الفاتيكان: الوضع الأمني في العراق لا يشجع على عودة المسيحيين

 

السفير المطران جورجيو لينغوا خلال زيارته كنيسة ماريا أفرام في البصرة اليوم السبت

المدى برس / البصرة

عد سفير الفاتيكان في بغداد، اليوم السبت، الوضع الأمني في العراق “غير مناسب لعودة المسيحيين، فيما دعا مسيحيي العراق إلى “إعطاء الثقة التامة للآخرين”.

وقال سفير الكرسي البابوي المطران جورجيو لينغوا خلال مؤتمر صحافي عقده في كنيسة ماريا أفرام، في محافظة البصرة، وحضرته (المدى برس)، إنه “على الرغم من فرحي بتداخل المسيحيين مع الجماعات الاخرى في البصرة وسروري من زيارة الكثير من الطوائف لي في الكنسية إلا أن الوضع الأمني الحالي لا يشجع على عودة المسيحيين إلى العراق”.

وكان مصدر أمني قد أفاد في حديث إلى (المدى برس)، في وقت سابق من اليوم السبت، أن “قيادة عمليات بغداد حصلت على معلومات استخبارية تفيد بأن تنظيم القاعدة هدد باستهداف الكنائس خلال أعياد ميلاد المسيح التي ستبدأ يوم الـ25 من كانون الأول 2012”.

وأضاف لينغوا أن “الزيارة هي الثانية لي إلى البصرة، وأن وصولي إلى العراق ولد لدي انطباع بأن هناك الكثير من الاحترام ويجب علينا أن نعزز هذا الاحترام”، داعيا الجماعات المسيحية “التي ازورها إلى إعطاء الثقة التامة للآخرين فهناك عمل كبير من اجل إعادة العلاقات مع الطوائف الأخرى”.

يشار إلى أن محافظة البصرة (546 كم جنوب بغداد)، تضم لآلاف الأسر المسيحية، غير أن معظمها هاجر خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب تدهور الوضع الإقتصادي في البلاد، فيما تسبب انهيار الوضع الأمني بعد العام (2003) بهجرة عشرات العوائل المسيحية منها.

ولا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد المسيحيين في البصرة، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن (300) أسرة من طوائف الأرمن، والكلدان، والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك، والآشوريين، والبروتستانت، واللاتين.

أما طائفة الأدفنتست (السبتية) فإنها لم تعد ضمن الطوائف المسيحية المعتمدة لدى دائرة الوقف المسيحي في البصرة بسبب هجرة جميع أبنائها، لكن الطائفة مازالت تمتلك كنيسة ذات موقع جيد وطراز معماري جميل، وهي في حال أفضل من معظم الكنائس الأخرى.

وتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف بعد عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008، وانتهاء بتفجير بيوت مواطنين مسيحيين في بغداد في الثلاثين من كانون الأول 2010.

وتمثلت أعنف تلك الهجمات بحادثة كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد حيث احتجز مسلحون مجهولون، في (31 تشرين الأول 2010)، عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، فيما تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ”دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة (3.1%) من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام (1947)، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام (2003).

يذكر أن العراق يضم أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *