ايهما نصدق الكتاب المقدس ام كتاب مسعود النوفلي

الظاهر ان السيد مسعود النوفلي يعتقد ان الناس بتلك السذاجة والسطحية وانهم لا يميزون بين  الصح والخطأ و بين المزيف والأصيل أو بين رجل الدين الحقيقي وهذا المرتدي للباس الدين ، إذ كتب بتاريخ 25/7/2010 مقالة تحت عنوان ” تعريف الكلدان في الصلاة التي ذكرها السيد ابلحد افرام ” والنقطة الرئيسية التي تمحورت حولها مقالته تلك هي أنه يملك كتاب مكتوب بخط شخص يدعى سمير ميخا عيسى زوري ويدعي النوفلي ان هذا الكتاب هو كتاب صلاة الرمش المترجم من قبل الأب الراحل يوحنا جولاغ سنة 1991م وقد ترجم كلمة كلدايي التي وردت في الصلاة الى كلمة ” الوثنيون ” بحسب الكتاب المذكور .
يبدو ان السيد النوفلي كان مطمئنآ جدآ لِصحة كتابه ولِما يحتويه من كلمات بل وكان مطمئنآ جدآ جدآ جدآ بأن الكلدان حالما يقرأون كتابه سوف يتنكرون لكلدانيتهم وسوف يستعطفونه لكي يشفق عليهم وينقذهم من الجهل الذي جعلهم يصدقون انفسهم ويصدقوا الكتاب المقدس الذي يصف الكلدانيين بالأمة التي تخافها الأمم كما ورد في سفر حبقوق وابتداءآ من العدد 6 حيث نقرأ ( … 6 فهانذا مقيم الكلدانيين الامة المرة القاحمة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لها . 7  هي هائلة ومخوفة.من قبل نفسها يخرج حكمها وجلالها .8 وخيلها اسرع من النمور واحد من ذئاب المساء وفرسانها ينتشرون وفرسانها ياتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع الى الاكل …) .

إذآ الكتاب المقدس يدعو الكلدانيين بالأمة ومن المعروف انه لا يمكن ان تطلق كلمة الأمة على شعب او على مملكة او على دولة ما إلا أذا توفرت ثلاثة عناصر اساسية في تكوينها وهي ، الوطن او الأرض ، والشعب ، والسلطة السياسية ، والكتاب المقدس يجمع هذه العناصر الثلاثة في الكلدانيين في اكثر من آية  ، فمثلآ لعنصر الأرض نقرأ في سفر ارميا والاصحاح 24 والعدد 5 النص الآتي ( 5 هكذا قال الرب اله اسرائيل كهذا التين الجيد هكذا انظر الى سبي يهوذا الذي ارسلته من هذا الموضع الى ارض الكلدانيين للخير .) . وبالنسبة للشعب فإن كلمة ” الكلدانيين ” التي تضم جميع مهن وصنوف الشعب مذكورة في عدد كبير من آيات الكتاب المقدس ففي موضع يذكر الصنف المقاتل من الشعب ويسميه بـ ” الجيش الكلداني ” كما نقرأ مثلآ في  ارميا 39 -5 قوله المبارك (فسعى جيش الكلدانيين وراءهم .. .) ، وفي سفر الملوك الثاني والاصحاح 25 والعدد 26 نقرأ (فقام جميع الشعب من الصغير الى الكبير ورؤساء الجيوش وجاءوا الى مصر لانهم خافوا من الكلدانيين ) . وفي سفر دانيال 1 -4 يذكر الصنف المتعلم والمثقف من الكلدانيين الذين كلفهم الملك نبوخذنصر لتعليم الفتية الأربعة ( النبي دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا ) اللغة الكلدانية لفطآ وكتابة حيث تقول الآية المباركة ( فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ  وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ ، فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَة الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُم .).

 ولكي لا اطيل اكثر من اللازم ، سأذكر الدليل القطعي الذي جمع كل الكلام والذي يذكر ليس الكلدانيين فحسب بل وانما الذين خرجوا من صلبهم ومن ارضهم ( ابراهيم ونسله ومن رافقه ) والذين سميوا فيما بعد بـ بني اسرائيل بأنهم ايضآ شعب ومن نسل الكلدانيين وهذا ما نقرأه في سفر يهوديت والاصحاح الخامس ، إذ يقول عن بني اسرائيل الذين استخفوا بالجيش الاشوري ولم يخرجوا لإستقباله النص الآتي (   4 .و كيف استخفوا بنا دون جميع سكان المشرق ولم يخرجوا لاستقبالنا ليتلقونا بالسلم
5- فاجابه احيور قائد جميع بني عمون قائلا ان تنازلت فسمعت لي يا سيدي اقول الحق بين يديك في امر اولئك الشعب المقيمين بالجبال ولا تخرج لفظة كاذبة من فمي
6- ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين
7- و كان اول مقامهم فيما بين النهرين لانهم ابوا اتباع الهة ابائهم المقيمين بارض الكلدانيين
8- فتركوا سنن ابائهم التي كانت لالهة كثيرة
9- و سجدوا لاله السماء الواحد وهو امرهم ان يخرجوا من هناك ويسكنوا في حاران فلما عم الجوع الارض كلها هبطوا الى مصر وتكاثروا هناك مدة اربع مئة سنة حتى كان جيشهم لا يحصى
10- و اذ كان ملك مصر يعنتهم بالاثقال ويستعبدهم في بناء مدنه بالطين واللبن صرخوا الى ربهم فضرب جميع ارض مصر ضربات مختلفة .

إذآ هذه الآيات تزيد يقيننا بأن الكلدانية هي تسمية تطلق على شعب وان مقام الكلدانيين هو بلاد ما بين النهرين وان السنن التي آمنوا بها كانت سنن ايمانية روحية عبادية لالهة كثيرة وعلى رأسهم مردوخ ونحن نعلم ان الذي له هكذا سنن حتى لو كانت وثنية بمفهومنا الحالي فإنه لا يقبل ان تطلق عليه تسمية الساحر او المنجم حتى لو كان بين شعبهم من يمارس تلك الطقوس والعلوم بل كانوا جميعآ كلدانيين بمختلف صنوفهم وشرائحهم ووظائفهم ، وحتى كلمة الوثني لم تكن موجودة في قاموسهم لأنهم وبحسب اعتقادهم انهم كانوا يعبدون آلهة حية وقادرة ولها سلطان ، وان هذه التسمية اطلقت عليهم مع بداية ظهور انبياء الله أي في عهد النبوات .

بعد كل هذا ، ماذا عسانا نحن الكلدانيين ان نقول ؟، إذا كان بامكاننا أن نكذب مشاعرنا واحساسينا ، وأن نتجاهل ما قالوه وكتبوه الأمم في الكلدانيين وحضارتهم وتاريخهم ، فهل يسمح لنا ايماننا المسيحي ان نكذب الوحي الإلهي ونتشكك في آيات الكتاب المقدس التي تخبرنا بأن الكدانيين هم شعب وأمة تتوفر فيهم كل الشروط والعناصر الرئيسية المكونة للأمة ، فهل نكذب ذلك وان نصدق السيد مسعود النوفلي وكتابه المزعوم او نصدق ما تقرره المؤتمرات الاشورية سواء عقدت في طهران او في جزيرة الواق واق ؟.

السيد مسعود النوفلي ادعى بأن له كتاب هو كتاب صلاة الرمش المترجم من قبل الأب الراحل يوحنا جولاغ سنة 1991م وان الكتاب الذي بين يديه هو مكتوب بخط السيد سمير ميخا عيسى زوري ، أليس من حق أي قاريء ان يطالب النوفلي بإثباتات ليبين مصداقية كتابه هذا ؟، وهذا ما طلبه اولآ السيد مايكل سـيـﭙـي من السيد مسعود النوفلي ، حيث طلبه بنشر صورة غلاف الكتاب الذي يظهر عليه اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ ، كما وطالبه لكونه صاحب الموضوع أن يجيبه على التساؤلات والشكوك التي تحيط بموضوعه ، ( الرابط الأول ) ، ولكن بقي السيد مايكل ينتظر ونحن ننتظر من دون ان نحصل على صورة الغلاف التي عليها اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ بل تهرب النوفلي من تقديم أية اجابات للتساؤلات المطروحة كمن يلقي قنبلة ويهرب .

هل يمكن لأحد ان يثق بمصداقية كتاب يدعى بأنه منسوخ  عن كتاب منسوب لشخصية معروفة وهذا الكتاب المنسوخ لا يحمل اسم تلك الشخصية ولا توقيعه ولا هو بخط يده ، والأنكى ان المدعي لا يملك النسخة الأصلية المنقول عنها لإجراء المقارنة اللازمة لمعرفة مدى مصداقية الكتاب ، خاصة وان زمن تأليف هذا الكتاب ( سنة 1991م) والذي تم نسخه وتوزيعه فيما بعد يثير كثير من الشكوك لأنه يرافق بداية الهجمة الاشورية على الهوية القومية الكلدانية والأهم من كل ذلك ان السيد مسعود النوفلي نفسه بات معروفآ بأنه يستخدم مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، فما دامت غايته او همه الوحيد هوالطعن بالهوية القومية الكلدانية وتمجيد الاثورية او الاشورية  فلا بأس عنده ان يتبع أية وسيلة لتحقيق تلك الغاية حتى لو كانت عن طريق تحريف وتشويه آيات الكتاب المقدس او التغاضي عن تلك التي تعارض توجهاته او يتجاهل الأقوال والمواقف والاشارات التي لا تخدم غايته تلك ، فهل هناك من انسان سوي يثق بمصداقية هكذا كتاب مجهول الأصل ؟، خاصة ونحن في زمن الكومبيوتر والانترنيت ونستطيع بواسطة برامج خاصة عمل كل شيء مثل ان نركب رأس شخص محترم ومعروف على جسم عاري كما فعل السيد مسعود النوفلي عندما ألصَقَ اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ بكتاب مجهول الأصل و يدعي بأنه مترجم الى السريانية ولكن ظهر بأن بعض الكلمات المترجمة هي كوردية واخرى عربية  بالاضافة الى السريانية أي انه كتاب كوكتيل يحتاج الى شخص يعرف اللغات الثلاثة لكي يفهم معاني مفرداته أي انه يحتاج عمل عدة مترجمين آخرين .

محيلا شمعون بطريركا دكلدايي ، أي الضعيف شمعون بطريرك الكلدانيين ، هل هذه الجملة المتكونة من اربعة كلمات تحتاج الى مترجم او الذهاب الى عالم لغوي لكي نفهم معناها ، ومع ذلك يحيلنا السيد مسعود النوفلي الى رابط لمقالة لكاتب اسمه اوشانا مدعيآ بأنني سأجد فيها الجواب الشافي ، ولكن عندما انتهيت من قراءة تلك المقالة لم اجد أية اجابة بل ارتباك وخلط للمواضيع  لا اول له ولا آخر فمثلآ :-
1 –  في مقدمة مقاله ، لم يكن أمينآ في نقل كلمات الختم ، ففي الوقت التي هي مكتوبة ” محيلا شمعون بطريركا دكلدايي ” فهو كتبها بالصيغة الآتية ( الفقير أو الضعيف ( محيلا ) مار شمعون البطريرك الكلدي ) ، ومن الملاحظ ان السيد اوشانا قد عمد على تغيير صياغة عبارة ” بطريركا دكلدايي ” التي تعني ” بطريرك الكلدانيين ” أي ان الذين في معيته من اساقفة وكهنة وشمامسة وجميع افراد الشعب يتسمون بالكلدانيين ، فغيرها الى صيغة ” البطريرك الكلدي ” التي توحي بأن التسمية الكلدانية تشير الى الشخص البطريرك فقط من دون من هم في معيته من اساقفة وكهنة وشمامسة وافراد الشعب الآخرين ، بالاضافة ان تسمية الكلدان وردت في الختم بصيغة الجمع ” دكلدايي ” وليس بصيغة المفرد ” الكلدي ” كما كتبها كاتب المقال .
2-المقال الذي احالني الى قراءته  يتحدث عن قضايا لا علاقة لها بموضوع الختم مثل ، خطة الله الخلاصية وبشارة الملاك لمريم العذراء ، وقصة قيام دنخا شقيق البطريرك مار ايليا الثامن بقتل ابن اخيه وهروبه الى ايران واتصاله بالمبشرين الامريكان والانكليز والفرنسيين الذين قاموا برسامة ابنه ايشوعياب بطريركآ ، ثم يتطرق الى النهضة الصناعية في اوربا وعن الرأسمالية والامبريالية والاستعمارية ويتحول للكلام عن الانقسام الكنسي في اوربا وكيف حاولت الفاتيكان ان تسد الفراغ الذي احدثته تلك الانقسامات من خلال كسب مسيحيي الشرق عموما وكنيسة المشرق خصوصا ، ثم يعود الى قبرص ويقول تارة ان تسمية الكلديين بحسب تعبيره قد اخترعت في قبرص ثم يعود ويسميها بالكلد التي اطلقها البابا اوجين الرابع على مجموعة من النساطرة بقيادة المطران مار طيمثاوس ، وبعد الانتهاء من قراءة خطة الله الخلاصية والاطلاع على جريمة القتل والهروب الى ايران وبعد جولة في اوربا وقبرص والحروب الصليبية يعود بنا كاتب المقال الى اورمية حيث كتب النص التالي (  وبعد وصل مار شمعون دنخا الي اورمية وقبوله العروض الاجانب المبشريين فيها رسموه بطريقتهم بطريرك لكنيسة سموها بالكلد الكاثوليكية ، وكالمعتاد طلب منه القيام بصنع ختم كنسية له ولاعماله بوجه عام كبطريرك وهو الختم  الذي نبحث عنه ،) انتهى الاقتباس .

من الواجب ان اشكر السيد مسعود النوفلي لإحالتي الى هذا الرابط الذي إِعتقد  (هو ) ان فيه الاجابة الشافية عن اسرار الختم ،  حيث انها المرة الاولى التي اعرف ان الكنيسة الاشورية الحالية كانت تسمى في زمن البطاركة الشمعونيين بكنيسة (( الكلد الكاثوليكية )) بحسب كاتب المقال السيد اوشانا ، لأنني كنت اعتقد بأنها كانت تسمى بالكلدانية النسطورية وليست بالكاثوليكية ويا ليت لو السيد مسعود النوفلي ان يؤكد هذه المعلومة ، هل كانت كاثوليكية ام نسطورية ليزيل اي شك قد يدور في الذهن .

نعود ثانية ونغوص ما بين ثنايا وطيات كلمات المقال عسى ولعل ان نقف على اسرار الختم الرسمي المستخدم من قبل سلالة البطاركة الشمعونية حيث كتب عن استخدامات الختم وعن كلماته النص الآتي (( … قاموا بنقش الكلمات فيه لاجل هذه الكتابة يحررون الاموال لاغراض الطلب وتمويل مشاريع مار شمعون من طلب الارزاق له ولعائلته وعوائل الفقيرة  والمحتاجة لظروف طارئة وبناء المدارس والكنائس أو تقديم الخدمات المختلفة باسم الكنيسة المستحدثة الي اهالي المنطقة ، هذه هي قصة مختصرة لصنع هذا الختم .)) ، وفي موضع آخر ذكر بأن الختم استخدم لختم المخاطبات والرسائل المرسلة من او عن البطريرك مار شمعون بنيامين الى الروس ، وهنا نسأل كاتب المقال ، ماذا تريد اكثر من هذه الاستخدامات ؟، ورغم تلك الاستخدامات المهمة للختم في تمشية امر الكنيسة والشعب عاد كاتب المقال وتساءل عن اهمية الختم قائلآ (ولو سألنا سائل أيا كان عن اهمية ودور هذا الختم في مثل هذه الظروف ” السابقة ولاحقة” ) ، فيأتي جوابه وكأنه نسي ما كتبه قبل سطر واحد فقط  عن استخدامات الختم فيقول  ((  والجواب عليه بانه ليس لهذا الختم اي دور ولا اهمية ولا حتى معنى لذكره ” لان كل الامور فيها هي متعلقة بالكنائس ولا علاقة لها بالقضايا القومية على الاطلاق لان القضايا القومية تتعلق يالسياسة والاحزاب والصراع الطبقي الاجتماعي والانجازات المرحلية خارج الكنيسة ”   ))، والأسئلة التي نطرحها على كاتب المقال هي ، منذ بداية رسامة البطريرك مار شمعون التاسع دنخا سنة 1662 م ، هل كان في تلك السنة ومئات السنوات التي تلتها في اورميا شيء اسمه الاحزاب الاشورية والقضايا القومية والسياسية خارج سلطة الكنيسة ؟ ألم يكن البطريرك هو الزعيم الديني والقبلي للنساطرة الذين يتزعمهم ؟، هل تعلم ان احد الشروط التي وضعتها الحكومة العراقية لتفادي ضرب الاثوريين عام 1933م كان تخلي البطريرك مار ايشاي شمعون عن سلطته الدنيوية التي هي الامور السياسية والقومية وحصر مهامه فقط بالأمور الكنسية والدينية ، فكيف تقول ان كل الامور التي استخدم فيها الختم كانت تتعلق بالكنائس ولا علاقة لها بالقضايا القومية ؟!،  إن كنت صادقآ ، اين هو الختم الذي كان يستخدم في الشأن القومي او السياسي في ذلك الزمن ؟.

يقول كاتب المقال (وهكذا كما بقيت الوراثة البطريركية في هذا البيت والي انتهائها بقى هذا الختم ينتقل بين البطاركة الي يوم وفاة اخرهم سنة 1975  م .) ، علمآ ان سلسلة البطاركة الشمعونيين توارثوا الكرسي البطريركي لمدة تقدر بمئات السنين ، فهل طيلة هذه الفترة كانوا المبشرين مسلطين او متسلطين على رقابهم ولم يدعوهم ان يتحرروا من التسمية الكلدانية ومن كلمات ذلك الختم الذي يدعوهم كلدانيين ؟ .

اين الاجابة الشافية في تلك المقالة يا سيد مسعود النوفلي ؟.
ولكن اليك الاجابة الشافية لسبب كتابة تسمية الكلدان على الختم المذكور والتي قالها  صراحة الأركذياقون  د . خوشابا كور في معرض رده على كتاب ” اشوريون أم كلدان ” لمؤلفه نيافة الأسقف مار عمانوئيل يوسف ، ولاحظ كيف يذكر الوقائع بمصداقية من دون مجانبة الحق ،  ولاحظ الوثيقة المصدقة بالختم المذكور ، حيث جاء ضمن ما كتبه عن الختم النص الآتي ( … واللغز وراء هذه الأختام يا سيادة الأسقف الجليل هو أن البطاركة والأساقفة اللذين أستخدموها كانوا  [كلداناً] لذلك كانت أختامهم تظهر فيها كلمة [الكلدان]، … ) انتهى الأقتباس والكلام لا يحتاج الى اية اضافة او تعليق ،( للمزيد في الرابط الثاني ) .

أما عن طريقة تحليلك لصلاة الرمش اقول ، انه تحليل سطحي وبعيد عن المنطق ومخالف لواقع التاريخ المسيحي في العراق ، فمثلآ تقول في :-
1-  ( الصلاة لا تذكر شهداء الكلدان وإنما “المؤمنين ” كما نلاحظ في الترجمة. . لأن المؤمنين آنذاك كانوا من مختلف الأجناس والأعراق كما يذكر التاريخ .) . انتهى الاقتباس
مرة اخرى يلجأ السيد مسعود النوفلي الى الكلام المبهم ، فكيف عرف ان كلمة ” المؤمنين ” لا تشمل الكلدان ايضآ ، يقول لأن التاريخ يذكر مختلف الأجناس والأعراق ، أليس من المفروض به عدم اضافة مثل هذه المعلومة التي اصبحت محور نقاش وجدال لأسابيع خلت إلا بعد توثيقها ، أي ان يضع المصدر التاريخي بجانب المعلومة ؟، فكيف نصل الى الحقيقة إذا هو وضع معلومات من غير دليل وانا باستطاعتي ان اقول العكس وكل واحد يتشبث برأيه ، فما فائدة القاريء من كل هذا ؟. لذلك اقول للسيد النوفلي إذا لم تذكر المصدر الذي يصنف هوية الأجناس والأعراق الذين كانوا ضمن ” المؤمنين ” المذكورين كما تدعي ، يكون كلامك هذا مجرد ادعاء باطل .
2- في النقطة الثانية من تحليله كتب يقول (الكلدان الواقفون تعجبوا وقالو” عظيم هو إله المؤمنين ” ، لماذا لم يقولوا إلهنا إذا كانوا فعلاً مؤمنين بالله؟ ، بعبارة اخرى أن إله المؤمنين يختلف عن إلههُم ولهذا تُبرهن لنا الصلاة بأنهم أي الواقفين كانوا وثنيين فعلاً .) انتهى الاقتباس
ان التعبير الذي اقرأه في هذه الصلاة لم أجده غريبآ ، بل هو ينطبق تمامآ للتعابير التي نستخدمها كثيرآ بحسب مفهومنا الشرقي ، فمثلآ كم من المرات قلنا أو مرّت علينا عبارة “ربك او ربهم قادر على كل شيء … او قادر ان يخلصهم “، فهل هذا يعني ان إله الذي قال هذه العبارة يختلف عن إله المخاطبين أو انه وثني وبدون إله لأنه لم يقل ربنا بل قال ربك او ربهم !!! ، وكم من المرات يستخدم العراقيين عبارة ” اللكم الله ” أي لكم الله ، فهل هذا يعني ان المخاطبين لهم الله بينما لا إله لقائلها او إلهه يختلف عن إلههم ؟!!! واستطيع ان آت بعشرات الأمثلة والتعابير المشابهة لتلك المستخدمة في تلك الصلاة .
ثم جميعنا نعلم ان بوادر الاضطهاد الأربعيني بدأت سنة 339 واستمرت لمدة اربعون عامآ ، فهل من المنطق والمعقول ان يكونوا  الكلدانيون الى هذا الزمن وثنيون ولم تصلهم البشارة المسيحية ، لأن السيد مسعود النوفلي لم  يخص قسم من الكلدانيين وحسبهم على الوثنية وإنما يكتب بالمطلق أي جميع الكلدانيين ، فكيف مرّ مار توما الرسول وتلميذيه مار ماري ومار أدي بتلك البلاد ولم يستطيعوا ان يقنعوا الكلدانيين للدخول في المسيحية علمآ بأن الكلدانيين كانوا يشكلون الأغلبية بين الشعوب التي كانت تسكن البلاد ” العراق الحالي ” ؟!.
3- في النقطة 3 يقول (هل يوجد اختلاف بين ترجمتي وترجمة المطران ؟ الجواب كلا .
وانا اعود وأقول نعم يوجد اختلاف كبير ، اما عدم ملاحظتك للفرق الشاسع بين ترجمتك وترجمة الأب الفاضل سرهد جمو فهذا لا يغير من الحقيقة شيء ومع ذلك سأعيد طرح الترجمتين ونتركها للقاريء الكريم ان يحكم ، في ترجمة نيافة المطران سرهد جمو وردت ترجمة تلك العبارة بالشكل الآتي ، (عظيمٌ إله المؤمنين، فهو يخلصهم وإن هو لا يُرى ) ، أما السيد مسعود النوفلي فقد ترجمها بالصيغة التالية ، (عظيم هو إله المؤمنين الذي لا يراهُمْ ويُخَلِّصَهُمْ ” ) ، هل الفعل “يُرى ” بالياء المضمومة يعطي نفس المعنى للفعل ” يَرى ” بالياء المفتوحة ، أليس في الأولى ” هو لا يُرى ” أي الله لا يمكن رؤيته  من قبل المؤمنين ، بينما في الثانية ” الذي لا يراهم ” أي الله لا يستطيع ان يرى المؤمنين ؟، الفرق كبير ، لذلك كتبت في مقالتي السابقة ” أي عظمة لإله لا يمكنه رؤية المؤمنين به ؟.

1 رابط مقال السيد مايكل سـيـﭙـي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,434684.0.html

2 رابط رد الأركذياقون د. خوشابا كور 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,252655.0.html

منصور توما ياقو
23 Aug 2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *