المؤتمر القومي الكلداني العام… زمن الفصل

لدينا هدف واحد بوجهات نظر مختلفة وطرق متعددة …لذا

نحن لم نحقق شيء

ليكن لدينا وجهة نظر واحدة ونسلك طريق واحد لأهداف مختلفة … عندها

سيكون لنا ما نريد

نظرًا لمْا يمثلهُ ليّ من أهمية إنعقاد مؤتمر قومي كلداني في مشيغان بعد يومين، وكم هذا الحدث المُرتقب يشغل تفكيري ويُحرّك عواطفي ووجداني، ولا أخفيَّ قلقي أيضًا رغم أملي الكبير ورغبتي العميقة بأن نخرج بما يخدم إسمنا القومي الكلداني العراقي وشعبنا الطيب والأصيل. لذا فأنا أعتبر هذا المؤتمر والذي سيجمع الكلدان الأصلاء من مُختلف بقاع العالم الحاضرين منهم والغائبين، هو نقطة الفصل لوجودنا الفعَال في كل تفاصيل العراق، من حكومة وبرلمان ومؤسسات بأختلافها، كون وجودنا المُتجذر في تاريخ العراق لا ينافسنا به أي عراقي أصيل آخر، كوننا أصل الأصل في بلاد النهرين وأكثر حضارة أعطت لهذه الأرض والعالم أجمع.

ومع ذلك فإن وجودنا كشريحة يعتبرها البعض أقلية! وأخرى جالية! وغيرها من المُغالطات، ففي نظر الفاهمين والمخلصين هو كنز لا يقدّر بثمن. ونحن نرى بأننا لم نأخذ شيء يذكر من حقوقنا مما يجعلنا نفتخر بسياسة العراق الحالية إن كان في الحكومة المركزية أو الإقليم، لأنهم … أي السياسيين العراقيين على دراية وأطلاع كاملين بأن من هو مُشارك في حكومتي العراق من المسيحيين على مستوى نائب أو وزير أو من مسؤولين في المحافظات والنواحي، لا يمثلون سوى مصالحهم الخاصة والأحزاب والتنظيمات التي ينتمون لها فقط، ولا يعنيهم وجودنا الكلداني كقومية أصيلة وعراقيين متجذرين في العراق ونفتخر بإنتماءنا له أكثر من أفتخار لأي شريحة أخرى، لا بلْ حتى تمثيلهم لشعبنا المسيحي العراقي وخدمتهِ لهي بالتأكيد كذبة كبيرة لا يصدقها حتى السذَج.

ولو كان البرلمانيون والسياسيون ورجال الدولة في العراق يهمهم العراق، لشرعوا فور أستلامهم السلطة بالبحث عن الأصيل ويرفعوا من مكانتهِ وليس إنزالهِ، والفرصة متاحة لهم والتاريخ سيسجل لهم ذلك ليفتخروا به كأول منجز لصالح العراق والعراقيين بعد 2003، حيث لم يكن لدى كل الحكومات المُتعاقبة منجز يذكر..

في المُقابل يجب علينا نحن أيضاً أن نثبت وجودنا كوجود فعّال، هذا إن كان لدينا قضية نسعى لتدويلها للحكومات في العراق والعالم أجمع، لأن القضية لا تعني خطب وشعارات ومقالات ومقابلات ولقاءات وندوات ومحاضرات، والوجود الفعّال ليس هبة أو منحة ربانية، بل نقاط مُشتركة نلتقي بها كنشطاء في الحقل القومي الكلداني من كتّاب ومُستقلين ومؤسسات سياسية ودينية ومجتمع مدني.

وما يحدد مسيرتنا الصحيحة نحو وجودنا هو علاقتنا الطيبة مع بعضنا البعض ووحدة خطابنا والتجردّ من المصالح الشخصية ورفع الأنا من شخصيتنا والتجردّ في عملنا من كل السلبيات والتحزبات، والتنسيق بين كل من يعمل من أجل شعبنا الكلداني وإسمه القومي.

لغاية أنعقاد المؤتمر هناك خطاب كلداني مُشترك وهو أننا مهمّشون من قبل الآخرين، والمؤتمر كفيل بتعزيز ذلك الخطاب، فإن كان حقيقة فعلينا أن نكون مُوحدين في كل شيء وعندها إن لم نحصل على حقوقنا سنقول بأن هناك أجندة تسعى لتهميشنا وإلغاءنا، أما إن خرجنا من المؤتمر ولم يكن هناك تنسيق بين الجميع ومُوحدين في عملنا وخطابنا، عندئذ سيكون التهميش ذاتي، أي داخلي وليس خارجي. وهذا يعني بأننا سنكون مضطهدين ومهمّشين لأنفسنا.

وكما يقول أخينا فوزي دلي …أما أن نكون في هذا المؤتمر أو لا نكون

فأما أن نكون واحداً في كل شيء في هذا المؤتمر ونخرج بنتيجة وهي أن يكون وجودنا من خلال الموجودين حاليًا فعال وحقيقي بالعمل والخطاب المشترك وليس التفرد، أو أن لا نطمح بالمزيد حتى يأتي الزمن الذي يأتي فيه من هو جدير بالعمل القومي وجدير بتمثيلنا، وأكيد بهذه الحالة سوف لن يكون للموجودين حاليًا من وجود. وبين القلق والتفاؤل هناك واقع ستحدده الأيام بين 15-20 أيار الحالي.

وحتماً سيكون لنا ما نقولهُ بعد المؤتمر وبمصداقية كاملة، آملاً أن لا أجد مهما بحثت سوى ما نفتخر به .

زيد غازي ميشو

zaidmisho@gmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *