الكلمة الشطة التي تحرق الحناجر “ الكلدان “



للإعلام دور هام وبالغ الحساسية في التأثير على الرأي العام خصوصا في القضايا المصيرية التي تتحد معها حياة الناس، والتي كثيرا ما يتم مراعاة تلك التأثيرات في القضايا الهامة. تعتبر بلاد الرافدين عبر مختلف الأزمان مهدا وموطنا لمختلف الحضارات، ومن يريد أن يبحر في بحث أو استكشاف في تاريخ هذه المنطقة يحتاج إلى سنوات من البحث وآلاف من المجلدات للتدوين، فقد مرت بلاد الرافدين بمراحل وحضارات مختلفة ابتداء من العصر السومري والبابلي الكلداني مرورا بالعهد الأشوري وما قبله الأكادي. يعتبر العراق مركز الكلدان في العالم وسميت بلاد الرافدين ببلاد الكلدان لأنها تعد أخر سلطة سياسية قوية يحكم شعب بلاد الرافدين نفسه بنفسه قبل سقوطها تحت الاحتلال الأجنبي.
إن محاولة تهميش الوجود الكلداني في التركيبة العراقية أمر يجب وضع حد له، فبعيدا عن اتهامات الانفصالية والعمالة يجب أن يوضع حد لهذا التزوير المقصود والغير المقصود لمسألة تعريف الكلدانية لغويا ، تاريخيا ..الخ فأهل مكة أدرى بشعابها. منذ أن بدئت وسائل الإعلام للحركات والأحزاب الأشورية في بث برامجها المقروءة والمسموعة والمرئية الخاصة كأنها لا تسمح بأن تلفظ كلمة كلدان على وسائلها الإعلامية بطريقة واضحة وصريحة، وذاك شيء متعمد قصد منه طمس لفظة هذا الاسم العريق لما له من دلالات عميقة تنبض بهوية أهله وترمز إلى معناه التاريخي العتيق. الكثير من المنتمين للحركات والأحزاب الأشورية عندما يتحدثون عن قضايا شعبنا المسيحي العراقي عبر وسائل الإعلام، ويمر من خلال عباراته ما يشير إلى اسم الكلدان أو ما يستدعي وجوبا نطق اسم كلمة كلدان، نراه يحاول جاهدا تجاوز لفظة كلمة كلدان، ويفضل أن يستعيض عنها بكلمة الأشوريين أو كلمة كلدوأشور مثلا تفاديا لتلك الكلمة الشطة التي تلهب الحناجر، وضنا منه بذلك يكون قد أخفى وأضاع حضارة وتاريخ الكلدان.
عجبي على قوم يظنون أن الشعوب التي قدر الله لها أن تحيا يمكن نفيهم من الوجود بطمس هويتهم وتجاهل حقوقهم الأدبية ، الإعلامية ، الثقافية ، التاريخية وبعدم ذكر اسمهم. إن الشعوب الحرة لا تفنيها حروب الإبادة ولا مؤامرات أجهزت الإعلام الموجهة ضدهم، بل تنهض الشعوب وتنتفض كلما استفزها الحدث، وتبقى في تصاعد المقاومة بحثا عن ذاتها وكيانها ومكتسباتها التاريخية. وإذا كان الكلدان قد ناضلوا من اجل الحصول على حقوقهم المشروعة، والحفاظ على كيانهم كشعب عريق يحق له العيش على أرضه بعزة وكرامة في ظل العراق الجديد. هذا ابسط الحقوق يجب الحفاظ عليه من باب أولى التمسك بالجذور التاريخية الكلدانية ولا يجوز التفريط بها، ولا شك إن هناك مغرضين أرادو تمييع هذا الحق حتى يتسنى إلى حين ويكون بذرة شر تثمر في رحم التاريخ وما إن نبتت تبث سمومها في مجتمعنا وعلى ذلك ننبه أبناء شعبنا الكلداني توخي الحذر فيما يحاك وما قد يحاك ضد وجودهم القومي وخلاصة الكلام نريد إعلاما نزيها ينطق اسم الكلدان بدون تحوير أو إضافات.
03 08 2007

وديع زورا

You may also like...