الى دعاة الوحدة الكاذبة

إن بعض أبناء الكلدان الجاحدين لقوميتهم الكلدانية ليدوروا في فلك دُعاة الآشورية المزيفة منخدعين بتلفيقاتهم وأكاذيبهم المعلقة على شمّاعة الوحدة في الوقت الذي هم أبعد ما يكون عن الوحدة متخذينها كشعارللخداع ليس إلا. وهذا دليل على غباء هؤلاء المُرتزقة اللاهثين وراء استجداء شُذاذ الآفاق راضين بالفُتاة الساقط من موائدهم، وفي هذه الحال باتوا السبب الأساس في تقوية دعاة الآشورية المزيفين وتثبيتهم على أرض الواقع، فلو غاب عن هؤلاء الأدعياء هذا الدعم لكانوا الآنَ في خبر كانَ! والمؤسف أن غالبية هؤلاء الجاحدين هم أبناء نكرة لعائلات القوشية محترمة متفانية لقوميتها الكلدانية ولا تعترف بالأهواء الخيالية، ولوعلمت بشذوذ بعض أبنائها هؤلاء الضالين قومياً ودينياً ومحتِداً للعنتهم لعنة أبدية!

لو كان لدى هؤلاء الكلدان قليلٌ من الكرامة ومن الشعور بالقـومية والإيمان الحقيقي بالوحدة الصادقة، لأكـتشفوا الزغـل في أقوال البطريرك النسطوري مار دنحا الرابع المُرتد العاشر عن خط الشهيد مار يوحنان سولاقا الكلداني الكاثوليكي ، عندما يقوم بانتهاز كُلِّ فرصة أو مناسبة لإلغاء الكلدان، فعلى أيِّ أساس يُمكن للكلدان حتى التفكير بالوحدة مع هذا الإنسان وأتباعه الجهلاء؟ إذا كان رئيس الكنيسة النسطورية بهذا المستوى المخزي من التعصُّب القبلي، فماذا ينتظر الكلدان من يونادم كنا وسركيس أغاجان المُعاديَين للكلدان والمسيحيَين بالإسم فقط وهما زعيما أسوأ تنظيمَين شوفينيَين، لا همَّ لهما سوى إلغاء الكلدان وإبعادهم عن الساحة السياسية العراقية بهدف سلب حقوقهم وتهديد مصيرهم، مستقوين بالقوى المتنفذة حالياً في العراق، العربية والكردية، مؤكدين لهم الولاء لأجنداتهم السياسية!

كيف يدخل الكلدان في وحدة مع الوثنيين المُلحدين، حيث نقل لي أحد المشتركين في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في مركز الإنتخابات بشيكاغو، بأن أحد الآشوريين النساطرة نطق بكلام مسيءٍ الى المسيح الرب قائلاً “انتم الكلدان تـتبعون ذلك الحافي القادم من الناصرة” إشارة الى السيد المسيح له المجد! وعندما تعرَّضت الكنائس الكلدانية وراح ضحيتها الكلدان الأبرياء، إستنكف البطريرك النسطوري أن يُرسل تعازيه الى البطريرك عمانوئيل دلي، وإنما أرسلها الى المطران لويس ساكو متجاوزاً بذلك العُرف والتقليد! ولكن لماذا المطران ساكو بالذات؟ أعتقد أن الجواب يعرفه المطران ساكو نفسه، أما أنا فأفسِّره سعياً لإثارة الإنشقاق بين رعاة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية! أمع هؤلاء الكافرين أيها المتأشورون تُطالبون الكلدان الشرفاء بالوحدة؟ إن زارعي الفتنة بين الفئات المسيحية العراقية هي أطراف ثلاثة:

1 – رئيس الكنيسة النسطورية في شيكاغو المتزمت مار دنحا حنانيا الرابع.

2 – الأحزاب الشوفينية للنساطرة الآشوريين المزيفين.

3 –المنظمات المدنية للنساطرة الآشوريين المُزيفين. أما بقية الشعب النسطوري فمَغـلوبٌ على أمره، لا يُمكنه التعبير عن رأيه بحرية، وقد لُقِّـن أن يكون تابعاً لأهداف هذه الأطراف الثلاثة.

إنني لأعجب من المنطق الأهوج لهؤلاء العملاء المتأشورين، يلومون أبناء امتهم الكلدانية وينعتونهم بالإنفصاليين، لمُجرَّد اعتزازهم بقـوميتهم الكلدانية، بينما لا يُحركون ساكناً تجاه نهـج أسيادهم الإنعزالي العنصري التعصبي المقـيت وتـشبثهم الجـنوني بالتسمية الوثنية التي أنعم عليهم بها المُستعمر الإنكليزي الغاشم . لماذا يتسترون على الخُدعة الإنكليزية التي تَـمَّ تَمريرُها على شعبنا الكلداني النسطوري مُستغـلين تخلّـُفه وجهلَـه القبلي والعائش في عَرينه الجبلي بمنطقة هيكاري التابعة لتركيا عيش بشر القرون الوسطى؟ هل هوالجهل أم التجاهل؟ لماذا الإصرار على نُكران الحقيقة التي قد أثبتها المؤرخون والكتاب ويعترف بها صانعوها الإنكليز بالذات؟ ألم يدفـع الإنكليز هذا الشعب البسيط للدخول في أتون الحرب الى جانبهم، فخسر نصف عددِه ما عدا أمواله وممتلكاته؟ ولكي لا يُقضى عليه بالكامل، لم يجـد الإنكليز حلاً لإنقـاذ البقية الـناجية منه غير جلبِه الى العراق الواقـع تحت سيطرتهم الإستعمارية، وأوهموا العراقيين بأن مَن أتوا بهم الى العراق هم لاجيئون وقتيون الى حين ايجاد حلٍّ لمشكلتهم مع الدولة التركية من أجل إعادتهم الى محل سكناهم، ولما اصطدم مسعى الإنكليز برفض تُركي قاطع حول عودة هؤلاء الكلدان النساطرة الى ديارهم حيث اعتبروا تعاونهم مع أعدائهم أثناء الحرب ضِدَّ بلدهم تركيا هو خيانة عظمى.

عـندها طلب هؤلاء اللاجئون النساطرة الكلدان من الإنكليز العمل على بقائهم في العراق.

فـتوزعوا في عـدة مناطـق منه، فانبرى إخوتهم الكلدان الكاثوليك الى مساعدتهم والترحيب ببقائهم وبكامل حسن النية آملين أن يعودوا الى رشدهم وينبذوا الضلال النسطوري ويدخلوا الى حظيرة امتهم الكلدانية، بعد كُلِّ ما قاسوه نتيجة الخداع الإنكليزي لهم. ولم يعلم الكلدان أن هؤلاء كانوا سيِّئي النية ويحملون حقداً مذهبياً دفيناً ضِدَّهم، ناوين على ايقاع أشدَّ الأذى بهم، والعمل بكُل قوة بما عَلَّمهم الإنكليز من أساليب الخبث والخيانة والتآمر لإستخدامها ضِدَّ الكلدان الكاثوليك مذهبياً، وما زاد من شَرِّهم ضِـدَّ الكلدان هو تورطُهم بنبذ قـوميتهم الكلدانية رضوخاً لرغبة المخادعـين الإنكليز وتبنيهم التسمية الآشورية الوثـنية التي أعادتهم الى التاريخ السحيق الذي فـيه قضى الكلدان على الدولة الآشورية كياناً ووجوداً، فـتـذكَّروا المأساة الفـريدة في التاريخ القـديم التي حلَّت بالآشوريين القـدماء الذين انتحلوا إسمهم زوراً وبُهـتاناً، ولشدة كُرههم للكلدان أنكروا عليهم قضاءَهم على الآشوريين، ونسبوه الى الميديين، ولغبائهم المُفرط لم يفطنوا أن هذا النكران هو مفخرة للكلدان وتبريئتهم من سفك دماء الآشوريين، ومع ذلك هم الذين هيمنوا على بلاد ما بين النهرين ومجمل بلدان الشرق الأوسط!
الى هؤلاء ينتمي تنظيم زوعا الشوفيني، أيها المتأشورون الكلدان! أليس إذاً في هذه الحالة الكُرهُ لأمتكم الكلدانية هوالذي دفعكم للإنخراط في تنظيم زوعا الإجرامي؟ أم أن امتكم هي الآشورية المنبوذة المنقرضة ولها تكُـنون المحبة المشوبة بالرياء والخنوع! تدَّعون المعرفة بالتاريخ وأنا أقول أجل، فإنكم تتباهون بالتاريخ المزورمن قبل أسيادكم البارعين بالتزوير ويُغـيضُكم التاريخ الحقيقي لأنه يجلب المرارة لأصحاب النفوس البائسة اليائسة. أستحلفكم بضمايركم هذا إذا كان لديكم ضماير: مَن بدأ المهاترات القائمة اليوم بين الشعب المسيحي العراقي؟ أليس زوعا الشوفيني والشلة الحاقدة المنتمية إليه؟ مَن زرع الحقد والكراهية بين صفوف هذا الشعب؟ أليس زوعا وكوادره المتعصبة الجاهلة؟ مَن سعى الى عدم إدراج القومية الكلدانية في الدستورالعراقي أيام بول برامرالحاكم الأمريكي الغبي؟ أليس الثعلب الماكر زعيم زوعا سيدكم يونادم كنا؟ مَن الذي أنكر الوجود الكلداني أليس يونادم كنا والبطريرك النسطوري دنحا حنانيا الرابع؟

ثارت ثائرة المتأشورين وأنكروا على أسيادهم محاولاتهم التآمرية التي أدَّت الى تهميش الكلدان، والتهميش الذي تعرَّض له الكلدان واقع ملموس، إلا أن المتأشورين يعـتبرونه تهمة، وهذا يدحضه واقع الحال. أليست استماتة المتأشورين في سرقة أصوات الناخبين الكلدان بوسائل ملتوية دنيئة هي نوع من أنواع تهميش الكلدان؟ وقد تحـدَّثت شخصياً مع بعض العـوائل الكلدانية أثناء الإنتخابات الأخيرة، هل أنتم كلدان؟ قالوا نعم. مَن ستنتخبون؟ بعضهم قالوا قائمة يونادم كنا وبعضهم قائمة أغاجان! لأنهم لا يعرفون حتى إسمَي القائمتين <الرافدين والمجلس الشعبي> ولكن القائمتين ليستا كلدانيتين وأنتم كلدان، فلماذا لا تنتخبون القائمتين الكلدانيتين: لأن قائمتي الآشوريين تقدمان لأهلنا بطانيات وصوبات ومواد غذائية وأدوية. أما القوائم الكلدانية فـليس من ورائها شيء! إذاً ماذا عن شعوركم القومي؟ الزمن هو زمن المادة والشعـور يأتي بالمؤخـرة، وفوق كُلِّ هذا وذاك قالوا لنا “كُلُّنا مسيحيون وليس فرق بيننا”.

أليس ما تقـدم نوع من السرقة والإبتزاز هدفهما يؤدي الى تهميش الكلدان أيها المتأشورون؟

الفكر الكلداني التحرُّري المستقل يعتبره المتأشورون فكراً انفصالياً، يا لبؤسهم، أليست صفة الإنفصال تنطبق عليهم بالذات لإنفصالهم عن امتهم الكدانية وتحولهم الى التسمية الوثنية المشؤومة! الكلدان يستنكـفـون النشر في المواقع النسطـورية المعادية ويزدرونها، وأنا أولهم الذي يتقزَّز من المستوى الواطيء لكتابها لغةً وصياغةً وفكراً! لكنهم يعتبون على أصحاب المواقع الكلدانية الذين سقطوا في حبائل المتأشورين وابتعدوا عن خط امتهم الكلدانية المستقيم، ونأسف لضعفهم ونقول لهم جَربوا حظكم مع أعداء امتكم لعلكم تُفلحون!إننا نعرف كيف تلعبون على مختلف الحبال أيها المتأشورون فاقدوالضمائر معدومو الكرامة، كما نعرف أهداف أسيادكم الشريرة في تفتق أذهانهم المريضة عن تسميات هجينة مخترعة لا وزن ولا قيمة لها، وبذلك جعلوا من الشعب المسيحي أضحوكة أمام المكونات العراقية وأمام العالم، حتى قال بعضهم بشيءٍ من الشماتة والإستهزاء “حَيَّرتونا ولا ندري بماذا نسميكم” اليست تسمياتُنا التاريخية نابعة من صميم تُراثنا! لماذا التلاعب بها، إن التسمية الكلدانية هي جوهرة الكلدان النادرة لا يرضون عنها بديلاً! ومهما حاول أسيادكم المساس بها لن يسعهم النيل منها، لذلك عليهم الإتعاظ وتجنب الخزي.

لماذا يُصر المتأشورون على عدم الإقرار بمعطيات التاريخ، هل هم جهلاء الى هذه الدرجة؟ أيها المتأشورون يُفيد التاريخ بأن الآشوريين القدماء قد طالهم الفناء على أيدي الكلدان وحلفائهم الميديين ما بين عامَي 612 – 609 ق.م وباتوا من الشعوب المنقرضة أسوة بالسومريين والأكديين والعموريين والحثيين والميتانيين، وقد مَرَّ على انقراضهم أكثر من ستة وعشرين قرناً، ودعاة الآشورية المعاصرون هم آشوريون مزيفون لأنهم بلأصل هم كلدان نساطرة إنعزلوا عن إخوتهم أبناء الكنيسة الكلدانية النسطورية في منتصف القرن السادس عشر إثر استعادتهم لمذهب آبائهم وأجدادهم الكاثوليكي، وانزووا في منطقة هيكاري الجبلية. جاء بهم الإنكليز الى العراق كلاجئين، فلماذا لا تُريدون أن تـفهموا؟ وعَن أية وحدةٍ قومية تبحثون، وقوميتكم الكلدانية حاضرة؟ ثوبوا الى رشدكم أيها المغفلون!!!

الشماس د. كوركيس مردو

You may also like...