المؤتمر القومي الكلداني العام بارقة أمل للشعب الكلداني

قبل كل شيء لابد ان اسجل تقديري و اعجابي بجميع السادة الأفاضل في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكلداني العام الذي سينعقد في مشيكان للفترة من 15/5 – 19/5/2013 ، لما بذلوه من جهود من أجل تنظيم و ترتيب الامور الاولية للمؤتمر و متابعة كل تفاصيلها، كما أحيي اخوتنا في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ( بل المنبر الأوحد) في شفافية تعاملهم مع الجميع و مع كل المقترحات و الأفكار المطروحة، و على سعة صدرهم و نظرتهم البعيدة في مختلف الأمور، و التي ستبقى موضع تقدير كل كلداني مهتم و محب لشعبه.

بالرغم من اني متأكد بأن المؤتمر سينجح بهمة و عزيمة الكلدان الغيارى مهما كانت هناك من عوائق او مصاعب قد تعترض طريقه ، الاّ اننا يجب ان نذكر بأن السادة اعضاء المنبر الكلداني الموحد الموقرون قد اضافوا لمسات مهمة الى ورقة العمل القومي الكلداني والتي ستضاف الى سجلهم النضالي و رصيدهم في مجال العمل القومي و السياسي و الذي سيلقي بظلاله حتما على كل نشاطاتنا القومية المستقبلية ذات الطابع العام و الشامل لشعبنا الكلداني و الخصها :

1/ اختيارهم الدقيق لأعضاء اللجنة التحضيرية من النشطاء الكلدان و توسيعها بحيث تشمل جميع بلدان التواجد الكلداني ، العراق ، اميركا ، استراليا و اوروبا.

2/ اعطاء اللجنة التحضيرية مدة زمنية كافية للنظر بكل الامور المتعلقة بالمؤتمر و مناقشتها و اتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، كما ليس هناك اي شيء مفروض من قبل المنبر ، و انما كان له عضوية كبقية اعضاء اللجنة.

3/ استضافتهم للمؤتمر اعتماداً على امكانياتهم الذاتية ، اي دون استلامهم لمساعدات حزبية او حكومية.

4/ سرعة استجابة المنبر لما تصدره اللجنة التحضيرية من تعليمات.

اذا تفصلنا ايام قلائل عن المؤتمر القومي الكلداني العام والذي يعقد تحت شعار ” وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية و الوطنية” ، هذا الشعار الذي يحمل في كلماته معانٍ قيمة تتناسب والمرحلة الحالية من تاريخ شعبنا. فبالتأكيد وحدة الصف الكلداني و تعاون مؤسساته المختلفة هما الطريق الصحيح لكل ما نصبوا اليه من اجل مستقبل شعبنا الكلداني سواءً في الوطن او في المهجر.

اليوم يتطلع الكلداني الى هذا المؤتمر كبارقة نورٍ و أمل، وهي فرصة و بادرة جديدة لإلتقاط الأنفاس ، علينا جميعاً ان نتعامل معها و كأنها فرصة تاريخية ثمينة.و الفرص التاريخية كثيراً ما تفوت، و نادراً ما يكتشف مكنونها في اللحظة الخاطفة المناسبة ، فلنعمل على الإستفادة منها واستغلالها على اكمل وجه و بكل تفاصيلها لكي لا يدخل الندم مسيرتنا نحو الاهداف النبيلة المنشودة لهذه الأمة.

لذا يتوجب على الشعب الكلداني بكافة مؤسساته و من خلال هذا المؤتمر ان يبادر الى تفحص الوضع الحالي في الوطن و المتغيرات المتعاقبة فيه و يحدد تصوراته و رؤيته الخاصة لما هو قادم وخاصة فيما يلامس شعبنا الكلداني في وجوده و حقوقه.

فقد دفع الشعب الكلداني في الوطن ضريبة فادحة نتيجة انتمائه القومي و الديني، و قد عانى في سبيل استمرارية الوجود امام زخم المخاطر و عنف الأحداث ، ما لم يعانيه الاّ القليل من الشعوب. فمن حقه الآن ، و بعد كل الذي حدث ان يكون له كافة الحقوق، و منها حقوقه القومية و السياسية و الدينية ، يمارسها في بلده و موثقة في الدستور اسوة بباقي مكونات شعبنا العراقي.

لهذا المؤتمر أهمية كبيرة جداَ ، اذ لا بد ان يخرج بقرارات و توصيات ، و هذه القرارات لن تكون مجرد مذكرة عادية حول مسألة معينة هنا ام هناك، بل ستكون حول الكلدان…شعباً و مصيراً و وجوداً.

إذاً نتائج المؤتمر ستكون وثيقة تاريخية ومصيرية في المنظور العام للأمور و لوضع شعبنا في الوطن و المهجر ، و ورقة عمل ستستند عليها جميع مؤسساتنا لتوحيد رؤيتها و قراراتها المستقبلية في كل ما يخص شعبنا الكلداني و اينما وجد.

المطلوب اليوم من الكلدان جميعهم و بكل مؤسساتهم ، ان لا يغرزوا رؤسهم في الرمال ، و ان لا يسبحوا في خيال الأوهام و النظريات البعيدة عن استيعاب الواقع كما يفعل البعض ، فنحن اليوم نعيش في ظل ظروف مصيرية لن تنفع معها قصيدة عصماء تتغزل بجمال الطبيعة و الآثار و التاريخ ، و أن لا نصدق النوايا الخبيثة المغلفة بعسل الأحاديث التي تحبط العزيمة، بل علينا ان نزداد نشاطاً و فاعلية ونتابع الحدث دائما و نحدد موقفنا منه دون مراوحة لكي نحقق أهدافنا و نتفادى الفشل و الندم.

هويتنا القومية هي هوية كلدانية اصيلة ، مرتبطة بوجودنا كسكان أصليين في وطننا و تاريخه و مستقبله و بعناصر نشأته ، و ليست مرتبطة بمزاجية فردية هنا، أو بمشيئة عاطفية أم عقائدية عابرة هناك.

فالذين يتمنون لو ان بيدهم امكانية زرع الفتنة بين ابناء أٌمتنا الكلدانية لكبح صحوتها ليسوا بقادرين على ذلك بعد اليوم ، ولا الذين يتمنون الغاء وجودنا القومي بقادرين على ذلك ايضاً. و لهذا علينا ان لا نتهاون في قضيتين مهمتين :

الأولى: تسميتنا القومية الكلدانية لأنها ملكنا وحدنا.

الثانية: الكوتا القومية التي من خلالها سنضمن حقوقنا السياسية و الإدارية و الثقافية دون ان تستولي عليها بعض الجهات السياسية تحت عناوين دينية أو بالترويج المبرمج لخلطة التسميات السياسية .

آمال كثيرة معقودة على هذا المؤتمر وما سيخرج به من مقررات و توصيات تخص وحدة الصفوف الكلدانية الداخلية التي يتمناها الجميع ، فالكلدان قادرون على قيادة السفينة الى شاطيء العز والأمان بجهود و نضال المخلصين و الغيارى من ابنائه.

نتمنى للمؤتمر القومي الكلداني العام ، مؤتمر الشعب الكلداني ، النجاح الباهر ، والتوفيق من الرب.

سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

24/04/2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *