بولس وسيلا في فيلبي / الشماس سمير كاكوز

بولس لما كان في مدينة فيلبي مع التلميذ سيلا .  الاثنان ذهبا الى المصلى الذي كان يجتمع فيه اهالي المدينة الوثنية المستعمرة الرومانية .  في هذه الاثناء  وهم في الطريق واذا جارية  كان فيها روح شرير وعرافة  تستعمل السحر لكسب المال . هذا الروح الشرير الشيطان هو الذي كان يتكلم بدلا عن هذه الجارية . كان المعبد الموجود في فيلبي واسمه معبد دلفي . المعبد الوثني كان يجلب المال الكثير لكثرة زيارة الناس والسواح انذاك . هذه العرافة كانت تجري وراء بولس وسيلا  وتصيح باعلى صوتها ليسمعها الناس وتقول ان هؤلاء الرجلين يبشرونكم بطريق الخلاص وببشارة اخرى وتعليم اخر . معناه انهم جاءوا بتغير اهالي مدينة فيلبي من الوثنية الى عبادة الله . ظلت تصرخ عدة مرات وعدة ايام . نحن نعرف ان الارواح الشريرة والشياطين هدفها محاولة اسقاط المؤمنين في الخطيئة وابعادهم عن الله وعن يسوع .  هذا هو عمل ابليس هدفه تدمير كنيسة يسوع  التي بناها الرسل والقديسين . لكن لا ننسى المسيح والكنيسة والرسل والقديسين والناس المؤمنين هم الذين ينتصرون على ابليس واعوانه .  بولس ورفاقه انزعجوا من هذه الجارية ومن الروح الشريرة التي يسكن فيها .  وقفا في احدى المرات التي كانت تصيح والتفت بولس وراءه وقال ونادى باسم يسوع المسيح امرك ان تخرج منها .  في الحال خرج منها الروح الشرير وعادت المراة الى طبيعتها .  هنا بولس عمل معجزة وطردا شيطان من انسان كان فيه روح شريرة .  لكن في هذا الوقت حدث ما لم بفكرا فيه وهو من ان عدد من الاشخاص في  المدينة قبضوا على بولس وسيلا بسبب ان هذه المراة كانت تجلب  المال لاسيادها من عملها في السحر .   وكم منا ينزعج عندما يضيع المال من يديه وكانه انتهت حياته وانه بدون المال لا يقدر ان يعيش بعد . تجده حزين من ضياع امواله ومصالحه . كما فعل هؤلاء في مدينة فيلبي عندما ضاعت احلامهم الاقتصادية . الجموع  قبضوا على الرسولين وجروهم الى ساحة المدينة مثل ما يقول في ساحة السنتر وامام الحكام والقضاة . كانت ساحات المدن مركزية تدور فيها النقاش واصدار الحكم وعقد الصفقات . هؤلاء الاشخاص الذين اتوا بالرسولين امام القضاة قالوا ان هذا الرجلان يهوديان وعملوا الاضطراب في مدينتنا ويبشران بسنن وشرائع وقوانين جديدة .  لكن في الحقيقة لم تكن محرمة بتبشير بمذاهب اخرى في مدينة فيلبي  بل الدافع الحقيقي لتسليم بولس وسيلا هو خيبة املهم بكسب المال من هذه الجارية التي شفت من مرضها .  فلما سمعوا القضاة شهادة هؤلاء الرومانيين امروا الحراس بضرب الرسولين ضربا قويا وامروا الحراس بان يحرسا حراسة شديدة وبسلاسل وارجلهم مشدودة بمقطورة لكي لا يهربا من السجن .  هذه المقطورة كانت مثبتة في الجدار . نتامل هنا  في هذه الحادثة ونحن مكان هؤلاء الرسولين ماذا نفكر في هذه اللحظة وفي السجن .  نفكر لقد انتهت حياتنا وفي الصباح سوف نموت واحتمال سوف يتم اعدامنا .  هل نحن نتحمل كل هذه العذابات من ضرب وشتم وسب وعطش . كما قال بولس في رسالته الى اهل رومية الاصحاح 8 / 31 – 39  في نشيد في محبة الله .   من اجل اسم المسيح وتبشير كلمته في زماننا هذا لا يوجد الا القليل الذين يتحملون عذابات من اجل المسيح .  كثير منا عندهم اهمال ولا يرغبون بسماع كلمة يسوع ولا يضعون يسوع بالمركز الاول في قلوبهم . لا يريدون التحدث باسمه وسببه هو اننا لا نترك حياتنا التي نعيشها في الماديات وصدقات هذا العالم . كثير منا يذهب الى مدن بعيدة لغرض التعزية او حفلة زواج والى اخره . لكن لا ناتي لسماع القداس الذي لا يبعد منا الا مسافة قليل لا تتجاوز النصف ساعة او اقل من الوقت الذي ذكرناه .  احبائي علينا ترك الحياة المادية وشهوات العالم هذه  التي لا توصلنا لكلمة المسيح ان شهواتنا ومحبتنا لهذا العالم المادي غير صحيح .  بدون سماع كلمة الله لا يمكننا العيش السليم وكما قال له المجد بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا والمجد لله امين 

الشماس سمير كاكوز 

المانيا ميونخ    

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *