الوحدة المنشودة لشعبنا في الميزان (2)

تطرقنا في حلقتنا الماضية ، حول الوحدة وسبلها وما لها وما عليها ، وما يحيط بها من ظروف موضوعية وقدرات ذاتية ، بالتأكيد الجميع مع الوحدة والتوحيد والاتحاد وهلم جرا ، بالامنيات والتمنيات فقط ، اما حقيقة الامر شيء آخر .
الانانية الفردية والمصالح الخاصة والتحزب البارز للمصالح بعيدا عن المصالح العليا للوطن والشعب، والمواقع الحالمة بنظرة احادية الجانبب، كلها تجري في اتجاهات مختلفة ومتباينة ، عن المصالح العامة لعموم المجتمع ، غير متفقين ومقتنعين أطلاقا ، ان مصالحهم الذاتية تكمن وتحقق لهم مآربهم الفردية ضمن مصلحة المجموع .
ورثنا واقع عقيم ومتخلف ، بسبب دكتاتوريات وحكومات متعاقبة استبدادية فاشية ، ذات ثقافة احادية الجانب بخصوصياتها الفردية ، مبنية على الاثنية والوجاهية والعشائرية والقومية واللون (الاسود والابيض) وهذا لك وهذا لي ، بعيدا عن المصالح المشتركة ، والمصير الواحد وتوأمة الحياة ذكرا وانثى ، والاهم على المهم ، ومفردات وثنائيان وجمعيات ، بحسب المشتهى للمصالح الذاتية الانانية الفردية ، بمنطلق بائد قاتل للنفس البشرية ، دون وازع ديني ولا ضميري متحسس ، (ليعيش هو ويموت الجميع).
من يريد الوحدة والتوحيد ، عليه بالاعتراف الكامل بالآخرين ، دون الأملاء عليهم او الانتقاص منهم ، على الجميع الحوار البناء والحوار الدائم ومن ثم مزيد من الحوار والاقناع بنوايا صادقة ومكشوفة ، (من دون لف ولا دوران )، ضمن حلقات دائرية لا يمكن للجميع أختراقها ، كما لا يمكننا بقاء الحلقة تدور وتدور ومن ثم تدور ، من دون حساب دورانها ، وما هو الفعل المعني من الدوران ؟ ومتى وكيف ولماذا؟؟؟
 جميع الاسئلة مشروعة وواردة وواقعية ، علينا اختصار الزمن وقلع الوهن بالتدبير والعمل ، لخلق ظروف موضوعية واقعية ، نلتقي على قواسم مشتركة تخدم شعبنا ، بعيدا عن الاملاءات لأحدنا الآخر ، من دون نتيجة ولا فعل مؤثر ، وهذا مؤلم حقا يتحمله الجميع  بلا استثناء ، علينا جمع قوتنا رغم تفرقها ، ولحمتها رغم تمزقها ، وبنائها رغم دمارها ، علينا ان نكون مع العام المنتج الناتج ، ضد الخاص الجامد الجاحض ، كل يغني على ليلاه وناياه ونوافعه ومصالحه الخاصة الانانية ، لايعنيه ما آل اليه شعبنا ، ولا خراب وطننا ، الغالبية تعبد الدولار والذهب والارض والمال ، من دون الاهتمام بمستقبل الاجيال الحالية واللاحقة ومصيرها المنتظر ، من اجل الارصدة دون قناعة في الداخل والخارج ، تلك هي حقائق مؤلمة على ارض الواقع المؤلم .
أحزابنا ومؤسساتنا الاجتماعية الثقافية والمدنية غالبيتها مسيّرة ، من جهات داخلية وخارجية ، والقرار ليس بيدها ، بل من الجهات الداعمة لها ، والمال يلعب لعبته القذرة ، في تغيير مساراتها عبر برامجها  المعدة سلفا ، لتبقى حبر على ورق ، والبرامج تعبث بها الفئران والقوارض ، ومن اجل الدعاية والكسب الرخيص ، بلا وازع ضمير انساني حي يتحرك ليبذر نبتة خير ليسقيها ويسمدها ، بأتجاه خدمة الناس جميعا وهو منهم ، المفروض ياكل ما تأكله الناس ، ويشرب ما تشربه الناس ، ويجوع مثلما يجوع الآخرين ، وبهذا سنصل الى المآرب السليمة ، وقيم البناء بصدقية الحياة ، وليس الكذب والكذب ثم الكذب حتى يصّدقك الآخرون ،علينا ان نؤمن بمقولة (لا يصح الا الصح). كما ليتصارح الجميع فيما بينهم ، لكي يضعوا برامج عملية ، لتغيير واقع مؤلم لشعبنا ، من بطالة وعوز ومعاناة جمة خدماتية ودراسية وثقافية وامنية واستقرارية ، تحديدا للهجرة ومنع تفريغ البلد من خيرة ابنائه ، ومعالجة اوضاعه الصحية والنفسية ، وتامين شبكة الضمان الاجتماعي الفاعلة ، مع توفير مؤسسات انتاجية وتشجيع الاستثمار الوطني والخارجي ، للوصول الى الاهداف المثلى في خدمة كل الناس دون تمييز ، لايجاد بديل معاكس للهجرة المستفحلة لشعبنا عموما وواقعنا المتردي خصوصا ، للوصول الى قناعة تامة لابناء شعبنا للهجرة المعاكسة  من الخارج الى بلدنا العزيز ، الذي لنا تاريخ موضوعي بكل سلبياته وايجابياته التي تحمّلها شعبنا من اجل الوطن والمواطن معا.
عليه نكون مع الصراحة التامة فيما بيننا ونقول ( الصراحة راحة)
هناك حكمة تقول ( لاتخاف من مثقف واعي يدرك مايفعله ، عليك الخوف من أمي جاهل لا يفهم ما لا يعلم ويعمل ما لا يفهم) ، واقعنا اليوم خليط بين هذا وذاك ، دون قيم ولا مباديء ولا برامج تنفذ ،  واقل تقدير برامج التثقيف غائبة حقا ، والى متى يبقى (المفترس ينهش بلحمنا ويسكب دمنا) ، ونحن منتظرين لواحدنا بعد الآخر (سوءأ ونتفا ونبشا وافتراسا ؟ يا ترى ؟؟)
اسئلة اضعها امام القاريء الكريم لعلنا نحصل على الاجابة الوافية. شكر خاص للقاريء الكريم.
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
  nassersadiq@hotmail.com
يتبع

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *