الملـتـقى الكـلـداني الثـقافي سـاحة لمن يـزرعـها ، لا لمن يـذرعـها

بتأريخ 17 أيار 2012 وبمناسبة يوم العَـلم الكـلـداني قـدّم الملـتـقى الكـلـداني الثـقافي محاضرته الأولى في قاعة نادي بابل الكـلـداني / سـدني تـضمـنتْ نـبـذة مخـتـصرة عـن ماضي الـكـلـدان وحاضرهم ، وقـد أعـلنا في حـينها جانباً من هـويتـنا بقـولنا (( نحـن مسيحـيّـون ، الكاثوليكـية مذهـبنا نؤمن بالرب يسوع المسيح مخـلصنا ، ولاؤنا للحـبر الأعـظم ﭙـاﭙـا الـﭬـاتيكان ولغـبطة الـﭙاطريـرك ولسيادة المطـران والآباء الكهـنة ونحـن جـميعـنا خـدمٌ في الكـنيسة مرسومون وغـير مرسومين ، ذكـرتُ ذلك لأؤكـد أن هـذا الموضوع ليس ضمن محاضرتـنا ، بل إنّ محاضرتـنا قـومية صرفة نـتـكـلم فـيها عـن الكـلـدان )) نشـرناه في مقال .
ونـكـرر ثانية ولن نعـيـدها ثالثة (( أن الملتـقى الكـلـداني الثـقافي ليس تـنظيماً ولا جـمعـية ولا أخـوية بالمعـنى الكـنسي ولا تـكـتلاً ولا فـئة مؤطـَّـرة بدستـور بل نحـن كـلدانيّـون نعـتـز بإسمنا التأريخي غـير المُـذيَّـل ولا المركــَّـب ولا المُـشـوّه ولا التابع ولا العـميل وهـكـذا كـنا عَـبر التأريخ القـديم والمعاصر مع جـميع أنـظمة الحُـكـم التي تعاقـبَـتْ عـلى وطـنـنا العـراق فـلم ولن نرفعَ السلاحَ يوماً ضـد السلطات الوطـنية الحاكـمة )) وهـذا جانب ثاني من شخـصية الملتـقى الكـلـداني الثـقافي .
ما أحـلى الشفافـية والإنـفـتاح عـلى الملأ في العـمل ، وما أصدق العاملـون بلا مـلـل ، دون أن تغـويهم مكاسـب ذاتية مادّية كانـت أم معـنوية وبكـل جـلـل ، وما أرقاهـم وهـم ينـبـذون الـتبعـيّة ، بل وما أوضحهم حـين لا يسـدلون السـتائر عـلى نـوافـذهـم الجـليّة ، ولا يهـمسـون في غـرفـهم الداخـلية ، بل أبـوابهم مشـرّعة لكـل مشارك بصدق في العـمل معهم ، مُرحّـبـين بكـل ضيف زائـر لـلـتعارف والتعـرّف عـليهم ، وهـذا هـو الوجه المتلألىء للمشاركـين في ملـتـقانا الكـلـداني الثـقافي جـميعهم .
لم يُـؤسَّـسْ ملـتـقانا لـيعارِض شخـصاً أو لـيـصارع كـياناً ولا لـيناقـض أفـكاراً ، كـما ليس بـديلاً عـن تـنظيم أو فـرد ولا مُكـمِّـلاً لأحـد ، ولـكـنه بادىءٌ مستـقـل لا يحـدُّه حـدٌ ، تـأسَّـس لـيزرع بـذرة لـتـنموَ زهـرة وتصبح شـتلة في مناخ صحي ثم شجـرة كأشجار الطـبـيعة يستـريح عـندها كـل مَن أرهـقـته حـرارة الشمس أو أتعـبته أشغال الحـياة لـينـتعـش بهـوائها النـقيّ مجاناً .
أتـريـدون المزيـد عـنا ؟ نحـن الكـلـدان ، إسـمنا في بطاقة تعـريفـنا يُمثـل ميلادنا لـقـبنا وعـنوانـنا ، ومَن تـسُـرّه سـتـراتيجـيَّـتـنا فهـو واحـد منا ، مشاركٌ في نشاطاتـنا دون الحاجة إلى تأشـيرة دخـول معـنا ، وأهلاً به بـينـنا كـلما أعـلنا عـن موعـد لملـتـقانا . نعـم نـلتـقي بفـكـر واحـد وقـلب واحـد وحـماس واحـد وهـدف واحـد بـنِـيّة صافـية واحـدة . إن ساحـتـنا الكـلـدانية أرض خـصبة يقـف فـوقها ويتـمشى عـليها كـثيرون متـفـرّجـين ذهاباً وإياباً ، ولكـن الأرض ليست لمن يـذرعـها بل لمن يـزرعـها !! إنّ الأرض تـعـطينا ثمارها حـين نعـتـصر من حـبـنا لها ، ومن عـرق الجـبـين نسقـيها وليس بالتجـوال فـوقـها ، وهـذه مبادئـنا التي نفـتـخـر بها ونغـتـبط بالـذي يشاطـرنا الرأيَ ويساهم معـنا في حـراثة أرضنا وبناء سـورنا ، ألا تستـحـق بابلنا أن تكـون فخـرَنا ؟ ومن يـرغـب في مجالستـنا لمُحاورتـنا ! إنـنا مستـعـدّون هـنا ولا مانع يحـول بـينـنا بل يُـسـعِـدنا ، وتـرقـبوا محاضرتـنا الثانية في القادم من أيامنا .




بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني ـ 6 حـزيران 2012

You may also like...