اماننا ملاذنا الآمن ج3/ بقلم : عادل فرج القس يونان

إذن لولا الحياة الشعرية التي نحياها أحيانا لأسود في نظرنا وجه الحياة الحسية وصار مذاقها مرا” في أفواهنا حتى ما تنعم حي بنعمة العيش (ولا يكره ميت طلعة الموت —-!!!)لذلك نرى كل حي يهرب من الحياة الحسية كل الهرب لاجئا إلى الحياة الشعرية من اى باب من أبوابها—— لأنه يرى في هذا ما لا يراه في تلك مما يريح فؤاده لإبل وبثلج صدره ويبعد عن نفسه الكآبة والضجر — يقولون (أشقى الناس في هذه الحياة هم العقلاء —!! ويقولون أيضا ما لذ العيش إلا للمجانين–!!) أتدرون لماذا — ؟ لان نصيب العقلاء من الحياة الشعرية اضعف من نصيب المجانين لان عقل العاقل يحول أو يمنع بينه وبين استمرار الطيران في فضاء الخيالات الذهبية فلا يرى سوى ما بين يديه من الحقائق الملموسة ولا يسمح له علمه بأحوال الدنيا وشؤونها لإبل ومعرفته حق المعرفة إن المصائب —-والآلام لازم من لوازم الدنيا التي لتفارقها فلا يطلب سعة العيش من وراء الأمل (كبقية المؤملين ) —–!! وأيضا لولا الحياة الشعرية —-!!!!! ما وجد في الناس (كثير من المولعين بتخدير أعصابهم كشارب الخمر —ومدخني —الخ )وهى وان كانت بنظرهم (حياة سعيدة) بخللها بؤس وشقاء إلا أنها خير عندهم من حياة بؤس لتتخللها سعادة وكذلك لولا الحياة الشعرية لما وجد الناس هذا الكم الهائل من (الشعراء المتخيلين والعابدين المتعبدين )حيث ليجد السكير لذة العيش وهنائه إلا إذا أسلم نفسه إلى كأس الشراب فينقله من هذا العالم البسيط المحدود إلى عالم واسع النطاق شاسع الأطراف —- يرى فيه كل ما تشتهى نفسه إن تراه وأن كان (فقيرا معدما )ليملك فلسا واحدا توهم انه جالس على عرش الملك والصولجان في يمينه طبعا والتاج فوق رأسه وأعتقد إن عبيد الله —-جميعا عبيده وحماة المملكة بأسرهم جنوده (حتى ذلك الشرطي )الذي يسحبه على وجهه إلى غرفة السجن ليقضى فيها ليلته وخلاصة القول :فأن عينه لتقع على ما تحزنه وإذنه لتسمع ما يغضبه وحتى انه يرى الجمال الباهر في وجه (العجوز الشمطاء ) ويسمع في صوت الرعد العاصف الحان الغناء والموسيقى —-كما ليشعر (المتعبد )بنعيم الحياة إلا إذا خيم الليل ودخل معبده وخلا بنفسه تخيل إن له أجنحة من النور كأجنحة الملائكة يطير بها في جو السماء فيرى الجنة والنار والعرش والكرسي ويسمع صرير القلم في اللوح ويقرأ في أم الكتاب حديث ما كان وما يكون —–ولا يستفيق (الشاعر)من هموم الحياة ومصائبها وأحزانها إلا إذا جلس إلى منضدته فطار به خياله بين مسارح الأفلاك ومسابح الأسماك وبين الإزهار والأنوار —وأخيرا ليس الأمل إلا(بابا من أبواب الحياة الشعرية )ولا يوجد بين قلوب البشر قلبا ليخفق بألا مال والامانى العظام فألا مل هو الحياة الشعرية العامة التي يعيش في ظلها الناس جميعا أذكياء وأغبياء فهماء وبلداء والأمل هو السد المنيع الذي يقف في وجه اليأس ويعترض سبيله إن تسرب إلى القلوب ولو تسرب إليها لضاقت بالناس هذه الحياة وثقل عبؤها على عواتقهم فطلبوا الخلاص منها ولو إلى الموت لأنه بالتأكيد حقيقة الحياة لن يتغير منها شيء وبالوصف البسيط والقليل جدا الذي وصفناه  سلفا – ولولا الحياة الشعرية التي يحباها الناس أحيانا في هذه الكلمات التي يكتبونها لأصيبت زهدا في هذه الحياة الحسية إن تطلع الشمس من مغربها إيذانا بقضاء العالم وفنائه وتمنت حياة الانتقال من حال إلى حال حتى لو انتقلوا الى رحمة الله سبحانه وتعالى —-!!وفى الختام سيبقى سؤالي يفرض نفسه هل إن الحياة الشعرية ســــتكـــــون مــــلاذنـــــــا     ألأمــــــــــن!!!!!؟؟؟
وقبل الختام بودي إن تعرفوا دعائي —
***(الهي يا الهي أعطني راحة البال في حياتي وأخذ مني الجنة ***أمــا  كيف أفكر في حياتي —
في حديثي في ج1 من مقالنا هذا ذكرت (طالما قدر لي إن أكون في هذا البحر رغم صغر حجمي وخفة وزني والذي قد ليساوي أصغر جزء من أجزاء قطرة ماء واحدة من هذا البحر لكن بالنتيجة أعتبر إنا جزء من هذا البحر فيكون لي رأي ووجهة نظر (أنا أفكر أنا موجود ) عليه فأقول هنا بخصوص الحياة التي نحن بصدد التعبير عنها وفق إدراكنا وتفكيرنا :-

هناك حقيقة لابد منها ومن دون إي جدال (وهو الله سبحانه وتعالى خالق الكون وما فيه وما عليه والإنسان في وجوده يبحث عن هذه الحقيقة وبشكل ينبثق من أساس تكوينه المادي والروحي فرجال الدين ودعاته يبحثون عن الحقيقة بأساليب روحية غير مادية وبقية الناس يبحثون عن نفس تلك الحقيقة بأساليب مادية —-!!!الحاصل هو إن بحث رجال الدين بأسلوبهم الروحي يشكل هالة أو غلاف  تحيط بلاخرين من  الباحثين بلاساليب المادية لكنهم يحاولون الاختراق والخروج من هذا الغلاف  كما تفعل الشرنقة بغية الوصول في بحثهم  إلى نفس الحقيقة وقد يصلون —-!!! 
وفي الختام نقول :- شكرا للجميع  مع قبول اعتذاري مقدما 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *