“الفوضى الخلاقة” ومصر نموذجا !؟/ سليمان يوحنا

الرسالة ادناه كانت ردا لعدة استفسارات وصلتني من احد الاخوة المصريين “  في اسفل الرسالة ” عما يجري في مصر، وطبعا ان مايجري في مصر وتونس ما هو الا نموذجا سينتشر الى اغلب دول العالم نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي المتسارع ولذا احببت ان انشره هنا.
 
تحية اخوية وارجوا ان تكونوا بخير في هذه الايام العصيبة وان الانترنيت شغّالة ؟
الغاية مما يجري هو تفكيك الامم وفوضى وصراعات ودماء وغير مستبعد في المدى القريب حصول حروب اقليمية  في محاولة لتحطيم سيادة أمم وشعوب ودفع مخططات لا تعي بها شعوب المنطقة لإنشغالها بكسب لقمة العيش ومما يؤسف له بأن الاوضاع أينعت لهذه الاستراتيجية والطامة الكبرى هو غياب الوعي الشعبي لهذا الاستهداف والمخطط الذي يسمى في الغرب ب ” غراند بلاند” ــــ  المخطط الغير المسبوق، ولذا فأن الحلول قد تأتي متأخرة وبعد فوات الآوان من التدمير وانتشار الفوضى والمعاناة!؟  وليس مستبعدا من لجوء بعض الانظمة المتشبثة بمراكزها الى الانتقام من خلال دفع مؤيديها واجهزتها وهذا وارد جدا وارجوا ان يعي الشعب المصري وبسرعة لهذا الشر المبيت قبيل استفحاله؟!

ادناه تحليلي لما يجري ولأنني وكما تعرف كنت المح في مقالاتي ضمن موضوع ” الاقتصاد السياسي” منذ سنين الى ان الاوضاع العالمية المدفوعة بالانهيار الاقتصادي ستنحوا هذا المنحى ان لم تتواجد الارادات والحلول الحقيقية .
أن اغلب الدلائل وكما تتضح الان تشير بأن مخطط ” الفوضى الخلاقة” الذي يستهدف المنطقة منذ عشر سنوات ومنها مصر تتوافر شروط تنفيذه لأن الارضية الخصبة لهذه الفوضى قد بانت نتيجة الازمة الاقتصادية المتسارعة والغير مسبوقة وتعم العالم بسبب العولمة الاقتصادية وسياسات البنك النقد الدولي والبنك الدولي والسياسات الاقتصادية التقشفية والمالية الفاشلة ” الدكتاتورية الاقتصادية ” التي فرضت على الانظمة السياسية للدول في العقود الثلاث الاخيرة مما جعلت الشعوب اعداء حكوماتها؟!.

 سياسة الفوضى الخلاقة اعتمدها ” المحافظون الجدد في الولايات المتحدة ” ومن أبرز منظريهم  “صمويل هنغتنتن وبرنارد لويس ” المرتبطون بالقوى البريطانية المؤثرة ” انظر الى الى اعمال توني بلير وتصريحاته في الفترة الاخيرة من معارضته لإتفاقية  “ويستفالية” التي انهت الحروب الدينية في اوربا واصبحت مبادىء هذه الاتفاقية جزأ من القانون  الدولي التي تدعوا الى عالم مكون من امم وشعوب ذي سيادة مستقلة والنفع العام لجميع البشر وحسب المبادىء المسيحية والانسانية المعروفة”… وسيناريو هذه الايديولوجية هو الاستمرارية في خلق عدم الاستقرار في العالم لأن نظامهم المالي في طور الانهيار وهم يظنون انه ومن خلال خلق الفوضى وانهيار الانظمة والشعوب والحروب سيتمكنون من فرض اوضاع وانظمة جديدة بحيث تتواصل ارادتهم في الهيمنة  .

 انا مدرك ان الامور قد خرجت من نصابها بالرغم من الانظمة الشمولية والدكتاتورية لأن الاحتقان الشعبي الذي سببه الابرز هو كما يقول المصري  “العيش” وان الانهيار الاقتصادي قد وصل الى طور مراحله النهائية ولذا فأنهم يحاولون الاتيان بدمّية او دًّمى تحل محل صديقهم الاستراتيجي خلال العقود الثلاث الاخيرة وكما فعلوا بالشاه في ايران وما جرى بعده؟ ولابد انك لاحظت وبعد خطاب مبارك الاخير عندما صرح بأنه ذاهب وهو سيذهب لامحالة وجلّ غايته الان هو” حفظ ماء وجهه وطوي عقوده الطويلة في الحكم أقلّه ليس كرئيس مخلوع أومنبوذ ” و الانتقال الى ما بعد حكمه بعملية آمنة ومستقرة من دون الجنوح نحو تحطيم النسيج الاجتماعي وتجنيب مصر الفوضى السياسية والاجتماعية وهو مدرك لهذا ولكن اوباما طالبه بالرحيل الان !؟ ” انظر المعايير المزدوجة” وبغض النظر عن احتمالية وقوع صراع وفوضى سياسية وشيكة حيث هناك الاخوان المسلمين الذين لديهم قاعدة شعبية واجندة سياسية لاتختلف بل قد تكون أشدّ وطأة من الدكتاتورية الحالية وهناك مجموعة اللبراليين الذين يتم تمويلهم خفية من قبل” جورج سوروس” وهناك مجموعة البرادعي المرتبط باجهزة ومصالح دولية وهناك احمد زويل وهناك عمرو موسى وهناك الوفد وتيار التجدد الاشتراكي وحركة “كفاية” و 6 ابريل وجماعة الاسلاميين الاخرين والقوميين والعسكر ومؤيدي نظام استمر لأكثر من 30 عاما الذين أمنهم وحياتهم ومصالحهم مرتبطة به وهم مستعدون للقتل والانتقام ؟! إذن لدينا ارضية خصبة جدا ستستغل لصراع سياسي قادم وفي ظل الانهيار الاقتصادي الحالي والمتسارع والمتجه نحو الاسوأ في الاسابيع والاشهر المقبلة ولا تستغرب دخول مصر في نفق غير واضح المعالم وقد يطول لسنوات من عدم الاستقرار وضرب هيكلية الدولة وخاصة بوجود اياد خارجية اضافة الى ايدولوجية دينية متزمتة في ثقافة اغلبية الشعب !؟

 السؤال الذي يطرح نفسه :لماذا امريكا حافظت وساندت نظام دكتاتوري والان تغسل يدها وبالذات في مرحلة انهيار المستوى المعيشي والنقص في الغذاء “المجاعة” الذي هو قائم حاليا وخسارة الوظائف واعتماد مصر على المساعدات الخارجية المشروطة وعدم وجود امل في تغيير سريع من الناحية الاقتصادية لتمسك الدول تحت ضغط المؤسسات الدولية بالسياسات الاقتصادية التي افلست الاقتصاد العالمي مما لا شك بأن هذا سيخلق المزيد من الشرور وفي ظل قوة متنامية للاخوان المسلمين الذين ان حكموا بايديولوجيتهم المعروفة فلابد ان تقوم حربا مدمرة ” اسرائيلية اسلامية! او سنية / شيعية واما الليبراليين ذوي الاغلبية من الشباب ،فهناك تواصل معهم ومنذ عدة سنوات من قبل بعض المؤسسات الامريكية من الذين كانوا وراء الثورات البرتقالية في جورجيا – اوكرانيا وغيرها وممول هذا العمل هو كما ذكرت هو ” جورج سورس” وازيدك علما بأن المؤسسي الاوائل لتنظيمات الاسلام السياسي ومنها  الاخوان المسلمين  ” جمال الدين الافغاني وحسن البنا” كانت لهم ارتباطات باجهزة المخابرات البريطانية الخارجية في العشرينات وما قبلها وهذا موثق( لمن يرغب بهذه الوثائق يرجى مراسلتي) ومن خلالهم برز الاسلام السياسي المعاصر لكي يكون اداة لعدم الاستقرار وضرب سيادة الدول لأن المصالح الدولية عادة تلجأ الى خلق مؤسسات او جبهات ذات ايدولوجية متناقضة لمبدأ النفع العام والمواطنة وفصل الدين عن الدولة من اجل تفعليها ودفعها للامام للضرورات السياسية والاستخباراتية والتكتيكية .
اذا وكما ترى انني اركز على الدور البريطاني ومؤسساتهم وعلى الانهيار الاقتصادي المتسارع  في اغلب دول العالم ونحن مقبلون نحوا فترة يشوبها الكثير من الغليان الشعبي وثورات وصراعات وقانون الاقوى “الغابة” والحروب ان لم يتم التسارع بالحلول الجذرية ليس في مصر بل للعالم بدأ من اوربا لأن ما يجري ليس في الشرق فقط بل في ارلندا، اليونان، اسبانيا ، البرتغال ، ايطاليا …الخ نتيجة سياسات التقشف وتدمير المستوى المعيشي والوظيفي لاغلبية الشعب.

الهجوم على الاقباط في مصر مصدره اما النظام من خلال اجهزتهم الامنية او توابعها من المتطرفين التي تسيّرها المخابرات الحكومية ولغايات منها  فرض السيطرة على المعارضين لحكمهم عن طريق خلق أزمات ومن ثم هندسة الحلول والاجراءات التي تخدم النظام نفسه من خلال استهداف المجموعات الضعيفة من اجل ضرب الاقوياء المناهضين وليس مستبعدا ان يتم استهداف الاقباط في المرحلة الحالية لحرف او جلب الانظار او استجداء التعاطف الدولي او لفرض الامر الواقع او لغرض الالتفاف الشعبي او قسما منه مع الحكم طبقا لمبدأ ” الشيطان الذي تعرفه افضل من المجهول؟ اما المصدر الثاني فهى مؤسسات خارجية لأن مثل هذه الهجمات تتطلب تخطيط وتنفيذ في ملعب نظام امني ودكتاتوري لا تتوفر لجهات محلية العمل ضمن هذا النطاق؟  

جهاز “الموساد” له ارادة ومصالح وقابليات في خلق تفكك في داخل المجتمع المصري لكي تظل البلد مقيدة بالمشاكل الداخلية والمعروف أن الموساد تسيطر على الكثير مما يسمى بالمنظمات الاسلامية وهذا معروف في الاوساط الامنية العالمية والغاية هو لتحقيق استراتيجيات مرسومة ضمن خططها لتفكيك الدول المناهضة او احتمالية مناهضتها في المدى البعيد ؟
 النفوذ الايراني ضعيف في مصر ولا اعتقد انهم في وضع يسمح لهم بخلق تهديد امني لمصرولا اعتقد ان حزب الله له اي امكانية ايظا ؟

الله اعطانا العقل وقدرة التحليل والتنفيذ والمطلوب ان نقرأ المراحل والازمنة ونتهيأ ونضع الخطط لكي نحافظ على انفسنا والا لنسأل انفسنا عن السبب الذي يهبنا الله هذه القدرات ؟ اليس لغرض استمرارية الحياة بنمطها المعقول من الترتيب والادارة وتطويرها ولا يجب ان نكون اتكاليين جدا بحيث وكما يؤمن البعض بأن نعتكف في بيوتنا من دون عمل او حراك وان الله سيهبنا غذائنا؟! وبذا إلغاء دورنا ودور المواهب والوزنات التي وهبت لنا وترك ذوي المصالح الشريرة في التلذذ بعبودية البشر، ارجوا ان يتضامن الشعب المصري معا ويرتفعوا فوق التعصب الديني الذي لا يمتّ الى الله بشىء وان يبقى الجيش المصري ومؤسسات الدولة مدركة لهذه اللعبة وان يبقى مدافعا عن الشعب والوطن.
.
المعروف ان نظام مبارك لا يختلف في ركائزه وتسلطه عن باقي الحكومات في المنطقة ولكن المطلوب هو الوعي بما يخطط من الجيوبولتيك والانتقال الى ما بعد عصر مبارك بصورة آمنة وحضارية حتى وان بقى مبارك لعدة اشهر اضافية لأن المخطط اكبرمما هو باد للعيان وان عدم وجود ثقافة ديمقراطية حقيقية لأغلبية الشعب او للمؤسسات يتطلب عند الضرورة ارادة جادة لفرض الامن والاستقرار وحماية شعب وأمة  لحين ذهاب الملك المبجل!؟ ولنتعلم من ديمقراطية العراق من الذبح والطائفية والمصالح ولعبة الفرق تسد في عراق اليوم وبعد سبع سنين من الاحتلال الامريكي وديمقراطيتها ؟؟  التي تلبس ثوبا دينيا  متزايدا وانظر الى عدد المعممين في البرلمان الذين يفرض بهم التفرغ للعبادة ودورها وليس الدهاليز السياسية وكما نعلم بأن الدين والديمقراطية يتقاطعان غالبا؟  ولا يخفي عليك بان المسيحيين في العراق اصبحوا اكثر استهدافا وتقتيلا وتشريدا منذ مجيء هذه الديمقراطية؟!.
لكم مني كل المحبة والاحترام  
اخوكم
سليمان يوحنا
3/ 2/ 2011
sy@cecaust.com.au

 


From: b him [mailto:bhbous@yahoo.com]
Sent: Thursday, 3 February 2011 8:02 AM
To: Sleiman Yohanan
Subject: تحياتى من مصر [Scanned][Spam score:28%]

 

الاخ الفاضل سليمان

تحياتى لسيادتكم والرجوا ان تكون بخير دائما

بعد انقطاع لشبكة الانترنت، والان اذ تعمل اردت ان اطرح على سيادتكم باعتبارك خبير ومحلل سياسى رائع واريد ان استفيد من رؤيتك وتحليليك لما يحدث فى مصر ، وارجوا ان اتلاقى الاجابة سريعا لاننى لااعرف هل ستستمر هذة الخدمة ام يمكن ان تنقطع:

السؤال الاول:

هل تعتقد ان الترتيبات التى حدثت فى مصر والمظاهرات والحرائق خاصة حرق اقسام الشرطة وفتح السجون هى من تخطيط قوى خارجية – واذا كان – من هذة القوى ( اخمن ) ايران- الجيش الاسلامى الفلسطينى- كتائب القسام- حزب اللة؟؟

السؤال الثانى:-

هل فى حالة فشل الوضع الراهن باى شكل ،واضطر الرئيس مبارك للرحيل (وانا اشك فى هذا) – ان تقوم اسرائيل بضربة عسكرية لمصر – خاصة ان هناك تصريحات لنتياهوا بخصوص الحدود – وربما اخر كارت سيكون للرئيس مبارك هو الوضع الامنى على الحدود والذى من شآنة ان يلفت الانظار الى الجبهة وينسى المصريون الصرعات الداخلية؟؟وهو الامر الذى جعلة يدفع بنائبة سليمان وهو الشخص المناسب على مااعتقد للتعامل مع اسرائيل والغرب وهو ماتحتاج الية مصر

السؤال الثالث:-

اعلم جيدا ان جميع الاحزاب والقائمين عليها ليس لهم فى البطيخ ولا السياسة، ولا حتى الشباب المتظاهر بتاع مصروف بابا وماما – ترى اذا وصل الوضع ان يحدث فراغ سياسى وهو مايريدة هؤلاء الشباب الان ان يرحل كل النظام برموزة – ماذا تعتقد انة سيحدث

أخر سؤال – الرابع

مارءيك الشخصى فى الخروج من هذة الازمة- واحب ان انوة انة رغم الفراغ الامنى الرهيب الذى ايضا ادى الى سحب كل قوات الشرطة – وبالطبع حراسات الكنائس – لم يحدث اعتداء على كنيسة؟ (احتاج تعليق على هذا)

وانا شخصيا لااريد ان تكون هناك حراسات على الكنائس – اللة هو الذى يحرس – والشخص الذى يريد ان يقوم بعمل شىء حتى لو هناك قوات سيفعل

شكرا جزيلا لمحبنك ووقتك للاجابة وانا فخور بصداقتك وبرجاء ارسال تليفوناتك لى ثانيا لاننى فقدتها من على الموبابل

اخيك

 

+012-34064

+0162452

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *