المؤتمر الكلداني العالمي

في النـدوة التأبـيـنـية المقامة للمرحـوم الدكـتـور المناضل حكمت حكيـم يـوم العشريـن من تـموز الجاري في قاعة ريجنسي مانـر بـولاية مشيكان الأمريكية ، جـدَّد أحـد الإخـوة البارزيـن في المنـبـر الديـمقـراطي الكـلـداني الموحـد السيد قيس ساكو مِـن خلال كلمته بهذه المناسبة ، بضرورة مُواصلة الجـهـود التي كانت تُـبـذَل مِن قبـل المفـكرين والـمثـقـفـيـن والسياسيـيـن الكـلدان ومِن ضـمنهم الفـقـيـد الدكـتور حكمت حكيـم ، من أجـل الإعـداد لعـقـد مؤتـمر كلداني عالـَمي لمعالجة الوضع المتـردي للشعـب الكـلداني في وطـنه الأصيـل العـراق .

                                                                                                                                                             هذا الشعـب الذي يُـعـتبـر العـمود الفـقـري لعموم مسيحـيي العـراق بمخـتلـف انـتـماءاتـهـم المذهـبـية والتسموية ، وذلك بحكم تـفـوُّقه العـددي والعلمي والـثـقـافي وفي مجال إخلاصه وحُـبـِّـه لوطـنه العـراق الـواحد الموحد وتفانيه في خـدمته ، ورغم كُـلِّ ذلك نراه معـرَّضاً لشتى أشكال التآمر مِن قبـل أدعياء اخـُوَّتـه أولاً ، إذ لم يـبخـلوا بـوسيلةٍ مهما كانت سلبية ً وغير ديمقراطية وافـترائية مؤذية إلا واستخدمـوها ضِدَّه ، فأنكـروا عليه وجـوده كقـوم كـلداني عراقيٍّ أصيل ، إعتـدوا على هـويته القـومية الكلدانية المستقـلة وذلك عن طريـق لصـق تسمياتهم بها عنـوةً رغم إرادته ، وبـفعـلهم هذا أثاروا عِـداء القـيادة الكردية ضِدَّه ، لأنـَّـه عارض تسميـتهم المخـتـرعة الثـلاثـية الـتركيـب ، فـرأينا برلمان كردستان يتبنى هذه التسمية اللاقـومية الهجينة في دستور الإقليم خاذلاً كُلَّ اعتراضات قادة الكلدان وفي مقدمتهم القادة الكنسيون والسياسيون والكتاب والمثقـفـون .

وثانياً ، لا نـنكـر بأن هجمة العـنـف التي اكتسحت العـراق طالـت كُلَّ مكـوناته نتيجة الصراع على السلطة والفـوز بالمكاسب والإمتيازات ولا سيما بين مكـوَّنه الأكبر العرب الشيعة والسنة ، بيد أن المكونات الصغيرة إكتوَت بنار هذا الصراع ككبش فـداء ، وبخاصةٍ المكوَّن المسيحي الذي طاله الإرهابُ بسبب معـتـقــده المسيحي بشكل خاص ، حيث سَوَّغ الإرهابـيـون لأنفسهم القـتـل على الهـوية وكافة الإعـتـداءات الأخرى كالتهـديـد والتهجير والدعوة الى فرض الأسلمة والخـطـف وتفجـيـر الكنائس والأديُـرة ، وكان نصيـب الكلدان ، الأكبرَ من كُـل هذه الجرائم المنظـمة لأنهم يُمثـلـون بيـن المسيحـيـيـن الرقـمَ الأكبر .

إذاً لماذا المؤتمر الكـلـداني العالمي

الـدافـع الأول الذي حـدا بالغيارى مِن أبناء الكلدان للـدعـوة الى عـقـد مثل هذا المؤتمر كـان للأسباب التي تـقـدم ذِكـرُها ، لكي يـبحـثوا بعـمق ٍ وجِـدية ، لماذا الكـلـدان بالـذات كانـوا ولا يـزالـون الأشدَّ غـُبـناً في نـيـل حـقـوقـهم الـوطـنـية والـقـومـية منـذ تـحـرَّر العـراق في عام ” 2003 ” ولحـد الـيـوم ، ماذا كانـت المسبـبـات والعـوائـق ، وكـيف سنـتـمكـَّن مِن ايجاد الحـلول لـها ؟

أما الـدافـع الثاني فهـو ، لكي يقـوم المؤتمر بـدراسةٍ دقـيـقـة وشاملة لأسبـاب انـهـيار الـبـيت الكـلداني الـواحـد !لماذا نـجـد قـواهم السياسية في حالـة ضـعـفٍ متـواصلٍ يُـرثى لـها ، قـياداتُها تـتـصارع فـيـما بـيـنها ، وأعضاؤها يتهمون القيادات بالإنحـراف عن النهج الديـمقـراطي واتـباع الأسلـوب الديكتاتـوري ، بعضهم يُـطردون والـبعض الآخـر يُـفضل الإنسحاب ، والقسم الآخـر يتمـرَّد و و و .

بـحـث أسباب اخـتراق الصفـوف الكـلدانية مِن قـبل تـنظـيم زوعا والمجلس الشعـبي ، أدَّت الى انخـداع بعض أبناء الكلدان بـدعايات خصوم الكلدان الكاذبة والملفـقة ، هـل هو الجهـل ؟ هـل هـو الجُـبـن ؟ هـل هـو ضعـف الشعـور القـومي ؟ هـل هـو الإغراء المادي ؟ ولكي نـنـتـشل الكلدان مِن براثن هـؤلاء الخـصوم هو الذي سيـكـون محـور اهتمام المؤتمر ، لتعـريفـهم مَن هم هؤلاء ، أين كانوا وماذا ارتكبوا من أخطاءٍ في حـقِّ شعبهم الذي كان ضحية تـهـوُّرهم اللامسؤول ، وكيف تعامـل معهم حلفاؤهم الإنكليز بعد جلبهم إياهم الى العـراق .

   
لـذلك أصبح من الضروري جداً ، أن تُـبادر النُـخَـب الكلدانية ، الى عـقـد مؤتمر كلداني عالمي ، ليعـمـل على محـو كافة السلبيات التي رافـقـت المسيرة الكلدانية السياسية ، وأملـنا كبير أن تتجاوب أحـزابنا السياسية العـاملـة في الـوطن والمهجـر ” المنبـر الديـمقراطي الكـلـداني الموحـد ، والحـزب الديـمقـراطي الكـلـداني والمجـلس القـومي الكلداني مع بعضـها ، وبالتـعاون مع الإتحاد العالمي للكُـتـّاب والأدباء الكـلدان والتـنظـيـمات المـدنية والثـقافـيـة الأخرى ، سيـتـمـَكـَّـن المؤتـمر مِن أيـجاد أرضـيةٍ قـويـة  للـوحـدة الكـلـدانـية مـبـنـية على اسس راسخة ، تـتـبـنى وحـدة الخـطاب الكلداني ، وتـنـفـح الـقِـوى الكلدانية بروح ٍ خـلاقة ودفعةٍ مـتجـدِّدة لـتُمارس دوراً فاعلاً مؤثـراً في توعـية الجماهير الكلدانية بهـويتها القـومية التي أورثها لهم أسلافـُهم العـظام ومـدى مسؤولـيـتهم في المحافـظـة على هذا الإرث الـثـمـيـن .

الشماس د. كوركيس مردو
عضو الهيـئـة التـنـفـيذية
في الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
في 24 / 7 / 2010

You may also like...

1 Response

  1. نحن مع هذه الدعوة حيث انني نريد نشعر باننا كيان واحد وقلبا واحد ومصيرا لقد كانت تجربتي خير برهان حيث اندفعت بعد احساسي بالهوية الكلدانية التي تسير في داخلي وفي نفسي كان هناك صوتا يصرخ في وجداني يدعونني يقول بصوتا لايسمح احد الا انا نحن الكلدان نحن اصل اور نحن من ارض نبي الله ابراهيم اخرج واجمع ناسك واحبائك وبالفعل استجبت لذلك الصوت الرخم الجميل وبداءت بمحاولة لم الشمل والاتجاه نحو تحقيق الذات الكلدانية وبالفعل فقد استطعنا ان نكون الكثير من التفرعات نساء كلدان جمعية اور واطفال المحبة فرج رحو فرقة عين كاو الجنوب اعمال فنية باسم اليسوع رسالة محبة وسلام والكثير الكثير من الانشطة والفعاليات المتنوعة والحمدلله ليخرج الى العالم والى ارض اور التجمعات الكلدانية التي اصبحت علما من الاعلام ونحن معكم في هذه الدعوة في هذا العمل لكي ننشر للعالم ونعرفهم باننا استطعنا ان نحي النفس الكلدانية والروح الكلدانية في موقعها وبين اهلها اور الكلدان

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *