الكلدان والكلدانية وغبطة البطريرك لويس ساكو الجزيل الإحترام

حيا عما كلدايا

الكلدان يعني بابل والكلدان يعني حمورابي والكلدان يعني نبوخذ نصر وبناء ملوية سامراء، والكلدان يعني بشكل مختصر تاريخ العراق الماضي قبل الأديان وبعد الأديان ولحد الآن، ومهما حاول الداعشيون من تدمير حضارة الكلدان فستبقى الشواهد عليها خالدة سواء ما كتب المؤرخون أو ما بقي في الأرض مدفون.

هذه الحضارة لا يمكن لأي مخلوق على سطح الأرض أن ينكرها، وقد عانينا من ذلك كثيراً فكانت السِهام تأتينا من القريب قبل الغريب، ولكن نضالنا أستمر وقوتنا أزدادت وتكاتف أبناء شعبنا معنا في إزدياد مستمر وما هذه القوة المندفعة من شبابنا اليوم وكثرة المواقع الألكترونية الكلدانية الساندة والداعمة لقضيتنا خير دليل على ذلك، فلن نمل ولن نكل وسنستمر بقوة الله وعونه، ندافع عن حقوقنا المغتصبة، ندافع عن إسمنا القومي وهويتنا بما فيها لغتنا وتاريخنا وحضارتنا، سواء كنا داخل العراق أو في دول المهجر، فالهدف واحد والكلدان واحد والعراق واحد، وحفظ الله الجميع ذخراً لنا.

تَبَدُل المواقف هو من الحالات الصحية إن كانت بسبب عدم وضوح الرؤيا أو التبصير أو وعي قومي ووطني وغير ذلك، المهم أن نتحول نحو الموقف الصحيح، ولا عيب في ذلك،

لقد كنا ضد تأسيس الرابطة الكلدانية منذ بداياتها والأسباب كانت كثيرة ومتعددة منها عدم وضوح الرؤيا لدى المؤسسين، وتخطيهم القادة الكلدانيين الذين حملوا راية ومشعل الكلدان منذ البداية وحافظوا عليها، لا بل دخلوا في حروب مستمرة لإثبات هوية الكلدان القومية وحقوقهم المشروعة وإثبات لغتنا الكلدانية الأصيلة، ولكن ما أضطرنا للكتابة عن الرابطة ومؤسسيها هو الضبابية التي أتسمت بهوية الرابطة، فكانت القيادة غير مؤهلة لأن تقود تنظيم كبير كهذا، أو أن تُعطى لها الصلاحية والأذن لأن تتكلم بأسم أكثر من مليوني كلداني ضاربة عرض الحائط مقررات المؤتمرات الكلدانية التي سبقتها، لذا تلكأت ولم تتمكن من إستعياب أو ضم القيادة الكلدانية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكلداني والتنظيمات القومية والثقافية الكلدانية وبعض الشخصيات القومية الكلدانية التي عملت ردحاً طويلا من الزمن في المجال القومي الكلداني وحضورها الفاعل في المؤتمرات القومية الكلدانية المنعقدة في أمريكا والسويد.

ما زلنا نتحفظ على بعض النقاط في عمل الرابطة منها قادتها بالدرجة الأولى وكذلك عدم تبنيهم العلم القومي الكلداني والنشيد الوطني الكلداني والسنة الكلدانية، فالشعار يختلف عن العَلَم، وهذه من اساسيات عمل الرابطة، كما أن التخبط الذي كان بادياً على أعضائها بسبب قلة خبرتهم وعدم إلمامهم بتاريخ أمتهم أوقعهم في مطبات ومتاهات كانوا في غنى عنها، مثل تسمية لغتنا بغير أسمها الحقيقي وهويتنا وغير ذلك.

ولكن ما قلب الموازين واستطاع أن يبيض وجه الرابطة قليلاً هو سيادة المطران مار إبراهيم إبراهيم في ندوته التي عقدت في فرنسا حول الرابطة الكلدانية وفي وقتها كتبنا مقالاً نثني على جهود سيادته ونشد على يده وندعمه ونسنده، لأنه اصر على الثوابت التي لا يمكن التنازل أو النقاش فيها وهي أن أسمنا القومي هو الكلدان لا غير، غير منقوص وغير مدموج، واسم لغتنا يعرفها جيداً والحمد لله وهي الكلدانية وقال لسنا بحاجة إلى خبراء وعلماء لكي يبحثوا لنا عن أسم لغتنا، فنحن نعرف أسم لغتنا أحسن من غيرنا، فلا نحتاج لمن يأتي ليعلمنا أسم لغتنا، والندوة الثانية التي عقدها سيادته في أمريكا والتي يؤكد فيها على هذه الثوابت.

ما أفرحنا اليوم هو التبدل الواضح في فكر قائدنا غبطة البطريرك مار لويس ساكو حول الهوية القومية والثوابت الكلدانية، ( فلا قومچية، ولا رفع لافتة أنا كلداني، ولا في بداية كل قداس أو صلاة نقول خاهه عمّا كلدايا) فقد تغير تاريخ قدمية الكلدان من خمسمائة عام إلى خمسة آلاف وخمسمائة عام، وأتمنى على تلك الطبول التي قرعت وقتذاك أمثال السيد الصنا وغيره وقالت بأن أصولنا يهودية أو إفغانية أن تعدل مسيرتها ومعلوماتها أو أن تخرس إلى الأبد، فها هو غبطة البطريرك يعدل ما ذكره ويصحح ما قيل خطأ من أن تاريخ الكلدان يبتدئ منذ خمسمائة عام فقط، والمكسب الثاني الذي أستطاع غبطته أن يكتشفه هو أن أسم لغتنا هو الكلدانية وليس السريانية التي تسمت بها لغتنا خطأ، ولا يجوز السير في ركاب الخطأ الشائع بل علينا تصحيح كل الأخطاء وتشذيب تاريخنا من كل ما علق به من شوائب فهي مسؤوليتنا جميعاً، والخبر الآخر الذي أفرحنا هو إعادة غبطته المسك بزمام الأمور، فالقيادة لا تليق إلا بالكلدان، وها هم الكلدان يثورون على لسان راعيهم الجليل غبطة البطريرك ليقولوا للسريان أعرفوا حدودكم مع كامل إحترامنا لكم جميعاً فأنتم تقفون أمام الطود الشامخ  أمام التأريخ بأكمله ” الكلدان ”  فأدوا الهيبة والوقار لمن له الهيبة والوقار، هكذا جاء في الكتاب، فالكلدان وبلا منازع هم أصحاب الأرض والتاريخ والعراق ولا يحق لأحد أن يتكلم بأسم المسيحيين أو غيرهم سوى الكلدان، فلولا الكلدان لما كانت الزوعا مستمرة لهذا اليوم ولولا الكلدان لما بقي السريان لهذا اليوم،  قوموا بإحصائيات بسيطة عن العدد الكلي، أحصوا كنائس الكلدان وكنائس غيرهم مجتمعة، أستذكروا تاريخ الكلدان في كل حكومات العراق وتاريخ غيرهم ؟  أستذكروا المواقف الوطنية لبطاركة الكلدان حول الموصل وسلامة العراق ككل وأستذكروا مواقف غيرهم، يكفينا مجداً وفخراً أنه ومنذ أن آمن الكلدان بالدين المسيحي وبرسالة يسوع ومنذ تأسيس أول كنيسة كلدانية وتعيين أو جاثليق وبطريرك لها كان كرسيها في العراق (سواء في المدائن أم ألقوش أو الموصل أو بغداد) وما زال، وبالرغم من كل المآسي والآلام لم يتزعزع أي من البطاركة الكلدان عن أرض العراق بل بقوا متمسكين بها يعانون ما يعاني شعبهم ويعيشون مأسىة الشعب فهم في قلب الحدث مع شعبهم وأنظروا إلى غيرهم من البطاركة، فكيف نقبل أن يتحكم بمصيرنا شخص غير كلداني ؟ اليوم حكومتنا تظلم الكلدان وهي بذلك تسير على خُطى بريمر ولكن هذا الوضع لن يستمر بعون الله وهمة الكلدان والثائرين من أبناء شعبنا العراقي البطل،، فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، وستسطع شمس الكلدان إن عاجلاً أم آجلا وسيكون لكل حادث حديث.

لولا الكلدان لما كانت الزوعا بهذه القوة فمنذ القدم كان الكلدان هم القادة الحقيقيين ولا نريد أن نخوض غمار التاريخ الماضي فتلك مسألة طويلة وسنفرد لها مقالاً خاصاً، ولكن في عصرنا الراهن اليوم، حيث نرى المكتب السياسي للزوعا فيه من الكلدان ولكهنم تنكّروا لأهلهم وهويتهم القومية من أجل منصب قائم مقام أو معاون محافظ وغير ذلك، على سبيل المثال وليس للحصر فإن الأستاذ سامي بلو قائم مقام تلكيف( المنصب بسبب كونه زوعاوي) هو ألقوشي ابن ألقوشي وهو كلداني ابن كلداني، لكنه نكر هويته من أجل منصب زائل وحياة فانية، والآخر هو الدكتور دريد طوبيا إنه تلكيفي ابن تلكيفي وكلداني ابن كلداني لكن من أجل أمور زائلة أنتمى لحزب الزوعا وما زال وتم تعيينه بمنصب معاون محافظ نينوى لشؤون المسيحيين وهناك قادة لمحليات زوعا من الألاقشة في كركوك والموصل وألقوش نفسها وتللسقف، وبالأمس القريب توفي أحد ابناء شعبنا الكلداني من تللسقف فتم وضع العلم الآشوري على التابوت وبهذا نقول ألم يكن بإمكان أحد الكلدانيين أن يضع علماً كلدانياً ؟ أم أن الخوف من الزوعا ( بينما لم يجهد أحداً نفسه في دعم الحزب الديمقراطي الكلداني أو الإنتماء إلى صفوف هذا الحزب الكلداني العظيم) هو السبب لأنها مدعومة من الحكومة ودول أجنبية وغير ذلك ؟ وإلا كيف كان بالإمكان أن يتم تعيين السيد يونادم كنا بمنصب عضو مجلس الحكم وممثل المسيحيين في المجلس في الوقت الذي يتم إستبعاد بطريرك كلداني عن عضوية المجلس ؟؟؟ متى تهتز شواربكم أيها الكلدان ؟ متى تنهضون من غفوتكم ؟ متى تستفيقون؟ نعم التصريحات الأخيرة لغبطة البطريرك مار لويس ساكو جعلتنا نثني عليه ونشد يده ونباركه ونقول له منذ الآن وبهذا التوجّه وبهذا الوعي القومي وبهذا التمسك الحر بهويتكم القومية وتاريخكم نحن معكم ونشد أزركم ونسندكم وندعمكم في سبيل أن تستمر المسيرة الكلدانية، في سبيل أن يستمر سطوع الشعاع الكلداني، في سبيل قول الحقيقة ليس إلا

بارك الله بكم غبطة راعينا الجليل ونتمنى أن تتم الفرحة الكبرى بالمصالحة الشاملة مع أقطاب كنيستنا الكلدانية الخالدة، كنيسة المسيح له المجد حينذاك ستكون الفرحة الكبرى وعفا الله عمّا سلف ونصبح يداً واحداة وقلباً واحداً وقائداً دينياً واحداً يقودنا نحو رسالة الخلاص المسيحية

دمتم عزاً وفخراً للكلدان واستمروا في هذا النهج ونحن معكم ونسير من ورائكم

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً

عاش العراق عزيزاً وعاشت أمتنا الكلدان بعزه ومجده.

نزار ملاخا

22/13/2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *