المؤتمر القومي الكلداني العام ( الثالث )

الكلداني ينهض من جديد

خاهه عَمّا كلذايا

( نحن لانستجدي هوية، فهويتنا معروفة، وأسمنا معروف، أنا كلداني أبن كلداني ) يطيب لي أن أفتتح مقالي هذا بهذه الجملة التي تحتوي على معانٍ عميقة وكبيرة، فيها أصالة وتجدد، هذه الجملة قالها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في مكالمة هاتفية جرت بيننا قبل أسبوعين أو أكثر، وأنا هنا أشد على يد غبطته وأقول للجميع، نعم يا سيدي البطريرك، هوية الكلداني معروفة منذ آلاف السنين ولحد الآن وستستمر عدة ألاف أخرى، فالكلداني ليس بحاجة لأن يثبت هويته اليوم، وليس بحاجة لأن يعيد ويكرر ويقول للعالم ( يا ناس ياهو أنا كلداني ) هويته معروفة، هوية تاريخية، هوية شعب عريق، هوية أمة أصيلة، هوية العراق بكامله، هوية أبونا إبراهيم الكلداني الذي خرج من أور الكلدانيين بأمر إلهي، أبونا إبراهيم الذي أعترفت بهويته القومية كتب التاريخ قبل الكتب السماوية المقدسة، آمن أبونا إبراهيم الكلداني بالله العظيم الجبار فأكرمه الرب وقال له ( أرحل من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك) آمن إبراهيم الكلداني بالله وعرفه قبل أن يعرفه الآخرون، وتكلم الله مع إبراهيم الكلداني قبل أن يتكلم مع الآخرون، حتى قبل أن يولد موسى وغيره من الأنبياء، قال له الرب أترك أرض أور الكلدانية وسأجعل نسلك كتراب البحر، هذه هي هويتنا، هوية إبراهيم الكلداني أبو البشرية وأبو الأنبياء، لا يمكن إثبات هويتي الكلدانية بإصدار مرسوم أو بيان أو أداء اليمين أو القسم، أو أن آتي بالشهود لأثبت كلدانيتي كلما طلبها مني عابر سبيل أو متشكك في هويتي، هويتي معروفة، ومَنء لا يصدّق فليذهب بنفسه وليبحث عنها، فأنا واثق منها، ولن أرض بغيرها بديلا.

في مؤتمراتنا القومية نبحث ونناقش هموم أمتنا وشعبنا، ولا نقبل مطلقاً الحديث عن أصالتنا، فنحن الأصلاء، ونحن أبناء أمة حيّة، ولكن كسانا غبار الزمن، وشوّهوا تاريخنا، وتكالبت علينا قِوى الشر والعدوان من كل حدبٍ وصوب، قِوى الإستكبار العالمي، قِوى الشر المقيتة، قِوى المصالح والمنافع، قِوى القلوب السوداء، التي تبحث عن ثأر تاريخي، هذه القِوى جميعها، ارادت أن تغطّي الكلداني بعباءتها المتهرئة، وتزرق له الأبر المُخدِّرة، لكي تجعله يبقى في سبات دائم، فلا هو نائم ولا هو قائم، مجرد أسمٌ تاريخيٌ عفا عليه الزمن، وتمكنت من ذلك وفي غفلة من الزمن أن تسيطر على عقول بعض المنتفعين من هذه الإغفاءة الطويلة، ولكن المارد الكلداني الجبار المتمثل برجال الكلدان الشجعان،ينهض من جديد، اسود الكلدان، ابطال المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، يعلنون الثورة على القديم البالي ويمزقون العباءة المتهرئة ويثورون على حالة السبات ويعلنون عقد المؤتمر القومي الكلداني العام ( الثالث ) في مدينة ديترويت معقل الكلدان الأصلاء، إسوة بإخوةٍ لهم حينما قادوا رياح التغيير وأعلنوا عن إنعقاد مؤتمرنا الأول في سان دييغو عام 2011 وأعقبه المؤتمر الثاني بهمة رجال إتحاد الأندية الكلدانية في السويد وها هي المسيرة تستمر وتتغذى على طاقات ودماء أبناء الكلدان الغيارى، رجال المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد،

نهوض المارد الكلداني، نهوض الإنسان الكلداني الجديد، والمتمثل جزء من هذا النهوض بإقامة المؤتمرات القومية الكلدانية، سواء في أمريكا أو في غيرها من البلدان، المهم أن تستمر المسيرة، النهوض الكلداني الجديد يتمثل أيضاً بإقامة وإحياء كافة المناسبات القومية التاريخية الكلدانية،

كيف بمكن للكلداني أن ينهض من جديد

إن حركة القومية الكلدانية هي جزء من حركة الإنسانية، وهي ليست بحركة آلية، ولا تشتغل ببطارية، ولا تعمل بطاقة كهربائية، ولم تأتِ ولم تُخلق من العِدَم، مسيرة النهضة الكلدانية، هي جزء من مسيرة الإنسانية جمعاء، فمسيرة أمتنا الكلدانية تستمد طاقتها من النَسَغ الصاعد، ومن الدماء التي تجري في عروق كل كلداني أصيل وشريف، تدعمها قوة ضغط الدم الكلداني وتغذيها هذه الدماء الفوارة التي تجري في عروق الكلدان الأصلاء، أمّا مَنْ لا يؤمن بالأصالة والتجدد ولا يعير إهتماماً بهويته وأصوله، فهو ليس مِنّا، ( مَنْ يقبلني فهو منّي ) الدم الكلداني الأصيل، هو ذلك الدم الذي يغلي عندما تُضام حرةٌ كلدانية في جميع مشارق الأرض ومغاربها، الدم الكلداني الأصيل هو ذلك الدم الذي يغلي عندما تتعرض أمته للظلم، عندما يتعرض تاريخه للطمس، عندما تُهدر حقوقه، عندما تُهان رموزه، عندما يُهان عَلَم أمتّه، عندما يرفض أن يتكلم أطفاله في البيت بغير لغته الكلدانية الأصيلة،

وهذا هو جزء من عملية النهوض والتذكير الكلدانية، النهوض الكلداني هو الإبداع من اي كلداني ومهما يكن، إبداع من الطبيب الماهر، من المهندس ، من رجل الشارع من الطفل الموهبة، من صحفية ذكية، عندما يشار لهم بالبنان بأن هؤلاء المبدعين هم من الكلدان، النهوض الكلداني هو المواطنة الصالحة، النهوض الكلداني هو المحافظة على لغتنا الكلدانية الجميلة، وإحياء مناسباتنا القومية التاريخية، ورفع العلم الكلداني في المكاتب وفي المناسبات وعلى سياراتنا أو يبقى قريباً مِنا على شكل ميداليات وأوسمة ونياشين، وهدايا وتقييم وطبعه على كُتب الشكر والتقدير وغيرها من وسائل إعلامنا.أي مباركة لهذه الأعمال ولو بكلمتين هو إبداع كلداني، وهو إقتداء بما جاد به أجدادنا العظماء، فهم أول مَن أخترع البطارية وهم أول مَن أكتشف حركة الكواكب وسبروا غور الكون وعرفوا أن في السماء ربّاً وخالقاً،

أناديك أيها الكلداني ، اينما تكون، وكائناً مَن تكون، لا تستصغر نفسك، إن كنتَ عاملاً في مقهى أو طالباً في مدرسة أو جامعة، أو معلماً أو مهندساً أو طبيباً أو صحفيةً أو ربة بيت، فالكل مشمولون بحركة النهوض القومية الكلدانية التي باتت على الأبواب تطرقها بقوة وعنف، افتحوا لها أبواب قلوبكم قبل أبواب بيوتكم وصفحات دفاتركم، فأنتم جميعاً مشمولون بهذا النداء،

أناديك أيها الكلداني أن تنهض وتستفيق من غفوتك، وتمزق عباءة الزمن التي تحاول أن تطغي على تاريخك الحقيقي لتظهر لك تاريخاً مزيفاً وتمدك بمعلومة غير حقيقية عن أصلك وتاريخك، أنهض أيها الكلداني وألتحق بمسيرة أمتك وإخوانك، مسيرة النهوض القومية الكلدانية التي أبتدأها مؤتمر سان دييغو وأستمر في حمل مشعلها مؤتمر المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد/ ديترويت، فلا يليق بنا ككلدان أن نبقى مستمرين في غفوتنا، وإخواننا يجهدون أنفسهم ، ألتحق أيها الكلداني بقاطرة المؤتمر الكلداني العام ( الثالث ) وذلك من خلال مشاركة في كتابة عدة أسطر تجود بها روحك ويجود بها قلمك وتثبت فيها تلازمك وتعاضدك مع أبناء أمتك الكلدانية، ستصبح اسماً لامعاً يُكتب في سفر الكلدان الخالد، ستترك اثراً بارزاً في مساهمتك أو كتابة بحث أو المشاركة في موضوع لإغناء هذه المسيرة النضالية المشرّفة، أنهض أيها الكلداني وإلا فاتك قطار المسيرة وعفا عليك الزمن وتبقى تحت غبار عباءته وتحت أنظار مَنْ يريدك ان تستمر في غفوتك ويستمر هو في سرقة تاريخك وتاريخ أمتك، وعندما يفوتك القطار ستندب حظك وتندم ألف مرة وووووو ( ولاتَ ساعة مَندَمِ )

أنهض أيها الكلداني !!!! أنهض !!!! أنهض !!! فشمس الكلدان أشرقت من جديد وهي نار على المعتدي ونور لمن يهتدي، وإن لم تنهض فسوف تحرقك بحرارتها

عاش رجال المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد

عاشت أمتنا الكلدانية المجيدة

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً

ولنا لقاء

نزار ملاخا

4/5/2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *