بشينا.. بشينا ثيلوخ.. يا مار أميل نونا.. أسقفأ لأبرشية مارتوما الرسول في أستراليا ونيوزلنده

من منا لا يعلم بالظروف العصيبة التي عاشها أبناء أمتنا الكلدانية وبقية المسيحين في الموصل وخاصة بعد سنة 2003، حيث التهميش والاقصاء وتنامي الفكر الديني المتطرف والتكفيري من قبل مجاميع قوى الشر أتجاه أبناء المدينة الاصلاء من بقية المعتقدات والمذاهب، القتل هو الوسيلة الوحيدة التي يملكها هولاء، معتقدين أنهم بذلك يتقربون الى (الله أكبر) وهم جلهة لا يعلمون ان الله هو محبة، وأن الله موجود في القريب أذا احبه واحترمه وقدره، تلقينا ضربات موجعة في الموصل كأستشهاد الاب رغيد كني والشمامسة وأستشهاد مثلت الرحمات ماربولس فرج رحو، بعد استشهاده أصبح كرسي الاسقفية الكلدانية لآبرشية الموصل شاغرأ لسنوات بسبب الظروف العصيبة وللمشهد المعقد هناك، فكان من السينودس الكلداني في عهد مثلث الرحمات البطريرك الكاردينال دلي ان يقوم بخطوة شجاعة لتسمية مطران جديد للابرشية لكي يكون راعيأ ومثالا ونموذجأ وأبا لابناء الرعية، من الاليات البديهية التي يقوم بها السينودس لترشيح أسقف جديد لاي أبرشية هو (السؤال) عن رغبة الكاهن الذي تنطبق عليه شروط الاسقفية أذا كانت له االرغبة وألاستعداد لتقبل هذه الدرجة الكهنوتية والمهَمة الابرشية؟؟ وهنا (أعتقد) أن الكثير من الكهنة رفض عن استعداده لتقبل المهَمة بسبب الخوف ولان مشهد المطران الشهيد فرج رحو كان حاضرأ امام أنظارهم.. فرفضوا المهمة لكي لا يلقوا نفس المصير، وفي عهد تسمية الاساقفة الشباب والذي بدء مع الراحل طيب الذكر (دلي) وبعد تسمية المطران الشاب بشار وردة وتنصيبه لأبرشية أربيل هكذا أستمرت الخطوة وتمت تسمية المطران مار أميل نونا (الشاب الثاني) لأبرشية الموصل الكلدانية وهنا يجب علينا التوقف والتأمل قليلا بأنه الأخير كان قد وافق وعلى أهبة الأستعداد لتقبل المهمة الصعبة واضعأ مشروع الاستشهاد من أجل رعيته ضمن أولوياته كالراحل الشهيد رحو، ومطبقأ بالقول والفعل معنى التضحية والشهادة كاللون الأحمر في رداء الأسقفية الذي يرتديه كل أسقف والذي يرمز للشهادة، تمت مراسيم رسامة مار أميل نونا أسقفأ لأبرشية الموصل الكلدانية بتأريخ 08- 10- 2010 بدير السيدة حافظة الزروع في القوش بوضع يد غبطة أبينا البطريرك الكاردينال الراحل دلي.

مار أميل نونا لا تمدني معرفة شخصية بسيادته، لكن صليت لأجله في وقتها لمعرفتي بالظروف الصعبة في الموصل واجوائها ويبدو انه كان قد وضع شعارأ لمهمته ” ليس لأحد حب أعظم من هذا ان يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.”، ومنذ رسامته في 2010 ولغاية 2015 عمل ضمن رعيته وأبرشيته وخدم بمحبة وتواضع وبذل جهدأ أستثنائيا معطيأ رجاءأ وزارعأ لبذور الحياة والأمل في أجواء يفوح منها الموت والخطف والقتل في كل مكان.. الى أن جاء اليوم الاسود بسقوط الموصل بيد قوى الشر وأصبح أسقفأ بلا أبرشية، لكن مع هذا تواجد مع ابناء رعيته بين الخيم وفي الكنائس مكملآ رسالته وترأس اللجنة الأسقفية لمساعدة النازحين ولم يوفر اي قسط من الراحة متنقلآ بين أوربا في المانيا وايطاليا لايصال صوت ومعاناة ابناء رعيته، مشرفأ على كل شاردة وواردة لكي ينالوا حتى على ادنى مستوى من العيش الكريم، وهكذا وبعد أشهر طويلة من العناء سلمت اللجنة الاسقفية أعمالها بالوثائق الى لجنة علمانية (الكاريتاس) ولكي يتفرغ الاساقفة للامور الروحية.

هكذا قام السينودس الكلداني بخطوة شجاعة أخرى في عهد البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو كلي الطوبى بتسمية مار اميل نونا الى أبرشية مار توما الرسول في استراليا ونيوزلنده بعد ان قدم الاسقف السابق مار جبرائيل كساب لاستقالته ووصوله للسن القانونية للتقاعد، أقول خطوة (شجاعة) لان السينودس ادرك حساسية هذه الخطوة لكن أكيد جاءت بعد دراسة معمقة من كافة الجوانب وهكذا مرة أخرى يجد المطران مار أميل نونا نفسه في تحدي أخر وتجديد (لنعم) أخرى في طريق رسالته، (نعم أخرى) لا تختلف عن تحدي (النعم الاولى…

احيانأ كبشر لا نفهم الكثير من الامور لاننا نحسبها بعقول بشرية محدودة لكننا في نفس الوقت نقول أن لربنا حكمة في كل شيء، هكذا وصل سيادة مار أميل نونا لأستراليا ومنذ ان وطئت قدميه لارض استراليا وابناء امتنا الكلدانية في أستراليا ونيوزلنده يعيشون حالة من الارتياح والتفاؤل والذي تمت ترجمته باحتضان الاب بين عائلته، ترجم أبناء امتنا الكلدانية هذا التفاؤل والسرور بالحضور الكبير لمراسيم التنصيب التي قام بها سيادة مار بشار وردة ممثلا عن غبطة أبينا البطريرك في كنيسة مار توما الرسول في سدني..

وهناك استمعت لكلمة سيادة مار اميل نونا الاولى في رعيته التي تضمنت الشكر والعرفان للجميع ولسيادة مار جبرائيل كساب كما تكلم سيادته عن برنامج عمله الغني والذي يحمله للابرشية وخلال استماعي للكلمة ايقنت مدى الحكمة والمعرفة والاقتياد من الروح القدس الذي يحمله سيادته، كيف لا وهو قادم من تجربة غنية ومليئة بالالم، جاء الينا محملآ بالفرح والرجاء..

لم يمضي الا كم يوم من تنصيبه حتى قام سيادته بزيارته الرعوية الاولى لخورنة مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن وهذا مؤشر يعطينا انطباع عن الرغبة الحقيقة للخدمة والنشاط الذي يملكه وعدم أضاعت الوقت

وصل لملبورن يوم 20- 03- 2015، الأستقبال الرسمي لسيادته بدء بزياح كبير من الكهنة والشمامسة والجوق، بتراتيل كلدانية وصلاوات من طقسنا الكلداني الجميل.

ليتوقف الزياح قليلا قبل مدخل الكنيسة، لأنه سيدة كلدانية طلبت من سيادته أن يطلق حمامتان بيضاوتان للسماء كعلامة سلام ورجاء وأمل

واكتمل الاستقبال بالاحتفال بالذبيحة الالهية (القداس الالهي)

نشاط سيادته كان مستمرأ مع الكهنة والرعية من لقاءات وزيارات كزيارة مدارس التعليم المسيحي التابعة للخورنة


في أحدى صفوف التعليم المسيحي ودرس لتعليم اللغة الكلدانية اللغة الام

في اليوم السبت 21- 03 – 2015 كان هناك لقاء كبير مع سيادته مع المجاميع العاملة في خورنة مريم العذراء حافظة الزروع، امتلئت القاعة بالحضور حتى أن هناك أناسا قضوا ساعات اللقاء واقفين وبدخول سيادته استقبله المؤمنين بالتصفيق والزغاريد لتبدء جوقة قلب يسوع (لبد أيشوع) بترتيل نشيد جميل ورائع لآستقباله (بشينا ..بشينا ثيلوخ يا مار أميل نونا) تفاعل معه الجميع وهذه كلماته التي كتبها الخوري أسقف الاب كمال بيداويد خوري الخورنة جزيل الاحترام

أستعراض المجاميع العاملة في الخورنة أستغرق أكثر من ساعة رغم الايجاز الذي قاموا به، مما يعطي انطباع أن خورنة مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن خورنة حية ونشطة بشعبها ولديها عطش روحي، ورغبة للعمل مع سيادته لكي تتفتح نوافد أخرى ليدخل هواء نقي جديد ينعش العروق وتستمر ديمومة الحركة.

كلمة سيادته كانت (خير الكلام ما قل ودل) حيث قال وأنا اصغي لكم الا وفكرة لمار افرام حضرت أمامي تلك التي تتحدث عن (الرمز).. أن كل رمز يشير أو يدل لشيء معين الأ المسيح فهو الرمز وهو الدلالة لذلك الرمز، انتم العاملين في الكنيسة رمز ودلالة الكنيسة أي الرمز نفسه (عينه) وبعدها فتح المجال للاسئلة وهنا وجدت سيادته مصغي فائق للطبيعة وصدره رحب، طٌلب منه الكثير من الامور كراهبات للعمل في الابرشية وامور اخرى، سيادته في اجوبته كان قريب جدا من الرعية بعيد عن الدبلوماسية وخاصة في الكثير من الامور الحساسة لا بالعكس فهو كان يطلب الاستماع لأية اقتراحات بناءة.

سيادته جدي في الامور التي تخص الرعية وخير الكنيسة، له روح مرحة والتي وجدت صدى طيبأ عند الشباب، قريب من الجميع وكافة الفئات الكبار والصغار هذا ما تركه كأنطباع لابناء الرعية ووعد بتكرار الزيارات لكي تكون دورية تتخللها دورات وامور روحية وتثقيفية وتعليمية.

ختامأ، طلب سيادته من الجميع الصلاة من اجل شعبنا والكنيسة كي نعيشها كعائلة كما المسيحيين الاوائل وكما يرغب قداسة البابا فرنسيس وطلب الصلاة لآجله والعمل سوية لخير المؤمنين.
الى الرب نطلب ..

سيزار ميخا هرمز ملبورن

cesarhermez@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *