بشار ابن حافظ يعقب يزيد ابن معاوية / الدكتور لطيف الوكيل

تدخل الدين السياسي في شان الثورة السورية

ترى عين المنطق المجردة من غشاوة العاطفة وسوء استعمال الدين وجهي الشبه بالتاريخ والجغرافية بين يزيد وبشار.

هما بالوراثة وبغير حق مُنصبين. معاوية أطاح بدستور الدولة (السنة النبوية) وسَنَ على أنقاضها دستور الدولة الأموية. كذلك جعل حافظ وفق المادة 8 من دستور حافظ، البعث قائد الدولة والمجتمع، أي الدين والثقافة والسياسة

استدامت الرذيلة الموروثة على يد كل من يزيد وبشار

كلا النظامين جاءا واستداما بالدكتاتورية العسكرية وقد كانت وما زالت الفاشية آلية استقرار سياسي ،وان ولدت نمت وترعرعت من الدماء حتى وصلت الى مكنة لتفرخ الارهابين. وبعد ان عجز العالم السياسي عن حماية نفسه انتبه الى غلق منابع الإرهاب أي الدكتاتورية العسكرية التي وصلت الى مرحلة الفاشية.

لذا ولدت في العالم الديمقراطي ضرورة دعم ثورات الربيع العربي

وانطلاقا من تضامن المظلومين ضد الظالم إرهاب الدولة وما تفرخ من إرهابيين، فمن البديهي يتضامن شعبي العراق وسوريا ضد البعث الظالم أسوة بالتضامن الدولي ضد الإرهاب.

ان مجيء البعث من سورية سنة 1963 الى العراق ومجازر البعثيين المروعة

كانت تشبه مجيء جيش يزيد من سورية لتدمي وتسفح بأسرة النبي محمد (ص) في كربلاء.

وان الهلال الخصيب أصبح ارض خصبة لنمو الإرهاب فاستجاب الارهابين لإلغاء حرس الحدود العراقية بأمر القوات الأمريكية ، لان شبيه الشيء منجذب إليه مثلا إرهابيين بالدين ملثمين وتستدعي حاجة فلول البعث الى تسميات دينية لمنظماتها الإرهابية.

وحيث يذكر التاريخ إرهاب جيش معاوية ويزيد نرى إرهاب البعث في الهلال الخصيب.

جاء قانون اجتثاث البعث في العراق استجابة الى تعريف علم الاجتماع، كون وباء البعث آفة اجتماعية او سلاح قذر لكل طامع ومخرب لأرض وشعوب أقدم الحضارات الإنسانية والروحانية.

تدخل الدين السياسي إيراني تركي سعودي في شان الثورة السورية

شيع العراق وإيران حاربت بعضها لمدة 8 سنوات تحت أمر من أمر يبدأ الحرب وهو دخيل على الاسلام ،كما العالم يعلم كان العراق يحارب إيران نيابة عن أمريكا وإسرائيل.

ذلك يؤكد ان العلاقات الاجتماعية الحميمة والمذهب الشيعي الذين يربطا شعبي العراق وإيران ليسهما فوق كل الاعتبارات ولا فوق مصالح الشعوب لا بل هما طوع لعدوهما.

ولطالما الآفات الاجتماعية تنخر في تكامل واستقلالية واندماجية المجتمع

لا تختلف السياسة العسكرية الإيرانية عن الأمريكية لكل من هما قواعد عسكرية في دول التحالف أمريكا في الحلف الأطلسي كإيران في حلف عسكري مع سورية وحزب الله اللبناني.

وان التهديدات الواردة والمتبادلة بين إسرائيل وإيران تزيد من أهمية القواعد الإيرانية على حدود فلسطين المحتلة.

أمريكا لا تحتاج غطاء ديني يبرر انتشار معسكراتها ،لان ذلك مبني على المصالح المشتركة بين الحلفاء، لكن إيران بحاجة الى الغطاء المذهبي للتمويه به على قواعدها العسكرية والسياسية في لبنان وسورية.

لكن هذا التمويه بقدر ما هو مجدي فهو مسيء للدين والمذهب الشيعي وعلى الأخص لمبادئ ثورة الحسين ع التي جاءت من اجل المظلومين.

من اجل انتفاضة الشعب العراقي سنة 1991ضد البعث واليوم من اجل حرية وكرامة الشعب السوري الثائر.

هنا تكمن ضرورة الحوار بين المعارضة السورية وإيران

لسحب البساط الإيراني واللبناني فالعراقي من تحت أقدام نظام البعث في سورية.

تبقى القواعد العسكرية والسياسية والاقتصادية الإيرانية في سورية ولبنان مقابل انضمام إيران الى الثورة السورية.

مع الالتزام باستراتيجية الثورة السورية التي لخصها القائد الكردي عبد الله اوجلان

” استقلالية الثورة”

الاعتراض على هذا التعاهد يأتي أولا ومن نأفل القول سيأتي من الاحتلال الإسرائيلي ثم السعودية وتركيا بسبب الخلافات داخل إطار الدين السياسي الإسلامي لكن أخوان مصر والأردن يقبلوه على مضض بسبب التهديد الإسرائيلي لمصر.

بهذا الاتفاق بين المعارضة السورية والسياسة الإيرانية تكون مبادئ ثورة الحسين على يزيد اسم على مسمى وليس واجهة تمويه على سياسة إيران العسكرية.

ان الاستراتيجية السعودية الأمريكية هي تقليل وتحديد الخسارة بالتنازل عن شخصية الطاغية التي احترقت ورقته فقط وتثبيت الدكتاتورية العسكرية بالضبط كما حصل من خلال المبادرة الخليجية لحرف ثورة اليمن.

لذلك المطالبة برحيل بشار فقط.ولذلك أنفقت خزينة المملكة السعودية رسميا دوليا 138 مليار يترو دولار، لكن السعودية لم تنفق دولارا واحدا لمساندة ثوار الشعب السوري.

رغم ان نقطة ضعف نظام البعث هو الفساد المستشري في مفاصل الدولة ونظامها .هذا يعني بمقدور الثوار ومن السهل شراء ذمم البعثيين والحصول على السلاح من داخل سورية وكذلك شراء حرية الثوار وإطلاق سراحهم من سجون البعث.

السعودية وتركيا تدعمان فصائل متطرفة في جبهة النصرة الاسلامية

ولسلامة الثورة السورية وتحقيق الحرية واستعادة كرامة الناس ولضرورة المعطيات الدولية لابد من اعتماد الثورة على القدرة الذاتية فقط، وهنا يمثل الجيش الحر السوري جيش المختار الذي جاء لينتقم للحسين ع وللثوار

ان الاعتراف بتدخل الدين السياسي الإسلامي واليهودي في الشأن الثورة السورية يفيد للاعتراف،بتدخل الارهابين وهم بالدين ملثمين يسيئون للإسلام ويرهبون باسمه المسلمين.

والمسيحيين كما الصابئة واليزيدين.

صرح قائد أركان جيش الثورة السورية الحر ان قوى الثورة العسكرية متماسكة مترابطة بقيادة موحدة باستثناء جبهة النصرة السنية ليست جزء من الجيش الحر.

وحتى هذه الجبهة فيها ثوار قاموا باحتلال السجون وتحرير الثوار، لكن بكل تأكيد في جبهة النصرة فصائل قامت علنا بإرهاب قومي على ثوار الكرد وعلى طوائف دينية.

هل نترك الثورة السورية فريسة للسلفيين وتجار الدين ؟ واذا تسلط الارهابين على زمام الحكم في سورية ؟ ستبقى لنا عدو مجاور وللإرهاب البعثي فالقاعدي تصدر

رأى العالم ولادة الثورة السورية كانت عفوية سلمية كما حصلت في أوربا الشرقية وثورات الربيع العربي جميعها استلهمت ثقافتها الثورية من كتاب الانترنت و ابتدأت الثورات حضارية مطالبة بالحرية وبالديمقراطية ، لكن ليس من المستبعد على دسائس الأنظمة الفاشية دس الارهابين لتشويه سمعة الثورات والانتفاضات كما صدرت تلك الاتهامات الباطلة مسبقا من أفواه الطغاة.رغم مكر الطغاة ومرتزقتهم يبقى التاريخ يسجل على مدى الدهر ملاحم ثورات الشعوب ،ولها النصر والبقاء عند الله مكتوب.

نجاد: هناك تقارب بوجهات النظر بين تركيا ومصر وإيران من الملف السوري

.

ان هذا التقارب وارد واطاره يحتوي المملكة السعودية ، لكن جميع هذه التقاربات تنضوي تحت الدين السياسي وان الخلافات داخل هذا الاطار تشكل ساحة حرب منافسة لساحة حرب الثورة السورية على الارض السورية. بيد استقلالية الثورة السورية هي الضمان الوحيد لتحقيق اهداف الثوار بعد الانتصار.

http://alhayat.com/Details/480908

الدكتور لطيف الوكيل

Dr. Latif Al-Wakeel

‏‏‏الاثنين‏، 18‏ شباط‏، 2013

latifalwakeel@yahoo.de

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *