بكتني (ص) فأرهقتني (ن)

بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لكارثة قرية صوريا التي حدثت في 16\أيلول عام 1969، والتي راح ضحيتها 38 أنساناً فقيراً بسيطاً نساءاً وأطفالاً ورجالاً بما فيهم رجل دين مسيحي، بالأضافة الى الجرحى والناجين من المرضى بسبب الحادث الأليم الدامي، بطريقة همجية خارجة عن قوانين الأرض بما فيها قوانين وحوش الغابة، بسبب ممارسة القتل الجماعي وفق التطهير العرقي والقتل الجماعي، كما حدث في الأنفال عام 1988 وكارثة حلبجة والدجيل عام 1882 من قبل النظام الأستبدادي الفاشي الأرعن بالضد من سكان صوريا الكلدان والكرد وكل أنسان نزيه وعفيف متطلع نحو الحرية لحياة كريمة.

الكتاب الكلدان كان لهم دور ريادي لأيصال قضية صوريا أعلامياً منذ عام 2008 وما بعدها، من خلال كتاباتهم ومطالباتهم لأنصاف الضحايا وأهاليهم، دون أن تتحرك حكومة المركز الأتحادية خطوة واحدة، فقامت حكومة الأقليم مشكورة بفتح المقبرتين الجماعيتين للضحايا وترتيب مقابر فردية لكل ضحية، وبناء نصب تذكاري للشهيدة الباكرة الجبارة الشجاعة ليلى خمو لمقاومتها العنف في الحادث الدامي، لكنهم لا زالوا ذوي الضحايا ينتظرون حقوقهم المفقودة والغير المتحققة، من قبل حكومة الأقليم كما وحكومة المركز الأتحادية.

الأتحاد الكلداني الأسترالي:

منذ سنوات والأتحاد الكلداني الأسترالي في ملبورن/ استراليا يحيي ذكرى صوريا الخالدة بشيء جديد ونمط مختلف وبحلًة جديدة متجددة ومتطورة، لأنصاف الضحايا بأحياء ذكراهم كما وحضور جمع كبير من أهاليهم المتواجدين في ملبورن، ومنهم الجرحى والمرضى وخصوصاً الناجين منهم من الموت المحقق في ذلك الوقت بأعجوبة قل نظيرها، القصائد الشعرية وبلغتين الكلدانية والعربية حاضرة بالمناسبة والحضور شامل وعام للمكونات العراقية، بالأضافة الى أحياء مسرحية حيّة وحقيقية ضمن الموضوع في كل عام مضى.

في هذا العام ونتيجة ما يمر به شعبنا الأصيل من الأزيديين والكلدان والسريان في سنجار(شنكال) والموصل وأقضية تلكيف والحمدانية والشيخان ومدنهم العديدة، تطور الحدث الدامي الأليم من صوريا الى نون(ص-ن)، في ذكرى صوريا يوم 21\9\14 يوم الأحد أحيا الأتحاد الكلداني الأسترالي هذا اليوم الخالد بقصائد شعرية متنوعة وكلمات مؤثرة بالأضافة المسرحية الكبيرة في محتواها وأدائها وألبسيطة وفق أمكانياتها المالية الضعيفة، عارضين الأنتاج المسرحي للعام الماضي بفلم على الشاشة، حتى تفاجئنا بمسرحية متواصلة ضمن الحدث الجديد لما يقوم به داعش في المنطقة خصوصاً والعراق عموماً، من قتل الرجال وسبي النساء والأطفال من عوائلهم وفرض الجزية والأسلام على الناس جميعاً بقوة السلاح وعنفه القاتل المدمر، فبكت الجموع بالأولى وتواصل البكاء حتى الأرهاق في الثانية، انها مأساة العصر الجديد لحقوق أنسانية منتهكة وتطهير عرقي شامل أمام أنظار المجتمع المحلي والمنطقي والعالمي.
كما كان لذوي الضحايا مطاليبهم المشروعة التالية:

1- أعتبار قضيتهم أنتهاكاً لحقوق الأنسان وتطهير عرقي وأبادة جماعية لسكان القرية، اسوة بأقرانهم في حلبجة والأنفال.

2- أعتبار القضية أبادة جماعية للقرية الكلدانية أسوة بقضية الدجيل.

3- أعتبار قضية شعب صوريا أنتهاكاً لحقوق الأمومة والطفولة.

4- أنصاف الضحايا وذويهم بما يليق ووضعهم الأنساني من حيث الحقوق والخدمات وكل ما يحتاجونه في الحياة.

تحية والف تحية لأهل صوريا المتواجدين في ملبورن، الناجين من القتل المتعمد في ظل الدكتاتورية الفاشية الهمجية.

تحية والف تحية لأعضاء الأتحاد الكلداني الأسترالي في ملبورن لدورهم ومواقفهم الانسانية والوطنية والقومية.

تحية والف تحية لكتابنا الكلدان وخصوصاً أعضاء الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان، لدورهم الكبير في أحياء قضية مهمة وحيوية كادت أن تنسى. كما ولجميع الاحداث التي طرأت على واقع شعبنا الكلداني والمسيحي المظلوم.

تحية لفرقة شيرا للفنون والمسرح \ملبورن لدورها الكبير في معالجة الأحداث.

تحية لجميع الشعراء الذين ساهموا بقصائدهم المتواضعة أحياءاً للذكرى.

تحية لحضور شعبنا الأصيل بجميع مكوناته المحترمة.

 

منصور عجمايا
ملبورن \ استراليا
22\09\14

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *