المرتكزات الثلاثة في مقابلة المطران مار إبراهيم إبراهيم السامي الإحترام

 

 

إنـتهـتْ أعـمال سنهودس المطارنة الكـلـدان المنعـقـد في بغـداد للفـتـرة 5 ــ 11 حـزيران 2013 برئاسة غـبطة الـﭘاطريرك مار لـويس روفائيل الأول ساكـو الموقـر، والـذي إنبثـق عـنه البـيان الخـتامي المنشور عـلى المواقع الإلكـتـرونية والمتضمن فـقـرات عـديـدة تهم كـنيستـنا الكاثـوليكـية لشعـبنا الكـلـداني وعلاقاتها بإخـوانـنا وبالوطن وجـملة أمور أخـرى. وكان الأخ شـوقي قـونجا من إذاعة صوت الكـلـدان التي تبث برامجها من ديترويت/مشيـﮔان وتـنـقـل عـلى شـبكة الإنـتـرنيت قـد أجـرى مقابلة مع سـيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم راعي أبرشية ديترويت/مشيـﮔان إثر عـودته من بعـد مشاركـته في السنهودس المـذكـور فـتحـدّثَ عـن جـملة قـضايا دارت فـيه وقال:

 

إن المتبع في كـنيستـنا الكـلـدانية أن يعـقـد الـﭘاطريرك والمطارنة الكـلـدان إجـتماعاً سـنوياً يتـداولون فـيه الأمور التي تخـص كـنيستـنا وشعـبنا الكـلـداني، وكان آخـر إجـتماع عـقـد في أربـيل سنة 2009 ولم يُـعـقـد سنهودس بعـده لأسباب معـينة، إلاّ أن غـبطة الـﭘاطريرك الحالي بعـد تـنـصيـبه طـلب منا أن نجـتمع فـحـضرنا جـميعـنا من (أميركا، كـنـدا ، أستراليا، إيران، لبنان، سـوريا، العـراق) في دير الراهـبات في بغـداد ما عـدا سيادة المطران سرهـد جـمو الـذي لم يستـطع الحـضور، وناقـشنا جـدول الأعـمال المُـرسَـل لـنا مسبقاً والمهـيَأ للسنهودس من قـبَـل غـبطـته.

وأضاف سيادته: لا شك أن كـثيراً من المواضيع المطروحة للمناقـشة يتـفـق عـليها المطارنة، وإذا تباينت الآراء حـول قـضية ما، يكـون الـتـصويت عـليها معـتمـدين عـلى مبـدأ الأغـلبـية من أجـل حـسمها. وعـن الأبرشيات شاغـرة الأسقـفـية قال سيادته: إنـتخـبنا أساقـفة لأبرشيات زاخـو، بصرة، كـركـوك، مصر وأخـرى، أما بشأن ديترويت فـكما تعـلمون أنـني قـدمتُ إستـقالـتي وسيدنا الـﭘاﭘا قـبـِلها إلى أنْ يتم تعـيـين مطران ليحـل في مكاني، وطلبتُ من سيدنا الـﭘاطريرك أن نحـسم موضوع الشاغـر في أبرشية ديترويت لـذا فـقـد رشحـنا ثلاثة كـهنة وتـرسَـل أسماءهم إلى روما ونأمل أن يُعـين أحـدهم، وإذا لم تـقـبل بهم فإن من حـقـها أن ترشح رابعاً بـدلاً عـنهم. وبشأن أسقـف كـلـداني لجاليتـنا في أورﭘا، فإن النـظام يتـطـلب أن نـقـدم طـلباً إلى روما وربما سـيـدنا الـﭘاطريرك سيفاتحها بهـذا الشأن ونـنـتـظـر موافـقـتها، وحالياً يوجـد هـناك زائر رسولي يقـوم بمهام المطران بكافة صلاحـياته.

ولا زلـنا نستمع إلى حـديث سيادته مع إذاعة صوت الكـلـدان رصدنا ثلاثة مرتـكـزات رئيسية تبـيَّن أنها كانت قـد أثيرت في السنهودس، تـدل عـلى أن إتـفاقاً تاماً حـصل بـين سادتـنا المطارنة مع غـبطة الـﭘاطريرك عـلى مبادىء مهمة جاءت منسجـمة مع طموحات الشعـب الكـلـداني في العالم، وكما يلي:

(1)- أشار سيادته إلى موضوع المؤتمر الـقـومي الكـلـداني العام الـذي عـقـد في ديترويت مؤخـراً مؤكـداً أن الكـنيسة وإنْ كانت مؤسسة غـير سياسية إلاّ أن من واجـبها وحـقـها أن تـتـدخل حـيثما ترى أنَّ هـناك فـقـر وظلم عـلى الإنسان، بل وحـتى قـداسة الـﭘاﭘا صرح قـبل أيام وقال أن كـل سـورايا ((سورايا = مسيحي في مفـهـومنا الموروث … الكاتب)) من واجـبه أن يعـمل في السياسة، وأن تـفـكـير سيـدنا الـﭘاطريرك في هـذا السياق هـو أنه من الأفـضل للإكـليروس أن يتجـنـبوا السياسة وفي ذات الوقـت يطلب من العـلمانيّـين رجالاً ونساءاً أن يؤسسوا أحـزاباً سياسية ويـدافعـوا عـن حـقـوقهم، وأضاف سيادتة المطران قائلاً: أنَّ الكـنيسة تـدافع عـن حـقـوقها أيضاً، وأن الـبـيان أكـد عـلى أن كـنيستـنا الكـلـدانية تـفـتخـر بإسمها الكـلـداني، بهـويتها الكـلـدانية (هـذه الهـوية منـذ أيام الرسل حـسب الـبـيان ــ ولا نـنسى أنَّ الشعـب الكـلـداني موجـود قـبل إعـتـناقه المسيحـية بآلاف السنين حـين كان يعـبـد الأوثان ــ الكاتب).

(2)- أما عـلى صعـيـد المطران مار باوي سـورو الموقـر قال سيادته: رغـم أن الـبـيان لم يـذكـر شيئاً عـنه إلاّ أن موضوعه كان مـدرجاً في أجـنـدة السنهودس، ولكـونه بـدرجة مطران فإن غـبطة الـﭘاطريرك سـيـذهـب إلى روما ويصـدر من هـناك بـياناً بشأنه، وأضاف سيادته: أن قـضية مار باوي ليست غـريـبة عـلى الكـنيسة، لأن قانـون الكـنيسة الشرقـية واضح وينـص عـلى أن أي شخـص عـلماني أو إكـليروس يحـق له الإنـتـقال من الكـنيسة المشرقـية غـير الكاثوليكـية إلى الكـنيسة الكاثـوليكـية، وتـفـضل الكـنيسة الأقـرب إليه (النسطورية ← الكـلـدانية) ( سريان أورثوذوكـس ← سريان كاثوليك) وهـكـذا، طبعاً بموافـقة المرجع الأعـلى، بمعـنى: العـلماني بموافـقة كاهـن الخـورنة، الكاهـن بموافـقة مطران الأبرشية، المطران بموافـقة قـداسة الـﭘاﭘا ـ أو موافـقة ﭘاطريرك الكـنيسة مع موافـقة السنهودس، وجـدير بالـذكـر أن سـيدنا الـﭘاطريرك أكـد عـلى ضرورة تـطـبـيق القانـون وهـو واضح جـداً ويجـب الأخـذ به وقـد أكـملـنا كـل شيء بهـذا الخـصوص وحـسب القانون.

(3)- وتـطـرق سيادته إلى وحـدة الكـنائس قائلاً: إنها في الإنجـيل مطلب سـيـدنا يسوع المسيح الـذي أسس كـنيسة واحـدة فـقـط لا غـير، وكـنيسة المسيح هـذه موجـودة، ولكـن نشأت معـها كـنائس أخـرى بسبـب أنانية البشر وآرائهم، وعـليها أن تـقـرأ الإنجـيل الـذي يُـطالـبنا بوحـدة الكـنائس مثـلما أراد المسيح، أما حـين تكـون هـناك كـنيسة متحـدة مع روما … وكـنيسة أخـرى تشترط في إتحادها أن لا تخـضع لروما!! فـهـذا يعـني أن الوحـدة المنـشودة لن تـتم أبـداً!! أما الأخـذ والعـطاء في الحـوار بـين الكـنائس فـهـذا هـو من أجـل العلاقات الـطـيـبة لا بأس به، ولكـنه لا يعـني الـوحـدة.

وإستـناداً إلى المناقـشات الـدائـرة بـين سادتـنا مطارنة كـنيستـنا الكـلـدانية في السنهودس والـتـوصيات المقـرّرة فـيه برئاسة غـبطة الـﭘاطريرك، فإن سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم في مقابلته المشار إليها، لم يُـبقِ أمراً غامضاً من الأمور المثارة عـلى الساحة إلاّ وَوضحه لـنا، وبالنسبة لـنا نحـن الكـتاب الكـلـدان ــ وكـل الكـلـدان ــ فـمنـذ زمن ونحـن نكـتب بالمنـطق، فـكـيف الآن وقـد تـزوَّدنا بزخـم روحي وطاقة معـنـوية من قادة السنهودس الكـلـداني، وأصبحـنا في وسط صورة ﭘانـورامية واسعة المساحة، جـميلة الألـوان محـددة الإطار!.

بقـلم: مايكل سـيـﭘـي

سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *