بان كي مون في هَولير/ بقلم عصمت رجب

بان كي مون هو الامين العام الثامن لمنظمة الامم المتحدة التي تعتبر منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقريباً. والتي تأسست بتاريخ 24 أكتوبر 1945 في مدينة سان فرانسيسكو، كاليفورنيا الأمريكية، تبعاً لمؤتمر دومبارتون أوكس الذي عقد في العاصمة واشنطن ، على انقاض فشل عصبة الامم المتحدة.

تعتبر زيارة بان كي مون لأقليم كوردستان ولقائه بالسيد رئيس الاقليم حدثا تاريخيا مهما يسجل لصالح نشر المفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ومن يرسخ اسسها في الاقليم ، كون هذه المنظمة معنية بالشكل الاساس بحقوق الانسان ، والحد من انتهاك هذه الحقوق بجميع نظمها السياسية الاقتصادية والثقافية والعسكرية والاجتماعية في العالم،

وقد جاءت زيارة بان كي مون للاقليم لكسب دعم السيد الرئيس مسعود بارزاني لحل الكثير من المشاكل الداخلية في العراق، كما الاقليمية في الشرق الاوسط ، وربما تكون هذه الزيارة شهادة كاملة من الامم المتحدة “التي تمثل العالم اجمع “، بان شخصية السيد رئيس اقليم كوردستان مؤثرة ايجابا بحل المشاكل والخلافات في الشرق الاوسط وربما بالعالم، كونه يمتلك شخصية محبة متواضعة ، وحنكة سياسية عادلة قل نضيرها ، بعيدة كل البعد عن الانا الفئوية بكل اشكالها ، فهو خريج مدرسة البارزاني الخالد ويسير على نفس النهج الذي سار عليه اباه واب الكورد والكوردستانيين، بنصرة المظلوم وايصال الحقوق لأهلها بالحوار والدبلوماسية والتفاهم ، بعيدا عن الحلول العسكراتية والحروب وسفك الدماء .

فخلال فترة توليه رئاسة الاقليم استطاع تعزيز الثقة الكوردية ازاء قوميات و مكونات المنطقة ، و حققت القضية القومية الكوردية النجاح ليس فيما يتعلق منها بالعراق فقط و انما على مستوى اجزاء كوردستان الأخرى. كما حقق نجاحات باهرة حيث اصبحت المبادىء التي اتبعها سيادته اسس عمل لحكومة الأقليم من اجل تعزيز موقعها على الصعيدين الأقليمي و الدولي كمبدأ المصالح المشتركة، والتوازن في العلاقات، والأنفتاح، والحياد الأيجابي، والواقعية في العمل بعيدا عن الشعارات الرنانة والطنانة، وتحولت تلك المبادىء الى هوية للسياسة الخارجية و تركت بصماتها على الجغرافية السياسية،واستطاع الرئيس البارزاني التعامل مع الدول و الاطراف الأخرى وفق اسس المصالح المشتركة ، اما فيما يخص التوازن على صعيد السياسة الخارجية للأقليم فلم يسمح سيادته ان تكون العلاقات في مستوى ينظر المقابل بأنه اعلى من الأقليم ، وفي مسألة الحياد الأيجابي لم يجعل سيادته اقليم كوردستان جزءاَ من تجمع فئوي منغلق على الكورد فقط بل تعايشت فيه جميع القوميات والمذاهب والاديان العراقية.

في الختام ان هذا الأنفتاح بوجه العالم على صعيد العلاقات الدبلوماسية حقق الكثير من المكاسب لكوردستان ، حيث صب السيد الرئيس كل جهده على أن يجعل من الاقليم منطقة يحتذا بها في كل المجالات والأصعدة ، ولم يبقى الا ان تتحمل القوى والاحزاب الكوردستانية مسؤوليتها تجاه اقليم كوردستان بتوحيد جهودها وخطابها وان تبتعد عن الاجندات الخارجية التي لا تريد النهوض للاقليم .. ومن الله التوفيق

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *