المسألة بصراحة .. مصالح لا أكثر ..

 يقول المثل الشعبي الدارج .. حين يكثر ملاحي السفينة فأنها تغرق .. فكيف بالأحرى لو كان الملاحون أساسا ً غير ملاحين ! ولا يعلمون عن فن الملاحة شيئا ً ؟

 

هذا ما ينطبق على بلدنا العراق وما يحدث فيه من صراع وتناحر بين السياسيين والقادة والأحزاب والكتل .. حيث المئات من الكيانات السياسية والعشرات من الأحزاب الدينية والعلمانية والعديد من التيارات وما يتبعها من مليشيات وحمايات وحراسات .. وكلها لاتحرك ساكنا ً بل لا تقدم ولا تؤخر !! لا بل والكل متناحر وغير متفق مع الآخرين , وكل يأخذ السفينة بالأتجاه الذي يريده ويرغبه وبما تمليه عليه مصلحته الشخصية وما يتبعها لحزب معين أو كيان أو تيار أو ..

 

وهنا نعود لنقول ما الذي قدمته أو فعلته مئات الأحزاب والكيانات والتيارات وما الذي غيرته ؟؟ الجواب لاشيء ثم لاشيء .. لا بل رجعت بالبلد قرون الى الوراء وفي كل المجالات .. ناهيك عن فقدان الأمن والأمان وكلها نتيجة صراعاتها الغير منتهية على السلطة والنفوذ وسباقها في نهب المال العام وبكل الأساليب القذرة .. التي لا تمت لأي شريعة ولا ترتبط بضمير ! بعد أن همشت سلطة القانون وضاع مبدأ المحاسبة !! وعلى كل المستويات ومن القمة الى القاعدة ..

 

كان دكتاتورا ً واحدا ً في العراق أصبحوا بالآلاف ! كان حزبا واحدا ً أصبحوا بالمئات .. كان هناك لصوص معدودين أصبحوا بمئات الآلاف .. والكل يريد أن يأخذ لنفسه ويستحوذ على كل شيء , وكأنهم كانوا بأنتظار اللحظة الرديئة والزمن الغافل .. والأحتلال الذي أتى بهم وجعل منهم قادة وسياسيين وهم أشباه ذلك ! لا بل الأكثرية منهم غير مؤهلين أساسا ً وغير كفوءين جاءت بهم المحاصصة المقيتة والطائفية العمياء التي جعلت من العراق ساحة لتصفية الحسابات وأخذ الثأرات ألخ ..

 

مئات من الأحزاب ترفع الشعارات .. وتستنزف المليارات دون أن يكون لها أي دور يذكر في تقديم ولو خدمات بسيطة .. أو الرقي بمجال معين نحو الأحسن لخدمة الوطن والمواطن !

 

مئات الكيانات والعديد من التيارات وآلاف السياسيين والمدن العراقية ضاربة أرقاما ً قياسية بالمزابل والأوساخ المتراكمة ! والخدمات الرديئة والماء الغير صالح للشرب والبيئة الغير صحية لمعيشة الأفراد والمواطنين .. فضلا عن المشكلة الكبرى والمستعصية ( الكهرباء ) الذي هو من أهم الضروريات كصناعة أو أستخدام حيث صرفت المليارات خلال الثمان سنين السوداء المجحفة .. لتحسينه وتطويره دون جدوى !!

 

فعلا العراق سفينة غارقة , وبدون ملاحين .. رئاسات وبرلمان ووزارات تستنزف المليارات العديدة كل عام دون أن تقدم ما يذكر بل بالعكس تضر ولا تنفع .. مليشيات وحراسات شخصية وحمايات تأخذ من ميزانية الدولة ملايين الدولارات .. ما الداعي لها لو كان الكل متفق ومتحاب ومتفاني في خدمة البلد ؟؟ رواتب وأمتيازات خيالية لا مثيل لها في أرقى دول العالم ! لا بل غير معلومة أرقامها ؟ لو تصرف في البناء والأعمار والخدمات والرقي بالبلد نحو الاحسن لكنا من أحسن الدول .. ولكن ؟

 

من ذا الذي سيفضل المصلحة العامة على مصلحته الخاصة ؟ ومن ذا الذي سيتفانى في الخدمة مضحيا ً براحته في سبيل الأكثرية ؟ ومن ومن ومن ؟؟؟ لا بل بالعكس الأكثرية تريد أن تستحوذ وتمتلك وتحكم وتتحكم وتتناحر وتتخاصم والدليل هو ما وصلنا أليه وما زال الحال مستمرا ً .. لأن الأكثرية هم أصحاب مصالح لا أكثر وليذهب الباقون الى الجحيم وهذا هو الواقع وللأسف ..

 

أي بلد وأي مواطن ؟؟ مادامت المصالح قائمة والأمتيازات متواصلة .. وهل للجشع حدود ؟؟ وفي حقيقة الحال شاء هؤلاء أم أبوا فمصالحهم هي الأهم وما ينادون به ويقولون بأسم الوطن والمواطن والعديد من المسميات التي تصب كلها في قالب واحد .. وما لفهم ودورانهم ألا تضليل في تضليل وتمويه لتغطية الحقائق .. وكما قلنا فالمسألة وبكل صراحة مصالح لا أكثر .

 

 

        11 / 11 / 2011 / كندا

 

You may also like...