“النشرة” تكشف عن تفاصيل زيارة البابا فرنسيس إلى فلسطين: سيزور الأقصى ويلتقي عباس وبيريز

 

 

في زيارة هي الأولى من نوعها، وتمثل حدثاً عالمياً بارزاً لتجديد رسالة السلام في المنطقة التي تشهد اضطرابات عدة، يحطّ البابا فرنسيس، الذي أصبح رئيساً للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وهو أول أميركي-لاتيني، وأول يسوعي، يتولى قيادة الكنيسة الكاثوليكية، في فلسطين المحتلة التي تشهد فصول معاناة متواصلة بفعل الاحتلال الاسرائيلي الذي سلب الأرض، وقتل الانسان، ولا زال يمارس صوراً من تهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية في مختلف المدن الفلسطينية وخصوصاً في مدينتي بيت لحم والقدس المحتلة، ويفرض خناقاً على حرية الحركة والحق في العبادة وغيرها.
وبينما ستشهد فلسطين هذا الحدث الهام على مدار أيام، تكشف “النشرة” تفاصيل زيارته من خلال لقاء خاص مع المطران وليم الشوملي رئيس اللجنة الليتورجية للتحضير لقداس بيت لحم، الذي أكد استكمال جميع الترتيبات لاستقبال البابا فرنسيس خلال زيارته المرتقبة إلى الأردن وفلسطين و”إسرائيل” التي ستستمر ثلاثة أيام، يبدأها من الأردن بتاريخ 24 أيار المقبل، ثم 25 و26 في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتاً إلى أنّ زيارته ستكون بمثابة تجديد لرسالة السلام في المنطقة، إذ أنه يأتي إلى فلسطين ليقول أن “السلام ممكن ويجب أن نسعى ونصلي لأجل تحقيقه”.
وفي حديث مع “النشرة”، أعلن الشوملي إن جدول وبروتوكول هذه الزيارة وضع بالتنسيق مع دولة الفاتيكان والحكومات الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية، لافتاً إلى أن هذه الزيارة البابوية الرابعة التي ستشهدها الأراضي المقدسة أواخر أيار المقبل، وتأتي إحياءً للذكرى السنوية الخمسين على “العناق التاريخي” بين البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني أثيناغورس، والتي جرت في القدس عام 1964، حيث من المتوقع أن تشهد كنيسة القيامة في القدس المحتلة لقاء شبيها بين البابا فرنسيس والبطريرك المسكوني برتلماوس للتأكيد على رغبة الكنائس السعي قدماً نحو تحقيق الوحدة فيما بينها.
تفاصيل اليوم الأول

 

وأكد الشوملي أن البابا فرنسيس سيحلّ في اليوم الأول الموافق السبت 24 أيار المقبل ضيفاً على المملكة الأردنية الهاشمية، وهناك سيلتقي بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القصر الهاشمي، لبحث آخر المستجدات في المنطقة.
وأوضح الشوملي أنه بعدها سيرأس قداسا في ستاد عمان الدولي أمام 30 ألف شخص، وسيزور المغطس وهو مكان عماد يسوع المسيح، في نهر الأردن.
تفاصيل اليوم الثاني
ولفت الشوملي إلى أنه في صباح اليوم التالي الأحد، 25 أيار، سيستقل طائرة أردنية ملكية من العاصمة الأردنية عمان، إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، مباشرة دون أن يمر في مطار “تل أبيب”، إذ ستحط في المهبط الرئاسي بالمدينة.

 

وقال إن البابا سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيبحث معه أخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، ويسمع منه الصعوبات والاشكاليات السياسية والانسانية كقضايا لم الشمل، وحرية الدخول إلى القدس المحتلة، وقضية الأسرى الفلسطينيين، ومختلف القضايا التي تهم الفلسطينيين، إذ سيسعى البابا للتخفيف عن معاناة وعائلات شعبنا الفلسطيني.
وبعدها سيذهب إلى ساحة كنيسة المهد، ويقيم قداسا احتفاليا يشارك فيه 10 آلاف شخص، وسيشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدد من القيادات الفلسطينية، ومن ثم سيزور مغارة الميلاد، وكنيسة المهد وسيلتقي بالرهبان ليسمع منهم صورة عن الواقع المؤلم في مدينة بيت لحم المقدّسة.
وأكد الشوملي أنه سيزور أيضاً مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب شرقي مدينة بيت لحم، وسيلتقي بالأهالي، للاطلاع على معاناتهم بفعل الاحتلال الاسرائيلي، وهناك سينشد له أطفال المخيم الأناشيد الوطنية أيضاً.
وفي عصر نفس اليوم، سيذهب إلى مدينة القدس المحتلة، إذ سيضطر في هذه الحالة أن يذهب إلى مطار “تل أبيب” وسينظم له استقبال رسمي في المطار ولن يمر بالجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، وأدى إلى عزل بيت لحم عن سائر مدن الوطن وعلى وجه التحديد عن مدينة القدس المحتلة التي تبعد عدة كيلومترات عنها، لأنه سيستقل طائرة هليكوبتر ستنقله إلى القدس، “لكن سيرى الجدار من على متن الطائرة”، ومن ثم يأتي إلى القدس لزيارة كنيسة القيامة التي سيلتقي فيها برجال الدين والبطريرك الأرثوذكسي المسكوني القادم من تركيا، موضحاً ان هذا أحد أهم أهداف زيارة البابا، وهي التقارب المسكوني بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية الذي مضى على انفصالهما عشرة قرون.
وبعد اللقاء، سيحتفل بالقداس في كنيسة القيامة، ومن ثم سيتناول العشاء في بطريركية دير اللاتين بالقدس المحتلة، وسيمضي ليلته الثانية في “المبيت”، على جبل الزيتون في السفارة البابوية.
اليوم الثالث

 

وفي صباح اليوم الثالث، سيبدأ بزيارة باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، الذي أصبح يتعرض لأبشع اقتحامات يهودية إسرائيلية متطرفة، بشكل يومي في محاولة لفرض تقسيمه زمانياً ومكانياً، وهناك سيلتقي بعلماء ورجال الدين وأعضاء الهيئة الإسلامية-المسيحية العليا لنصرة القدس والمقدسات، ومفتي فلسطين الشيخ محمد حسين، وزيارة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وبعدها سيزور “حائط البراق” ومن ثم سيتوجه إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وقادة الاحتلال الاسرائيلي، وسيزور “المحرقة”، وبعدها سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أحد فنادق القدس الغربية لمدة ربع ساعة.
وفي مساء ذات اليوم، سيزور كنيسة الجسمانية، وهي مكان نزاع السيد المسيح في القدس المحتلة، وهناك ستنتهي زيارته، وسيغادر من مطار “بن غريون” عائدًا إلى روما.
رسالة أمام 4 آلاف صحافي

 

وفي خصوص زيارته لبيت لحم التي سيلتقي فيها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيعقد مؤتمراً مشتركاً مع عباس أمام 4 آلاف صحافي فلسطيني وعربي وأجنبي، جزء منهم سيكون في بيت لحم والآخر في القدس، وستنقل رسالة الفلسطينيين إلى العالم، وأجمعت مصادر فلسطينية أن رسالة عباس ستكون واضحة وعلنية أمام الجميع، وستترك أثراً كبيراً أمام وسائل الاعلام.
وأوضح الشوملي أن هذا العدد من الصحافيين كبير وخيالي بالنسبة لشخصية مرموقة مثل البابا، وسيكون له أثر كبير عالمياً، موضحًا أنّ العالم كله سيتابع تفاصيل هذه الزيارة، ونحن “نؤمن بصلاته وشعبنا يؤمن بالله وصلاته ستحدث أثراً كبيراً أكثر من أقواله، اضافة الى أن له وزنه”.
تأثير الزيارة
وعن تأثير زيارته لفلسطين و”إسرائيل”، أكد المطران الشوملي لـ”النشرة” أن البابا رجل سلام وعدل، وينال احترام كل سياسيي العالم، وأي كلمة سيقولها تجاه الشعب الفلسطيني ستكون مسموعة، ولها تأثير معنوي، لكن تأثيره في العالم قوي بالنسبة لمكانته الدينية كرئيس للكنيسة الكاثوليكية، وله مكانة اعتبارية بين الكنائس الأخرى، موضحاً أنه رجل مستقيم يعيش حسب المبادئ الانسانية العليا، وعندما يقول شيء هو ينال قبول وتأثير الكثيرين.
واعتبر أن للزيارة أثراً آخر يتمثل في زيادة عدد الحجاج إلى بيت لحم والقدس المحتلة، “إذ نحن كفلسطينيين بحاجة لهم”.
هل تُلغى الزيارة؟

 

وفي ذات السياق، بدأ الدبلوماسيون في وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم أمس إضراباً للمطالبة بزيادة رواتبهم، ما أجبر “إسرائيل” على إغلاق سفاراتها في مختلف أنحاء العالم، في الوقت الذي صعد فيه موظفو الخارجية من حدة الخلاف مع وزارة المالية بشأن الرواتب، ما دفع عدداً من المسؤولين الأجانب إلى إلغاء زياراتهم لــ”إسرائيل”، والتي قد تؤثر على زيارة البابا فرنسيس للقيام بها للأراضي المقدسة في أيار المقبل.
الى ذلك استبعد رئيس اللجنة الليتورجية المشرفة على زيارة البابا، إلغاء زيارته، قائلاً: “إن إسرائيل هي من رحبت ومن غير المعقول ألاّ تستقبله، ويتم إلغاء الزيارة”.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *