الوعي والذكاء ومفهوم المواطنة والأداء

كمْ الوطن عزيز على قلوب الشرفاء – فولتير –

سُئِلَ حكيم ..ما الحكمة ؟ قال..أن تميز بين الذي تعرفه والذي تجهله .كما قال –سقراط – ينبغي في العمل أتباع العقل الحكيم .وقد أختلف العلماء قديماً وحديثاً عن تحديد وقياس الثلاث, الحكمة والذكاء والوطنية , فعرفوا الذكاء, القدرة على الأبداع,وسرعة أنتقال الذهن بين المعلومات,والقدرة على أدراك الأمور المشتركة بين الأشياء المختلفة, وكثرة المعلومات وسعة الأطلاع والمعرفة , والذكاء……. الأنتباه وسرعة البديهية وأستشعار الأشياء بدقة …… وغيرها من التعريفات .! وصنف النحوي- الخليل بن أحمد الفراهيدي- الرجال حسب القابليات الى أربعة.!

– رجل يدري .. ويدري أنه يدري , فذاك عالم فأسألوه –

 ورجل يدري .. ولايدري أنه يدري, فذاك ناسٍ فذكروه –

 ورجل لايدري ..ويدري أنه لايدري ,فذاك مسترشد فأرشدوه –

ورجل لايدري ولايدري ..أنه لايدري ,فذاك جاهل فأرفضوه –

وكذا يسري هذا التقييم على النساء ,فالرجال والنساء ..يملكون عقلاً يفكرون فيه. قال تعالى – ولاتتمنوا مافضَّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما أكتسبوا, وللنساء نصيب مما أكتسبن – النساء 32                             والعقل نعمةُ النِعَم لمن يُحسن أستخدامه.! وقدعرفت البشرية العديد من العباقرة وأؤلى الألباب, منهم أنشتاين وغوته و دافنشي و أديسون والخوارزمي و الكوفي, لكن محمداً- صلى الله عليه وآله وسلم – أستوفى كل شمائل الوسامة والمحبة  والعطف على الناس, فكان على من مايختاره واصفوه ومحبوه, وكان نعم المسمى – بالمختار- كما ذكرالعقاد – وأنه أكثر من ترك الأثر, وغير في البشر ,وما تركه هو ملهم الحياة الى الخير, ولم يأتي بعده من أثرى الحياة بمثل ماأثرى.! ولم يغير مثلما غيرأحد ,فأستحق أن يكون أسم – الرسول الكريم – على رأس قائمة المائة العظام في العالم ,الذين غيروا التاريخ وأثروا الحياة . جَسَّدَ العدالة الأنسانية في أعطاء كل ذي حق حقة, ونعني عدم التمييز ومنح الحريات والحقوق والمساواة, هذه أهم ركيزة أنسانية ومبدأ أساس المواطنة !   جاء في – صحاح الجوهري – أن الوطن محل الأنسان – وأتسع المعنى الى الأنتماء لتراثه التأريخي وعاداته ولغته! وقالوا حب الوطن من الأيمان , وطني لو شغلت بالخلد عنه – نازعتني اليه في الخلد نفسي – كما قال الشاعرأحمدشوقي – صفة المواطنة أشارت لها نصوص الحضارات القديمة أيضاً في مسائل منظمة ومقننة تشير الى ممارسة الحقوق وتلبية الواجبات .! وكان لايستحق صفة المواطنة اِلا الممتازون والمؤهلون.!! وعلى مر العصور قُضِيَّ على التمييز المواطني والأقصاء بأتباع منطق الأندماج والتواصل والعمل المشترك والوعي الوطني والدفاع عن المصالح الجماعية لنيل أستحقاق صفة المواطنة الكاملة .!   فالمواطنة الحقة .. مجموعة القيم النبيلة المغروسة في النفس والوجدان المشتركه بين المواطن والمجتمع والدولة,مع الأعتزاز بالأنتماء الى تأريخه وتراثه وروابط اللغة والقيم والعادات, تُنَظم العلاقة وفق عقد قانوني أجتماعي- دستور- أو قوانين لحفظ حقوق وحريات ومصالح الفرد والمجتمع . وتنشئة المواطن على الأعمال الهادفة فكرية , وجدانية ,دينية ,أخلاقية, وطنية, للنهوض بالمجتمع والولاء للوطن والأنتماء له, وهذا المبدأ الأساسي لأي نظام ديمقراطي.ويتميز الحكم وفق النظام الديمقراطي – لكل أنسان حقوق ثابتة لاتتغير- كما نص الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الصادر من هيئة الأمم المتحدة 1948- مادة 1- جميع الناس يولدون أحراراً متساويين في الكرامة والحقوق- وفي المادة 7- قرر الأعلان المساواة أمام القانون وحق الأنسان في التمتع بحمايته على وجه التكافؤ دون تفرقة وكذلك حقهم في الحماية من أي تمييز يخل بالأعلان العالمي .

لابد من أنسجام هذه الثلاثية الجميلة المواطن-المجتمع-الوطن- ضمن سياق واعي مشترك من المبادئ والقيم والسلوك والعادات, فالمواطن هو من يحيي هذه الأرض, والوطن هو صاحب المكان , والمجتمع هو صانع الأوطان, المواطن الصالح له حقوق وعليه واجبات الأخلاص والولاء والدفاع عن الوطن والأمة والسعي لمصالحها وأسعاد شعبها وأطاعة قوانينها وأعلاء قيم الحق والقدوة الحسنة,لايميزبينهم اللون أو العرق أو الدين.! و مبدأ المساواة محترم لدى كل الأديان السماوية, وفي حديث الرسول الكريم محمد تتجلى المساواة الأنسانية  والمواطنة الحقة …

– والله لوأن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها, أنما أهلك من كان قبلكم,أنهم كانوا أذا سرق فيهم الشريف- صاحب الجاه والثروه- تركوه, وأذا سرق فيهم الوضيع- الفقيرالضعيف- أقاموا عليه الحد.؟

  – فأتقوا الله ماأستطعتم – التغابن19 ؟

متى يبلغ الوعي الوطني والحكمة والذكاء الفكري الى تجسيد القول المأثور- لاتسل عمايمكن لبلادك أن تقدم لك, بل عما يمكنك أن تقدم لبلادك – كما قال جون كندي-

 

  النرويج-sadikalsafy@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *