الفارس لا يَـرمَح الحـرباءَ … والصولجان لا يَمَس الجَّـرداءَ ــ شهامة المطران مار باوَي سـورو ــ

كان قـرار قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان مار فـرانـسيس بتأريخ 11/1/2014 منعـشاً للجـميع بتعـيـين الأساقـفة الثلاثة : الأب سعـد سيروب ، الأب يوسف توما ، الأب حـبيب النوفـلي … فألفَ تهـنـئة متمنين لهم التوفـيق في مواقعهم الكـنسية القـيادية الجـديـدة .

 

وفي ذات الـيـوم معهم صدر قـرار قـداسته بتعـيـين سيادة المطران باوَي سـورو الموقـر في كـنيستـنا الكـلـدانية …. ومطراناً للخـدمة الراعـوية في كـنيسة مار ﭘـطـرس الرسول في سان ديـيـﮔـو حـسب الـنص التالي :

Pope Francis assigned the titular see of Foraziana to Angelicum alumnus Bishop Mar Bawai Soro, in pastoral service in the Chaldean Eparchy of Saint Peter the Apostle of San Diego, CA, USA.

http://angelicumnewsletterblog.blogspot.com.au/2014/01/alumnus-assigned-titular-see-of.html

وفي أول مقابلة له عَـبر الهاتـف مع إذاعة صوت الكـلـدان / مشيـﮔان بهـذه المناسبة قال سيادته :

(( شكـراً لله الـذي نـظر إليّ وشملـني برحـمته …. وشمل الشعـب المؤمن لأنها قـضية وحـدة بـين شعـبنا المؤمن من الـطرفـين ، وسأعـمل كـل جـهـدي من أجـل هـذه الرسالة )) .

http://alqosh.net/topics_2014/1_jan/01132014/e0113/e01_13.htm

إن حـركة مار باوي التـصحـيحـية تستحـق تسليط الكـثير من ومضات الضوء عـليها وسنكـتـفي بـبعـضها ، فـقـد كانت له منـذ تسعـينات القـرن الماضي جهـودُه الحـثيثة والـتـوّاقة إلى لم شمل الإخـوة في كـنائـسـنا المشرقـية أملاً في الوحـدة التي يريـدها الرب يسوع لكـنها تـوقـفـتْ لأسباب خارجة عـن إرادته شخـصياً ، يعـرفها مَن يهمه الأمر ولسنا بصددها في هـذا المقال … ثم بـدأتْ أفـكاره الوحـدوية تظهـر عـلى السطح بوضوح منـذ محاضرته الصريحة التي ألقاها في قاعة أمام جَـمع كـبـير من إخـوتـنا الآثـوريّـين في ولاية إلينـوي ــ 22 آب 2004 ــ وقال بالحـرف الـواحـد أنه كان يفـكـر فـيها منـذ 15 سـنة وحان الوقـت أنْ يصرّح بها ، وبسبـبها بـدأتْ سلسلة من التساؤلات والتحـقـيقات معه تمخـضتْ في نهاية المطاف عـن قـطع علاقـته بكـنيسته السابقة في عام 2006 لـيـبـدأ مشواراً جـديـداً أمام الملأ ( ومعه كـهنة ومؤمنين من كـنيسته السابقة ) يهـدف منها اللحاق بالكـنيسة الكـلـدانية التي كانت مدار تـفـكـيره ، إستمرَّ ثمان سـنوات من التـشـبّـث بالعـمل الـدؤوب والسير بخـطىً حـثيثة نحـو تحـقـيق وصية الرب المسيح ، وإستطاع أثـناءها الحـصول عـلى إعـتـراف الـﭬاتيكان به في الكـنيسة الكاثـوليكـية كـمطران ، فـكان ذلك نـصراً عـظيماً وبمثابة هـوية تعـريفـية وعـدم تعـرّض يحـملها معه وتـؤهـله للـدخـول منحـنياً أمام الرب المسيح ــ وبهامة مرفـوعة أمام عاديات الزمن ــ إلى عـتبة أكـبر كـنيسة في العالم ، كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول في روما …  ثم إستمر في شـق طريقه كأسـقـف نحـو هـدف الوحـدة السامي فـتـقـدَّم للإنـضمام إلى كـنيستـنا الكـلـدانية وحـصل عـلى قـبول شخـصي لطـلبه من السعـيـد الـذكـر نيافة الكاردينال مار عـمانوئيل دلي ــ مع موافـقة عـدد من المطارنة الأجلاّء ــ فـدعاه للحـضور إلى روما وإشـترك في حـفل تـنـصيـبه كاردينالاً فـكانت له هـناك مَشاهـد وذكـريات !!! .

كان قـد سـادَ ركـود بسبب عـدم إنعـقاد السنهادس الكـلـداني لسنـوات … حـتى إلتأمَ وعـقـد في ــ آيار 2013 ــ ونوقِـشـتْ قـضيته وإنـتهـتْ بالركـون إلى قانون الكـنائس الشرقـية وبالتالي الموافـقة عـلى طـلبه رسمياً ، فـرُفع ملفه إلى روما التي تأخـرتْ في النـظر إلى ملفه بعـض الوقـت ، أما من جانبه فـقـد فاق صبرُه صبرَ أيوب ، فإنـتـظـر مؤمناً بعـدالة الله حـتى تـكـلـلتْ بصدور القـرار المشار إليه من قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان فأصبح الـيوم عـضواً في سنهادس كـنيستـنا الكـلـدانية يتمتع بكافة صلاحـيات المطارنة الكـلـدان الأجلاء الآخـرين 100% ، فـشكـراً للرب .

لقـد كانت مسيرته شاقة ، واجَه خلالها مصاعـبَ جَـمة ومعـرقـلات كـثيرة من أطراف عـدة ، وما أنْ كان يتجاوز إحـداها حـتى توضع أمامه الأخـرى فـيتغـلب عـليها لـتعـيقه ثالثة غـير متوقعة فـيعالجها … فـتأتي الرابعة وهـكـذا …..  وليس أمراً خافـياً ، فـقـد كان لسيادة المطران سـرهـد جـمو المحـترم مواقـف مشرفة ودَور يُـثـنى عـليه في فـتح باب كـنيسة مار ﭘـطرس الرسول / سان ديـيـﮔـو أمامه ومعاملته كأخ مساو له ، وصديق وزميل ومطران في مسانـدته ودعـمه له عـلى أكـثر من صعـيـد بالإضافة إلى الـدعم المعـنوي من مطارنة كـلـدان آخـرين .

أما من جانبنا فـقـد تعـرفـنا عـلى سيادته وجهاً لوجه عـنـد زيارته لجـميعـيتـنا الكـلـدانية الأسترالية يوم 5/5/2006 وفي حـينها قال لـنا مقـوله الصادقة :

أنا مستمـرٌّ وَ باق في دعـوتي المخـلصة مِنْ أجل الـتوحـيد حـتى بعـد هـذه الحـياة الفانية ، حـينما سأواجهُ ربي في السماء ، سأصلـّي وأطـلب منه أن يـوحـدَ كـنيستـنا وَأمتـنا …….

ثم حـضرنا أمسية تـكـريمية لـتوديعه بتأريخ 8/5/2006 حـين حـدَّثـنا بلغة العـبد المتضرّع إلى ربـّه وعـرضَ ( ميزان العـدل لمن ينشد العـدالة ) وأتـذكـر وهـو يخاطب الحـضور قال ــ الصديق وقـت الضيق ــ ! وفي تلك الأمسية https://www.youtube.com/watch?v=dtPokUMbkNY قـرأتُ قـصيـدة تـناسب الحـدث ، صفـق لها الحـضور مرات عـديـدة ، وبعـدها بـدأتُ أكـتب مقالات مؤازرة له إبتـداءاً من تأرخ 8/6/2006 : ( مار باوي سورو  الرجُـل الرجُـل ) حـتى تأريخ 19/9/2013 حـين نشرتُ المقال : مار باوي سـورو المطران ، قـضية في أروقة الـﭬاتيكان ( عـودة إلى الحـق الـمُـنـتـظــَـر من زمان ) فـتجاوز عـددها الخـمسين مقالاً قـبل صدور موافـقة قـداسة الـﭘاﭘا .

حـين تـوالتْ السنون والأيام ، شارك سيادته في مؤتمر الـنهـضة الكـلـدانية المنعـقـد في سان ديـيـﮔـو / نهاية شباط 2011 … والمؤتمر القـومي الكـلـداني العام المنعـقـد في ولاية مشـيـﮔان الأميركـية آيار 2013 … والـذي إفـتـتحه سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم الكـلي الوقار ، فألقى سـيادة المطران باوي سورو الكـلي الهـيـبة كـلمته هـزتْ مشاعـر الحـضور ، بل حـين إعـتـلى المنـصة وقـفـوا له جـميعاً مصفـقـين ومهـلهـلين ، ثم كان حـضرة الأب نوئيل المحـتـرم ممثلاً لسيادة المطران سرهـد جـمو الموقـر فـقـرأ كـلمته الرائعة بالإضافة إلى وفـد من الناشطـين الكـلـدان في سان ديـيـﮔـو ، وكـنا قـد تطـرقـنا في إحـدى جـلسات المؤتمر الـداخـلـية إلى موضوع المطران مار باوَي لأجـل مسانـدته والكـتابة بإسم المؤتمر إلى غـبطة الـﭘاطريرك مار لويس ساكـو بشأن قـضيته … ولم يعـتـرض أحـد من 76 مؤتمرٍ إلاّ (( واحـد فـقـط )) بحـجة فاهـية قائلاً : هـذا شأن رجال الـدين وليس شأنـنا نحـن العـلمانيّـين ! فـعالجـته بقـولي :

حـين إجـتمع بعـض من أساقـفـتـنا وكـهـنـتـنا لـتـقـرير مصير كـنيستـنا في عام 1552 لم يكـن الإكـليروس يقـررون الأمر لـوحـدهم وإنما معهم جـمع غـفـير من المؤمنين كان لهم وزنهم وتأثيرهم !!

في الحـقـيقة ، ما كان مهماً لي أنْ أذكـر هـذه الفـقـرة ، لولا هـذا الـ (( واحـد فـقـط ))  يأتينا الـيوم برداءٍ ــ مِن لا ﭼارة ــ فـيمتـدح مار باوي !! بعـد أن تلاشى سـرابُه ، بل خاب حـلمه المأجـور ،……. سـبحان مغـير الأحـوال ، ومع ذلك لا يسعـنا إلاّ أنْ نـقـول له : شكـراً …. وعـفا الله عـما سـلف ، نيابة عـن المطران مار باوَي الجـليل ، وما خـسرانين خـسارة .

وهـنا لا أريـد الـتـدخـل في شأن ليس شأني لولا أن البعـض يشـوّهـون حـقائق لا يمتـون إليها بصِلة ولا تخـصهم ! يتـلوَّنون وفـقاً لتغـيّرات المناخ فـيُخـفـون حـقـيقـتهم للتمويه عـلى الأبرياء ، فـفي مقالي الأخـير http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=700800.0 (( مار باوي سـورو المطران ، قـضية في أروقة الـﭬاتيكان )) المشار إليه في أعلاه يظهر في مَتـنه ، بل ويتـضح من عـنوانه أنّ القـضية لم تعـد في تلك الصالة أو ذلك الـديوان ولا في أيِّ مكان  أو عـنـد إنسان !! بل أمستْ داخـل أروقة الـﭬاتـيكان ، والحـمد لله فإنه مع الصابرين … وفـرِجَـتْ وصار سيادة المطران باوي لؤلؤة في عـقـد كـنيستـنا ولم يعـد هـناك شيء إسمه ــ قـضية مار باوي ــ .

نـتـمنى لسيادته حـياة روحـية بملء الروح الـقـدس ودوام الصحة وغـزارة الحـكمة والـتـوفـيق في مهامّه المستـقـبلية ، وهـو عـضو في السنهادس الكـلـداني بفـخـر وإعـتـزاز …. والـبقـية تأتي ، وقـلوبنا معه أينما يكـون .

 بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 15/1/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *