الكنيسة الكاثوليكية في مصر تكرس قداديس الأحد القادم على نية راحة ضحايا الأحداث الأخيرة


جانب من قداس تشييع ضحايا الأحداث الأخيرة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

القاهرة – أبونا

أصدرت الكنيسة الكاثوليكية في جمهورية مصر العربية بياناً دعت فيه تكريس قداديس وصلوات يوم الأحد القادم، 16 تشرين الأول اكتوبر، من أجل راحة نفس ضحايا الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة القاهرة. وفيما يلي النص الكامل للبيان، الذي تلقى موقع أبونا نسخة منه:

كونوا فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة… لا تجازوا أحدا شرا بشرّ، واجتهدوا أن تعملوا الخير أمام جميع الناس. سالموا جميع الناس إن أمكن، على قدر طاقتكم… لا تدع الشر يغلبك بل اغلب الشر بالخير” (رومة 12:12-21). بهذه التوصيات للقديس بولس الرسول نتلمّس سبيلنا في هذا الوقت الذي تصعب فيه الرؤية الواضحة للحاضر والمستقبل.

إننا، بقلوب جريحة، ننضم إلى كل القوى الوطنية الصادقة، المسؤولة عن حاضر الوطن العزيز ومستقبله، لنعلن ألمنا العميق للأحداث الدامية التي تعرّض لها أبناءٌ مخلصون، أرادوا المشاركة السلمية في المسيرة الديمقراطية للبلاد، مثلهم مثل المئات من المجموعات والفئات الوطنية؛ وللأسف انتهت بوفاة 25 شخصا وإصابة 329 آخرين.

إننا نرفع صلواتنا من أجل راحة نفس المنتقلين وشفاء المصابين وعزاء أسر الضحايا المكلومين. ونطلب تكريس قداديس وصلوات الأحد القادم 16 تشرين الأول أكتوبر على هذه النيات. وقد انضممنا بالصوم والصلاة إلى جميع المسيحيين كنداء قداسة الأنبا شنودة الثالث، لكي يحل الرب بسلامه في بلادنا الحبيبة مصر.

وإذ نندد مجددا بكل أنواع العنف ومرتكبيه، نهيب بالمسؤولين أن يتخذوا القرارات والإجراءات اللازمة والحازمة لتوفير الأمن والأمان، ووضع الحلول الواضحة والثابتة للقضايا التي تتسبب في الاحتقانات، وإعلاء القانون في محاسبة المذنبين، وأن يراعي الإعلامُ الموضوعية. ولنا كل الثقة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة والقضاء، بأنهم قادرون على قيادة سفينة مصر إلى بر الأمان وإلى ما فيه خير المصريين وعزتهم وكرامتهم.

وإننا ننادي أبناء كنائسنا جميعا أن يبذلوا غاية جهدهم للعمل بروح المواطنة الصادقة والإخاء السمح مع جميع إخوانهم في الوطن، وبالعمل الجاد في جميع المواقع والميادين، وأن يشاركوا في مصر والخارج في العملية السياسية والانتخابية وهذا واجب مقدس لا يجوز التقصير فيه، في سبيل بناء دولة ديمقراطية حديثة، أساسها القانون والمواطنة الكاملة، وقوامها المساواة والعدالة وضمان الحريات. وذلك من أجل مستقبل أفضل لمصر، متألق بالأمل وبالعمل، نساهم فيه بسخاء عن طريق مؤسساتنا التعليمية والتنموية والخيرية، من أجل خير أبناء مصر الغالية، واثقين في العناية الإلهية التي ترعانا.

وفقنا الله تعالى لما فيه مجده تعالى وخير الجميع، ببركة السيدة العذراء سلطانة السلام.

+ الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب
بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس أساقفة مصر الكاثوليك

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *