومية الكلدانية كما هي مقرة ومثبتة في الدستور العراقي والأتيان بتسمية مصطنعة هجينة أخرى حاول تركيبها وتسويقها هؤلاء القادة السياسين ومعهم المؤدلجين القوميين وكأنما أسماء الشعوب والقوميات والمكونات التاريخية هي أمزجه وأرتياحات لدى البعض لغايات ومأرب مصلحية مفضوحة .
أننا نعلنها وبكل صراحة وشفافية بأن أعتزازنا وتمسكنا القاطع بأسمنا وهويتنا الكلدانية، لم ولن يكون موضع مساومات سياسية,حينما يحاول البعض تمريرها تحت حجة وخديعة “توحيد شعبنا ” , فالشعب لا توحده الغاء ما ثبته التاريخ والواقع , بل يتوحد ويتماسك عبر البرامج والمشاريع والتلاقي الحقيقي على الاهداف والاليات الديمقراطية الحقة , وكل الأسماء القومية التاريخية الزاهية التي رفرفت في سماء عراقنا الحبيب، سوف لن تكون ورقة للمزايدة والضغط.
كما يهمنا ان نحيي ونثمن جميع القوى والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية الكلدانية الذين يقفون معأ في التصدي لكل محاولات الاساءة والغاء الاخر , وندعوهم الى مزيد من التعاون والتنسيق الجدي ورفع مستوى اليقظة والوعي لكل المشاريع المشبوهة فاقدة المصداقية التي تحاك ضد كياننا القومي .
     وأخيراً نقول أن المصلحة الحقيقية لكل أبناء شعبنا هي بتوحيد أرادتهم الحقيقية ورؤية مصلحتهم كمواطنين أصلاء في العراق، سوف لم ولن تتحقق كاملة إلا من خلال بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد تتداول فيه السلطة وفق أنتخابات حرة ونزيهة تعبر حقيقة عن أرادة الشعب في أختيار ممثليهم ، عراق مدني تتساوى فيه الحقوق والواجبات بين كل مواطنيه بغض النظر عن الدين والطائفة والقومية، فقط حين ذاك سينعم شعبنا كبقية العراقيين بالأمن والأمان، بعيداً عن كل المشاريع التي تحاول تقطع أوصال هذا الوطن والشعب .
ختامأ اننا في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد نجدد دعوتنا الدائمة الى التعاون والتنسيق مع التنظيمات القومية الكلدانية والاشورية والسريانية  للعمل الحقيقي والمخلص المستند الى الارادة الشعبية الحقيقية من اجل تحقيق المصالح العليا النبيلة والمشتركة , داعمين جميع المشاريع والمبادرات التي تخدم قضايانا المصيرية .

المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد
15 – 09 – 2011

You may also like...