اللغة الكلدانية في كتاب كلدو واثور (6 )

” خاهه عما كلذايا “

” إن لغة الكلدان أنتشرت إنتشاراً عجيباً “

هذا ما جاء بكتاب كلدو وآثور ص 159 من المجلد الأول / الفصل الثاني

لماذا أنتشرت لغة الكلدان هذا الإنتشار العجيب ؟ ولماذا لم تجاريها أية لغة أخرى في إنتشارها العجيب هذا ؟ الجواب في ذلك هو : ــ

1 – لأن هذه الغة عاشت فترة طويلة في البلدان التي أستولى عليها الكلدان،

2 – كما أنها كانت لغة العامة، اي لغة جميع الشعب ، ولم تكن تلك اللغة الرسمية التي يستخدمها الكَتَبة، كأن نقول أيهما

تنتشر بسرعة ويتكلم بها أغلب الناس / هل لغة القواعد أي الفصحى ) أم اللغة العامية ؟ بالتأكيد الجواب هو اللغة العامية،

ولذلك يقول المطران أدي شير ” إن اللغة التي كان يستعملها كتبة بابل ونينوى في تاليفاتهم وتدوين الأمور الرسمية لم تكن

مستعملة إلا عند النزر القليل ، وأما لغة العامة فكانت الكلدانية. “

3 – وبالإضافة إلى ذلك هناك سبب آخر رئيسي أدى إلى إنتشار اللغة الكلدانية هذا الإنتشار العجيب، وهو أن شركينا

وخلفاؤه قد استاقوا جمعاً غفيراً من الكلدان إلى سواحل الفرات والعاصي في بلاد السريان ، واستوطن هؤلاء الكلدان في

بيت اديني في أطراف دمشق وحماة .

4 – كما أنضم عدد من الأسرى الكلدانيين إلى كل تلك الجموع الكلدانية ، لذلك اصبحت بلاد السريان تعج بالكلدان ، لا بل

اصبحت من أهم المراكز الكلدانية وقرضت لغتهم لغات تلك الأقوام ( ماسبيرو 775 – 776، ورينان تواريخ اللغات السامية

1873 )

لذلك كانت اللغة الكلدانية تشع وتنتشر بشكل لا مثيل له، وقد أنتشرت في عدة بلدان ، والدليل أن المصدر يقول في ص

160 ” إن الإكتشافات الأثرية تؤيد ذلك، فإننا نرى اللغة الكلدانية مكتوبة على مصكوكات آسيا الصغرى ونجدها مسطّرة

على البردي وعلى الأحجار في مصر،”

اللغة الكلدانية يمكن أن نسميها في ذلك الزمان لغة العصر، اللغة الأكثر إنتشاراً بين شعوب تلك المنطقة، حيث نجدها في

مصر وغيرها من بلدان العالم، لنطلع على ذلك من نفس المصدر

كان حكام مصر يكتبون أوامرهم بها، ماذا يعني ذلك ؟ ولماذا يكتب حكام مصر أوامرهم باللغة الكلدانية ؟ ولمن كانوا

يكتبونها ؟ مَن عَلَّم حكام مصر وشعب مصر اللغة الكلدانية قرءة وكتابة وتكلماً ؟ ولكن الأدهى من ذلك ان الملك نفسه كان

يكتب باللغة الكلدانية أوامره السامية، يا للغرابة، يا للعجب ، أليست نفس تلك اللغة التي نتكلم بها اليوم ، أليس المطران

أدي شير هو رجل دين من هذه الكنيسة؟ لماذا يفتخر بلغته الكلدانية ويصر على أن يسميها بإسمها الحقيقي بينما يخجل

رجال نفس الكنيسة اليوم من أن يسمي لغته الكلدانية لذلك يطلق عليها بعضهم ( السريانية ) خطأ ؟ قبل يومين قرأت خبراً

في موقع مانكيش http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=6276 عن سلسلة دروس

التعليم المسيحي لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو جملة يقول فيها

” وان الغالبية لا تفقه اللغة السريانيّة الطقسية ” أنا لا أدري أليست هي نفس اللغة التي يتكلم عنها المطران أدي شير ؟ أم

أن لغة الطقس هي سريانية ولغة الكللام والتحدث هي كلدانية ؟ كما تكرر زج كلمة ( السريانية ) في سياق الحديث حيث قال

غبطته (لذلك لكلمة (رازا) بالسريانية مفهوم كنسي أشمل،

لا أدري لماذا هذا الإصرار غير المبرر على تسمية لغتنا الكلدانية بغير إسمها ؟ هل نقول هؤلاء هم الأغراب يفتخرون بلغتنا

وأهلنا يحتقرون لغتنا ؟ أقرأوا معي أيها الإخوة ما ذكرع أحد المصادر، المصدر هو كتاب ( تاريخ حركة الإستشراق /

المؤلف المستشرق الألماني يوهان فوگترجمة عمر لطفي العالم، يقول ضمن النقطة 15 وفي ص 78 ” بتفويض من دي

بارون قام المارونيان ( جابرييل سيونيتا ويوحنا هيسرونيتار ) بترجمة مؤلفات عربية وكلدانية إلى اللاتينية ” إذن في ذلك

الزمان كانت هناك مؤلفات باللغة الكلدانية تم ترجمتها إلى اللغة اللاتينية، هؤلاء الأجانب مغرمون بلغتنا الكلدانية واهل اللغة

الكلدانية يستنكفون أن يسموها بإسمها .

نستشهد بمثال آخر من نفس المصدر الألماني حيث يقول في الفقرة 22 ص 102 ” وكان بارتولوم دي هيربيلوت 1625 –

1695 وهو مستشرق فرنسي كرّس نفسه لدراسة اللغات الشرقية ) لقد درس اللغات القديمة والفلسفة في باريس لكنه شُغل

إلى جانب ذلك باللغات العبرية والسوريانية والكلدانية ” . إذن الكلدانية ليست السريانية وإلا لما قال السوريانية والكلدانية،

الغريب في الأمر أن مستشرق فرنسي يبعد ألاف الكيلومترات عن بلاد الكلدان يشغف بلغة الكلدان ويدرسها بالرغم من

مشاغله العلمية، وابناء الكلدان يتطاحنون من أجل أن يغيروا تسمية اللغة الكلدانية إلى اللغة السريانية .

وفي ص 105 يتحدث عن إهتمامات ريلاندوس ، وهو عالم واستاذ هولندي استاذ اللغات الشرقية في جامعة أوترخت

المتوفي سنة 1718 حيث يقول ” لكن إهتماماته اللغوية بعيدة المدى حملته على الإنشغال بمختلف اللغات حتى الصينية

واليابانية ولغات أمريكا ونظريته في أصل اللغة تنطلق من كون العبرية هي أصل اللغة والكلدانية والسريانية عاميتان

قريبتان من درجة أولى “

عالم آخر جاء ذكره في كتاب ” تاريخ حركة الإستشراق ” في ص 172 وهو العالم الألماني هاين هاينريخ لبرخت فلايشر (

1216 – 1305 هـ / 1801 – 1888 م ) هـ.أستاذ اللغات الشرقية في كلية اللاهوت ومن ثم في كلية الفلسفة ، كان له ميل

شديد إلى التحليل وصحح أخطاء الناشرين …. وله مساهمات كثيرة كتبها حول المعجم الكلداني “

عالم ومستشرق إنكليزي وهو وليم رايت مؤسس مدرسة كامبرج عمل في جامعات لندن ودبلن، القى محاضرات على طلبة

اللاهوت ، كما ألف كتاباً سعى فيه إلى خلق فهم لمنهج البحث المقارن، واراد خدمة الغرض نفسه من كتابه ( يونا )

بالمقاطع الكلدانية ” .

نفس المصدر يقول في الفقرة 11 صفحة 55 ” لعب مانويل تريميلوس ( 1510- 1580 ) وهو يهودي من فيرارا أعتنق

الكاثوليكية بادئ الأمر ثم ارتد عنها إلى البروتستانتية ، لعب دوراً فاعلا منذ سنة 1561وقد قدم هذا الأخير في سنة

1569بحثاً في قواعد اللغة الكلدانية “

نلتقيكم في الحلقة القادمة

نزار ملاخا

12/3/2014

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *