المسيحية في العراق قد انتهت، يقول كانون أندرو وايت، “وكيل بغداد”

بقلم: هالي ماكي

ترجمة: كادر موقع انا كلداني 

انه من اشهر الكهنة المعروفين في العالم، لكن القس أندرو وايت ـ المعروف بكاهن بغداد. قد وصل الى الاستنتاج المؤلم: المسيحية قد انتهت في الارض التي بدأت منها. لقد جاء الوقت الذي لن يبقى هناك مسيحي واللذين يبقون سيكونون هناك للحفاظ على الوجود التاريخي فقط ولو ان ذلك بات صعبا. “ان مستقبل هذه الجماعة محدود جدا” حيث صرح وايت لقناة فوكس الاخبارية هذا الاسبوع. “ان المسيحين الذين يغادرون العراق ومناطق داعش في الشرق الاوسط يقولون نفس الشئ: انه من المستحيل ان هم سيعودون وان الكيل قد طفح بهم”.

كان هناك حوالي 1.4 مليون مسيحي في العراق وقد تناقص الرقم الى المليون بعد سقوط صدام حسين في 2003 ووصل اقل من 250.000 قبل سنة وفي تناقص مستمر حيث تهرب العوائل ويصعب تقدير العدد اليوم.

“ان كان هناك شئ يمكن ان اقوله ان هناك أخوة واخوات لكم في معاناة وبحاجة ملحة للمساعدة” هذا ما قاله وايت. وانها ليست قضية الصلاة من اجل السلام. انهم محتاجون كثيرا _ للغذاء، للمعونات، للملابس ولكل شئ. انهم محتاجون الى كل شئ.

لقد عاش المسيحيون في العراق ولعقود مع المتطرفين كخونة “اهل الكتاب” ـ لكن مصيرهم صار اكثر صعوبة في 2014 بعدما احتلت داعش الموصل والكثير من القرى المسيحية القديمة حول الموصل. وقد اجبرت الاف العوائل على المغادرة بيوتها ليلا حيث فر قسم منهم شمالا عند المناطق الكردية والكثير منهم غادر البلد كلية.

لقد حصل وايت على هذا اللقب لخدمته ككاهن لكنيسة القديس جورج في بغداد، الكنيسة الانكليكانية الوحيدة في العاصمة العراقية لغاية نوفمبر 2014، حين جاءه الامر من مطران كانتبيري بالمغادرة لاسباب امنية لازدياد خطر داعش. لقد كانت غالبية خدمته في المساعدة الانسانية حيث جاءت مساعداته مثيرة للجدل، في ايار الماضي جابه وايت النقد وعُلقت خدماته من المجلس الاعلى كرئيس لجمعية المساعدة والتوحيد ( FRRME ) وهي الجمعية التي أسسها في 2005 لتقريب الخلاف الطائفي وتقديم المعونة المستعجلة للذين تأثروا بالحرب.

وجاء توقيفه بعد ان اعلن على الفيس بوك بأطلاق سراح المسخرات اليزيديات للجنس من داعش. حيث ثارت التساؤلات عن كيفية اطلاق سراحهن وحيث ان داعش قد دفع لها لاطلاق سراحهن. وقد ادى تقرير فوكس للتحقيق مع الجمعية من الادارة العليا المسؤولة في بغداد. ولكون انها جمعية خيرية مرخصة من بريطانيا فلا يحق لها بالدخول في مفاوضات لاطلاق سراح رهائن وانه مخالف للقانون دفع اية فدية لاي جماعة ارهابية. لم ينتج اي شئ من التحقيق وان وايت نكر انه عمل اي شئ مخالف للقانون حيث اكد علنا “لم ندفع اي شئ لأي ارهابي في اي وقت”. وان ذلك لم يمنعه من مساعدة هؤلاء الهاربين من بطش داعشي في الشرق الاوسط. وانه، وبرغم ذلك فقد انشأ منظمتين جديديتين: جمعية اندرو وايت للتوحيد في عمان “وفضيلة اورشليم” في اسرائيل. لقد تظمنت خدمة وايت في العاصمة الاردنية مدرسة وعيادة طبية للمهجرين والخدمة الكنسية للعوائل المسيحية الهاربة من داعش. اما في اورشليم فقد كان تركيزه على المساعدة والتوحيد من خلال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الدائم. كما انه يعمل مباشرة مع نخبة من الجماعات الدينية، من اليهود الهاسيدية الى السامريين والمسيحيين والاسلام. وان وايت من المؤيدين علنا للرئيس الجديد حيث اقترح ترومب لالتزامه بمساعدة المسيحيين المضطهدين وتعديله السفر ليمنح العراقين الحق بالسفر للولايات المتحدة معتبرا ذلك اقرار ان البلدين مرتبطان بعلاقات ايجابية. كما انه متفائل ببداية حوار مع الرئاسة وتقديم مقترحاته حول الجالية المسلمة.”

” الكثيرين منهم يتصورون ان امريكا ضدهم وان عليهم ان يعلنوا ان امريكا ليست ضد الاسلام بل ضد الارهاب” حيث اعلن وايت مضيفا “انه ليس من اولئك الذين يتصورون ان الاسلام ما هو الا السلام”. يجب ان تكون لنا علاقات جيدة وان الولايات المتحدة في موقع فريد وقوي لتكون قوة للسلام”.

وبالاضافة لخدماته الانسانية فأن وايت كان ولسنوات مكرس لاقامة علاقات جيدة بين القيادات الشيعية والسنية وحتى مع قادة داعش الجهاديين في العراق. وبالرغم من التهديدات المستمرة فقد استمر في السفر لبغداد واستمر في مهمة في الحوار ضد الارهاب كما استمر في معالجة مرضه والذين بدأ به من عمر 33.

” الكثير من هولاء اعرفهم قبل انتمائهم لداعش حيث كانوا جزء من المليشيات مثل “أبناء العراق”. انهم يعملون في خلايا في الخفاء في ارجاء بغداد. وكلما ضرب الجيش الموصل بشدة كلما زادوا في مهاجمة بغداد” حيث اضاف وايت “ليس هناك طريقة أمنية للتعامل معهم”. من المهم ايجاد طرق لمشاغلتهم والتعرف على فلسفتهم. لقد دعوت قسم من مجاهدي داعش للعشاء مرة وقالوا انهم سيحضرون لكنهم سيقطعون رأسي بعدها. حينها لم اشعر انها نهاية جيدة لحفلة عشاء”.

هالي ماكي صحفية من فوكس نيوز دوت كوم منذ 2007. وقد كتبت بشكل موسع من الشرق الاوسط حول صعود وهبوط جماعات ارهابية مثل داعش في العراق. لمتابعتها في تويتر على holliesmckay@

 

http://www.foxnews.com/world/2017/03/21/christianity-in-iraq-is-finis

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *