النيران كانت حصة المسيحيين من الاحتقان السياسي في كردستان


تواصل حالة الاحتقان السياسي في إقليم كردستان بصورة مستمرة منذ فترة طويلة ونحن كشعب مسيحي مغيب لا حول لنا ولا قوة لم نعره أية أهمية مادامت نيرانه لم تلسعنا لغاية ألامس القريب التي كانت مقتصرة على جماهير الأحزاب الكردستانية المتناحرة فيما بينها , تمثل ذلك بالتظاهرات والاعتقالات و التشظيات داخل الحزب الواحد بالترافق مع نمو تيار إسلامي سياسي ينافس الأحزاب الرئيسية..
تجنب العديد من الكتاب والسياسيين من أبناء شعبنا المسيحي  من دون التطرق إلى هذا الملف الحساس الذي وفر الوقود لشرارة النار الصغيرة التي اندلعت والتي كان شعبنا المسيحي دافعا فاتورة ذلك الاحتقان في كردستان وما التصريحات المتضاربة التي طفت على السطح وذلك على خلفية اتهامات متبادلة بين تلك الإطراف ألا دليل صارخ يعطي دلالة واضحة أن حالة الاحتقان السياسي كان لها أثارها لما جرى وليس كما وصف  ( بخطاب ديني )أو تطرف إسلامي أو غوغاء الذين كانوا خميرة فقط لا أكثر ولا أقل لاقت أجواء مناسبة وبيئة خصبة لاحتضانها .. كيف يمكن لمصلين في جامع أن يتنقلوا حيث شاءوا حاملين  معهم أو بالأصح جالبين معهم كل أدوات التدمير والتفليش وإشعال النيران والانتقال إلى مناطق بعيدة يستعرضوا عضلاتهم مع زمير السيارات المحتفلة وكاميرات الفيديو والموبيلات المصورة ؟؟

الأحداث الأخيرة و دلائل الاحتقان السياسي

في اليوم الأول للإحداث يصرح الأستاذ مسعود البرزاني أن رجال الدين هم السبب بتلك الأحداث بينما نجد مستشار وزارة الأوقاف الكردستانية يفند تلك الاتهامات بكل صراحة وقوة وجرأة عبر شاشة السومرية !! فلو كان رجال الدين هم السبب , فلماذا أمام الجامع الذي نسبت أليه تلك الاتهامات ما يزال طليقا حرا ؟؟ ومن ثم نلاحظ اعتقال قيادات حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني الذي حُرقت مقراته وهو الذي خرج ببيان نفى به علاقته بالإحداث؟؟ بينما الفوضويون أو الغوغاء كما وصفوا !! لم نسمع لغاية اللحظة باعتقال أي احد منهم أو أجراء تحقيقات معهم ؟؟ وهناك أنباء تقول أن رئيس وزراء الإقليم د.برهم صالح قدم استقالته عقب الأحداث ومكتبه لغاية اللحظة لم ينفي أو يؤكد صحة هذا الخبر .. و اخيرأ يقولها الأستاذ مسعود أن ما حصل كان مؤامرة ضد الإقليم وضد حزبه واعتقد أن الأخير (حزبه)  معني بالموضوع أكثر ؟؟ كل هذه الأمور وغيرها تبين عمق التشنج السياسي في الإقليم  الذي تبين أنه قنبلة موقوتة بعكس الحالة التي كان يوصفها الأعلام وهذا الأمر ألقى بظلاله على الملف الأمني بكل تأكيد وليس أسهل من شعبنا المسيحي الذي يدفع ضريبة ذلك ليس لكون المسيحي يحب أعدائه ويبارك لاعنيه بل لكونه الحلقة الأضعف ومن الممكن انه قد حُسب على جهة سياسية معينة غير سواها معنية بالتناحر السياسي , كما أن التعرض لهذا المكون المسالم (المسيحي ) يحقق صدى اعلاميأ واسعاً بجهد بسيط قد لا يتعدى قصاصة ورقية أو حرق محلات !! والغرض من ذلك هو تصفية سياسية لا أكثر ولا اقل..لكن يبدو أن الحسابات الافتراضية للأحداث لم تكن محسوبة بدقة مما اثر على سمعة الإقليم !! ..أما إذا توقفنا مع بعض التصريحات الأخرى للسياسيين الكرد كتصريح محمود عثمان الذي عزى ما جرى من أحداث على  جهات خارجية و إقليمية ..بالإشارة إلى سوريا أو تركيا أو إيران وهي الأقرب للإقليم ..هذا التصريح ما هو إلا محاولة لإبعاد النظر عن الحالة السياسة الهشة التي يعشيها الإقليم والخرق ألامني الذي تعرض له .فسوريا غارقة بمشاكلها وإيران وتركيا لم يتعدى الشهر ونيف من زيارتهما من قبل السيد مسعود برزاني حيث تمت تسوية الملفات العالقة بينهما والقصف ..فما مصلحتهم من إثارة قلاقل في الإقليم !!

تعامل السياسيين المسيحيين مع الحدث !!

ازدواجية واضحة للعيان تلك التي تمثلت بتعامل السياسيين المسيحيين مع الحدث ويرافقهم الكتاب المحسوبين على تلك الأحزاب اذ لو قلنا لو ( لا سامح الله ) تعرض شعبنا المسيحي لحادث ما في الموصل لكان الخطاب كالأتي ..القوى الأمنية في محافظة الموصل تتحمل مسؤولية ما حدث واثيل النيجيفي والحكومة المحلية معنية بصورة مباشرة بذلك !! كما لو حدث شيء أخر لنا في أجزاء أخرى من العراق لكان الخطاب :-  حكومة المركز تتحمل المسؤولية في ذلك ودولة رئيس الوزراء نوري المالكي .. بينما ما جرى في الإقليم لم يتجرىء سياسي كان أو رجل دين أو كاتب ..الخ أن يـُحمل حكومة الإقليم مسؤولية ما جرى ؟؟ نتيجة غياب الجهد ألاستخباراتي ( اللهم ما جرى لم يكن هناك علم مسبق به ) ولا التدخل ألامني الذي اكتفى التفرج أمام استعراض العضلات المتحدية مع أصوات السيارات المحتفلة بذلك ..اكتفى سياسيينا المسيحيين بإجراء اتصالات هاتفية والتي يمكن أن يفعلها أي مسيحي او كردستاني حريص على الإقليم ومكوناته واكتفوا بخطاب استنكار واكتفوا بمذكرة خجولة  تطالب تعويض المتضررين ومعاقبة المخطئين علما أن المسألة هي تحصيل حاصل وإجراءات طبيعة ستقوم بها حكومة الإقليم وليست بحاجة لتذكيرها بذلك هذه المذكرة الثالثة التي ترفع لرئاسة الإقليم بعد مذكرة إلغاء الكوتا بمجالس الاقضية والنواحي ومذكرة الأبراج الأربعة في عنكاوا وتوقيف المشروع !! وتعدد هذه المذكرات يعطي دلالة واضحة للعيان عن الحالة الحقيقة للسياسيين المسيحيين الذين اشبه عملهم بعمل كاتب العرائض ( أرضة حجي ) الذي وظيفته كتابة كليشة قانونية عن مظالم يتعرض له شخص أو مجموعة معينة !! ويبقى الحكم عند القاضي وينتهي دور الأرضة حجي فهذه هي الإمكانيات والساحة المسموحة لهم ولا يمكن تخطيها ..
أتسال مع سياسيينا واضعهم على المحك هل تحملون الجرأة والمصداقية التي يحملها الأمير أنور معاوية أمير اليزيدية ورئيس الكتلة اليزيدية الوطنية العراقية حيث حمل الحكومة الكردستانية واحد الأطراف السياسية مسؤولة ما حدث لمن يريد موقفه وبيانه ليطالعه على الرابط أداناه .. http://www.shabakvoices.net/news3/news.php?action=view&id=504
بعد هذه الأحداث سترسم خارطة سياسية جديدة في الإقليم ..سوف تعمل رويدا رويدأ على خلق حالة من التغيير فهل يعي سياسيونا البارزون والمسئولون ذلك ويستطيعون مجاراة التغييرات القادمة أم أنهم سيبقون يراهنون على قطب واحد على حساب بقية الأقطاب الأخرى ..أتمنى أنهم استوعبوا الدرس جيدا ؟؟
أود أن انهي بتساؤل إلى متى سوف نبقى ندور حول حلقة مفرغة مفادها ؟؟
 ( أيادي خفية ..جهات خارجية ..لجنة تحقيق ..استنكار ..شجب ..أجندات لتفريغ العراق من المسيحيين ..تطيب خواطر المسيحيين ..العملية الأخيرة التي طالتنا ليست سبب للهجرة ..تقاعس امني ..تعهدات من المسؤولين بالحفاظ على امن ومصالح المسيحيين ..محافظة مسيحية ..حكم ذاتي ..المادة 125 ..المادة 35 .. اختطاف وقتل وتهجير المسيحيين ضد مجهول..الخ )
سيزار ميخا هرمز ..
cesarhermez@yahoo.com

You may also like...