الفصول الخمسة في العراق /مصر نموذجاً

هكذا نعلم ان فصول السنة هي أربعة – من يعرف أي فصل من الفصول الأربع كان أول الفصول؟ هل هو الشتاء أم الربيع او الصيف او الخريف؟؟؟؟

لنفتش عن تسلسل الفصول! في سفر التكوين 1 “كانت الأرض مقفرة وتكتنف الظلمة وجه المياه،،،وكان نور ،،، وهكذا جاء مساء أعقبه صباح –اليوم الأول

أمر الله ليكن جَلَدُ يحجز بين مياه ومياه – أي السماء – وكان اليوم الثاني

ثم أمر الله : لتجتمع المياه في موضع واحد – وكانت البحار والأرض اليابسة – وكانت الأشجار والعشب – اليوم الثالث

لتكن الأنوار في جلد السماء لتفرق بين الليل والنهار – ونورين  – الشمس والقمر – وكان اليوم الرابع

وكانت الطيور والأسماك والحيوانات المائية الضخمة والكائنات الحية حسب أجناسها – اليوم الخامس

انه اليوم السادس وكانت الحيوانات من بهائم وزواحف ووحوش حسب أجناسها ،، وفي منتصف نهار اليوم السادس خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ،، وأعطاه سلطة تسلط على سمك البحر وطيور السماء والكائنات على الأرض

ذكر وأنثى وقال لهم : أثمروا وتكاثروا واملئوا الأرض وأخضعوها — ثم جاء المساء وكان اليوم السادس

اليوم السابع استراح الله  وقدس هذا اليوم! وخاصة أننا نحن بني البشر تعبناه منذ الخلق ولا زال الى اليوم يعاني من ضرباتنا القاسية له في كل لحظة كبرياء ودقيقة حسد ولحظة قتل احدنا الآخر وكأننا نعيد أمجاد قايين الذي قتل أخاه هابيل

هذه كانت مقدمة موضوعنا الذي لا يتعلق باللاهوت بقدر ما يتعلق بالقيم والأخلاق والمبادئ التي من المفروض ان نتحلى بها من رجال الأديان مروراً بالسياسيين وصولاً إلى أصحاب الكراسي والدولارات! ولنتدخل في صلب الموضوع

في مصر التي تعتبر أب الحضارة الكونية – حضارة الفراعنة – وحضارتنا حضارة وادي الرافدين التي تعتبر أم الحضارات – لذا جاءت أحداث مصر اليوم لتبرهن ان هناك 5 فصول مرت بها خلال سنتها الثورية وكانت أم الحضارة قد سبقت مرورها بالفصول الخمسة!!! انه العراق يا مصر واليك الدليل

من خلال تتبعنا لفكرة الخلق في سفر التكوين نجد ان الفصل الأول كان “شتاء” لان اليوم الأول كانت ولادة النور مقابل الظلام-  وفي اليوم الثاني فصل الله بين مياه السماء ومياه الأرض – إذن كانت هناك ظلمة ومطر وهذه صفات “الشتاء”، لذا بعد الشتاء يأتي “الربيع” لأنه كانت الأشجار والعشب والكلأ – والتكملة كانت الطيور والأسماك ليباشر “الصيف” في خروج الزواحف والوحوش والبهائم – بعدها يأتي “الخريف” مع الإنسان ليعطي له الخالق السلطة على من في الأرض وتحتها ويطلب منه ان يسترح في اليوم السابع وكأنه يضع قانون العمل! ستة أيام تعمل وفي اليوم السابع (سبت او احد او جمعة ) تسترح

الفصل الخامس

منذ سقوط بغداد 2003 واحتلال العراق وقلع الحكومة والنظام والدولة معاً كان من الأخطاء الرئيسية لقوات التحالف وخاصة أمريكا، وهذا الكلام جاء على لسان المسئولين الأمريكان وصناع القرار، وبشكل أخص مرحلة بريمر وولادة دستور منغولي مشوه، وفرض الفصل الخامس نفسه على أرض الواقع ناسخاً ربيع العراق ليتربع على عرش القتل والدمار والتخلف والفقر والمخدرات والدعارة وبيع الأطفال والفساد بأنواعه وأشكاله، وتكريس المحاصصات في كافة المجالات متقدمين مصالح الفرد والطائفة والعشيرة والمذهب على مصلحة العراق وحقوق شعبه، إذن الفصل الخامس بدأ منذ ان تم حفر قناة من نار ودخان أمام الوطنيين والأحرار والطيبين من رجال الدين والمكونات الأخرى، لحجب الرؤية عنهم من اجل عدم تمكنهم العبور إلى مرحلة بداية الديمقراطية، وجاء تكريس الفصل الخامس لنفسه وبمساعدة (جهل المنتمين لفكره بغسل أدمغتهم + ملايين لا بل مليارات الدولارات مشبوهة المصدر – منها شركات ومنظمات خيرية ومنها التجارة السوداء) ليكون هو اللاعب الأساسي للسنين ألثمان العجاف الماضية والمرشح لعشرات سنين قادمة! انه فصل الإسلام السياسي السلبي- واليكم برهان الحكاية

هذا الفصل الخامس أبقى على الشتاء ومدده بحيث بلع زمن الربيع وحوله إلى ما قبل الخلق “وكانت الأرض مقفرة” وقفزنا إلى أطفال الشوارع وعوائل القمامة واحتوى الربيع بين عنكبا ته وسار نحو صيف لاهب دون كهرباء وماء – لا نجني على احد الأرقام تتكلم وخاصة الأرقام المعتمدة التي تضع وادي الرافدين – أم النهرين – أم الحضارات – الثاني بموارده النفطية على العالم،،،،، الخ وضعوه في أسفل قوائم الانتهاكات وعدم المساواة والفقر والأمراض وعدم الأمان، أصبح العراقي والمصري ومعظم شباب الثورات في الشرق الأوسط غرباء في أوطانهم،،،، يتكلمون عن الاستعمار والامبريالية والشيطان الأكبر والكفار والصهيونية العالمية والغزو والاحتلال والجهاد والفتاوى المخزية وتطبيق الشريعة والحد وما ملكت إيمانكم وغيرها من مكونات وتطبيقات الموسم الخامس – هل التطبيق يكون بقطع أذن أخي الإنسان الآخر؟ أم بسلب حرية وحقوق المرأة؟ ماذا عن قوائم الممنوعات؟ أليس هذا الاستعمار بحد ذاته؟ ألا يكون الاضطهاد الداخلي أقوى وأشرس من الاضطهاد الخارجي؟ وهل يقدر ألحرامي ان يسرق الإ بمساعدة احد من أهل الدار؟ نحن في القرن 21 وولى زمن الضحك على الذقون

والآن نتكلم بموضوعية هذه أفكار وصفات موسمنا الجديد /5 ان كان المسلمون ومعهم المسيحيون واليزيديون والصابئة واليهود العراقيون يعيشون اليوم في كنف – الفصل الخامس وتطبيقاته – إن كانوا أحرار في شعائرهم الدينية – وهناك الأمن والأمان – والكهرباء ونسبة الفقر لا تتجاوز 5% بدل 40%- والتعليم ونسبة الأمية 10% بدل 45%- ولا فرق بين إنسان وآخر الإ بالتقوى – لكم دينكم ولي ديني – كل بخصوصياته وطائفته ومذهبه – ونسبة البطالة قليلة – هناك حرية مكفولة للجميع، ألم نكن جميعاً ننحني أمام الفصل الخامس؟ بدل انحنائنا أمام أوربا التي كانت تمر بأسوأ من تطبيقات الفصل الخامس أعلاه ولكنها تعلمت الدرس ووضعت جميع أصابعها على الجرح – وتعافت كلياً من مرض سيطرة الدين على مرافق الحياة فأصبحت دولها من أوائل الدول المتقدمة والمتطورة علمياً وتكنولوجيا بجانب أمريكا والدول الأخرى! إضافة إلى الاعتزاز بكرامة بشرها وبلدانها

فمن هم الامبرياليون والاستعمار والنعوت الأخرى ، هل هم أوربا وأمريكا حقاً أم ان الاستعمار والاحتلال والغزو معشعش في عقولنا وداخلنا لايمكن التخلص منه الإ بعد ان نعي أننا الآن نمر في نفس الفترة التي مرت بها أوربا المسيحية في القرون الوسطى التي سميت – بالقرون المظلمة – وانتقلوا بعدئذ إلى مرحلة  الأنوار وتجاوزوا إلى مراحل متقدمة من البلوغ الى يومنا هذا عندما رفعت الكنيسة يدها من الدولة وهكذا انتقلت من دين ودين ودولة إلى دولة ودين ودولة وبعدها إلى دولة ودولة ودين

هل تتعظ مصر اليوم؟ أم تسير مع إخوانهم في العراق ليبقى الفصل الخامس عندهم عشرات السنين أخر، وبهذا يكون القطار قد فات فعلاً ان لم يكن اليوم نرى خياله فقط وهو يبتعد عنا

هنا وفي هذه النقطة يبرز دور الإصلاح والتغيير لأننا نحتاج إلى أكثر من جيل لنتخلص من الفصل الخامس! ونرجع الفصول الأربعة الطبيعية دون الحاجة إلى هذا الفصل الذي لم يكن ضمن مخطط الله في الخلق والتكوين، هذا ان تخلصنا خلال السنين العجاف الآتية والله يكون في عون الأجيال القادمة

  www.icrim1.com

 

You may also like...